المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مصر ومعاناتها في (قصيدة) الشيخ العلامة محمّد بن بدير المقدسي.



د.بشير مهدي
29-08-2014, 05:35 AM
(قصيدة) العالم العلامة المقدسي متضرّعاً إلى الله أن يرفع البلاء عن أهل مصر ...
================
أحببت أن أطلعكم على هذا المنظومة الجميلة النادرة التي قالها العالم الفلسطيني المقدسي الشيخ العلامة محمّد بن بدير المقدسي إبّان الحملة الفرنسيّة (1798-1801).

فقد نظّم أسماء الله الله الحسنى واستغاث وتوسّل بها إلى الله تعالى.
__ ثم قال في آخرها متألّماً عما حلّ بأهل مصر من الاحتلال الفرنسي لمصر .

أجبني إلهي واكشف الكرب عاجلاً *** فليس لهذا الكرب غيرك من جلا.
إلهي لقد جار العدوّ ببغيه *** وكاد أولي الإيمان كيداً مطوّلاً.
بغى واعتدى واستأثر الدّين كلّه *** وعذّب أهل الدّين عدواً ونكّلا.
فأصبح أهل الدّين في الذّل والعنا *** وأصبح أهل الكفر بالعزّ والعلا.
إلهي أعزّ المسلمين وحزبهم *** وعجل لأهل الكفر ذلاً مذللا.
فخذهم إلهي عاجلاً أخذك القرى *** ودمرهمُ تدمير فرعون إن علا.
إلهي ومزّق شملهم كلّ لحظة *** وفرّق جمعهم واكشف البلا.
فإن لم تكن ربّي لدينك ناصراً *** فمن ذا الذي يجلو الذي حلّ بالملا.
إلهي علمنا أنّ وعدك منجز *** ولكننا نرجو حصولاً معجّلا.
فقد ضاق رحب الصدر واتّسع البلا *** وطال علينا النّصر والكرب جلّلا.
أعد عادة الإحسان واكشف كروبنا *** وعجّل بغيث النّصر سحاً مجلّلا.
وأدرك عباداً شتّت الضيم شملهم *** فلاقوا عذاب الهون محضاً مزلزلا.
وليس لهم ربّ سواك بغيثهم *** فحيّهلاً غيثاً مغيثاً معجّلا.
سألتك يا من لا يخيّب سائلاً *** لمن قلبه بالهمّ والغمّ مصطلا.
ودارك بنصر أهل مصر فإنّهم *** رأوا ذلّة بالأسر والسلب والجلا.
وكانت عماد الدّين مصر فأصبحت *** وفيها عماد الكفر بالرفع معتلا.
على أهل مصر يسكب الدّمع أحمرا *** وتبيضّ عيناً مؤمن قلبه اصطلا.
فلا غيرة من مسلم يشهد الدنا *** فناء فيسعى للجهاد مهرولا.
على ذلّ أهل الدّين بعد اعتزازه *** يموت أولوا الإيمان موتاً معجّلا.
هلمّوا عباد الله وانصروا دينكم *** فمن مات منكم صار حيّاً مبجّلا.
ومن عاش منكم كان بالعزّ عايشاً *** ويدخله الرحمن في الغرف العلا.
علمتم بأنّ الدّين حقّ وأنّه *** له النّصر حقاً صدق وعد تنزّلا.
وأنّ لأهل الكفر خذلانهم وهم *** عليهم عذاب الله ختماً وأوّلا.
فلا تتبعوا الشيطان في وعدهم لهم *** فإنّ لوعد الحقّ وقتاً مؤجلاً.
"وقوموا عباد الله بالله وحده *** على طاعة يأتيكم النصر عاجلاً
ومن ينتصر بالله يأت انتصاره*** سريعاً ومن يشكك يخيب ويخذلا.
ويا لهف قلبي لو أعنت بقوّة *** لكنت إلى الجنّات أسرع أعجلا.
فعجزي وضعفي مانعاي عن السرى *** لنيل مفاز ما أجلّ وأجملا.
فغاية أمرى أن أكون محرّضاً *** على نيل جنّات النّعيم فحيهلا.

آمال المصري
29-08-2014, 06:56 PM
قصيد رائع ومقصد طيب من شاعر كبير رحمه الله وجعل ما ترك ثقلا في ميزان حسناته
ونرفع أكف الدعاء بأن يرفع عن مصرنا البلاء
وأستميحك عذرا أديبنا الفاضل في نقلها للمختارات الشعرية المميزة فملتقى الشعر لنتاج شعراء الواحة
ومرحبا بك في واحتك
تحاياي

الطنطاوي الحسيني
30-08-2014, 01:42 PM
ما أشبه اليوم بالامس
رائعة اخي د مهدي
رائعة رحم الله قائلها و غفر له ولكم بها اخي
حمى الله مصر وابقى عبادها الصالحين ليصلحو الحياة بشرعه وشريعته واهلك عدوه وعدوهم اللهم امين

نداء غريب صبري
06-10-2014, 02:23 AM
إن التاريخ يعيد نفسه حقا
والبلاء على الناس يتكرر والهم يتجدد
ولا مغيث إلا الله

قصيدة رائعة أخي

شكرا لنقلها

بوركت