تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : جاثية على جمار الصبر



الطنطاوي الحسيني
23-08-2014, 12:10 PM
/
/
/
تتململ في جلستها،تتبرم من وحدتها ، يفيض أجاج انتظارها ليمتزج بعذب اصطبارها فتنهره و تفتِّح عيونا أخرى للصبر و بوابات ألفية للعذر و الصفح .ذابت وريدات اشتياقها و غفرانها في بوتقة الوقت وهي تغلى على مراجل الظنون و التشتت والمرارة، صمتت زقزقات قلبها وتغريداته بعد أن رحلت عصافيره من طول نظرات القادمين والراحلين عنها ،لم تهدِّأ كمُّ العصائر من اشتعال لوعتها وفوران لهفتها،تراه نسي اللقاء كعادته،
أهابت بنبع الاعذار حتى لا تنكسر لملمة الشمل مرة أخرى ،لا قد أكون أنا بحماقاتي ونزواتي من أضعته، تمسح نزيف عرقها الذي أودى بمعظم زينتها ، تتصنع ابتسامات لمن حولها،وتتمنى قدوم من طار من محضن الزوجية بعد أن هشته بمناسئ الشك والضغط و المطالب اللانهائية.و أمطرته برماح المعايب والمثالب ،سيف ظن طاش من جراب صبرها ،لعله اتجه بما تطلبينه منه لأخرى فالقلب دائم التقلب ،والضمائر لا يعلم حالها إلا مولاها،يحز هذا السيف ما تبقى من جهد صبرها ،وقد احمر ذاك السيف و تسمم من طول انتظارها،فبدأت تنزف نزيفا بطيئا من قلب مشاعرها الحي النابض،تحاول تضميده بعذر أنها كم شكت فيه و لم يكن شكها المؤلم المهين في محله ، رن هاتفها وقد أكلت سويعات انتظارها ما تبقى من جبل تحملها تلعثمت وقع الهاتف تناولته ،ألو:من؟إحدى زميلاتها ،آنسها الحديث وحاولت إطالته لتقتل من يحاصرها وما يحاصرها من دمار الإنتظار، جاثية على جمار الصبر هي، أذهب مرارُ انتظارها بشاشة وجهها و حمرة خجلها و جمال استقبالها ،فما تبقى منها غير مداد الشحوب و طعون الإكتئاب ،تناولت الهاتف للتصل به لتضع آخر نقطة عقل على حرف الوضوح والتبيان ،فلتفعل فلطالما أساءت الظن به و جاء الحق على غير ظنونها ،رحلة العشرين عاما ،والخمسة أولاد تلزمها إلزاما بذلك ،وحبها في استكمال ما تبقى من ب رودة عيش و هدئة سر و رحمة كنف تضغط عليها للقيام بالتنازل و الإتصال، رد عليها وهو أمامها :أنا أراكِ،إنتظريني؟ دخل عش بدايتهما ومكان التقاء سعادتهما إنزرع أمامها على المنضدة و وجهه بين كفيه،هل دفعت المشروبات، أومأت أن نعم ،هل أطلت الغيبة عليك كثيرا ؟فنظرت في عينيه ولم ترد فسألها بأدب هل ساورتك الظنون كثيرا ؟ واستدرك ما هو اليوم الذي نأتي فيه هنا كل مرة يا غاليتي؟،فغزاها الحياء و الاعتذار بجنده وعتاده ،فرده بفيلق ابتسامته الحانية ،وأطفأ جمار انتظارها تحت ركبتي صبرها ،عادل برزخ سرورها به بين أجاجها وعذبها ،وقبض هو كفيها الباردتين يدفئهما وكأنهما أول مرة يلتقون بها ،أغلقت به باب انتظارها ،و أوصدت خلفهما بوابات الشكوك والأوهام بمزالج الحب والرضا والمودَّة

/
/
/
دمتم مبدعين
احبابنا المديرين والمشرفين ارجو نقلها للقصة والمسرحية وعذرا على الخطأ

خلود محمد جمعة
26-08-2014, 06:15 PM
جاثية على جمار الشك التي كادت أن تحرق ذكرياتها و تشعل غدها بنيران الندم
بسرد جميل وصور محلقة رسمت اللحظة بحرفية
دمت بخير
تقديري

الطنطاوي الحسيني
28-08-2014, 10:00 AM
جاثية على جمار الشك التي كادت أن تحرق ذكرياتها و تشعل غدها بنيران الندم
بسرد جميل وصور محلقة رسمت اللحظة بحرفية
دمت بخير
تقديري

الفاضلة الاديبة خلود محمد جمعة اختي الكريمة
شرفتيني ونورتيني ولك سبق الحضور و جمال التعليق وابداعه
هذه المرة حاولت ان اكتب بالطريقة الادبية التي تروق لكم ولاختنا الكبرى ربيحة لعلي
انجح في اختبار الكتابة الادبية مع اريحية وجمال الموضوعات
تحياتي وتقديري لكم جميعا فمنكم نتعلم
دمت مبدعة ابدا

آمال المصري
29-08-2014, 06:08 PM
بلغة أنيقة وأسلوب أدبي جميل جاءت جميلتك لتستحوذ على الذائقة بتعابيرها القوية وصورها البديعة وحبكتها وسردها الماتع
وجاء الاستهلال موفقا يصور ما تعانيه الزوجة شك يساورها وخاتمة رائعة تحمل الحلم والود والسكينة
دمت مبدعا شاعرنا الفاضل
تقديري الكبير

ناديه محمد الجابي
29-08-2014, 09:01 PM
أقسى اللحظات التي يمكن أن تعيشها الزوجة أن تشعر ببعد زوجها
فتلقي بها الظنون في دوامة من نيران الشك والألم.
أستاذ طنطاوي..
أمسكت بتلابيب الحرف في سرد قصصي رائع وسبك قوي
نص اجتماعي جاذب بما فيه من جمال السرد وعذوبة المشاعر
قصة جمعت بين فنية الأداء وإنسانية الرؤية في قصة معبرة مؤثرة
دام الإبداع ديدنك.

الطنطاوي الحسيني
30-08-2014, 09:51 AM
بلغة أنيقة وأسلوب أدبي جميل جاءت جميلتك لتستحوذ على الذائقة بتعابيرها القوية وصورها البديعة وحبكتها وسردها الماتع
وجاء الاستهلال موفقا يصور ما تعانيه الزوجة شك يساورها وخاتمة رائعة تحمل الحلم والود والسكينة
دمت مبدعا شاعرنا الفاضل
تقديري الكبير

الاديبة الفاضلة اختي امال المصري الكريمة
والله منكم وتحليلاتكم و متابعتكم الانيقة الدائمة المفيدة ندرك الي اي مدى نبدع ونمتع بما نكتب
والحمد لله ان اعجبكم الاسلوب الادبي رغم اني اترك كم التصاوير و التراكيب للشعر دائما
واحب دائما ان اكون في نصوصي النثرية والقصصية ان اكون سلسا سهلا لكن يبدو انه لابد من الادهاش في النثر
حتى تبدع في الشعر
جعلنا الله عند حسن الظن دائما
تحياتي ودمتم مبدعين

الطنطاوي الحسيني
06-09-2014, 02:43 PM
أقسى اللحظات التي يمكن أن تعيشها الزوجة أن تشعر ببعد زوجها
فتلقي بها الظنون في دوامة من نيران الشك والألم.
أستاذ طنطاوي..
أمسكت بتلابيب الحرف في سرد قصصي رائع وسبك قوي
نص اجتماعي جاذب بما فيه من جمال السرد وعذوبة المشاعر
قصة جمعت بين فنية الأداء وإنسانية الرؤية في قصة معبرة مؤثرة
دام الإبداع ديدنك.

اشكرك مشرفتنا ومديرتنا نادية الجابي الفاضلة
شرفتني و نورتيني
الحمد لله انني كتبت بالاسلوب الادبي فحاز الذائقة والقص السليم الابداعي
شكري وتقديري ايتها الفاضلة المبدعة

ربيحة الرفاعي
13-09-2014, 01:08 AM
قفزة رائعة في حرفية التصوير القصي للحظة، وبراعة السرد تشحنه باستقطابية ليتمكن من المتلقي فيحمله حتى مرافئ النص وتكشف رسالته الأسرية الدافئة
أحسنت فكرة وقصا أديبنا
لا حرمك البهاء

دمت بخير

تحاياي

الطنطاوي الحسيني
13-09-2014, 10:01 AM
قفزة رائعة في حرفية التصوير القصي للحظة، وبراعة السرد تشحنه باستقطابية ليتمكن من المتلقي فيحمله حتى مرافئ النص وتكشف رسالته الأسرية الدافئة
أحسنت فكرة وقصا أديبنا
لا حرمك البهاء

دمت بخير

تحاياي

اختي الاديبة الرائعة والمديرة الطيبة أم ثائر الفاضلة
كنت اعتزمتها نثر ادبي ولكن طلعت معي هكذا فقلت هي قصة فأتممتها على هذا النحو
وأن كان من جمال و قفزات فبتوفيق الله ثم مشورتكم و دوام دفعكم لكل ما هو اجمل واوقع و انبل
قرات بعض صفحات ابداعكم شعرا فهالني اني لا اكتب شعرا امام تلكم الروائع اختي ام ثائر
نصوص تنحني الهام الادبية لها تبجيلا و احتراما
تحياتي وتقديري لكم وجزاكم الله عنا كل خير يا أم ثائر

نداء غريب صبري
06-10-2014, 01:35 AM
تتحطم الأسر عندما يتسلل الشك ليحرق القلوب فيها
قصة جميلة أخي
وهي أجمل ما قرأت لك

شكرا لك

بوركت

الطنطاوي الحسيني
09-10-2014, 03:56 PM
تتحطم الأسر عندما يتسلل الشك ليحرق القلوب فيها
قصة جميلة أخي
وهي أجمل ما قرأت لك

شكرا لك

بوركت

شكري وتقديري لمروركم اديبتنا الفاضلة وشاعرتنا ندا صبري
نسأل الله السلامة من الشك والريبة في البيوت امين
وادام الله بيوتات المسلمين في هناء وسعادة وازال عنها اسباب الشقاق والهجر والتعاسة امين
دمت مبدعة ابدا