أضرب الهزج

[الدكتور ضياء الدين الجماس]

بسم الله الرحمن الرحيم

عروض الهزج وأضربه
للهزج عَروض واحدة صحيحة وزنها مفاعيلن ولها ضربان خليليان وضرب للأخفش :
1- ضرب صحيح مثل عَروضه (مفاعيلن) :
مَفاعيلُن مَفاعيلُن..... مَفاعيلُن مَفاعيلُن
//*/*/* //*/*/*.... //*/*/* //*/*/*
3 2 2 3 2 2 .... 3 2 2 3 2 2
كقول زيد بن ضبة : إلى هند صبا قلبي ... وهند مثلها يصبي
وكذلك قول الشاعر : فهبوا يا بني قومي ... إلى العلياء بالعلم
2- ضرب محذوف : بوزن مفاعي (= فعولن) ويستحسن معه الردف .
مَفاعيلُن مَفاعيلُن..... مَفاعيلُن مفاعي
//*/*/* //*/*/*.... //*/*/* //*/*
3 2 2 3 2 2 .... 3 2 2 3 2
ومثاله :
وما ظهري لباغي الضيـ.ـم بالظهر الذلولِ

مثال 2
جرى دمع الأسيرِ ... بلين كالحريرِ
ليطفي جمرةً تكوي ... بصمت في ضميري

3 – ضرب الأخفش المقصور مفاعيلْ //*/** ( 3 2 ه)
مَفاعيلُن مَفاعيلُن..... مَفاعيلُن مفاعيلْ
//*/*/* //*/*/*.... //*/*/* //*/**
3 2 2 3 2 2 .... 3 2 2 3 2ه
شاهده قصيدة صفية بنت مسافر :

ألا يا منْ لعين للتـ....بكي دمعها قانْ
كغربي دالج يسقي ... خلال الغيث للدانْ
وما ليث غريف ذو...أظافير وأسنانْ
أبو شبلين وثاب .... شديد البطش غرثانْ
كحبي إذ تولى و... وجوه القوم ألوانْ
وبالكف حسام صا ....رم أبيضُ ذكرانْ
وأنت الطاعن النجلا ..... ء منها مزبد آن

وقيل أن الخليل قرأها بتحريك رويها فاعتبر فيها إقواء فرفضها. لكن الأخفش قرأها بالسكون فأقرها كضرب مقصور مردوف.
ولكم إبداء الرأي والخيار، ولعل هناك شواهد أخرى للأخفش لا أعلمها، وذكرتها لعلي أجد من يضيف عليها. :os::os::tree::tree:

[الدكتور ضياء الدين الجماس]

في البيتين الأولين من قصيدة صفية :
ألا يا منْ لعين للتـ....بكي دمعها قانْ
كغربي دالج يسقي ... خلال الغيث للدانْ
موجودة في النت كما يلي :
ألا يا منْ لعين للتـ....بكي دمعها فانْ
كغربي دالج يسقي ... خلال الغيث الدانْ
وجدت أن الكلمتين بالأحمر (فان ، الدان) تحتمل خطأ نسخياً يدل عليه المعنى والوزن.
فوصف الدمع بالقاني أبلغ من الفاني ، وكلمة الدان تكسر البيت. وصوابها المحتمل (للدان) أي للداني.
وعلى أية حال قيل بأن هذين البيتين مستقلان عن باقي القصيدة، وقيلت في مناسبة أخرى ، وليست هي شاهد الأخفش ، بل الأبيات التالية لها.
وأقول هذا الكلام من باب الأمانة. ولدقة البيان.
وشكراً لمن يتابع.

[الدكتور ضياء الدين الجماس]

وجدت تفسيراً لغريب شعر صفية على رابط المكتبة الشاملة :
http://shamela.ws/browse.php/book-9222/page-206#page-206
ولمن لا يفتح الرابط عندهم أنقل ما ورد كما هو :

((قولها) : دمعها قان. من رواه بالقاف فمعناه أحمر، وكان الأصل أن تقول: قانئ بالهمز، فخففت الهمزة. يقال: أحمر قانئ، إذا كان شديد الحمرة، وأرادت أن دمعها خالط الدم، ومن رواه بالفاء فهو معلوم. (وقولها) : كغربي دالج. الغرب الدلو العظيمة، والدالج الذي يمشي بالدلو بين البئر والحوض، والغيث الكثير الماء، والداني القريب. والغريف موضع الأسد وهي الأجمة. والشبل ولد الأسد. وغرثان جائع، والحسام السيف القاطع. وصارم معناه قاطع أيضاً. (وقولها) : ذكران. أي طبع من مذكر الحديد. النجلاء الطعنة الواسعة. (وقولها) : مزبد. أي دم له زبد أي رغوة، وآن معناه حان
وبخصوص البيتين الأولين وجدت ما يلي :

ألا يا منْ لعين للتـ....بكي دمعها فانْ (قان)
كغربي دالج يسقي ... خلال الغَيِّث الدانْ
(قان) و (فان) روايتان.
الغيِّثْ بتشديد الياء بمعنى البئر يصح الوزن أيضاً دون كسر مع ضرب (الدان)
شكراً لمن يتابع

[الدكتور ضياء الدين الجماس]

إليكم هذه القصيدة تصح بضربين في آن واحد، بكسر الروي تكون بالضرب الخليلي المدرسي - مفاعيلن 3 2 2- وبتسكينه تكون بضرب الأخفش ، مفاعيلْ 3 2ه:


لحظةُ وجْدٍ
د.ضياء الدين الجماس

بِصَمْتٍ فيه آهاتِْ .... جرى دمعي كجمْراتِْ

وشَعَّ الجَمْرُ في قلبي ... كإشعاعِ النُّجَيْماتِْ

وأضحى الوجد مهتاجاً... ويعلو كالـمَجَراتِْ

وقلبي يبتغي قرباً ... ويصغي للمناجاةِْ

يناجي بارئاً يرجو ... غياثاً بالمسراتِْ

لعل الله في يوم .... سيهدينا لجناتِْ

والحمد لله رب العالمين

[الدكتور ضياء الدين الجماس]

متى يلجأ الشاعر لضرب الأخفش؟

عندما تلجئه المعاني إلى حركات متفاوتة في الضرب (الإقواء) فيلجأ إلى تسكين الضرب.
:os::tree::os:

[الدكتور ضياء الدين الجماس]

قصيدة بنموذج الهزج المحذوف :


لحظة وجد 2
د.ضياء الدين الجماس

جرى دمعُ الأسيرِ ... بِلينٍ كالحريرِ

ليطفي جمرةً تكوي ... بِصَمْتٍ في الضمير

وهاج الوجدُ ملتاعاً .... ينادي من مجير

لعل الله يرضيه .... بغفرانٍ وثير

سألت الله أن يُعلي ... شفيعي أو بشيري

مقاماً عالياً قرباً ... منيراً كالأمير

فصلى الله بارينا ... على الهادي المنير

والحمد لله رب العالمين
:os::os::os:

[الدكتور ضياء الدين الجماس]

البيتان الأوليان من قصيدة صفية بنت مسافر وردا مستقلين بالصيغة التالية:


ألا يا من لعينايا ... لتبكي دمعها قاني
كغربي دالج يسقي ... خلال الغيث للداني

[مازن لبابيدي]

جزاك الله خيرا أخي د. ضياء
مبحث مفيد ، نفعنا الله به .

خطر لي أن يكون البيت الثاني بتشديد الياء فيكون كالتالي ويستقيم الوزن : الغيِّث الداني ، وهي البئر الغزيرة الماء .

تحيتي

[الدكتور ضياء الدين الجماس]

جزاك الله خيرا أخي د. ضياء
مبحث مفيد ، نفعنا الله به .
خطر لي أن يكون البيت الثاني بتشديد الياء فيكون كالتالي ويستقيم الوزن : الغيِّث الداني ، وهي البئر الغزيرة الماء .
تحيتي
شكراً لمرورك الطيب أخي الدكتور مازن اللبابيدي.
لقد نقلت البيتين كما وردا في النت للأمانة، ولبيان رواية (قان) بالقاف و(للداني) بحرف الجر.

الرابط : http://lib.eshia.ir/40207/1/262
ولو صححت البيتين كما يلي :
البيت الأول : لعينايا لا تصح هكذا باعتقادي لأنها مثنى مجرور وأعتقد أن صوابها ( لِعَيْنَيَّ) ويصح الوزن ، ومد فتحتها لاكتمال الوزن.
وكلمة قانٍ إذا كانت مرفوعة كصفة للدمع على الابتداء تستوجب حذف الياء. على أن يقرأ البيت :

ألا يا من لعينيَّ ... لتبكي . (وقف) دمعُها قانٍ أو قانْ (أخفش)

وفي البيت الثاني تقرأ (الغيْث) بسكون الياء ليصح الوزن مع حرف الجر بعدها.


كغربي دالج يسقي ... خلالَ الغيْث للداني( للدانْ -أخفش)

وأما إذا قرئت الغيِّث بتشديد الياء فلا يصح معها إلا الداني أو الدانْ (للأخفش)

أكرر شكري للتفاعل الطيب.
جزاك الله خيراً

[الدكتور ضياء الدين الجماس]

نتيجة :
في ضرب الطويل والهزج حيث تفعيلة الضرب فيهما مفاعيلن //*/*/* = 3 2 2.
أجاز القصر فيهما الأخفش لشواهده ، بينما رفضها الخليل لأنه قرأها بالتحريك واعتبر فيها الإقواء.
لي بحث عن (الطويل بضرب الأخفش) على الرابطين :

http://omferas.com/vb/showthread.php?t=49994

http://www.arood.com/vb/showthread.php?t=5990

وكنت أظن أنني نشرته هنا لكني لم أجده هنا، ولذلك سأنشره هنا بعد استيفاء هذا البحث إن شاء الله تعالى.

[الدكتور ضياء الدين الجماس]

يقولون في كتب العروض أن عروض الهزج يجب أت تكون سالمة مفاعيلن 3 2 2 ولها ضربان مثلها سالم ومحذوف مفاعي 3 2. وقد وردت العروض محذوفة مفاعي ولكن ذلك نادر شاذ لا يقاس عليه.
وقد نظمت هذه القصيدة بجعل العروض والضرب مع الحذف ودون مزاحفة الحشو، فوجدت أن القصيدة متوازنة بشطريها أجمل وأمثل مما لوكانت العروض سالمة والضرب محذوف ، ولنر الآراء مع التحليل:

شهيدُ الحقِّ حيٌّ
د.ضياء الدين الجماس

جرى نـهر الدماءِ ... بـمَوْجٍ من سخاءِ
ليروي قَفْرَ أرضٍ... وزرعاً بارتواء
فصار الزرع حيَّاً .. ويربو في نماء
وأضحى النخل يزهو ... ويمضي في الفضاء
كما يرقى شهيد ... ليحيا في السماء
ويسقي الروحَ طهراً .. وكأساً من حياء
وكافوراً وعزاً ... بتسنيم الولاء
شهيدُ الحقِّ حيٌّ ... ويسمو بارتقاء
وفي الدنيا صفيٌّ ... ورمز للنقاء
وفي الأخرى حفيَّ .. سَميُّ الأولياء
وفي جنات عدن ... رفيق الأنبياء
حبيب الله نورٌ ...كشمسٍ في العلاء

والحمد لله رب العالمين

[مازن لبابيدي]

أتفق معك أخي د. ضياء أنها متوازنة إذا نظرت إلى التفعيلة وقست الشطرين على بعضهما ، ولكن هذا ليس القياس في شعر العرب ، وندرة الاستعمال كما ذكرت تدل على أنهم لم يألفوها أو حتى استهجنوها . وأعتقد أن العرب كانت تغني الشعر فكانت أوزانه هي "الإيقاع" بالنسبة لهم ، بينما نتعامل معها نحن على أساس علم العروض وأوزان الخليل التي استقرأها من شعرهم . وأنا من مشجعي إحياء كل نادر أو قليل استعمال في اللغة وعدم الاقتصار على الشائع والمشهور منه ، ولا أرى مانعا في أن يكون ذلك في الشعر والعروض كذلك .
ولا يفوتني أن أبدي إعجابي بالقصيدة من جهة المعنى الراقي لها .

بارك الله في جهدك ووفقك لكل خير

[الدكتور ضياء الدين الجماس]

أتفق معك أخي د. ضياء أنها متوازنة إذا نظرت إلى التفعيلة وقست الشطرين على بعضهما ، ولكن هذا ليس القياس في شعر العرب ، وندرة الاستعمال كما ذكرت تدل على أنهم لم يألفوها أو حتى استهجنوها . وأعتقد أن العرب كانت تغني الشعر فكانت أوزانه هي "الإيقاع" بالنسبة لهم ، بينما نتعامل معها نحن على أساس علم العروض وأوزان الخليل التي استقرأها من شعرهم . وأنا من مشجعي إحياء كل نادر أو قليل استعمال في اللغة وعدم الاقتصار على الشائع والمشهور منه ، ولا أرى مانعا في أن يكون ذلك في الشعر والعروض كذلك .
ولا يفوتني أن أبدي إعجابي بالقصيدة من جهة المعنى الراقي لها .
بارك الله في جهدك ووفقك لكل خير

شكراً لك أخي د.مازن لبابيدي على إبداء الرأي القيم والذوق الراقي.
:os::tree::os::os::noc:
بوركتم وجزاكم الله خيراً

[الطنطاوي الحسيني]

شهيدُ الحقِّ حيٌّ ... ويسمو بارتقاء
وفي الدنيا صفيٌّ ... ورمز للنقاء
وفي الأخرى حفيَّ .. سَميُّ الأولياء
وفي جنات عدن ... رفيق الأنبياء
حبيب الله نورٌ ...كشمسٍ في العلاء


استاذنا د ضياء الدين
ليس لي ان اعلق من ناحية العروض فانا بضاعتي مزجاة
ولكن ما أتيت به تحفة و غنائي ورائع ولم لا يكون شائعا بيننا طالما موجود له أصل عند الأوائل
هذا والله اي جعلك الضرب نهايته مفاعي جميل و الساكنين يؤكدان ان الغنائية هنا اطرب واشجى
تحياتي للتجديد واهله

[الدكتور ضياء الدين الجماس]

شهيدُ الحقِّ حيٌّ ... ويسمو بارتقاء
وفي الدنيا صفيٌّ ... ورمز للنقاء
وفي الأخرى حفيَّ .. سَميُّ الأولياء
وفي جنات عدن ... رفيق الأنبياء
حبيب الله نورٌ ...كشمسٍ في العلاء
استاذنا د ضياء الدين
ليس لي ان اعلق من ناحية العروض فانا بضاعتي مزجاة
ولكن ما أتيت به تحفة و غنائي ورائع ولم لا يكون شائعا بيننا طالما موجود له أصل عند الأوائل
هذا والله اي جعلك الضرب نهايته مفاعي جميل و الساكنين يؤكدان ان الغنائية هنا اطرب واشجى
تحياتي للتجديد واهله

شكراً لك أخي الطنطاوي الحسيني على مرورك وإبداء رأيك.
وهذا من طيبك وحسن ذوقك :noc:
جزاك الله خيراً

:os::os::tree::os::os:

[الدكتور ضياء الدين الجماس]

بإضافة سبب وحيد على نهاية كل شطر من صدر القصيدة (عدا الأول لأنه مصرع) ستصبح القصيدة مطابقة لنموذج الضرب المحذوف من هزج الخليل.
وما عليك أخي القارئ إلا المقارنة بين الوزنين، واختيار الأكثر تلاؤما مع ذوقك.


شهيد الحق
د.ضياء الدين الجماس
جرى نـهر الدماءِ ... بـمَوْجٍ من سخاءِ
ليروي قَفْرَ وديان... وزرعاً بارتواء
فثار الزرع مهتاجاً .. ويربو في نماء
وطال النخل في زهو ... ويمضي في الفضاء
شهيد الله لا يُنسى ... ويحيا في السماء
ويسقي الروحَ من كأس .. مليءٍ من حياء
مزيج فيه تسنيم ... وريحان الولاء
شهيدُ الحقِّ عند اللــــ ... ــهِ يسمو بارتقاء
وفي الدنيا منارات ... ورمز للنقاء
وفي الأخرى كما يُروى .. سَميُّ الأولياء
وفي الفردوس مثواه ... رفيق الأنبياء
حبيب الله أنوار ...كشمسٍ في العلاء

[نداء غريب صبري]

ماذا يفعل لأذنه من لا يستسيغ الهزج إلا بالضرب الخليلي المدرسي؟

موضوع رائع ومفيد أخي

شكرا لك

بوركت

[الدكتور ضياء الدين الجماس]

ماذا يفعل لأذنه من لا يستسيغ الهزج إلا بالضرب الخليلي المدرسي؟
موضوع رائع ومفيد أخي
شكرا لك
بوركت
لا يلزم أحد شاعراً بما يقول أو يتذوق.
هي لمحة عروضية لإحياء ما يمكن أن يكون مستساغاً لآخرين.
فالناس أجناس وأذواق ومواهب.
بورك المرور العطر شاعرتنا الفاضلة نداء.
:os::os::tree: