المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : اِستِـــــلاب...



عبد اللطيف السباعي
23-09-2014, 12:26 AM
اِستِـــــلاب...
عبد اللطيف السباعي (غسري)

ضَبابٌ كرَأسِ الدُّجَى المُطْـــرقِ
كنَوْءِ الضَّنى الواصِلِ المُغْـــدِقِ

يُنازعُني جَدوَلَ القهقهــــــــاتِ
يَحُطُّ على قَلبِيَ المُشْفِــــــــــقِ

أنا مَعْقِلُ الوجَعِ المُستطِيــــــلِ
وَحَقلُ الأسى الغامِضِ الشيِّـــقِ

عَهِدْتُ إلى الحرْفِ بالأمْنِيــاتِ
أخذتُ على غَيْمِهِ مَوْثِقــــــــي

وما خانَ عهْديَ بلْ إنَّنــــــــي
رَكَنْتُ إلى الضَّجَر المُحْـــــدِقِ

تجَنَّبتُ كُلَّ المتاهاتِ حتَّـــــــى
توَغَّلتُ في دَرْبِهِ الضيِّــــــــــقِ

توَضَّأتُ من مائِهِ المُسْتبــــــاحِ
تسَرْبلتُ في ظِلِّهِ المُحْــــــــرقِ

وأنفقْتُ فيهِ مِن الجَهْدِ حتـــــــى
إذا نَفقَتْ حِصَّةُ المُنْفِــــــــــــــقِ

تلَفَّتُّ ناحِيَةَ الوقتِ أسْعـــــــــــى
على ساقِ مُغْتربٍ مُخْفِـــــــــــقِ

فاَينَ الطريقُ وَأينَ الجِهــــــاتُ؟
وأينَ بِخارطَتِي مَشْرقـــــــــــي؟

غُبارُ الرَّتابةِ لا ينْقضِـــــــــــــي
يَهُبُّ على الزَّمَنِ الرَّيِّـــــــــــــقِ

فتَشحُبُ في جَوْفِهِ كلُّ ذِكــــــرَى
أحِنُّ إلى وَجْهِها المُشْـــــــــــرقِ

شَرِقْتُ مِنَ الصُّوَرِ الرَّاقِصـــــاتِ
على العينِ والصَّدرِ والمَفْــــــرقِ

ومِن شَهْدِ ذاكرتي المُشْتهــــــــى
ومن صمْتِ خاطرتي المُطْبِـــــقِ

ومِن نَوْحِ هذا المساءِ الجَريــــحِ
ومن كَدِّ هذا الضُّحى المُمْلِـــــقِ

أجِئتُ إلى البحر كيْ أستريــــحَ؟
أمِ المَوجُ في لَهْوهِ مُقْلقــــــــــي؟

أمِ الرَّملُ في بَوْحِهِ مُضْجــــري؟
أمِ البَحرُ في لحظةٍ مُغْرقـــــي؟

أعَابرَةٌ نَجْدَةُ القافِيَــــــــــــاتِ؟
أمُجْدِيَةٌ لُغةُ المَنْطِــــــــــــــقِ؟

وكيفَ يَلِذُّ أريجُ الخَـــــــــــواءِ
لِمُرْتشِفٍ مِنهُ مُسْتنْشِـــــــــــقِ؟

وكيفَ تُضيءُ النجومُ التـــــــي
تُطلُّ على أفُقٍ مُبْـــــــــــــرقِ؟
****

أنا أنتَ يا قلبُ ! لا نََتَّقــــــــــي
هسيسًا منَ الشجنِ الأعمَـــــــقِ

كِلانا على الأرضِ لا نَدَّعـــي
صُعودًا إلى عُنُقِ المَضْيَـــــــقِ

ولا نُسْتَثارُ ولا نُسْتَفَـــــــــــــزُّ
ولا نسْتقِرُّ ولا نرْتقــــــــــــــي

وهذي سرابيلُنا من سُكـــــــونٍ
ومن صخَبٍ خافتٍ مُطلَـــــــقِ

وهذي خُطانا على الدربِ ولْهى
تدِبُّ إلى المَهْمهِ المُلْحَــــــــــقِ

بأيِّ عُروشِ الرضا نسْتظِـــــلُّ
ومن أيِّ أنوائه نسْتقـــــــــــــي

أسيران نحنُ بسِجنِ الخطــــابِ
ومُجْتمَعِ الكَفِّ والمِرْفََـــــــــــقِ

لنا حَقُّ رأْبِ العباراتِ لكِــــــنْ
على شَرْطِ مُلتمَسٍ مُسْبَـــــــــقِ

ولا نتملمَلُ إلا احْترقنـــــــــــــا
براجمةِ العَـــــــــــــذَلِ الأزرَقِ

أسيرانِ في مَجْلِسِ الطاعَتيــــنِ
ومُنتجَعِ الكأسِ والمِنْطَــــــــــقِ

لدينا بزاوية الأمر رُكـــــــــنٌ
رقابُ الرُّؤى فيهِ لم تُعْتَـــــــقِ

نُهَيِّئُ ألوانَهُ المنتقـــــــــــــــاةَ
نُوَشِّيهِ وفْقَ هوى المُنْتقِــــــي

ونَسمَعُ صوتَ المُقِلِّينَ يَــأوي
إلى مخْدَعِ الحذر الأخْـــــرَقِ

وخلفَ زجاجِ الشتاءِ الكئيــبِ
نُجادِلُ في المطرِ المُهْــــــرَقِ

نُسافرُ في هَمسَةِ الحالميـــــــنَ
وفي لَهَفَةِ العائدِ المُرْهَـــــــــقِ

وفي ضَحْكَةِ الصِّبْيةِ العابثيــنَ
وفي أنَّةِ البُلبُلِ الأبْلَـــــــــــــقِ

تُرانا فقدْنا احْتِدامَ الشـــــــعورِ
كأنَّا لِذلِكَ لم نُخْلَــــــــــــــــــق ِ

قرأنَا الوجودَ فلم نَختَلِـــــــــجْ
رأينا الجمالَ فلم نَشْهَــــــــــقِ

عَبَرْنا الظلامَ فلم ننتشِـــــــــرْ
شَربْنا الفراغَ فلم نشْـــــــــرَقِ

وما لِمُعانقةِ الشيءِ معنـــــــى
إذا انْسَلَّ من وَجعٍ أحْمــــــــقِ
****

أشِحْ بمُحَيَّاكَ... لا تفسُــــــــــقِ
وغادرْ حصونَ الصَّدى وامْرُقِ

حَصا أمّ ِعيْنِكَ لا ترْمِــــــــــهِ
زجاجَ الفوانيسِ لا ترْشُــــــقِ

سُيوفَ المواعيدِ لا تمْتشِـــــقْ
جيوبَ الفساتينِ لا ترْمُــــــــقِ

وكنْ طائرًا فوق جِذعِ الهــــوى
ورفرفْ على غصْنِهِ واخْفُــــقِ

وكنْ حطبًا للجَوَى واحْتـــــــرقْ
وأسْبِلْ دموعَكَ .. لا تخْنُـــــــقِ

وألْقِ البَنفسَجَ عن عَرْشِــــــــهِ
وإن مدَّ أعْناقَهُ فاشْنُــــــــــــــــقِ

وحَرِّق رسائلَكَ الفاتنــــــــــــاتِ
وتحتَ رمادِ الكلامِ ابْـــــــــــرُقِ

وبَعثِرْ هداياكَ فوقَ الطريــــــــقِ
وشَرِّد حُروفَكَ.. لا ترْفُـــــــــقِ

وإمَّا سَألناكَ لا! لا تُجــــــــبْ
وإمَّا أجَبْتَ فلا تَصْـــــــــــدُقِ

فنحنُ بنو الريحِ والرَّاحِ كـــــمْ
حمَلنا الهواءَ على الأينُــــــــقِ

ونِمْنا على وَشْوَشاتِ الرِّمـــــالِ
ونجْوى الخفافيشِ للأعْنُــــــــقِ

ولم نصْحُ حتى تعرَّى المســــاءُ
فلم نسْكُنِ الضوءَ أو نطْـــــرُقِ


المغرب
2011

هاشم الناشري
23-09-2014, 12:46 AM
تلَفَّتُّ ناحِيَةَ الوقتِ أسْعـــــــــــى
على ساقِ مُغْتربٍ مُخْفِـــــــــــقِ

فاَينَ الطريقُ وَأينَ الجِهــــــاتُ؟
وأينَ بِخارطَتِي مَشْرقـــــــــــي؟

سأقتطف وردتين على عجلٍ ابتهاجًا بهذا الحرف الأنيق
ومواساة لكل مشرقيٍّ يبحث عن مشرقه فلا يجده!

أطمع أن أنال شرف المقعد الأول وحتمًا سأعود لهذه
الخريدة أيها الشاعر الكبير.

دمت أبيًا متألقًا أخي.

محبتي وتقديري.

نبيل أحمد زيدان
23-09-2014, 01:08 AM
الأخ الفاضل عبد اللطيف غسري الموقر
قصيدة جميلة بصورها ومضمونها
بوركت أخي ودام الألق

محمد ذيب سليمان
23-09-2014, 01:52 AM
الله الله
طول نفس انت صاحبه ونسج اعرفه واتوق اليه هنا ايضل لأعانقه واتفقه به
ايها الرائغ صاحب النسج والصورة والمعاني ال\دالة
مرحبا وهلا
مودتي

عبد اللطيف السباعي
23-09-2014, 01:27 PM
تلَفَّتُّ ناحِيَةَ الوقتِ أسْعـــــــــــى
على ساقِ مُغْتربٍ مُخْفِـــــــــــقِ

فاَينَ الطريقُ وَأينَ الجِهــــــاتُ؟
وأينَ بِخارطَتِي مَشْرقـــــــــــي؟

سأقتطف وردتين على عجلٍ ابتهاجًا بهذا الحرف الأنيق
ومواساة لكل مشرقيٍّ يبحث عن مشرقه فلا يجده!

أطمع أن أنال شرف المقعد الأول وحتمًا سأعود لهذه
الخريدة أيها الشاعر الكبير.

دمت أبيًا متألقًا أخي.

محبتي وتقديري.

شكرا لك أستاذ هشام..
أسعدني مرورك الجميل وثناؤك الباذخ..
مودتي وتقديري..
مرحبا بك في أي وقت..

الطنطاوي الحسيني
23-09-2014, 01:48 PM
أمِ البَحرُ في لحظةٍ مُغْرقـــــي؟

مرور من ضيق وقت العمل سريعا
قرات ما اقتبست هكذا
أمِ البَحرُ في لحظهِ مُغْرقـــــي؟
انت والروعة صنوان ديباجة لغة شعر شعور خاتمة
لعمري هذا لهو الشعر تحياتي وتقبل خربشاتي

عبد اللطيف السباعي
23-09-2014, 06:36 PM
الأخ الفاضل عبد اللطيف غسري الموقر
قصيدة جميلة بصورها ومضمونها
بوركت أخي ودام الألق

أشكرك أستاذ نبيل..
أثلجت صدري كلماتك الراقية..
دمت بألف خير.

عبد اللطيف السباعي
23-09-2014, 09:45 PM
الله الله
طول نفس انت صاحبه ونسج اعرفه واتوق اليه هنا ايضل لأعانقه واتفقه به
ايها الرائغ صاحب النسج والصورة والمعاني ال\دالة
مرحبا وهلا
مودتي

شكرا لك على ما نثرته هنا من رياحين الثناء أستاذ محمد ذيب سليمان..
تحياتي وتقديري

عبد السلام دغمش
23-09-2014, 10:18 PM
"وكن طائرا فوق جذع الهوى
ورفرف على غصنه واخفقِ

وكن حطباً للجوى واحترق
وأسبل دموعك لا تخنقِ"

مبدع أنت أيها الشاعر الشاعر.
قصيدة وجدانية فياضة بالجمال تستحق الرجوع اليها باكثر من قراءة.
تقديري.

حسام القاضي
24-09-2014, 08:11 AM
قصيدة رائعة
أخي الشاعر الكبير / عبد اللطيف السباعي

استمتعت هنا
شكرا لك

عبد اللطيف السباعي
24-09-2014, 03:18 PM
أمِ البَحرُ في لحظةٍ مُغْرقـــــي؟

مرور من ضيق وقت العمل سريعا
قرات ما اقتبست هكذا
أمِ البَحرُ في لحظهِ مُغْرقـــــي؟
انت والروعة صنوان ديباجة لغة شعر شعور خاتمة
لعمري هذا لهو الشعر تحياتي وتقبل خربشاتي

الأستاذ الشاعر الطنطاوي الحسيني..
أشكرك على طيب المرور وحسن الثناء..
مودتي والتحيات

عبد اللطيف السباعي
25-09-2014, 01:14 PM
"وكن طائرا فوق جذع الهوى
ورفرف على غصنه واخفقِ

وكن حطباً للجوى واحترق
وأسبل دموعك لا تخنقِ"

مبدع أنت أيها الشاعر الشاعر.
قصيدة وجدانية فياضة بالجمال تستحق الرجوع اليها باكثر من قراءة.
تقديري.

شكرا لك أستاذ عبد السلام..
أنا سعيد بحضورك البهي وثنائك وارف الظلال..
مودتي وتقديري

عبد اللطيف السباعي
26-09-2014, 12:13 PM
قصيدة رائعة
أخي الشاعر الكبير / عبد اللطيف السباعي

استمتعت هنا
شكرا لك

شكرا لك أستاذ حسام..
أسعدتُ بحضورك أيما إسعاد..
مودتي وتقديري

عبد اللطيف السباعي
11-10-2014, 03:44 PM
شكرا لكل من تفضل بالاطلاع علي هذه القصيدة.

هبة الفقي
12-10-2014, 12:36 AM
قصيدة جميلة من شاعر مبدع
نجد دوما بين حروفه التميز والإبداع
لله درك وجمال حرفك
دمت متالقا
تقديري

د. سمير العمري
04-01-2015, 09:42 PM
أداء شعري كبير وحرف شاعري محلق فلا فض فوك!

أشكر هنا قوة اللغة وجودة الديباجة وحرفية الطرح!

تقديري

رويدة القحطاني
02-02-2015, 03:21 PM
الشاعر المبدع عبد اللطيف السباعي

قصيدة مميزة بقافية جميلة وإحساس صادق وصلني
شكرا لك على كل هذا الإبداع.

عصام إبراهيم فقيري
19-06-2015, 11:11 PM
الشاعر المتفرد عبداللطيف السباعي

أنت شاعر بحق وقلة هم الذين يمتلكون مقدرتك الكبيرة على صناعة الجمال .

شكرا بحجم الكون لأنك هنا ، ولا حرمنا الله من إبداعاتك

تقديري ومحبتي لك أيها الشاعر الفذ .

أحمد الجمل
02-01-2016, 02:18 PM
الله الله الله
راااائعة وأكثر وأكثر
ومن أجمل ما قرأت
تحيتي وخالص مودتي