مشاهدة النسخة كاملة : ثلاث رصاصات
هشام النجار
17-08-2014, 01:06 AM
انسان حقيقى لديه طموح وليس لديه سلاح ولا يمتلك القدرة على الاستجابة لأى استفزاز ، مسالم وديع برأس ووجه عجيب وشفتان ضخمتان مترهلتان وجسد مكتنز وصلعة فى رأسه صنعت مع ملامح وجهه الأوروأسيوى لوحة مرسومة بعناية لوجه لا ينسى بسهولة ويغرى على متابعة النظر اليه ، يكبت الاهانات ويطحنها ويفتتها ودائم الابتسام ويصمت طويلاً ويأخذ زوجته وابنته الوحيدة فى نزهة أسبوعية بالسيارة الى الشاليه الذى يمتلكونه فى المدينة الساحلية القريبة مع وجبة سمك دسمة من مطعم فاخر على الطريق الدائرى الجديد ، وفور خروجه يلتقط أكياس الزبالة التى ألقاها جيرانه أمام منزله ويضعها فى مكب النفايات الرئيسى ويبتسم ويلقى السلام عليهم وهم واقفون فى ذهول .
يحاول جاره اللص المحترف المسجل بالبوليس كعنصر خطير ونشط فى مرة ابتزازه وأخرى سرقته فيقابله بمرتب شهرى ثابت نظير العناية الدائمة ببيته وحراسة ثمرات أشجار الحديقة لئلا يسرقها المتسلقون والأطفال .
يضع يده فى كافة تفاصيل المنزل الهادئ وسط مدينة تغلى من داخلها ويصنع أشهى الأكلات ويسابق الزمن بعد انتهائه من عمله ليعيش متعته الخاصة بجوار زوجته فى المطبخ ويطعمهما بيديه ويحضر أطباق الفاكهة ويرتب الملابس ويحرص على كيها ويشرح لابنته دروسها ويقص عليها الحكايات وينثر على وجنتيها الورديتين الضاحكتين الأمنيات ولا يكف عن الكلام ويشعل البيت بالحيوية والحركة والمرح والرقص ويشارك ابنته الغناء ويحرس الأيام المتبقية على التحاقها بالجامعة دون نوم ، وعندما تبدأ فى الكلام يشير الى زوجته بيده ويتوهج بالانصات بابتسامة ونظرات مسكونة بقدسية غامضة ، ويغلبها النوم فيحملها على كتفه الى سريرها ويسحب عليها الغطاء ويعد القهوة ، ويحتسيها هو وزوجته وهما يتأملان ويغنيان ويتمنيان للعروس النائمة .
أمام باب الحلاق يستوقفه شابان بعد أن أوقفا دراجتهما البخارية ويأمره أحدهما بصوت غليظ بالتأخر قليلاً ليحظيا قبله بالأسبقية فيتراجع فى هدوء ويرسم على وجهه ابتسامة باردة .
يتذكر أحدهما انه ابن جاره اللص الذى عينه حارساً بمرتب شهرى ، اقترب منه مهدداً اياه حيث ابنته فى خطر وأنها قد تكون مختطفة وأنه ليس الا مجرد وسيط لقبض المال قبل أن يصيبوها بأذى ، بعد أن ظل يحكى والحلاق قصص قطع الطريق وانتشار العصابات والسلاح والمخدرات وحكايات الملايين فى حسابات اللصوص والمأجورين والبلطجية فى البنوك ، وكثير من حكايات التنسيق مع عناصر الشرطة وتبادل المنافع وتقسيم الغنائم .
دارت رأسه من هول الصدمة وحاول التماسك وأفاق على دموع زوجته تتساقط على رقبته .
يتحرك فى البيت بهدوء أعصاب وتنتشر الشرطة فى المكان ويعد الطعام لزوجته ويحاول اطعامها ويربت على كتفها فى حنان وعطف ويقمع البكاء داخله .
يتوقف عن اعطاء اللص راتبه ويقتنى سلاحاً يحشوه بثلاث رصاصات ويحرص على ايذاء الجيران بالبذاءات وصارت الساحة بجوار بيته نظيفة ويحملون نفاياتهم بأيديهم الى المكب الرئيسى .
وعندما عادت ابنته كانت زوجته قد ماتت فدفنها بمعاونة ابنته ومنع أى أحد من الاقتراب من الجنازة ، وفى الطريق الى الشاليه اصطحب وجبة السمك الفاخرة ومياه غازية وعلبة سجائر وبعد أن تناولا الغداء أخبرته ابنته أنها لم تعد فى حاجة الى مزيد تدريب وأنها أتقنت القنص ولا حاجة ليوم اضافى من التدريبات ، فأعطاها سلاحه المحشو ودخلا الشاليه بكامل هدوئهما واتزانهما على الثلاثة المقيدين الى كراسيهم ، اللص وابنه .. والضابط النوبتجى .
عبد السلام دغمش
17-08-2014, 10:27 AM
نص مشوق على مرارة ما يحمله من مضمون ..
ربما يصبح المواطن المثالي في خلقه وتعامله غريبا أحيانا ..وسط فساد لم يعد يستثني أحداً .
الشخصية المحورية قد تفاجأنا بانتقالها من الخلق الرفيع الى ايذاء الجار ..( ويحرص على إيذاء الجيران بالبذاءات )..ربما يتقبل القارئ الانتقال كردة فعل الى حبازة السلاح بقصد الانتقام اما الأذى فيصعب مع شخصية كانت تواجه المضايقات بابتسامة ... وربما قصد الكاتب ان الفساد يمتد حتى يطال الكثير ..
أسلوب سردي شائق يشدنا حتى الختام .
تحياتي .
محمد الشرادي
17-08-2014, 10:50 AM
أهلا اخي هشام
هناك بعض الناس يعتبرون حسن المعاملة ضعفا، و لا يعيدهم إلى جادة الطريق سوى العين الحمراء.
تحياتي
هشام النجار
18-08-2014, 05:22 AM
نص مشوق على مرارة ما يحمله من مضمون ..
ربما يصبح المواطن المثالي في خلقه وتعامله غريبا أحيانا ..وسط فساد لم يعد يستثني أحداً .
الشخصية المحورية قد تفاجأنا بانتقالها من الخلق الرفيع الى ايذاء الجار ..( ويحرص على إيذاء الجيران بالبذاءات )..ربما يتقبل القارئ الانتقال كردة فعل الى حبازة السلاح بقصد الانتقام اما الأذى فيصعب مع شخصية كانت تواجه المضايقات بابتسامة ... وربما قصد الكاتب ان الفساد يمتد حتى يطال الكثير ..
أسلوب سردي شائق يشدنا حتى الختام .
تحياتي .
شكرا جزيلا اخى الكريم عبد السلام
دام لنا تألقك وابداعك وعطاؤك
والفجيعة العامة تحول الطيبين الى أشرار فلا مكان يمارسون فيه طيبتهم ولا بشر يسستحقون .
تحياتى وتقديرى
كاملة بدارنه
18-08-2014, 03:50 PM
احيانا يتخلّى المرء عن صفاته وعن أخلاقة القويمة بسبب ضغوطات الحثالة من النّاس، فيجد نفسه في هاوية!
قصّة محزنة وواقعيّة بشخوصها وأحداثها جاءت بسرد جاذب
بوركت
تقديري وتحيّتي
محمد حمود الحميري
18-08-2014, 08:52 PM
الحياة مدرسة .. والمجتمع أستاذها.
شكرًا لهذا السرد القصصي المعبر .
هشام النجار
22-08-2014, 07:27 AM
احيانا يتخلّى المرء عن صفاته وعن أخلاقة القويمة بسبب ضغوطات الحثالة من النّاس، فيجد نفسه في هاوية!
قصّة محزنة وواقعيّة بشخوصها وأحداثها جاءت بسرد جاذب
بوركت
تقديري وتحيّتي
شكراً جزيلاً للأديبة والمبدعة القديرة كاملة بدارنة
خالص التحية والتقدير
أطيب الأمنيات
ربيحة الرفاعي
28-08-2014, 05:53 PM
يستبعد المسار القصّي المنطقي لنمو الشخصية هذا الانقلاب في شخصية البطل، لكن فجاعة الحدث وعنف وقعه على شخصية تنزع في تساميها للملائكية قادرعلى نقلها للشيطانية كرد فعل مقبول في علم النفس
ولعل هذا يبرر تلوث بعض النفوس البالغة النقاء بتأثير ما تواجه من معاناة مع أدران محيطها سواء في مصر حيث تسجل باستمرار حوادث التعاون والتنسيق بين البلطجية وعناصر الشرطة، أو في غيرها على امتداد لبسيطة التي خلقنا لنعمرها فلوثناها
قصة طيبة يشفع لتوصيف أخلاق بطلها الذي امتد لحوالي ثلثي النص أنه إزميل تعميق نحت الفكرة لتأكيد قدرة القبح على تقبيح الجمال مهما قاوم
دمت بخير أيها المبدع
تحاياي
خلود محمد جمعة
30-08-2014, 05:03 PM
الحدث الذي غير مسار حياته ثلاثمئة وستين درجة هو نتيجة ضغط متزايد متكرر الى ان جاءت القشة التي قسمت ظهر البعير
وارتدى شخصياتهم ليقول لهم انه كان يستطيع ولكنه لم يفعل والآن سوف يشربون من نفس الكأس
ثلاث رصاصات هي التجربة والواقع وردة الفعل
قصة رائعة بسلاسة السرد وتشويق الأسلوب والحبكة المحكمة مع النهاية الحتمية
دمت رائعا
تقديري
هشام النجار
30-09-2014, 09:29 AM
الحياة مدرسة .. والمجتمع أستاذها.
شكرًا لهذا السرد القصصي المعبر .
شكرا جزيلاً لحضورك الذى أسعدنا ولتوقيعك الثرى الذى شرفنا
دمت بألق وابداع ايها الاديب
تحياتى وتقديرى
هشام النجار
30-09-2014, 09:32 AM
يستبعد المسار القصّي المنطقي لنمو الشخصية هذا الانقلاب في شخصية البطل، لكن فجاعة الحدث وعنف وقعه على شخصية تنزع في تساميها للملائكية قادرعلى نقلها للشيطانية كرد فعل مقبول في علم النفس
ولعل هذا يبرر تلوث بعض النفوس البالغة النقاء بتأثير ما تواجه من معاناة مع أدران محيطها سواء في مصر حيث تسجل باستمرار حوادث التعاون والتنسيق بين البلطجية وعناصر الشرطة، أو في غيرها على امتداد لبسيطة التي خلقنا لنعمرها فلوثناها
قصة طيبة يشفع لتوصيف أخلاق بطلها الذي امتد لحوالي ثلثي النص أنه إزميل تعميق نحت الفكرة لتأكيد قدرة القبح على تقبيح الجمال مهما قاوم
دمت بخير أيها المبدع
تحاياي
قراءة مميزة وعميقة أضاءت الكثير من جوانب القصة وعالجت المضمون والفكرة باحترافية وهذا ما تعودناه من قلم قدير لأديبة ومبدعة كبيرة .
شكراً جزيلاً سيدتى الكريمة على هذا السخاء والعطاء المتواصل .
جزاك الله عنا خيرا
تحياتى وأطيب أمنياتى
ناديه محمد الجابي
30-09-2014, 07:12 PM
ماالذي يجعل الإنسان يفقد إنسانيته ويتخلى عنها ويقبل إن يتحول
إلى وحش إلا ألم كبير.
إن ذلك الإنسان الحقيقي الملائكي الطباع المسالم صانع المعروف
لم يكن يريد إلا أن يدعوه يعيش في سلام وسعادة مع أسرته الصغيرة
ولكن الصدمة عندما وجد أن الجميل يقابل بالنكران والإساءة استفذت
الوحش الكامن بداخله لينتقم.
بلغة سامقة وسرد مشوق ومضمون هادف قدمت لنا قصة عميقة الفكرة
مثيرة للتأمل والتدبر واقعية مؤثرة.
أحييك على هذه الوجبة الدسمة الراقية
ودمت والإبداع. :001:
هشام النجار
08-10-2014, 08:52 AM
ماالذي يجعل الإنسان يفقد إنسانيته ويتخلى عنها ويقبل إن يتحول
إلى وحش إلا ألم كبير.
إن ذلك الإنسان الحقيقي الملائكي الطباع المسالم صانع المعروف
لم يكن يريد إلا أن يدعوه يعيش في سلام وسعادة مع أسرته الصغيرة
ولكن الصدمة عندما وجد أن الجميل يقابل بالنكران والإساءة استفذت
الوحش الكامن بداخله لينتقم.
بلغة سامقة وسرد مشوق ومضمون هادف قدمت لنا قصة عميقة الفكرة
مثيرة للتأمل والتدبر واقعية مؤثرة.
أحييك على هذه الوجبة الدسمة الراقية
ودمت والإبداع. :001:
شكراً جزيلاً للأديبة القديرة والمبدعة الراقية صاحبة العطاء الدؤوب أستاذتنا الكبيرة نادية الجابى
قراءة مكثفة أعطت للنص وصاحبه حقهما وزادت فى الثناء والانصاف
بارك الله فى قلمك وعملك ورزقك وعمرك وولدك وأهلك
كل عام وانتم بخير
تقبلى خالص التحية والتقدير
أطيب الامنيات:001:
نداء غريب صبري
25-10-2014, 01:13 AM
يتخيل بعضهم أن الطيبة ضعف والمحبة عجز وعندما يبالغون ينقلب الطيب بالغضب فيخلعهم ليستريح من ظلمهم
قصة جميلة جدا
شكرا لك أخي
بوركت
حسام القاضي
16-11-2014, 06:21 PM
"برأس ووجه عجيب وشفتان ضخمتان مترهلتان وجسد مكتنز وصلعة فى رأسه صنعت مع ملامح وجهه الأوروأسيوى لوحة مرسومة بعناية لوجه لا ينسى بسهولة ويغرى على متابعة النظر إليه "
أخذت مني هذه اللوحة وقتا كثيرا في تأملها .. هل جاءت هكذا عبثا ؟ ربما قد تأتي هكذا وبلا مبرر في أي شيء إلا في القصة القصيرة حيث لكل حرف فيها مدلول ولا أقول لكل كلمة..من هو ذاك الشخص الذي تجتمع فيه كل هذه الملامح؟ولم؟!!
عندما رجعت لأحداث القصة وببعض المقارنات وجدت في هذا الشخص من الأخلاق الرفيعة والسماحة ما يجعله يتغاضى عن الإساءات بل ويقابلها بإحسان..هو يعيش بيننا بملامحه هذه وبأخلاقه تلك ..يتحمل ويتحمل ولولا انفجاره مؤخرا لقلت انه نبي !!أخلاقه هي أخلاق الفطرة التي فطرنا عليها المولى عز وجل ، وهنا رنت في أذني مقولة قديمة شهيرة للأمام محمد عبده عندما زار أوروبا " وجدت هناك إسلاما بلا مسلمين وهنا مسلمين بلا إسلام "
إذاً هذه الملامح المختلطة العجيبة الأوروأسيوية ليست ملامح شخص بل هي رمز لشعوب تعيش بيننا أو نعيش نحن بينها .. هي الآخر الذي قد لا يدين بديننا ولكنه على الفطرة السليمة التي جبلنا الله عليها ، وبقراءة باقي أجزاء اللوحة البديعة التي أبدعتها بنات أفكار كاتبنا الكبير هشام النجار نرى البعض الذي قد يكون أفرادا أو في بعض الأحيان مجموعات وهو يسيء إلى هذا الآخر ببعض التصرفات الهمجية غير المسئولة فيخرجه عن طوره أخيرا فيحدث منه ما حدث ..أهو الإرهاب الأسود الذي يحدث كثيرا وبدوافع متباينة ؟!! أغلبها للأسف بدوافع يظن البعض أنها دينية !! وهنا تذكرت مقولة بن سينا الخالدة "بلينا بقوم يحسبون أن الله لم يهدي سواهم "..
الجريمة في القصة هنا جريمة اختطاف سبقتها استفزازات.. نعم هي كذلك ولكن على ضوء الرمز الموجود نرى أن الكاتب ما قصدها لذاتها وإنما هي مجرد جرم أدى إلى الانفجار ويمكن استبداله بالكثير والكثير مما جرى وما يجري حولنا يوميا من أحداث هنا عندنا أو هناك عندهم ..
هذا للأسف ما يفعله البعض منا بالآخر !! ثم يتساءل ببراءة شديدة لم هم يكرهوننا هكذا؟؟!!
مع الأخذ في الاعتبار أن الآخر ليس دائما بريئا .
هشام النجار
25-02-2015, 02:22 AM
يتخيل بعضهم أن الطيبة ضعف والمحبة عجز وعندما يبالغون ينقلب الطيب بالغضب فيخلعهم ليستريح من ظلمهم
قصة جميلة جدا
شكرا لك أخي
بوركت
شكرا جزيلا استاذتنا القديرة والمبدعة المميزة نداء غريب صبرى
احترم واقدر جداً فكرك وذوقك العالى
تقبللى خالص امتنانى وتقديرى
واطيب الانتيات لشخصك الكريم بالتوفيق الدائم
شكرا لك
د. سمير العمري
10-03-2015, 03:24 PM
قصة رائعة جدا أعجبني فيها هذا التميز في الإيغال في التفاصيل الخارجة والداخلية للشخوص والتبرير المنطقي للأحداث وصولا للخاتمة المؤثرة.
وأما من حيث الرمزية والدلالة فقد جدت النص يحمل بعدا سياسيا ونفسيا يرصد ما يحدث في المجتمع المحيط ويكون القرار بعد الحلم والصبر والدفع بالحسنى ثلاث رصاصات لمن يستحقها كي يتمكن المجتمع من العودة لطريق الصواب والأمن والسلام.
رائع ما قرأت لأنه رأي صائب ولأنه رصد حكيم.
تقديري
هشام النجار
16-03-2015, 10:26 AM
"برأس ووجه عجيب وشفتان ضخمتان مترهلتان وجسد مكتنز وصلعة فى رأسه صنعت مع ملامح وجهه الأوروأسيوى لوحة مرسومة بعناية لوجه لا ينسى بسهولة ويغرى على متابعة النظر إليه "
أخذت مني هذه اللوحة وقتا كثيرا في تأملها .. هل جاءت هكذا عبثا ؟ ربما قد تأتي هكذا وبلا مبرر في أي شيء إلا في القصة القصيرة حيث لكل حرف فيها مدلول ولا أقول لكل كلمة..من هو ذاك الشخص الذي تجتمع فيه كل هذه الملامح؟ولم؟!!
عندما رجعت لأحداث القصة وببعض المقارنات وجدت في هذا الشخص من الأخلاق الرفيعة والسماحة ما يجعله يتغاضى عن الإساءات بل ويقابلها بإحسان..هو يعيش بيننا بملامحه هذه وبأخلاقه تلك ..يتحمل ويتحمل ولولا انفجاره مؤخرا لقلت انه نبي !!أخلاقه هي أخلاق الفطرة التي فطرنا عليها المولى عز وجل ، وهنا رنت في أذني مقولة قديمة شهيرة للأمام محمد عبده عندما زار أوروبا " وجدت هناك إسلاما بلا مسلمين وهنا مسلمين بلا إسلام "
إذاً هذه الملامح المختلطة العجيبة الأوروأسيوية ليست ملامح شخص بل هي رمز لشعوب تعيش بيننا أو نعيش نحن بينها .. هي الآخر الذي قد لا يدين بديننا ولكنه على الفطرة السليمة التي جبلنا الله عليها ، وبقراءة باقي أجزاء اللوحة البديعة التي أبدعتها بنات أفكار كاتبنا الكبير هشام النجار نرى البعض الذي قد يكون أفرادا أو في بعض الأحيان مجموعات وهو يسيء إلى هذا الآخر ببعض التصرفات الهمجية غير المسئولة فيخرجه عن طوره أخيرا فيحدث منه ما حدث ..أهو الإرهاب الأسود الذي يحدث كثيرا وبدوافع متباينة ؟!! أغلبها للأسف بدوافع يظن البعض أنها دينية !! وهنا تذكرت مقولة بن سينا الخالدة "بلينا بقوم يحسبون أن الله لم يهدي سواهم "..
الجريمة في القصة هنا جريمة اختطاف سبقتها استفزازات.. نعم هي كذلك ولكن على ضوء الرمز الموجود نرى أن الكاتب ما قصدها لذاتها وإنما هي مجرد جرم أدى إلى الانفجار ويمكن استبداله بالكثير والكثير مما جرى وما يجري حولنا يوميا من أحداث هنا عندنا أو هناك عندهم ..
هذا للأسف ما يفعله البعض منا بالآخر !! ثم يتساءل ببراءة شديدة لم هم يكرهوننا هكذا؟؟!!
مع الأخذ في الاعتبار أن الآخر ليس دائما بريئا .
استاذنا الاديب الكبير المبدع حسام القاضى
شكرا جزيلاً على هذه القراءة الواعية العميقة باطلالاتها المجتمعية والسياسية على واقع امتنا الذى يحتاج منا جميعا الاسهام فى اصلاحه بكل ما يملك
اصلح الله حالنا وحال امتنا
بارك الله فيك
تحياتى واطيب امنياتى
د.حسين جاسم
08-04-2015, 12:03 AM
يدفعك السفلة أحيانة لأن تشبههم في ردك عليهم لتتقي شرهم
قصة مشوقة وأسلوبها جميل
أحييك
هشام النجار
02-06-2016, 02:50 AM
قصة رائعة جدا أعجبني فيها هذا التميز في الإيغال في التفاصيل الخارجة والداخلية للشخوص والتبرير المنطقي للأحداث وصولا للخاتمة المؤثرة.
وأما من حيث الرمزية والدلالة فقد جدت النص يحمل بعدا سياسيا ونفسيا يرصد ما يحدث في المجتمع المحيط ويكون القرار بعد الحلم والصبر والدفع بالحسنى ثلاث رصاصات لمن يستحقها كي يتمكن المجتمع من العودة لطريق الصواب والأمن والسلام.
رائع ما قرأت لأنه رأي صائب ولأنه رصد حكيم.
تقديري
لكم الشكر الجزيل والتحايا اللائقة بعظمة حضوركم وروعة إسهامكم .. تقبل أيها المفكر والأديب القدير خالص شكرى وتقديرى وإمتنانى .. وكل عام وأنتم بخير
تقبل الله منا ومنكم صالح الاعمال
فاتن دراوشة
03-06-2016, 07:14 AM
هي مفارقات واقعنا المؤلم حين نبادر الآخر باحترامنا له وحين ندير لمن صفعنا خدّنا الأيسر ليخجل من فعلته لا يرى في أفعالنا غير الضّعف فيثير ذلك روحه المريضة لتكيل لنا الصّفعات ولتهدي لنا الآلام.
ربّما كان استنتاجه وتحوّله ثمرة طبيعيّة لما تعرّض لها
ورغم قسوة الخطوة عليه فقد منحته بعض عزاء
طرح رائع هادف
دمت مبدعا
هشام النجار
02-07-2016, 12:27 PM
هي مفارقات واقعنا المؤلم حين نبادر الآخر باحترامنا له وحين ندير لمن صفعنا خدّنا الأيسر ليخجل من فعلته لا يرى في أفعالنا غير الضّعف فيثير ذلك روحه المريضة لتكيل لنا الصّفعات ولتهدي لنا الآلام.
ربّما كان استنتاجه وتحوّله ثمرة طبيعيّة لما تعرّض لها
ورغم قسوة الخطوة عليه فقد منحته بعض عزاء
طرح رائع هادف
دمت مبدعا
شكراً جزيلاً أستاذتنا القديرة :17:والأروع حضورك البهى وإسهامك الثرى .. كل عام وسعادتك بخير ، وتقبلى خالص تقديرى وأطيب أمنياتى .
Powered by vBulletin® Version 4.2.5 Copyright © 2025 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir