المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : غزَّةُ في فَلسَفةِ الُمناضِلينَ على قَارِعَةِ الطَّريقِ



د.نبيل قصاب باشي
12-08-2014, 11:00 AM
غزة

غزَّةُ في فَلسَفةِ الُمناضِلينَ على قَارِعَةِ الطَّريقِ

د.نبيل قصاب باشي


دعت غزةٌ قومَها مرةً وهي عُريانةٌ تتلوّى احتراقاً بأشلائها في هجيرِ العَراءْ

وضاعَ هسيسُ الدعاءْ

ونـاءَ المدى بالنــداءْ

وَهمْهَمَ ينزفُ أنفاسَهُ في رمادِ الفضاءْ

وماجتْ على البُعدِ غَمْغَمَةٌ من مغيثٍ شقيّ يُدندنُ في قُمقمٍ هارباً منْ جنونِ الفدى

يموجُ بخُنّاقهِ زفرة ً زفرة ً في نجيعِ الرّدى

غيرَ أنّ الفدى والردى موجة ٌمنْ دمـــــاءْ

ترامى وعيدُ تلاطمـِــــها في غَمام ِالمدى

وآلَ إلى سمْعِنا خبراً عاجلاً منْ لظىً ماجَ في وَعْينا وتثاءبَ فينا صداهُ تثاءبَ ..

حتى اختفى في مَهاوي الحِجا

وهاجتْ بنا غائماتُ الدّجى

وضجَّ النشيجُ بغزّةَ هاجَ العويلُ .. انتبهنا قليلاً ورحْنا نموجُ بهِ شهقة ًشهقة ً فاعْترَانا ..

اختلاجٌ يهدهدُ فينا نُعاسَ الفدى

وبات شهيقُ صدانا شخيراً فنمنا على رجْعهِ حالمينَ بقهرِ العدى

ولما أفقنا على زلزلاتِ القنابلِ والراجماتِ رجفْنا ورحنا نكفّنُ نعشَ مواجعِنا

بوشاحِ الرّدى

وساعة هاج الردى بالصدى..

عَرْبدَتْ موجةٌ ضُمِّختْ بنجيعِ الندى

وحينَ انتبهنا ونحن حَيارى تجلّتْ عروسُ شهيدٍ تَبَخْتَرُ في عُرْسِهَا مثلَ عصفورةٍ ..

عرّشتْ تحتَ خيمةِ دمعٍ وتحتَ خيامِ دماءٍ طمتْ غامِرَهْ

تهرّأَ ريشُ قوادمِها مُزْعة ًمزعة ًثم هبّتْ معَ الريحِ ...... هُنا ريشةٌ في سماءِ..

" دمشقَ " هَوَتْ خائرَهْ

وأخرى هَوت في فضاءاتِ " مصرَ " على قبّة ِ " الأزهرِ " القاهرَهْ

وثالثة ٌ صوْبَ " عمّانَ " حطتْ على رأْسِ أرملةٍ حائرَةْ

ورابعة ٌهبطتْ تتلوّى هنا وهنالكَ ثمّتَ أهوتْ تَرَنّحَ فيها دروبُ المدى العاثرَهْ

وعند شواطئ بحرِ الخليجِ ارتمتْ ريشة ٌ فوقَ " دوحتِهِ " الناضرَهْ

تُفتّشُ عنْ ماردٍ عربيِّ الحمى غابَ عفريتُهُ في دُجى قُمْقُم ٍ علَّ فيها جنيناً ..

سَيُولَدُ منْ غيمة ٍ عابرَهْ

وماتَ الجنينُ كموتِ غريق ٍتنفّسَ منْ قبرِ أوْبئةِ " القمّة ِ" الخاسرَهْ

وكُفّنَ ثوبَ البياناتِ وشّتْ عناوينَها الزركشاتُ .. وغُسِّلَ بالعطرِ ثمّتَ صلّتْ عليه حمائمُ..

زيتونة ٍ عاطرَهْ

لقد ماتَ موتَ غريقٍ تجشّأَ مختنقاً غرْغرَاتِ البيانِ الختاميّ ثمّ تقيّأ ـ منذُ زمانٍ مضى ـ ..

قَيْءَ مِحبرة ِالقمّة العاشرَهْ

ويمضي زمانٌ كئيبٌ وعشرونَ تمضي ، وخامسةٌ بعدَها .. وتخِمُّ بياناتُها ثمّ تُرْمَى خُمامتُهَا..

في دهاليزِ قمتّها العابرَهْ

وتبقى تلوذ ُهنا ريشة ٌ... كانتِ الريحُ قدْ مزّقتها تَنَاثرُ أشلاؤها هاهُنا وهناكَ وتركمها..


السافياتُ إلى شاطئٍ قربَ غزّةَ حيثُ تحطُّ على موجة ٍ فاترَهْ

وتهبطُ وادعة ً في سكونٍ وقورٍ على جثةٍ منْ جثامينِ أطفالِهَا الطاهرَهْ

وتمضي إلى ربّها مثلَ قنديل ِعرش ٍ توضّأ منْ ضوئهِ القادمونَ إلى جنّة الخلدِ كيما..

يَفيئوا إلى ظلِّ معروشة ٍ ناضرَهْ

فطوبى لأرواحهمْ ونعيم ٌ مقيمٌ وبُؤْسى لنا في لظى الحَافرِهْ

ويمضي شهيدٌ وراءَ شهيدٍ ثوى هادئاً يتنعَّمُ بالصمتِ في غُرفِ الجنةِ العاطرَهْ

وتمضي شعاراتُنا هاهنا حيّة ً تتحدّى وعيدَ العدى

ينوءُ بأسماعِنا صوتُها وتضجُّ المسافاتُ تهربُ منْ قُبحِها نافرَهْ

ونبقى نلوذُ بضوضاءِ أصواتِنا والصّدى هاربٌ ... وتُولوِلُ فيهِ إذاعاتُنا الفاجرَهْ

ونبقى نقدّسُ راياتِنا والأماني حيارى تفتّشُ عنْ سرِّ ألوانِها العاقرَهْ

فسودُ وقائعِها هارباتٌ وخضرُ مرابعِها يابساتٌ وأحمرُها قدْ تفشّى نجيعاً بأصواتِنا الناعرَهْ

دعونا إذنْ في مسافاتِنا نتداعى ونحبسُ أصواتَنا في نقاطِ محاورِها الدائرَهْ

نحرّرُ أنفسَنا منْ سجونِ شعاراتِنا علَّنا نتهدَّى لسرِّ نوافذِنا النادرَهْ

ونصحو على فَرَحٍ منْ نُعاسِ خواطرِنا السادرَهْ

عبد السلام دغمش
12-08-2014, 12:21 PM
غزة



دعونا إذنْ في مسافاتِنا نتداعى ونحبسُ أصواتَنا في نقاطِ محاورِها الدائرَهْ

نحرّرُ أنفسَنا منْ سجونِ شعاراتِنا علَّنا نتهدَّى لسرِّ نوافذِنا النادرَهْ

ونصحو على فَرَحٍ منْ نُعاسِ خواطرِنا السادرَهْ [/frame][/frame][/COLOR][/SIZE]

نعم .. إن غزة بمعاناتها وصمود أهلها تسمو فوق الشعارات .. وترتقب صحوة حقيقية ..
وغزة باعتصامها بالله وصبرها أبية على الذل .. ولا تدعو الا الله وهذا من كرامتها ..
دمت بخير .

محمد ذيب سليمان
12-08-2014, 02:01 PM
شكرا ايها الحبيب على هذا المحمول الجميل
الذي خرج من روح جميلة ونفس نقية ابية
ما اجمل ان تتآخى القلوب وتصدر صوتا واحدا داعيا للتكاتف
مودتي

د.نبيل قصاب باشي
12-08-2014, 06:49 PM
الفاضل عبد السلام دغمش أشكر لك مرورك الجميل

د.نبيل قصاب باشي
12-08-2014, 07:06 PM
الشاعر الرائع محمدذيب أشكر لك جمال مشاعرك وشفيف خواطرك

د.حسين جاسم
22-02-2015, 12:21 AM
شعر يشيد بغزة البطلة التي أعادت للأمة كبرياءها هو شعر عظيم
أحييك

د. سمير العمري
11-05-2015, 07:23 PM
بورك لسانك وجنانك ولا فض فوك أيها الأخ الحبيب والشاعر الأريب!

أما الشعور فزاهر ناصر ناضر يحمل ما تحمل كل نفس كريمة وهمة غالية وغيرة صادقة.

وأما الشعر فافتقدته هنا في النص إذ غلبه كلفة النظم خلا مواضع قليلة كانت مدهشة ، وأشير كذلك إلى أهمية التدوير في قصائد السطر بما يوافق المعنى والمبنى وهذا مما لم أجده دقيقا في نصك هذا.

دمت بخير وعافية!

تقديري

ربيحة الرفاعي
21-06-2015, 01:25 AM
نظم شعري بإحساس وفكر سامقين وحرف طيّب اللغة
أؤيد ما تفضّل به الدكتور العمري في ملاحظته

تحاياي