تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : اجابة خاطئة ... مأساة قصيرة جداً



أحمد عيسى
13-08-2014, 01:13 AM
لم يستغرقه التفكير ثانية واحدة .
الهاتف لا زال بيديه ، وصوت ضابط المخابرات الإسرائيلي يرن في أذنيه : هل تحب أن تموت وحدك ؟
يصرخ مرات : نعم ,, نعم
وبدون تفكير يجيب : أحب أن أفعل ، اتركوا أطفالي وزوجتي .
- إذن اخرج من المنزل فوراً
يتجه مسرعاً إلى زوجته في المطبخ ، يحتضنها دون أي كلمة ، يحتضنها كأنه لا يريد تركها ، تبتسم في مرارة
تقول ودمعتها على خدها : إلى الميدان مرة أخرى .
فلا يجيب ..
يتجه إلى طفليه ، يحتضنهما معاً ، حتى أن ( مها ) تأوهت ، فتحسس شعرها في حنو ، وقال (أحمد) : خذني معك يا أبي .
يتجه أبا أحمد للباب مسرعاً ، تستوقفه زوجته : لم تلبس زيك ، ولم تأخذ كاميرتك ؟ إلى أين أنت ذاهب ..
يتصنع ابتسامة : الصحفي لا يحتاج إلى زي ، عيناي كاميرتي ، لا تقلقي يا حبيبتي ..
تناوله صورة تجمعهما والأولاد ، يتأملها في حنو ، ثم يضعها في جيبه ..
يخرج أبا أحمد ، يهرول هارباً من المنزل وكل ذرة في جسده تقول لصاروخ العدو : اتبعني
لم يتوقع ألماً ، أو أن يسمع صوتاً ، منذ بدأت الحرب أدرك ، وأدرك كل سكان غزة ألا يخافوا من صوت الصاروخ ، لأن الصاروخ الذي لن تسمع صوته هو ذاك الذي سيقتلك .
سمع الأزيز المميز المخيف ، ثم صوت انفجار خلفه ، لم يصم أذنيه كباقي الناس في الشارع ، ولم يلتفت وراءه إلا بفيضٍ من دموع ووجع ..
الهاتف لا زال في يده .. ربما لم يزل الخط مفتوحاً مع قاتله .
اتفقنا أن تقتلني مرة .. لا ألف مرة .
يتأمل الصورة الوحيدة التي ظلت من منزله وحياة أطفاله المسلوبة .
يصرخ في صمتٍ مجنون ، وأشلاء أطفاله تتطاير خارج حدود الزمان .. ليتني لم أقل نعم .

مازن لبابيدي
13-08-2014, 08:46 AM
المبدع الرائع أحمد عيسى
والله طال الشوق لحرفك وحضورك الجميل .
قصة رائعة تكاد تتجسد أمام القارئ .
مرحبا بعودتك وحمدا لله على سلامتك
نسأل الله النصر العاجل التام لغزة الحبيبة ، ورحم الله شهداءنا .

تقديري وتحيتي

ناديه محمد الجابي
13-08-2014, 10:36 PM
جبناء .. سفلة .. الإجرام ليس جديد عليهم
قصة مؤثرة رائعة كما عهدنا قلمك الثر
ومشهد أبدعت في رسمه بتصوير فني جميل
وقفة إجلال وإكبار للمقاومة الباسلة في غزة
في مواجهة هذا العدوان الأرهابي الإجرامي .
وتحية صادقة إلى عمق ما سمت به روحك المبدعة.

كاملة بدارنه
14-08-2014, 02:57 PM
محزنة حتّى الوجع ...
باتت الأحزان محفورة في القلوب وموشومة على المشاعر لأهوال المعاناة وصعوبة الحال
كتبت فأحسنت الوصف والسّرد
بوركت وأهل غزّة أخ أحمد
تقديري وتحيّتي

ربيحة الرفاعي
16-08-2014, 12:12 AM
مشهد آخر من يوميات غزة الأبية الصامدة، وسرد استحواذي بحرفه ومحموله
التفاصيل موجعة وصدقها نابض بقوة
والنص رائع رغم بعض عثرة في لغته

دامت غزة أبية قويّة على العداة والغادرين عصيّة
ودمت بخير أيها الكريم

تحاياي

آمال المصري
17-08-2014, 06:57 PM
شر ميتة ما آل به إليه الحال - اللهم انتقم منهم وأرنا فيهم عجائب قدرته
بلغة شائقة وبيان قوي وحبكة متينة ونهاية صاعقة صادمة قدمت لنا صورة حية من غزة الإباء فشكرا لك هذا البهاء أديبنا الفاضل
تقديري الكبير

خلود محمد جمعة
07-09-2014, 10:37 AM
اتفقنا أن تقتلني مرة .. لا ألف مرة .
كم مرة سيموت شعب غزة ؟؟؟؟؟؟
قصة أمطرت وجعا
كم هو جميل موال الوطن بمدادك أديبنا
رائعة
تقديري

أحمد عيسى
08-09-2014, 02:26 PM
شكراً للجميع وسأعود للرد عليكم تباعاً ، أعتذر لتأخري فغزة كانت ترزح تحت الحرب شهرين ويصبح تصفح الانترنت لأي شيء سوى الأخبار ترفاً ..
تقديري لكم أحبابي وأخوتي في الله

رويدة القحطاني
23-09-2014, 11:36 PM
مشهد نضالي مؤلم، يعيدنا لغزة وأجوائها وحرب الكرامة التي خاضتها، لكنه يثير تساؤلا مهما، فما نعرفه أن إسرائيل يهمها قتل المناضلين والقيادات، وتحرص على ذلك وبنفس الدم البارد حتى لو أدى لقتل أسرهم وجيرانهم جميعا ، ولم نسمع يوما عن حرصها على إخراج المقاوم من دائرة القصف، حتى ولا لتعذيبه بقتل أهله!
فهل معلومتنا خاطئة؟

أحمد عيسى
24-09-2014, 05:39 PM
مشهد نضالي مؤلم، يعيدنا لغزة وأجوائها وحرب الكرامة التي خاضتها، لكنه يثير تساؤلا مهما، فما نعرفه أن إسرائيل يهمها قتل المناضلين والقيادات، وتحرص على ذلك وبنفس الدم البارد حتى لو أدى لقتل أسرهم وجيرانهم جميعا ، ولم نسمع يوما عن حرصها على إخراج المقاوم من دائرة القصف، حتى ولا لتعذيبه بقتل أهله!
فهل معلومتنا خاطئة؟

أختي الفاضلة : معلومتك صحيحة تماماً لكنها ناقصة ، وتحتاج الى نصفها الآخر
بمعنى أن العدو حريص على المناضلين والقيادات وأيضاً حريص على قتل الناس المدنيين لتخويفهم وترهيبهم والانتقام منهم ، بل والانتقام من الحجر والشجر
فلماذا كانت صبرا وشاتيلا اذن ؟ ولماذا دير ياسين ؟ ولماذا كانت تسمى أي مجزرة بهذا الاسم ؟

أما البطل في القصة فكان صحفياً ، سلاحه كاميرته ، وقد استهدف العدو في هذه الحرب وسابقاتها الصحفيين والمدنيين ورجال الدفاع المدني والاطفاء والمسعفين والأطباء ، واستهدف بشكل خاص : الأطفال .

بالتأكيد لا أفترض سوء النية بتعليقك ، انما أفهم استفسارك لماذا ان كان مقاوماً يستهدفون أسرته ويتركونه هو ينجو .. اليس كذلك
والاجابة أنه صحفي وليس مقاوماً ، ولا تنسي أنهم كانوا يستهدفون منازل المقاومين الفارغة وهم يعلمون انها فارغة ، بل ومنازل المواطنين العاديين
هي سياسة : رفع الكلفة ، حتى تصبح كلفة الحرب باهظة على المواطن والشعب والحكومة ، فيرضخ لابتزازهم مرغماً .

وليد مجاهد
15-10-2014, 12:05 AM
هي سياسة : رفع الكلفة ، حتى تصبح كلفة الحرب باهظة على المواطن والشعب والحكومة ، فيرضخ لابتزازهم مرغماً .

هي ذلك تماما
إيقاع أكبر قدر من الخسائر في الأرواح والأموال وحرق غزة قبل وضع سلاحهم أملا بأن يفرضوا عل أهلها مقاومة المقاومة
خسئوا وباءت أحلامهم بالفشل

قصة مؤثرة بحرف كاتب رائع

تقديري