تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : غُرة



عمر ابو غريبة
25-07-2014, 03:03 AM
غُرة





الكلُّ يا غزُّ حتى الأهلُ ينتظرُ=لكي تذلّي ويأبى اللهُ والقدرُ
وأنتِ عنقاءُ رغمَ النارِ تستعرُ=تطيرُ من حيثما يطّايرُ الشررُ
رَفّتْ قوادمُ لم ترضيْ بخافيةٍ=ما صدَّكِ الموتُ عن سيرٍ ولا الخطرُ
قيامةٌ بُعثتْ من بين ما حفروا= وخافقاكِ مَدىً يُزجيهما الظفَرُ
هذي نيازكُهم في الجوِّ تنشطرُ=كالبرقِ مرتعشًا يمتصُّه المطرُ
وأنتِ وسطَ صحارى الجدبِ نخلتُنا=وأنتِ خيمتُنا والريحُ تعتوِرُ
وأنتِ في جبهةِ الأيامِ غُرتُنا=وكلُّ غزةَ في أيامِها غُررُ
وأنتِ حاضنةٌ في حِجرِها قمرُ=فنعمَ هاشمُها الوضاءُ والأثرُ
وفيكِ مصباحُنا يأتمُّهُ السَّحرُ=تهفو لمشكاتِه الأرواحُ والعِبرُ
الكلُّ يا غزُّ حتى الأهلُ يأتمرُ=وأنفُكِ الحرُّ ما راموا فما قدروا
ها أنتِ شاهدةً تروي مؤامرةً=حيكتْ بسخريةٍ منهم كما سخروا
لا يخدعنْكِ لسانٌ؛إنهم تترُ=والوجهُ يرهقُه من ذِلّةٍ قتَرُ
هم في دمي ولغوا حينَ العدوُّ وَنى=عَفَّ العُداةُ وقومي نابَهم سَعَرُ
لو كان يمكنُني فارقتُ من لغتي=حرفًا تسترَ فيه قاتلٌ أشِرُ
برئتُ من مُضَرٍ إن كان يجمعُنا=هيهات أن يتبنى مثلَهم مُضَرُ!
جلا الغُزاةُ وأبقَوا فرخَ بيضتهِم=وهاؤمُ الزُّغبُ والأنغالُ قد كبروا
لم يفتؤوا بكِ مكرًا كلَّ سانحةٍ=واللهُ في مكرِه فوق الذي مكروا
والعالَمُ المنتحي ما زال يسألُني=مَن الضحايا؟وفيم الطفلُ ينتحرُ؟!
وددتُ لو قمتُ من موتي لأصفعَه=لكنه راحَ للجلادِ يعتذرُ
يا عالَمًا ذا انفصامٍ بل به حَوَلٌ=إن تغمضِ العينَ تبصرْ أننا بشرُ
بكفِّنا تزهرُ السكينُ والحجرُ= ومن خلالِ دخاني يُسفرُ القمرُ
أُفْقي معارجُ بالأنوارِ تنحدرُ=غصّتْ كمثلِ سديمٍ مَدُّه البصرُ
وها هنا برزخٌ من غزَّ مزدهرُ=ولم يزل يفِدُ الغزّيّةُ السُّمرُ
وهم بغيرِ جوازٍ رغم ما حصروا=يسافرونَ فأنى يُمنعُ السفرُ؟

د. محمد حسن السمان
25-07-2014, 10:49 PM
الأخ الفاضل الشاعر عمر ابو غريبة
قصيدة موثّرة , تنبض بحكاية الجرح , رائية قوية , فيها الكثير من مؤشرات البلاغة والفنيات الشعرية , إضافة للصورة الوجدانية الثائرة , أجدت وأحسنت , ويبقى العالم برمته مجرما , فالساكت عن المجرمين , مجرم مشارك في الجريمة .
تقبل تقديري وإعجابي

د. محمد حسن السمان

محمد ذيب سليمان
25-07-2014, 11:08 PM
شكرا على ما حملت حروفك من معان
شكرا على الشعر والنسج الجميل
شكرا لك

عبدالإله الزّاكي
26-07-2014, 12:51 PM
قصيدة رائعة بما حملته من دلالات وإيحاءات وسبك مبنى وحبك معنى شاعرنا الكبير عمر أبو غريبة ولكن مع هذا تعلم كم أحبّ التطاول على شعرك وما ذاك إلا لحبّي إياك. شعرك وأنا أقرأ قصيدتك بأن مطلع البيت تنقصه بعض القوة بما يتناسب مع خطورة الموقف وهول الكارثة وأرى أن تستهل القصيدة ببيتك العاشر فيكون على النحو التالي:



الكلُّ يا غزُّ حتى الأهلُ يأتمرُ=وأنفُكِ الحرُّ ما راموا فما قدروا
وأنتِ عنقاءُ رغمَ النارِ تستعرُ=تطيرُ من حيثما يطّايرُ الشررُ

فيتناسب التآمر مع الشموخ و العنقاء هذا في نظري.

ثم تنتقل إلى الموضع :


الكلُّ يا غزُّ حتى الأهلُ ينتظرُ=لكي تذلّي ويأبى اللهُ والقدرُ
ها أنتِ شاهدةً تروي مؤامرةً=حيكتْ بسخريةٍ منهم كما سخروا

فتتناسب مؤامرة الأهل وإعزاز الله لغزة وأهلها.

أرجو أن يتّسع صدرك لملاحظتي وتستدرك عليّ ما فاتني.

تقديري الكبير.

عمر ابو غريبة
26-07-2014, 08:41 PM
الأخ الفاضل الشاعر عمر ابو غريبة
قصيدة موثّرة , تنبض بحكاية الجرح , رائية قوية , فيها الكثير من مؤشرات البلاغة والفنيات الشعرية , إضافة للصورة الوجدانية الثائرة , أجدت وأحسنت , ويبقى العالم برمته مجرما , فالساكت عن المجرمين , مجرم مشارك في الجريمة .
تقبل تقديري وإعجابي

د. محمد حسن السمان

أخي الدكتور محمد

تغمرني بفيضك كرمك يا سيدي
وعنايتك بحرفي القاصر.
إن خير مقياس لنص ما هو قدرته على التأثير في المتلقي
فكيف إن كان قارئه بمستواكم.

محبتي وعرفاني

عمر ابو غريبة
26-07-2014, 08:42 PM
شكرا على ما حملت حروفك من معان
شكرا على الشعر والنسج الجميل
شكرا لك

بل الشكر لكم شيخي محمد على حضورك
الكبير كأنت وتشجيعك الصادق لحرفي.

محبتي وامتناني

عمر ابو غريبة
26-07-2014, 08:48 PM
قصيدة رائعة بما حملته من دلالات وإيحاءات وسبك مبنى وحبك معنى شاعرنا الكبير عمر أبو غريبة ولكن مع هذا تعلم كم أحبّ التطاول على شعرك وما ذاك إلا لحبّي إياك. شعرك وأنا أقرأ قصيدتك بأن مطلع البيت تنقصه بعض القوة بما يتناسب مع خطورة الموقف وهول الكارثة وأرى أن تستهل القصيدة ببيتك العاشر فيكون على النحو التالي:



الكلُّ يا غزُّ حتى الأهلُ يأتمرُ=وأنفُكِ الحرُّ ما راموا فما قدروا
وأنتِ عنقاءُ رغمَ النارِ تستعرُ=تطيرُ من حيثما يطّايرُ الشررُ

فيتناسب التآمر مع الشموخ و العنقاء هذا في نظري.

ثم تنتقل إلى الموضع :


الكلُّ يا غزُّ حتى الأهلُ ينتظرُ=لكي تذلّي ويأبى اللهُ والقدرُ
ها أنتِ شاهدةً تروي مؤامرةً=حيكتْ بسخريةٍ منهم كما سخروا

فتتناسب مؤامرة الأهل وإعزاز الله لغزة وأهلها.

أرجو أن يتّسع صدرك لملاحظتي وتستدرك عليّ ما فاتني.

تقديري الكبير.

أخي السهيل

أعتز بحضورك يا سيدي اعتزازي بقراءتك العميقة ووعيك لمفاصل النص.
النص بين يديك يا سيدي فلا تطاول بل شرف له ولصاحبه أن تمنحه من وقتك وفكرك.
اقتراحك جميل للغاية وأوافقك أنه أقوى من المطلع الأصلي
لكن المشكلة أن ذلك سيترتب عليه إعادة ترتيب أبيات النص كلها خصوصًا أبيات التتر
التي تجيء تفصيلاً للتآمر.
سأفكر في الأمر فربما يمكن عمله بإضافة أبيات اخرى للربط بين محاور النص.

محبتي وامتناني

د. سمير العمري
16-08-2014, 02:17 AM
نص شعري آخر زاهر مما أراه انهمر عليك طوفان شعر أبي كريم يحمل كل معاني الوفاء والانتماء والمشاركة الوجدانية الفاعلة مع الأهل في غزة جتى لقد رأيتك في هذا الأمر لساننا والناطق الشعري بمشاعرنا فلله درك!

بقي بعد شكري لحرفك الزاهر الزاخر أن أعيد طرح إشكالية التصريع في أكثر الأبيات فلولا فعلت هذا في جميعها أو حصرته على مطلعها.

دمت متألقا ومبدعا!

تقديري

محمد حمود الحميري
18-08-2014, 08:01 PM
الـكــلُّ يـــا غـــزُّ حـتــى الأهـــلُ يـنـتـظـرُ
لـــكـــي تـــذلّـــي ويـــأبـــى اللهُ والـــقــــدرُ

ستنتصر رغم أنوفهم .. لن يضيعها الله .
لا فض فوك سيدي .

نداء غريب صبري
28-08-2014, 10:02 PM
شعر جميل فيه إباؤك الذي تعودناه ووطنيتك الغامرة التي صرنا ننتظرها مع كل قصيدة
أمتعتني قراءتها

شكرا لك أخي

بوركت

نبيل أحمد زيدان
29-08-2014, 12:42 AM
الأخ الحبيب الشاعر عمر أبو غريبة الموقر
حاولت قبسا لم أفلح فكل الصور الشعرية جميلة
كما مفرداتها المتوافقة وروح القصيد والمتناغمة والجرس
بوركت أخي ودام الألق
تفضل بقبول فائق الشكر والإحترام