مشاهدة النسخة كاملة : بيت النعاس
سعاد محمود الامين
26-08-2014, 05:19 AM
بيت النعاس
حك فروة رأسه بعدوانية وهمس ضجرا:
ـ أين ستقودني قدماي هذه الظهيرة..
يأتي لعمله مبكرا..عندما يطل قرص الشمس معلنا بداية يوم جديد..ينخرط فى مهامه دون كلل أو ملل..عند الظهيرة يتدحرج لمطعم فى الجوار، ويتناول الطعام بنهم، ويمكث القيلولة وحده والناس فى منازلهم أرخوا أجسادهم ، لراحة البدن فى خدر لذيذ.
عند السادسة إلا ربع..! يهرول مسرعا لحانة فى الجوار، يحجز طاولته وينتظر الرفاق ...يتسامرون ويتنادمون والكأس تلو الأخرى، عندها ينتصف الليل، يجد نفسه وحيدا، ينطلق نحو مأواه الإجباري، داره الكائنة عند منعطف الطريق المؤدي لمسجد البلدة ولايراه.
ــ ماهذا الظلام؟
تحسس خطاه داخل البيت حتى لايوقظها كما تعود... لكنه فجاءة صاح بأعلى صوته وقد عبثت الخمر بوعيه.
ـ تبا لها ابنة اللعينه أين ذهبت..عساه رحلت؟!
جلس على كرسيه المفضل . واطلق عقيرته بالغناء، سعيدا برحيلها:
ــ ياسماحة الدار هووق...دون زوجة..هووق
وقذف بمكونات معدته، على الأرضية، وماشعر وإلابيد تهوي على قفاه:
ـــ قم اغتسل لتنام نامت عليك حيطة..
التفت مذعورا فرأى زوجته والشرر يتتطاير من عينيها، نهض يجمع شتات جسده ليتوازن خطوة للأمام وخطوة للخلف ولايبرح مكانه!!
ــ هووق أين كنت؟ ههوق
ومازال يقذف بالسوائل كالنافورة من فمه، زاد من انقباض معدته خوفه الأزلي منها
والزوجة تلهب وجهه بالصفعة تلو الأخري...
ترنح ثم ترنح، حتى سقط عند قدميها،سكبت عليه ماء باردا، وقفزت من فوقه، وولجت بيت النعاس .
أغلقت الباب خلفها، وخلعت رداء القوة وانخرطت فى بكاء مكتوم.
:008:
ناديه محمد الجابي
26-08-2014, 06:58 PM
كم من بيت مخوخة مقوضة أركانه من الداخل وهو أوهن من بيت العنكبوت
وكم من رجل لا يعرف معنى الرجولة وإنما هو محسوب على أشباه الرجال لا غير
عزيزتي سعاد .. يتسلل قلمك ليلتقط لنا لوحة من حياة أسرة فتقدمي لنا قصة
واقعية الرؤية والصياغة في سردية طيبة اللغة واداء آسر
دام بهاء حرفك غاليتي.
سعاد محمود الامين
27-08-2014, 05:23 AM
العزيزة نادية
صباحك جميل ومشرق
أنت من تعطى حرفى بهائه...
تتسلل السعادة الى نفسي كلما قرأت لك تعليقا
أنت وحدك ألف قارئ
شكرا جميلا وامتنانا خاصا
منذ عرفتك لم تبخلي ولقلمك سحر
أضفت وأنرت
مصطفى حمزة
27-08-2014, 05:55 AM
بيت النعاس
حك فروة رأسه بعدوانية وهمس ضجرا:
ـ أين ستقودني قدماي هذه الظهيرة..
يأتي لعمله مبكرا..عندما يطل قرص الشمس معلنا بداية يوم جديد..ينخرط فى مهامه دون كلل أو ملل..عند الظهيرة يتدحرج لمطعم فى الجوار، ويتناول الطعام بنهم، ويمكث القيلولة وحده والناس فى منازلهم أرخوا أجسادهم ، لراحة البدن فى خدر لذيذ.
عند السادسة إلا ربع..! يهرول مسرعا لحانة فى الجوار، يحجز طاولته وينتظر الرفاق ...يتسامرون ويتنادمون والكأس تلو الأخرى، عندها ينتصف الليل، يجد نفسه وحيدا، ينطلق نحو مأواه الإجباري، داره الكائنة عند منعطف الطريق المؤدي لمسجد البلدة و( الذي )لايراه.
ــ ماهذا الظلام؟
تحسس خطاه داخل البيت حتى لايوقظها كما تعود... لكنه فجاءة صاح بأعلى صوته وقد عبثت الخمر بوعيه.
ـ تبا لها ابنة اللعينه أين ذهبت..عساه رحلت؟!
جلس على كرسيه المفضل . واطلق عقيرته بالغناء، سعيدا برحيلها:
ــ ياسماحة الدار هووق...دون زوجة..هووق
وقذف بمكونات معدته، على الأرضية، وماشعر وإلابيد تهوي على قفاه:
ـــ قم اغتسل لتنام نامت عليك حيطة..
التفت مذعورا فرأى زوجته والشرر يتتطاير من عينيها، نهض يجمع شتات جسده ليتوازن خطوة للأمام وخطوة للخلف ولايبرح مكانه!!
ــ هووق أين كنت؟ ههوق
ومازال يقذف بالسوائل كالنافورة من فمه، زاد من انقباض معدته خوفه الأزلي منها
والزوجة تلهب وجهه بالصفعة تلو الأخري...
ترنح ثم ترنح، حتى سقط عند قدميها،سكبت عليه ماء باردا، وقفزت من فوقه، وولجت بيت النعاس .
أغلقت الباب خلفها، وخلعت رداء القوة وانخرطت فى بكاء مكتوم.
:008:
أختي العزيزة ، الأديبة الكبيرة الأستاذة سعاد
أسعد الله أوقاتك
قلمكِ آلة تصوير متصلة بناظريكِ وفكركِ .. هذا ما رأيته وأراه فيما قرأته لكِ .. وأنت تعرفين كم قرأتُ لكِ
وهذا اعتقادي ؛ أنّ القصّ اختيار من الواقع وتصويره بقلم أديب مٌبدع .. وترك القارئ يتأمل ويستقرئ
في نصك رسمتِ باللون والصوت والحركة مشهد الزوج المُدمن على الخمرة ، الهاجر لبيته وزوجته طوال النهار
إنه يعمل باضطراب ، ويأكل وحيداً في مطعم السوق ، ويقضي بقية نهاره وجل ليله في معاقرة الخمرة في الخمارة
ثم يعود إلى بيته لينام فقط ، وليسب ويلعن زوجة مسكينة ..النموذج لنساء كثيرات من بيئتها
يحك رأسه بعدوانية - لايرى المسجد - يُهرول إلى الحانة ... وغيرها من التعابير الدقيقة الموحية .. من قلم قدير
أستمتع بسردك السلس ، والذكي ، والشائق
وأشتهي لأعمالك - دائما - البراءة من الأخطاء اللغوية !
أشرتُ إليها باللون الأحمر ...
تحياتي وتقديري
سعاد محمود الامين
27-08-2014, 03:58 PM
الأخ الأستاذ مصطفى
السلام عليكم ورحمة الله
يامرحي بعودةقلمك المائز يتجمل بين السطور
لتزدان نصوصى ببريقه الأحمر
شكرا لك على جميل ماتفضلت به
وعلى غالي زمنك الذى لم تبخل به يوما
ذلك يدفعني فى المضي قدما فى تعرية المجتمع والمسكوت عنه
شاهدت نساء تعيسات بغياب زوج أناني
يبحث عن ملذاته والمنزل مأوى أجباري
الأخطاء إعاقة مستديمة..هكذا تشخيصها استحالة البرء منها
دمت بالف خير
مازن لبابيدي
28-08-2014, 05:53 AM
لوحة محزنة لمشهد اجتماعي مأساوي مكتمل العناصر :
بيت مفكك ، زوج سكير عربيد مع صحبة مثله ، زوجة اضطرها الظرف وانعدام الحيلة لليأس والعنف ربما للتنفيس عن بعض ما يضطرم داخل صدرها فكأنها كانت تصفع الحال الذي وصلت له متجسدا في ذلك الزوج , أما بيت النعاس الذي حل محل فراش الزوجية فهو السجن والموئل الوحيد الذي تقبع فيه .
قضية قدمت بمعزل عن مقدماتها ومسبباتها الأولية ، فما هي إلا إفراز تنز به تلك التركيبة الاجتماعية التي استحالت دملا متقيحا لا حل له سوى الكي أو الاستئصال إن لم يستجب لمعالجة جذرية آنية .
أشكر لك أختي الأديبة المبدعة سعاد الأمين قصتك الرائعة ، وهذا النص الرائع يستحق مزيدا من الاعتناء كما أشار مشكورا أخي مصطفى .
تقديري وتحيتي
سعاد محمود الامين
28-08-2014, 06:08 PM
الأخ الشاعر مازن
تحية تليق بك
سعدت كثيرا بتواجدك هنا وتعليقك المبهر
نعم لقد أصبت فى كل ماتفضلت به
الأنسان يخطئ ولكن التصويب ليس الصفع
هذا الذى يبعد المسافة بين الأثنين
أحيانا كثيرة يتحول بيت النعاس لمأوى اجبارى ويفقد معناه واتنتهي العشرة
شكرى وكثير امتناني
دمت بخير
ربيحة الرفاعي
31-08-2014, 12:49 AM
نصوصك مؤثثة دائما بالزخم الشعور، ومنتشلة مشاهدها من قيعان المجتمعات، تقتنص في كل مرّة جرحا، وفي كل مشهدا صراعا داخليا وخارجيا ببعد آخر، وتصب جميعا في فكر توجيهي يحث على التصويب بتشريح المعيب
سرد ماتع وأداء قصّي سيحتل موقعا في الشهد الأدبي مرموقا حين تنجحين بتخليصه من عثرات اللغة
دمت غاليتي بروعتك
تحاياي
سعاد محمود الامين
31-08-2014, 04:15 PM
الاستاذة ربيحة
تحية عطرة
راقني ماتفضلت به حول النص
دومايسعدني ويدفعني للكتابة
عند استدعاء الأحداث تكتظ الذاكرة
بمشاهد سمعتها ورأيتها لذلك تسهل الكتابة عندى.
.ولحساستي المفرضة بمشاعر الآخرين
تنتقل الي أحاسيسهم.. وتغزوني وتجعلني كئيبة حتى أفرغها..
أما الأخطاء اللغوية فهى إعاقة دائمة لايمكن البرء منها
والحمدلله لحملة مشعل التدقيق بمساعدتهم اعبر للصواب.
. الكمال لله وحده.. دمت بألف خير
آمال المصري
01-09-2014, 09:17 PM
أمام هذا السلوك من الزوج من لامبالاه وسكر وعدم احترام لقدسية الحياة الزوجية لم تجد الزوجة طريقة للتعامل إلا بالهجمة المضادة لتستمر الحياة
صورة من الواقع تعيشها الكثيرات وإن اختلفت الظروف لايمثل الزوج فيها حتى ظل
سرد جميل وحبكة قوية احتاج التريث قبل النشر ليكتمل البهاء
بوركت واليراع المبدعة أديبتنا الفاضلة
تقديري الكبير
سعاد محمود الامين
02-09-2014, 05:04 AM
العزيزة الاستاذة آمال
صباحك خير
أرفدت النص بأنيق حرفك..وسبرت غوره
أسعدني تحليلك صادف فكرتي التى دفعتني للكتابة
هناك معاناة كثيرة تخوضها النساء
ألف شكر لك
د.حسين جاسم
15-09-2014, 12:37 AM
ترنح ثم ترنح، حتى سقط عند قدميها،سكبت عليه ماء باردا، وقفزت من فوقه، وولجت بيت النعاس .
أغلقت الباب خلفها، وخلعت رداء القوة وانخرطت فى بكاء مكتوم.
يختصر هذا المشهد الحكاية كلها، بكل ألمها وخيبتها
أحييك
سعاد محمود الامين
15-09-2014, 02:39 PM
الأديب د. حسين
تحية تليق بك
شكرا على مرورك الجميل وتعليقك الذى حوي
أزدان المتصفح بقلمك
أ تقديري
نداء غريب صبري
08-12-2014, 02:51 AM
دائما أجد في قصصك الواقع الذي يعيشه المسحوقون
المسحوقون اجتماعيا
المسحوقون أسريا
المسحوقون سياسيا واقتصاديا وفكريا
ودائما أخرج من قصصك بقلب حزين وعين دامعة
أنت قاصة رائعة
شكرا لكأختي
بوركت
سعاد محمود الامين
09-12-2014, 05:51 PM
العزيزة نداء
تحية المحبة
سعدت بمرورك ونقل احساسك وسلامتك من الدمعة
هذا الذى أكتبه جله من الواقع
اسمعه أشاهده أحسه ثم يؤرقني فأكتبه للمشاركة
فتأتي الأقلام المائزة للأنارة
شكري وتقديري
كاملة بدارنه
11-12-2014, 12:08 PM
حين يصبح البيت ملجأ لصاحبه دون ارتباط بمن في داخله فهو مجرّد جدران خاوية لا قيمة لها
تصوير رائع لصورة واقعيّة مريرة
بوركت
تقديري وتحيّتي
سعاد محمود الامين
11-12-2014, 08:58 PM
الأستاذة كاملة
تحية المساء
سعدت بمرورك لقلمك وحشة..
شكرا على ماتفضلت به حول القص والنص
دمت ودام قلمك
د. سمير العمري
08-03-2015, 07:07 AM
هذه مأساة تعيشها هذه المرأة في ظل هذا الشبح العربيد ، وإني لأعجب من كل من يفعل مثل هذا الأذى بنفسه أكان بخمر أو بتبغ أو بمخدر.
كثيرات من يعانين من مثل هذا وكثر من لا يدركون معاني الرجولة في بناء الأسر.
تقديري
سعاد محمود الامين
09-03-2015, 12:32 PM
الأديب الأخ د. سمير
تحية مباركة
شكرا لابتعاثك النص..وتعليقك الثر
كثير من البيوت تعاني فى صمت ..
والهروب من المنازل .زيسهم فى تدميرها ..
لأن الخمر هى المدمر الأول لكل حياة شخص ابتلي بها
سعدت بالمرور الكريم.
خلود محمد جمعة
31-03-2015, 11:39 AM
بيت ضاق بفراغه حتى دب النعاس في أساساته
طرح قضية اجتماعية بمهارة وذكاء
قصة مؤلمة لحقيقتها
بوركت وكل التقدير
Powered by vBulletin® Version 4.2.5 Copyright © 2025 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir