المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : وشاح أنجلينا



سعاد محمود الامين
05-09-2014, 06:42 AM
وشاح أنجلينا

رأسي يمور بالذكريات...تلك الأيام التي كنت سعيدا بها بين أهلي واصدقائي..أيام ذات إيقاع ضحكت ولهوت..وظننت أنها لن تنتهي سعادتي.. انتبهت عندما غادر الشاهد المنصة وتهالك المحامي بعد أن تلاشت دفاعاته، على مقعده يأسا، شعرت برغبة عنيفة باقتلاع عين الشاهد الذي شهد بأنه رأي السكين أداة الجريمة فى يدي...جريمة لم ارتكبها..
صرخت بعلو صوتي:
ــ أنا برئ...برئ ....برئ..ياعالم
رفعت الجلسة، وتداولت المحكمة شأني، وحكم عاى بالسجن المؤبد..! صرخات أمي وأخوتي ودهشة أصدقائي وأسدل الستار.. وقبعت فى ظلمة زنزانتي..الضوضاء تصلني من الخارج فأعرف أن الصبح انبلج.. تصافحني الشمس بشعاع باهت من فتحة صغيرة على شكل كوة مطمورة فى جدار صخري..تطل على مسطح مائي ليس له أبعاد.. أظن الشمس تعرفني برئ..
أختنقت الحياة على اتساعها بهذه الساحة.. التى أقضي فيها بقية عمري سجن مشدد الحراسة فى أحشائه القتلة..القساة .أنا لست منهم ولكني بينهم..يثرثرون بانتشاء كيف قتلوا ضحاياهم..تحرشوا بى مرار لأخبرهم بجرمي ولكني لم أقتل وليس لدي ضحايا..كنت أخاطب القاتل الحقيقي حرا طليقا:
ــ اتزيد جرائمك بزج برئ فى السجن لماذا لا تأتي وتعترف..
مضت عشر سنوات تتشابه.. ماعدت أرغب فى رؤية أهلي.. فقط كانت أنجلينا تتربع على عرش قلبي.. وأحلامي أراها بتلك الملابس الزرقاء..ووشاحها الأبيض عندما تسرقه الرياح فتضج بالضحك وتجري خلفه.. وأجري خلفها. هل تذكر ذلك أيها البحر...لقد بصمنا عشقنا على شواطئك الرملية..كان الكون ملك يدي...وذكراها تبدد وحشتي..فأخلد للنوم إليها.لأرى تلك الأيام بعين خيالي.. أناديها:
ــ انجلينا..السجن بغيض..أوّاه إنني برئ هل تصدقينني
صحوت على طرق..على باب محبسي ناداني الحارس:
ــ السجين أخرج.. ينتظرونك هناك فى الإدارة
رأيت أمي والمحامي..وشرطة وتوقيع وهمهمات لم أفهمها...
ــ أطلق سراحك اليوم..
بعد عشرة سنوات جاء القاتل واعترف ذات صحوة ضمير،تحسست خطواتي خارج السجن وأمي تنهال على بالقبل والأحضان وتردد دامعة:
ـــ كنت أعرف أنك برئ..لم يهدأ لي بال ناشدت كل المنابر..حتى جاء القاتل وسجل اعترافه
لست أدرى!؟ إن كنت سعيدا حقا بهذه الحرية أم تعيس، مزيج من.تشويش..اضطراب..ا نقلاب فى حياتي كيف أبدا الدخول لمجتمع لفظني.. عقد من الزمان.وأنا أرتدي بدلة قاتل.
رأيته كان يقف بعيدا..دون ملامح..الشاهد الذي شهد..ينتظرني
صاح باكيا :
ــ سامحني لقد ضغطوني.. فقلت ما أرادوا
بصقت على وجهه صارخا :
ــ لاتقترب مني...سأقتلك
ومضيت نحو حريتي...وقيدته.:sb:

عبد السلام دغمش
05-09-2014, 07:30 AM
ربما كانت ذكريات انجلينا بوشاحها هي ملاذ السجين حين يفزع الى ذكرياته هروبا من حجرة الرنزانة.
كثيرون هم من يُزجّـون في السجن وقلما تجد صحوة ضمير من مجرم فارّ أو شاهد زور ..
نص ممتع .
قولك: كنت أخاطب القاتل الحقيقي حراً طليقا: أرى أن تكون : وهو حرّ طليق .
تحيتي وتقديري.

سعاد محمود الامين
05-09-2014, 11:45 AM
الأديب عبدالسلام
جمعة مباركة
شكرا لعبورك المائز حقا خلف السجن مظاليم
يعترف القاتل عندما تتصدر جريمته السنوات وتطارده
وكانت الأم خلف عدم نسيانها ربما يصحو الضمير
مودتي لك

ناديه محمد الجابي
05-09-2014, 12:58 PM
( ياما في الحبس مظاليم ) .. مقولة شهيرة تروي مأساة فئة من المساجين
ليسوا مجرمين ـ لكن الحظ العاثر أوقعهم ضحايا قادتهم إلى السجن. منهم من
لبث خلف القضبان بضع سنين قبل أن تظهر براءته. كما حدث مع قصة بطلنا
الواقعية المسكونة بالألم والتي زادها الإحساس بالغبن قتامة .
تجربة قاسية توجت بالبراءة بعد ظهور الفاعل الحقيقي وضياع عشر سنوات
من عمره وراء القضبان .. كان الخط الذي يربطه بالدنيا هو انجلينا ووشاحها
الأبيض عشق عمره ـ كان يستدعي ذكراها لتبدد وحشته .
وتبقى الأم هي الحضن الدافئ الذي لا يهدأ لها بال وإبن لها يتألم.
قصة مؤثرة حزينة ـ ونقد اجتماعي واقعي في نص مشوق
قلم سامق ـ واسلوب سردي مميز وآسر
أسجل إعجابي كما تعلمين.

سعاد محمود الامين
05-09-2014, 03:43 PM
العزيزة نادية
جمعة مباركة
كثيرا ما ئؤلمني أن تلصق بشخص تهم وهو برئ أرأيت كيف يكون شعوره
وذلك الذى يعدم .. ويكون القاتل حرا طليق..اتابع عادة أفلام وثائقية وأقرا كتب وثائقية
أخطاء المحاكمات ملفات الشرطة تساعدني فى فهم مشاعر البشر وسلوكهم..
هناك من قبع فى السجن تلاته وعشرين سنة كقاتل متسلسل وهو برئ
هؤلاء اكثر شريحة من البشر اتعاطف معها.. والحمد لله على كل حال
شكرا لمرورك الجميل

آمال المصري
08-09-2014, 01:27 PM
كانت أنجلينا وذكريات وشاحها بصيص الأمل الذي أمد حياته بالنور لعقد من الزمن كان كافيا لسيطرة اليأس على نفسه
سرد جميل ولغة طيعة ونهاية جميلة رغم أنه قليلا ما يعود الجاني لضميره ويعترف بجرمه
رأى - بريء - عليَّ
وسط صرخات أمي وأخوتي ودهشة أصدقائي
شكرا لك أديبتنا الفاضلة
تحاياي

سعاد محمود الامين
08-09-2014, 06:14 PM
الأديبة آمال
تحية طيبة
شكرا لتصويبك ومرورك الجميل
نعم عندما نكون فى شدة نبحث عن بصيص نور
تتزاحم الذكريات..فتخرجنا من مصيرنا
وهذا الشاح كان دليل متعته..
دمت بخير وبهاء

بهجت عبدالغني
08-09-2014, 07:15 PM
وكم في السجون من الأبرياء ؟
وكم سرقوا من أعمار البشر !
قصة تحكي واقعاً معاشاً أليماً ، تشهدها مجتمعاتنا مع الأسف

الفكرة نبيلة لا شك
لكن القصة افتقرت إلى الحبكة أو لحظة الدهشة
فشخص بريء أدين ثم سجن ثم عفي عنه !

وأعجبتني الخاتمة الواقعية :
بصقت على وجهه صارخا :
ــ لاتقترب مني...سأقتلك

فعادة نحاول أن نضفي المثالية على الشخوص في قصصنا
لكن الناس في الحقيقة ليسوا كلهم مثاليون ، فهناك من يعفو ، وهناك من لا يعفو ..


أديبتنا العزيزة سعاد
تقلبي مروري وقراءتي


تحياتي وتقديري

سعاد محمود الامين
09-09-2014, 10:19 AM
الأخ الأديب بهجت الرشيد
تحية طيبة
سعدت بمرورك البهي وما خطه حرفك
انا لا أفهم ماتقصد بالحبكة؟ لكن قصدت من النص وصف المشاعر البريء الذى يكظم الغيظ
وأن أجعل المجرم يعترف وهو لايسامح الشاهد..حتى يخرج النص عن المألوف..
شكرى وتقديري..(رديت عليك الصبح ولم أجد الرد)

خلود محمد جمعة
11-09-2014, 01:52 PM
وشاح أنجلينا كان الخيمة التي يقبع بها في خلوته لتفصله عن واقعه القاسي
أين ذهبت أنجلينا التي أبقته قيد أمل
استيقاظ الضمير متأخرا خيرا من موته
قصة جميلة
تقديري

سعاد محمود الامين
11-09-2014, 08:53 PM
الأديبة خلود
أسعد الله أوقاتك بكل خير
لم تخيبي ظني ها قد جاء قلمك لينير المتصفح
انجلينا حلمه الذى يخفف به وحشة السجن..
أحيانا تصحو الضمائر هناك قتلةأعترفوا بعد أعدام برئ
خاصة القتلة المتسلسلين..قساة القلب.
ربنا يحفظ الجميع وأن الظلم شعور مرير..

مصطفى الصالح
11-09-2014, 09:59 PM
سرد مشوق ولغة متفجرة

نادرا ما تتدخل العناية الإلهية لتغيير اتجاه المجرم خاصة وأن لدينا شاهد زور أيضا

نتصور المجرم وقد أجبر شاهد الزور- مع أن هذا مستحيل لأن شاهد الزور يأتي بالمال عادة- ثم يتخلى عنه ويعترف!

ثم يأتي شاهد الزور ليعتذر ويطلب الصفح!!

كأن شاهد الزور أحد الأقرباء أو المعارف!!

وجدت هذا أكبر من منطقي فلم أستوعب

العنوان صراحة بحاجة إلى إعادة نظر كونه ليس محور النص أيضا.. برأيي

لكن لا أنكر أنني انجذبت للنص وأن القص أعجبني ولغته كانت سلسة رقراقة

ووجدت بعض التراكيب العميقة وقد زينت النص في أكثر من موضع

أهنؤك على هذه المقدرة

النهايات السعيدة خاصة التي يتدخل فيها القدر في الأفلام فقط بينما الواقع مختلف تماما

تقبلي مروري

أعطر التحايا

سعاد محمود الامين
12-09-2014, 07:10 AM
الأديب مصطفي
جمعة مباركة
لقد أسعدتني كثيرا بمنحك النص هذا الزمن لتنثر حرفك الأنيق
شاهد الزور لاعلاقة له بالقاتل هنا استحضرت الشرطة
عندما تفشل فى الوصول للقاتل تأتي بشاهد من مسرح الجريمة
صديق كان أوجار وتمارس عليه ضغطا حتى يعترف
كماتمارس الضغط على المتهم حتي يقر بجريمة لم يرتكبها..
ربما لم استطع توصيل علاقة شاهد الزور بالمتهم..
.ثانيا انجلينا هى التى جعلته يعيش وبعثت فيه الأمل
هى جزء من النص له دلالة...
لايمكن ان يخرج من السجن وهو مظلوم ويسامح
اخترت لها نهاية..هكذا...
شكر لك لقد أضفت وأنرت وأثريت النص بوركت

ربيحة الرفاعي
18-09-2014, 03:53 PM
لم أعرف لماذا جعلته الكاتبة يتفيأ وشاح انجلينا في هجير سجنه ووحدته، بينما ثمة أم كانت معه منذ البداية ووظلت حتى المشهد الأخير إلى جواره..
ترى هل كانت أنجلينا حبيبته وكانت القتيلة التي حُكم بتهمة قتلها ليزيد الجرح نزفا وتفجيعا؟

هذا يمكن أن يهب النص قمة أعلى لكنه يحتاج لما يظهره في وجع السجين وصراعاته

دمت بخير غاليتي

تحاياي

سعاد محمود الامين
19-09-2014, 06:41 AM
العزيزة ربيحة
جمعة مباركة
لكم تسعدني مداخلاتك انتظرها لانى أعلم أن بها جديد ومفيد ...لا أنكر يوما أنك أثرت فى مسيرتي الأدبية..
دهشتي كانت عندما استنكرتي ذكرى الحبيبة دون الأم..الأم ذكرياتها فى عطائها..وحنانها وملاذ آمن..
الحبيبة هى التى تملا فراغ القلب بمحبة جارفة وعشق مجنون يدغدغ الحواس ويتلبس المحب.زلايمكن مقارنة حب الأم بها
..لذلك أسألك كم مرة يهاتف الشاب أمه للسؤال عنها.. وكم يهاتف الحبيبة ليعد الثواني لردها هذاهو الواقع من منظوري..
كم من هجر أمه لزوجة حبيبة..
أنجلينا حب حياته لم تأت !!! هذا الغياب تركته مفتوحا..وها أنت أرفدتي النص بأنها القتيلة.. يالجمال خيالك فلتكن
شكري وتقدري

د. سمير العمري
05-09-2015, 01:22 PM
في دولة الظلم والجور تعج السجون بالأبرياء بل لقد وصل الأمر حد سجن الناس وإعدامهم على ارائهم أو توجهاتهم أو بأحكام كيدية.

نص عالج شعور المرارة بالظلم وهو موضوع مستهلك أدبيا عموما ولكنك أضفت إليه المشاعر والدراما المؤثرة ، وتبقى اللغة بحاجة منك إلى بعض عناية أفضل.

تقديري

سعاد محمود الامين
06-09-2015, 06:04 AM
الاخ الأديب د. سمير
تحية واحترام
شكرا لمرورك البهي وتعليقك الثر..الموضوع هو الموضوع سجن برئ ولكن تناوله يختلف
ما أقسي أحكام سجناء الرأى فى بلادى أعدموا لكلمة حق فى وجه حاكم جائر..والله المستعان
دمت بخير