تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : في يوم حار جدا/قصة قصيرة



قوادري علي
20-09-2014, 01:52 PM
في يوم حار جدا/قصة قصيرة


مازلت اذكر ذاك اليوم جيدا ,يوم من الصيف الماضي والوقت قيظ..حملتني الحاجة إلى السوق المغطاة ثم عدت ,بدا لي الشارع بين البلدية/البريد والمركب الرياضي طويلا جدا..مرَّت سيارة قربي ومضت لتتوقف عند موظف بإدارة من إدارات دولتنا ,حمله ومضى .. مرت سيارة أخرى بعد دقائق ليحمل مومسا يعرفها الجميع..كنت أتصبب عرقا..توقفت سيارة أخرى -لفتى درسته سابقا عندما رسب أصبح مقاولا لاحقا - ليحمل دركيا ,أصر أن يمشي ولكن السائق حلف له بكل ما يملك أن يقله..تبسَّمْتُ في داخلي وحمدت الله أني لست من المجتمع المدني ولا مما ذكرت..افزعني منبه سيارة أخرى , لوح لي سائقها وكأنه يقول لي أنظر سيارتي الجديدة ومضى الهوينى..
حقيقة لم يكن يهمني كل هؤلاء , وحدها حرارة الشمس التي لاتفارق رأسي تؤرقني...لايمكن أن أصدق الأحوال الجوية فقد ذكروا أن الحرارة 40 درجة ولكن هذا الصهد يفوق بكثير أظنها تفوق ال 45 درجة...
تمنيت لو كان هذا الشارع الكبير تكسوه الأشجارمن الطرفين حتى الملعب البلدي..فالمدينة التي لا تحب الأشجار ولا تغرس الأشجار ولا تتوشح بالأخضر بلدة ميتة لا روح فيها ..هي مدينة تقدم المادة والمصلحة عن كل مظاهر التمدن..قديما كان الشارع الفاصل بين بيتنا ومدرستي البساتين يعانق أشجار الزيتون وصنابير الماء حيث نغتسل..
كل المدن تعشق المساحات الخضراء وتنشر ثقافة هاته المساحات ..تشجع غرسها في أوقاتها..
مسحْتُ المزيد من العرق ورأيت ظلي يلاحقني مستهزئا بي..مضيت أجر خطواتي جرًّا وحلمي بعد أن أصل أن استحم بماء بارد وأن أنام في قيلولة طويلة...
رنّ هاتفي فإذا به صديق دراسة
-كيف الأحوال
حمدت الله وسألته دون اهتمام وكأني أصرخ في صمت
-أنا أسير هذه الشمس الحارقة
أخبرني أنه مرّ بي منذ دقائق في سيارته , واشفق عليَّ كثيرا من هذه الحرارة الغريبة عن مدينتنا التي طالما تميزت بالاعتدال...
هممت أن أقول له
-لماذا لم ترحمني
كظمتها مغلقا الهاتف..فأمامي باب شقتي وأمامي ابني سيصرخ
جاء أبي ..جاء أبي...

عبد اللطيف السباعي
20-09-2014, 02:52 PM
أخي قودري..
اسمح لي أن أترجم قصتك هذه إلى الإنجليزية تحية مني إليك.. هكذا:




On a Very Hot Day
By Kouadri Ali
Translated By abdellatif Rhesri

I still remember that day very well. It was last summer and it was extremely hot. I needed to go on an errand to the covered local market and came back. The street between the municipality/ the post office and the sports compound seemed to me very long. A car passed nearby and stopped to give a lift a certain state official then set off. A few minutes later, another car stopped to take a well-known whore. I was sweating hard. A third car driven by a young man -whom I had taught before, but he had become an entrepreneur after school- halted to give a gendarme a lift. The latter insisted on walking, but the driver swore to give him a ride. I grinned inside and thanked God for not being a member of the civil society or anything similar. I got startled with the alarm of another car whose driver wove to me as if to draw my attention to his new car then drove along.
In fact, I was not interested in all those people. The only thing that irritated me was the Sun's sweltering heat. I could not believe the meteorological predictions which claimed that the temperature was only 40 degrees celsius, while this heat seemed to me to exceed 45 degrees.
I wished that street was covered with trees on both sides till the local stadium. For, a city that dislikes trees and does not plant them -and is not covered with green space whatsoever- is quite a dead city in my view. It is a city that only cares for material interests not urbanization. In the past, the street that separated our house and my old school embraced olive trees and water taps from which we used to wash up. The whole city was in love with green space and spread this culture among all the inhabitants.
I wiped away all the sweat and glanced at my shadow which was tracing me with scorn. I went along dragging my feet and dreaming that when I got home I would have a cold shower and a long siesta.
The phone rang suddenly. It was one of my school friends.
- How are you?
- I said "fine" and added him uninterestedly as if screaming silently:
- -I am prisoner of this scorching sun.
- He told me he had passed by me in his car a few minutes earlier. He felt sorry for me for that strange heat in our city which was long known for its moderate weather.
- I was about to tell him "why didn't you give me a ride then?"? but I only kept silent and shut the phone. I was standing in front of my flat's door and my son was crying out, "Dad has come.. Dad has come
- Morocco
- 20/09/2014
-

تقديري وتحياتي
الشاعر المغربي عبد اللطيف السباعي (غسري)
المغرب

قوادري علي
20-09-2014, 10:50 PM
الأديب الراقي عبد اللطيف
عرفتك شاعرا مميزا وها نا ألمس
فيك مترجما بارعا تحية تليق..
تقديري.

عبد السلام دغمش
21-09-2014, 10:14 PM
الارتباط العائلي بالاسرة وبالتقاليد حاجز أمام الانجرار وراء صخب المدينة وانزلاق الحياة المدنية.
الأخ قوادري علي ..قصة جميلة ووصف للمكان باسلوب متمكن.
تحياتي.

قوادري علي
22-09-2014, 08:41 PM
الارتباط العائلي بالاسرة وبالتقاليد حاجز أمام الانجرار وراء صخب المدينة وانزلاق الحياة المدنية.
الأخ قوادري علي ..قصة جميلة ووصف للمكان باسلوب متمكن.
تحياتي.

شكرا جزيلا الراقي عبد السلام
رؤية أخرى تصف الحدث بامتياز.
تقديري.

آمال المصري
24-09-2014, 07:51 AM
مع حرارة الجو هنا تمر الأحداث سريعة سلسة لتنقل لنا صورة من مساوئ المجتمع وسلبياته وبلادة الشعور لدى البعض
أبدعت شاعرنا الفاضل فشكرا لك ألفا
تقديري الكبير

قوادري علي
24-09-2014, 08:27 PM
مع حرارة الجو هنا تمر الأحداث سريعة سلسة لتنقل لنا صورة من مساوئ المجتمع وسلبياته وبلادة الشعور لدى البعض
أبدعت شاعرنا الفاضل فشكرا لك ألفا
تقديري الكبير

شكرا جزيلا الراقية آمال
هي مساوئ تتعاقب دون اصلاح..
تقديري..

ربيحة الرفاعي
07-10-2014, 01:47 AM
جمال التوصيف وما حوى من تفاصيل صغيرة منح النص روحا وحياة ونجح باستقطاب القارئ ليعيش اللحظة مع بطل القصة ويعايش إحساسه
التطور الدرامي الهادئ بتفاقم الإحساس وتعاقب المشاهد المؤكدة على مجموعة الأفكار المحدودة التي يطرحها النص مهد لتنهيدة رضا بالقفلة المطمئنة تعلن أن لكل من الدنيا نصيب يقدم له سعادة لا يضحي بها بأي ثمن

جميل ما قرأته هنا أديبنا لا حرمك البهاء

تحاياي

ناديه محمد الجابي
07-10-2014, 10:31 PM
لم يكتف هذا الصديق السمج بأن يمر عليه في هذا اليوم القائظ
ويراه وهو محترقا بالشمس الحارقة دون أن يتوقف عليه ليقله
بل يهاتفه ليخبره بأنه رآه منذ دقائق وأشفق عليه.
تستغرب أحيانا تصرفات بعض الناس، ولكن فاز من كان من
الكاظمين الغيظ.
تابعت القصة بواقعيتها ولغتها العذبة والوصف الباهر بتمكن.
بوركت ـ ولك تحياتي. :001:

خلود محمد جمعة
09-10-2014, 03:58 PM
تبدو المفارقات تحت أشعة الشمس أكثر وجعا
نداء الصغير ينعش الذاكرة ويبرد القلب ويثلج الروح
هناك تفاصيل نسترجعها فندرك أين نحن
قصة سلسة السرد بأسلوب مشوق وصور دقيقة متقنة
تقديري

قوادري علي
16-10-2014, 07:05 PM
جمال التوصيف وما حوى من تفاصيل صغيرة منح النص روحا وحياة ونجح باستقطاب القارئ ليعيش اللحظة مع بطل القصة ويعايش إحساسه
التطور الدرامي الهادئ بتفاقم الإحساس وتعاقب المشاهد المؤكدة على مجموعة الأفكار المحدودة التي يطرحها النص مهد لتنهيدة رضا بالقفلة المطمئنة تعلن أن لكل من الدنيا نصيب يقدم له سعادة لا يضحي بها بأي ثمن

جميل ما قرأته هنا أديبنا لا حرمك البهاء

تحاياي

شكرا جزيلا الراقية ربيحة
قراءة مميزة سايرت مجريات المتن.
تقديري.

قوادري علي
16-10-2014, 07:06 PM
لم يكتف هذا الصديق السمج بأن يمر عليه في هذا اليوم القائظ
ويراه وهو محترقا بالشمس الحارقة دون أن يتوقف عليه ليقله
بل يهاتفه ليخبره بأنه رآه منذ دقائق وأشفق عليه.
تستغرب أحيانا تصرفات بعض الناس، ولكن فاز من كان من
الكاظمين الغيظ.
تابعت القصة بواقعيتها ولغتها العذبة والوصف الباهر بتمكن.
بوركت ـ ولك تحياتي. :001:

شكرا جزيلا الراقية نادية
هي عقليات تبدو غريبة للوهلة الأولى ومع التعود نتحرر منها.
تقديري.

قوادري علي
16-10-2014, 07:07 PM
تبدو المفارقات تحت أشعة الشمس أكثر وجعا
نداء الصغير ينعش الذاكرة ويبرد القلب ويثلج الروح
هناك تفاصيل نسترجعها فندرك أين نحن
قصة سلسة السرد بأسلوب مشوق وصور دقيقة متقنة
تقديري

شكرا جزيلا الراقية خلود
سعيد بقراءتك المميزة.
تقديري.