عمر ابو غريبة
29-07-2014, 06:21 PM
أشدُّ مضاضة
سَلي جفنَه المقروحَ يا أُمُ هل اغضى=وفي جنبِه المجروحِ سيفٌ ولا أمضى
وعيناكِ نجماه اللذانِ تألّقا=إذا ما نجومُ الليلِ قد أسبلت غمضا
أيا وطنًا ما زال حُلمًا يُقضُّني=ببيداءِ أشتاتي وأنعمْ به قَضّا
فإن منعوا المشتاقَ أن يجتليْ أرضا=فمَن يمنعُ الخفاقَ عن حبِّها نبضا؟
يهيمُ بقيعانِ السرابِ مُطارَدًا=وكلُّ صدى الدنيا على حلقِه انقضّا
يغوصُ من الأشواقِ في ذكرياتِه=فيا مستجيرًا من لظى الشوقِ بالرمضا
تمدُّ شعاعًا للشغافِ يشدُني=يُحلّقُ بي حلْمًا ويطرحُني أرضا
رضينا بكأسٍ بالوصابِ تشعشعتْ=ودنياك ليست دونما صِرفةٍ ترضى
هـــــو الـيــتــمُ لا أُمًـــــا فـــقـــدتَ ولا أبًــــــا=ولـكــنْ ديارًا لم يزلْ بِرُّها فَرضــــا
تقاذفُني الأقطارُ لهوَ عواصفٍ=وترفضُني وحدي مرافئُها رفضا
ذوو رحِمٍ برّوا أخاهم بقطعِها=فللهِ أرحامٌ نفى بعضُها بعضا
أبيتُ على الأسلاكِ مُلقىً كمجرمٍ=ومَن شاء غيري يفرشُ السهلَ والربضا
"وظلمُ ذوي القربى أشدُّ مضاضةً.."=كأن فراقَ الدارِ لم يكْفِه مَضّا
وكلُّهمُ قد أنشبوا فيَّ مخلبًا=وكلُّهمُ عضّوا على عنُقي عضّا
وهم مَن أضاعوني بأولِ نكبةٍ=وثانيةٍ إذ جمعُهم عنيَ انفضّا
ولو تركوني دون كيدِ تآمرٍ=لأبرمتُ راياتي التي خرّقوا نقضا
كأنك مجذومٌ يفرّونَ عنك؛بل=لأنت نطاسيٌّ وكلُّهمُ مرضى
كأنك عبدٌ يكرهونَ لِقاهُ؛بل=همُ وأنا حرٌّ لذا أمعنوا بُغضا
كأنك أشقاهم ووحدك معدمٌ=فرُبَّ غدٍ تمشي على راحِه خفضا
غدًا ستراهم في بلاطِك سُجّدًا=ويُبصرُ مِن مَسِّ القميصِ مَنِ ابيضّا
*=*
على زورقِ الأحلامِ جدّفتُ ساريًا=بيَ الشوقُ يُزجيني فأسبقُه ركضا
وهذا فتاكِ الكهلُ يُولَدُ ثانيًا=ليفترَّ مِن طَلِّ اللقا عودُه غضّا
دعي حبلَه السُّريَّ؛لا تقرضي العُرى=فإن شقائي كان أولُه قرضا
خرجتُ كما الموتى بجثمانِ لاجئٍ=فهيا انفخي في شلوِه ينتفضْ نفضا
سَلي جفنَه المقروحَ يا أُمُ هل اغضى=وفي جنبِه المجروحِ سيفٌ ولا أمضى
وعيناكِ نجماه اللذانِ تألّقا=إذا ما نجومُ الليلِ قد أسبلت غمضا
أيا وطنًا ما زال حُلمًا يُقضُّني=ببيداءِ أشتاتي وأنعمْ به قَضّا
فإن منعوا المشتاقَ أن يجتليْ أرضا=فمَن يمنعُ الخفاقَ عن حبِّها نبضا؟
يهيمُ بقيعانِ السرابِ مُطارَدًا=وكلُّ صدى الدنيا على حلقِه انقضّا
يغوصُ من الأشواقِ في ذكرياتِه=فيا مستجيرًا من لظى الشوقِ بالرمضا
تمدُّ شعاعًا للشغافِ يشدُني=يُحلّقُ بي حلْمًا ويطرحُني أرضا
رضينا بكأسٍ بالوصابِ تشعشعتْ=ودنياك ليست دونما صِرفةٍ ترضى
هـــــو الـيــتــمُ لا أُمًـــــا فـــقـــدتَ ولا أبًــــــا=ولـكــنْ ديارًا لم يزلْ بِرُّها فَرضــــا
تقاذفُني الأقطارُ لهوَ عواصفٍ=وترفضُني وحدي مرافئُها رفضا
ذوو رحِمٍ برّوا أخاهم بقطعِها=فللهِ أرحامٌ نفى بعضُها بعضا
أبيتُ على الأسلاكِ مُلقىً كمجرمٍ=ومَن شاء غيري يفرشُ السهلَ والربضا
"وظلمُ ذوي القربى أشدُّ مضاضةً.."=كأن فراقَ الدارِ لم يكْفِه مَضّا
وكلُّهمُ قد أنشبوا فيَّ مخلبًا=وكلُّهمُ عضّوا على عنُقي عضّا
وهم مَن أضاعوني بأولِ نكبةٍ=وثانيةٍ إذ جمعُهم عنيَ انفضّا
ولو تركوني دون كيدِ تآمرٍ=لأبرمتُ راياتي التي خرّقوا نقضا
كأنك مجذومٌ يفرّونَ عنك؛بل=لأنت نطاسيٌّ وكلُّهمُ مرضى
كأنك عبدٌ يكرهونَ لِقاهُ؛بل=همُ وأنا حرٌّ لذا أمعنوا بُغضا
كأنك أشقاهم ووحدك معدمٌ=فرُبَّ غدٍ تمشي على راحِه خفضا
غدًا ستراهم في بلاطِك سُجّدًا=ويُبصرُ مِن مَسِّ القميصِ مَنِ ابيضّا
*=*
على زورقِ الأحلامِ جدّفتُ ساريًا=بيَ الشوقُ يُزجيني فأسبقُه ركضا
وهذا فتاكِ الكهلُ يُولَدُ ثانيًا=ليفترَّ مِن طَلِّ اللقا عودُه غضّا
دعي حبلَه السُّريَّ؛لا تقرضي العُرى=فإن شقائي كان أولُه قرضا
خرجتُ كما الموتى بجثمانِ لاجئٍ=فهيا انفخي في شلوِه ينتفضْ نفضا