المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رِدَّةٌ



ربيحة الرفاعي
26-09-2014, 10:16 PM
ردّة

مُكَلَّلَةً بِانْتِصَارٍ مَا تَزَالُ حُمْرَتُهُ تُلَوِّنُ الثِّيَابَ المُتْرَبَةَ التِي يَلْبَسُ أَعضَاؤُهَا، وَالأَمْتِعَةَ النَّاطِقَةَ بِالإِنْهَاكِ التِي يَحْمِلُونَ، وَصَلَتِ الجَمَاعَةُ أَطرَافَ المَدِينَةِ تَهْزِمُ بِالعَزِيمَةِ الإِعيَاءَ، وَتَشْحَنُ بالغَضَبِ القُلُوبَ وَبِالإِرَادَةِ الدِّمَاءَ، وَتَرَبَّصَتْ بِالقَومِ هَدأَة تَنْقَضُّ عَلَيهِم عِندَها، بَيْنَما اعتَلَى هُوَ صَهْوَةَ الجَبَلِ يَنْظُرُ إلَيهِم مِن بَعِيدٍ مُتَأَمِّلًا، غَارِقًا فِي رَحلَاتِهِ الّتِي لا تَنْتَهِي بَينَ أَمْسٍ يُلاحِقُهُ بِذِكْرَيَاتِهِ، وَغَدٍ يَفْرِضُ فِيهِ سَطْوَتَهُ مُنْتَصِرًا لِرَبِّهِ وَمُعْلِيًا رَايَاتِه، وَكَأنَّمَا تَسَرَّبَ الهُدُوءُ الّذِي يَحلُمُ بِهِ لأَطرَافِه. تَحَرَّكَت كَفُّهُ عَلَى لِحيَتِهِ الكَثَّةِ تُمَسِّدُهَا بِرَزَانَةِ القَائِدِ وَثِقَةِ الأَمِيرِ، وَعَينَاهُ فِي غَفْلَةٍ مُسَافِرَتَانِ عَبرَ المَدَى تُلاحِقَانِ خُيُوطَ الفِكْرِ وَتَغرَقَانِ مَعَ جَسَدِه المَفْتُولِ العَضَلاتِ فِي موَاتِ الشُّعُور.

كَانَ فَتًى مَلِيحًا يُكَركِرُ بِبَرَاءَةِ الطُّفُولَةِ، إِذ تُدَاعِبِهُ نِسْوَةُ البَلْدَةِ، وَيَبْكِي بِصَخَبِهَا حِينَ يَنْهَرُهُ الرِّجَالُ العَائِدِونَ مِن أَعَمَالِهِم مُتعَبِينَ مُطَالِبِينَ بِالسَّكِينَةِ حَوْلَهُم.. يَركُضُ وَرَاءِ الفَرَاشَاتِ البَيْضَاءِ وَيَركُلُ بِقَدَمَيْهِ الحَصَى وَيَلتَقِطُ لِأُمِّهِ مِنْ بَينِ أَقدَامِ الصِّبيَةِ زَهَرَاتِ الرَّبِيعِ النَّامِيَةَ عَلَى أَطرَافِ الدُّرُوبِ، قَبلَ أَن يَعُودَ لِلبَيْتِ قُبَيْلَ الغُرُوبِ؛ لِيَغتَسِلَ وَيَتَنَاوَلَ عَشَاءَهُ وَيَندَسَّ بَينَ إخْوَتِهِ فِي الفِرَاشِ يُتَابِعُونَ بَرَامِجَ الأَطْفَالِ عَلَى شَاشَةِ تِلْفَازِهِم الصَّغِيرِ، لَكِنَّهُ فِي ذَلِكَ اليَومِ ابْتَعَدَ قَلِيلًا فِي لُعْبَةِ "الاسْتِغُمَايَةِ"، فَاخْتَبَأَتِ الشَّمْسُ وَرَاءَ التِّلالِ قَبلَ أَنْ يَخْتَبِئَ فِي بَيْتِهِ كَكُلِّ يَومٍ، وَاخْتَفَى أَصْحَابُهُ فَلَمْ يَجِدْ مِنْهُم أَحَدًا عِنْدَمَا خَرَجَ مِنْ مَخْبَئِهِ، وَلَمْ يَدْرِ مِنْ أَيْنَ خَرَجَ عَلَيهِ ذَانِكَ المُتَسَكِّعَانِ بِحَرَكَاتِهِما المُرْتَخِيِةِ وَأَطْرَافِهِما القَذِرَةِ يَجُرَّانهِ لِبِنَاءٍ غَيْرِ مُكْتَمِلٍ.. حَشَرَاهُ فِي إِحَدَى حُجُرَاتِهِ المُعْتِمَةِ وَاسْتَلّا ذُكُورَتَهُمَا المَوبُوءَةَ تَسْلُبُهُ أَمَانَهُ وَإِنْسَانِيَّتَهُ.

جَرجَرَ جَسَدَهُ الدَّامِي عَبْرَ البُيُوتِ النَّاعِسَةِ لِيَصِلَ إِلِى حَيثُ كَانَتْ أُسْرَتُهُ تَبْحَثُ عَنْهُ بِرِفْقَةِ بَعضِ الجِيرَانِ، ولمْ يَخْفَ عَلَيْهِمْ لَمّا رَأَوْهُ الَّذِي كَانَ، وَلا أَسْعَفَ رُوحَهُ الجَرِيحَةَ بَعْدَهَا مَا فَعَلُوا، فَقَدْ أَصْبَحَ سُبَّةَ الفِتْيَانِ، وَشَبَّ فِي أَيَّامٍ أَعْوَامًا؛ يَزِيدُ بِهِ الغَضَبُ وَتَسْتَعِرُ فِي أَعْمَاقِهِ الكَرَاهِيَةُ سَاعَةً عَن سَاعَةٍ. فَلَمْ يَتْرُكْ فَنًا لِلقِتَالِ إِلا وَتَعَلَّمَهُ، وَلَا خَلّى سَبِيلًا لِلعُثُورِ عَلَى ذَيْنِكَ الصُّعْلُوكَينِ إِلا وَسَلَكَهُ حَتَى كَادَ يُسلِمُ نَفْسَهُ لِدُرِوبِ الصَّعْلَكَةِ عَلَّهُ يَعْثُرُ عَلَيْهِمَا فِيهَا.

أَعَادَتْهُ حَرَكَةُ الرِّجَالِ فِي السَّفْحِ إِلى حَيثِ هُوَ، وَنَظَرَ لِلشَّمسِ تَنْسَلُّ بِبُطءٍ وَرَاءَ التِّلالِ البَعِيدَةِ مُسْلِمَةً الرُّقْعَةَ الغَافِلَةَ عَمَّا يَنْتَظِرُهَا لِأَنَامِلِ اللَيْلِ تُوَشِّحُهَا بِالسَّوَادِ، فَهَبَطَ إِلِيهِم بِخِفَّةِ النَّمِرِ مُصْدِرًا تَعْلِيمَاتِهِ بِالتَّأَهُّبِ، بَينَمَا تَعبَثُ كَفُّهُ فِي عَصَبِيَّةٍ بِلِحيَتِهِ الكّثَّةِ وَتَمْتَمَ كَأَنَّمَا يحّدِّثُ نَفْسَهُ :
سَنَقْطَعُ بِاسْمِ اللهِ دَابِرَ الفَسَادِ .. حَضِّرُوا المِدَى لِرُؤُوسٍ "قَدْ أَيْنَعَتْ وَحَانَ قِطَافُهُا".!

ايهاب الشباطات
26-09-2014, 11:34 PM
مع تحفظي على إسلوب طرحك لموضوعٍ شائكٍ كهذا , لكن أحترم حرصك على تشكيل كل كلمة لتنساب على لسان القارئ , ولغتك الرصينة .

كاملة بدارنه
27-09-2014, 06:00 PM
في علم النّفس هناك ما يسمّى ب "متلازمة صدمة الاغتصاب" وهي نوع من الصّدمات النفسيّة يعاني منها ضحايا جرائم الاغتصاب التي تشمل: اضطرابات السلوك الجسدي والعاطفي والمعرفي، ولها علامات شائعة عند معظم ضحايا الاغتصاب، ولو بعد أشهر أو سنوات من الاغتصاب، ويمكن لهذا المرض أن تكون آثار مدمّرة على المدى الطّويل...
فالبطل هنا قد تعرّض للاغتصاب، ممّا أثّر على تطوّر شخصيّته السّلبيّ المتّجه صوب الانتقام؛ لأنّه لم يحظ بالعلاج والاهتمام اللّازمين لتخطّي أزمته : " وَشَبَّ فِي أَيَّامٍ أَعْوَامًا؛ يَزِيدُ بِهِ الغَضَبُ وَتَسْتَعِرُ فِي أَعْمَاقِهِ الكَرَاهِيَةُ سَاعَةً عَن سَاعَةٍ. فَلَمْ يَتْرُكْ فَنًا لِلقِتَالِ إِلا وَتَعَلَّمَهُ، وَلَا خَلّى سَبِيلًا لِلعُثُورِ عَلَى ذَيْنِكَ الصُّعْلُوكَينِ إِلا وَسَلَكَهُ حَتَى كَادَ يُسلِمُ نَفْسَهُ لِدُرِوبِ الصَّعْلَكَةِ عَلَّهُ يَعْثُرُ عَلَيْهِمَا فِيهَا."
بعد ذلك يظهر (ذكاء) المريض في الانتماء لمجموعة رجال الجبل ليصبح قائدا يصدر الأوامر في الانتقام باسم الدّين (ظاهريّا)، وقد يكون انتقامه من أبرياء لا ناقة لهم في أمره ولا جمل.
قصّة سبكت بقوّة ومتانة حيث عرضت مراحل تدهور الحالة النفسيّة لبطلها حتّى وصوله للقفلة الكاشفة لرغبته الجامحة في التّدمير؛ مستغلّا ما حرّم أن يستغلّه بهذا الشّكل لتنفيذ مآربه، وإشباع شهوة الانتقام!
قابلة لأكثر من تأويل.. ورائعة في عرض الحدث وانتقاء الكلمات الخادمة لنجاح السّرد حتّى النّهاية
بوركت وبورك حرفك عزيزتي الأخت ربيحة
تقديري وتحيّتي

فاطمه عبد القادر
28-09-2014, 01:04 AM
أَعَادَتْهُ حَرَكَةُ الرِّجَالِ فِي السَّفْحِ إِلى حَيثِ هُوَ، وَنَظَرَ لِلشَّمسِ تَنْسَلُّ بِبُطءٍ وَرَاءَ التِّلالِ البَعِيدَةِ مُسْلِمَةً الرُّقْعَةَ الغَافِلَةَ عَمَّا يَنْتَظِرُهَا لِأَنَامِلِ اللَيْلِ تُوَشِّحُهَا بِالسَّوَادِ، فَهَبَطَ إِلِيهِم بِخِفَّةِ النَّمِرِ مُصْدِرًا تَعْلِيمَاتِهِ بِالتَّأَهُّبِ، بَينَمَا تَعبَثُ كَفُّهُ فِي عَصَبِيَّةٍ بِلِحيَتِهِ الكّثَّةِ وَتَمْتَمَ كَأَنَّمَا يَحّدِّثُ نَفْسَهُ :
سَنَقْطَعُ بِاسْمِ اللهِ دَابِرَ الفَسَادِ .. حَضِّرُوا المِدَى لِرُؤُوسٍ "قَدْ أَيْنَعَتْ وَحَانَ قِطَافُهُا".!

السلام عليكم
الجهل ,المرض, الفقر, ثلاثة أضلاع قد أطبقت على العالم الثالث الذي هو بلادنا وأمتنا وشعبنا وأهلنا ,
وكل شيء يجر كل شيء ,
وهذا الطفل المسكين قد ملأته السنون حقدا حتى بات يستسيغ قطع الرؤوس باسم الدين والإصلاح ,
حقا أنا متعاطفة معه وحزينة لأجله ,ولأجل من ينتقم منهم أيضا .
الانتقام بات هدفه وليس أي شيء ,
يريد أن يغرق العالم بالدم ,ويقطع رؤوس البشر لينتقم لنفسه من ذلك الوجع النفسي والجسدي الذي لا يعلم مداه إلا هو ,
هو من غير شك مريض, وكان يحتاج لعلاج فوري لن يحصل عليه,
ولكن كل شيء يجر كل شيء ,فجهل الأهل وربما فقرهم أيضا ,وإهمالهم ,هو الذي أوصله لهذة الحالة ,والنفس البشرية معقدة للغاية .
على من سنعتب ونحزن ,,,؟عليه ؟؟أم على الأبرياء الذين يذهبون ضحايا انتقامه ؟
أمن أجل شيء قليل تنهب الأمم ثروات شعبنا ؟,وتقتل علمائنا ؟,وتدعم الفاسدين فينا (أذيالهم الناعمة الدنسة )؟؟
كل هذا من أجل أن ينتج شعبنا شبان محبطين, فاشلين, حاقدين, تجار مخدرات ,ومتعاطين, ليستفيدوا منهم وقت الحاجة .
قصة رائعة يا ربيحة ,وتجري اليوم ,
من أين جاء الإرهاب ؟
وكيف أصبح الدين راية له ؟
شكرا لك
ماسة

خلود محمد جمعة
28-09-2014, 08:18 AM
الظروف التي يمر بها كل شخص تشكل شخصيته بإيجابية أو سلبية وهناك من يبحث عن بذرة الخير فيرويها حبا حتى تنمو وتمتص بجذورها كل الشر الكامن يسقط أوراقا تذروها الرياح الى أن تصبح شجرة الايجابية تمد فروعها في جوانب حياته المختلفة فتثمر عطاءًا
و هناك من يستغل الضعف ويغذيه شرا الى أن يلتف بشبكتة العنكبوتية على البصيرة يتربص الى ومضة خير ليقتنصها قبل بلوغ الروح
يعلمون كيف يختارون ضحاياهم اللذين يمسون قادة للشر بمرتبة الجهل
ببراعة تركت لنا الكاتبة أكثر من باب للتأويل
بسرد قوي وحبكة محكمة و حرف ذكي طرحت قضية عميقة بجدية من الالف الى الياء
هكذا تكون القصة الجادة سيدتي بطرحها وتشكليها الذي لم يرى البعض غيره
كل التقدير للقلم الحر
دمت رائعة
:hat::hat::hat:

ناديه محمد الجابي
28-09-2014, 05:44 PM
الأرهاب والعنف لم يأت اعتباطا، ولم ينشأ جزافا بل له أسبابه
ومنها الأسباب النفسية المتعلقة بتكوين شخصية المجرم ( مثل حالة
بطل هذه القصة) عندما تكونت لديه دوافع تدميرية انتقامية جعلته
يعمل على ارتكاب أعمال إرهابية نتيجة الخلل في تكوينه النفسي.
هذا ما قالته هذه القصة الرائعة لقلمك القدير.
إن الإنتهاكات الفظيعة لحق الإنسان وتقطيع رؤوس العزل والأسرى
وذبحهم أمام الكاميرات بطريقة بربرية والإغتصاب لنساء المسلمين
وسبي ذرياتهم وقتل اطفالهم وتدمير ممتلكاتهم أو اغتصابها وسرقتها،
كل ذلك يقوم به اشخاص باسم الدين ولكن الدين منهم براء .
الإسلام دين أخلاق وكرامة وعفو ومحبة وتسامح وكلّ ماعدا ذلك لا يمت
للإسلام بشيء ولا للدين بشيء ولا لله بشيء.

قضية عميقة وسرد مبهر في موضوع شائك ـ جل إحترامي وتقديري لك
ولقلمك الذي تمسكين بلجامه بقوة .. وتحية لك بحجم الإبداع. :001:

ربيحة الرفاعي
07-10-2014, 02:10 AM
مع تحفظي على إسلوب طرحك لموضوعٍ شائكٍ كهذا , لكن أحترم حرصك على تشكيل كل كلمة لتنساب على لسان القارئ , ولغتك الرصينة .

ما عهدنا القصة كفن أدبي ندوة تناقش فيها المواضيع الشائكة، ولا مادة بحثية تتقصى النشأة والتطور وما وراءهما والأثر والنتائج وانعكاسها على المتأثر ابتداء بالأفراد وانتهاء بالأمم، فما هي غير مشهد مقتطع من حكاية إن كانت قصيرة أو حكاية شخص أو مجموعة من شريحة أو مجتمع إن كانت طويلة ..
ولن أدافع عن نصّي فلك مطلق الحريّة بأن ترى فيه ما ترى، ولك مني قوافل الشكر لإكرامه بمرورك

دمت بألق

تحاياي

ايهاب الشباطات
07-10-2014, 03:35 AM
ما عهدنا القصة كفن أدبي ندوة تناقش فيها المواضيع الشائكة، ولا مادة بحثية تتقصى النشأة والتطور وما وراءهما والأثر والنتائج وانعكاسها على المتأثر ابتداء بالأفراد وانتهاء بالأمم،


رؤيتك مكتملة للحكاية في القصة وليست مشهداً مقتطعاً كما تقولين والعنوان لوحده يكفي لتفنيد زعمك !




فما هي غير مشهد مقتطع من حكاية إن كانت قصيرة أو حكاية شخص أو مجموعة من شريحة أو مجتمع إن كانت طويلة ..



مفهومك للقصة قاصر ويجعله شيئاً ينمو بلا هدف !




ولن أدافع عن نصّي فلك مطلق الحريّة بأن ترى فيه ما ترى، ولك مني قوافل الشكر لإكرامه بمرورك



النصوص في دفترك لك ما دامت فيه أما إذا خرجت فهي للناس وكوني
مستعدةً دائماً لسماع ما يسرك وما يسوؤك عنها .

كل عام وأنت بخير

نداء غريب صبري
25-10-2014, 01:33 AM
لا أعرف كيف يجد هؤلاء القتلة من يدافع عنهم من غير الهمجيين مثلهم، فإن الذي يمارسونه من الشروالجريمة ومخالفة حدود الله بقتل النفس فيما لا يحق القتل فيه، والتمثيل بالقتل وبالقتلى الذي لا يجوز في ديننا وذبح البشر كالنعاج والسبي والظلم هي جراملا يمارسها إلا مختل عقليا أو من في حكمه من المرضى النفسيين الذين تعرضوا في صغرهم لما زرع فيهم الجنون بدافع الانتقام من الدنيا والناس

قصة رائعة أستاذتي .. أحسست عندما قرأتها بأن فيها شيئا واقعيا، وزاد من تأثيرها الإحساس الراقي حتى بالمجرم ومحاولة فهم أسبابه أو أسباب مرضه
لم يدهشني الأسلوب فهذا نعرفه وننتظره عندما ندخلنصا لك

شكرا لك سيدتي

بوركت

مازن لبابيدي
25-10-2014, 10:00 AM
ما أروعها من قصة ، على حقيقتها اختزلت ورمزت وأسقطت ورفعت .
قلما يخرج جريح الروح والنفس من مصابه ليشب على الحق والكفاح ، وقلما يدرك المصاب بأن مصابه ما هو إلا إفراز نتن لآفة عميقة في جسد الأمة ، وأن الحل يكمن أولا في علاجها .
هي ردة ، وما أوقعها من كلمة ، لكنها إلى الأمام وليس إلى الخلف ، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون ، فقد أنجزت المهمة الأولى أو بعضها ، ولا بد من تطهير الذات ، فهي إذن ردة إلى الداخل أيضا .
تقول لي هذه القصة .. إن هناك الكثير من الدنس المختبئ خلف النهار ، رمز إليه غروب الشمس ، وإن التعامل معه بشكل فردي إنفعالي لا يصلح جوهر العطب وهو اختلال مناعة المجتمع الذي ينشط خلاياه الخبيثة ويطمع أعداءه ويجرؤهم عليه ، لذلك لا بد مع مكافحة هؤلاء من تقوية هذه المناعة ، وما ذاك إلا طريق الحق والعدل .
أما من الجهة الفنية فالقصة رائعة بكل المقاييس ، من عنوانها البسيط العميق الدلالة المشوق لسبرها ، إلى الخاتمة القوية التي حملت الرسالة ، مرورا بحبكة آسرة احتواها أسلوب سردي واستدعاء بديع ، وكل ذلك بلغة ثرية جميلة التصوير والبديع لم تشغل بذلك القارئ عن فحوى القصة .

أختي الشاعرة الأديبة ربيحة الرفاعي ، أشكر لك هذا العطاء الأدبي الرفيع الذي نعتز به ونفخر .

تحيتي

فوزي الشلبي
28-11-2014, 09:24 AM
الأديبة النبيلة الأريبة ربيحة:

تحية محبة وتقديرٍ وود..

نص أثير بهي تقمص القص فيه روح البيان ولغة الإنسان..وشرود روح ضائعة باحثة عن هدف...فوجدت بالتجني على الدين ما غرس المستعمر في أجنة التائهين..طرح تشويه وصورة تقضي على حقيقة ناصعة للتاريخ...حتى أصبحنا نعاني غربة..آمن بها الذين لا يعملون عقولهم...كذا قضى السامري في بني اسرائيل..وكذا قضى الزيتوني في أهل الجزائر..وكذا يقضي الباغي دادي في أهل السنة في سوريا والعراق..ولا أن أمريكا ابتعدت عن تشويه الخلافة قيد أنملة..خطوة خطوة...وهل كانت الخلافة..إلا رقيا وحضارة وضياء...لا ملثما يحمل سكينا يقطر دما يسوق الإنسان الذي كرمه الله من مذبح إلى آخر!
سلم اليراع نزفا واهتداء منار!
تقديري الكبير وخالص دعائي لقلم يسطر البهاء!

أخوكم

هشام النجار
29-11-2014, 10:00 AM
هنا عدة قضايا فى اتجاهات مختلفة سياسية واجتماعية ، ولنبدأ بالاجتماعية التى طغت أبعادها فى النص وسيطرت عليه ، فهناك أحلام بريئة نقية سرعان ما يتم وأدها وتدنيسها فى واقع اجتماعى مليئ بالقذارة ، وبدلاً من أن تتوجه المجتمعات الى الرقى والتقدم والحضارة بدولة القانون وبالتربية النظيفة وبطاقات الشباب الموظفة فى مكانها بعد تمام الحفاظ عليها وتوجيهها ، ترتد المجتمعات الى الانحطاط والهبوط والتدنى الخلقى والشذوذ والصراع بين تطرفين .
ففى ناحية هناك سفلة الشذوذ والانحطاط الذين يمثلون ويجسدون العجز العام ؛ عجز عن الارتقاء الانسانى وعن الاشتباك بمفاهيم وقيم النماء والانتاج والعطاء الداعمة لارتقاء المجتمعات وامدادها بالطاقات البشرية والانتاجية ، فالشذوذ بالمنظور الاجتماعى والحضارى تجسيد للعجز واليأس والافلاس والتنازل عن مبادئ التنافسية والعطاء والرضا بالدونية والكسل والسلبية والمهانة ، فى مقابل تطرف آخر يلتبس بالدين من منطلق ثأرى انفعالى عشوائى أهوج ، لا منطلق دعوى رشيد لتحقيق الهداية العامة بآلياتها المنضبطة ، وهذا التطرف المتدثر بالدين ثبت فشله لاعتبارات كثيرة يطول شرحها ، ولكونه يسعى للثأر والصدام فهو يحاول تقمص شخصية الدولة واستلاب حقوقها وأدوارها التنفيذية والقضائية ليتحول التنظيم المتطرف الى مؤسسة صدامية مع المجتمع الذى سيحظى بتعميم أحكام الكفر والفسق والانحراف والشذوذ والجاهلية ، ومع الدولة لكونها متساهلة أو راعية لهذا كله ، ليصبح التنظيم بمثابة دولة صغيرة داخل الدولة تسعى لتطبيق أحكامها الخاصة ، وهو ان نجح فى عملية أو عمليتين يشفى بهما ثأره وغيظه فلن ينجح على الدوام ؛ فتلك الجملة التى جاءت على لسان أمير الجماعة - المجروح مجتمعياً - لا يقوم بها تنظيم عشوائى ثأرى انفعالى حماسى " سَنَقْطَعُ بِاسْمِ اللهِ دَابِرَ الفَسَادِ .. حَضِّرُوا المِدَى لِرُؤُوسٍ "قَدْ أَيْنَعَتْ وَحَانَ قِطَافُهُا " ؛ فدابر الفساد لا يقطعه الا نهضة أمة وهو مشروع شعب بأكمله بجميع تياراته وطوائفه ، وقصة كفاح على مدى زمنى بعيد ومتدرج ، وليس مشروع تنظيم .
اذاً نحن أمام صراع مجتمعى ساخن وبارد بين العجز والفشل ؛ فى مقابلة تفسر العجز العام وفشل الأمة عن النهوض ، فهو صراع بين صور الشذوذ والانحراف والهبوط والتدنى والانحطاط الأخلاقى والقيمى فى المجتمع ، وبين الفشل بزعامة وقيادة جماعات متطرفة أخطأت الطريق وظنت أنها بهذا السلوك الفردى والمفاهيم السطحية تستطيع وحدها حل الاشكاليات المجتمعية المعقدة بتقمصها شخصية هيئات الدولة التنفيذية والقضائية ، ودولة مرتبكة غائبة عاجزة عن حل جذور الأزمات الحقيقية من بطالة وفقر وخواء ثقافى وعلمى وهو الدرجة الصفرية من الجهل ، فقد يكون المجتمع به نسبة أمية تعليمية لكن لديه وعى ثقافى وحضارى وهذا نفتقده فى مجتمعاتنا .
المعالجة السياسية لا تقل أهمية وهى امتداد لهذا الصراع الاجتماعى المحتدم البئيس بين العجز والشذوذ والانحراف من ناحية وبين التطرف والفشل فى حل المشكلات والوصول بالمجتمع الى بر الأمان من ناحية أخرى ، لتتوسع دائرة الصراع بين طبقة فقيرة ضالة متمردة تتفشى فيها الجريمة والانحرافات وبين جماعات تتحرك من منطلقات ثأرية ضيقة لا من رؤى اصلاحية منضبطة ، ودولة ومؤسسات وسلطة تصارع من أجل البقاء فوق سطح صفيح واقع منقسم ممزق ، واذا تحركت جاءت متأخرة جداً ك( راعى بقر منتصف الليل ) – هذا الفيلم كان من بطولة داستين هوفمان واخراج جون شليسنجر - الذى غزته المخططات والمؤامرات والأزمات والأوبئة والفتن وأسباب الفشل والعجز ، وجاء متأخراً الى المدينة متوهماً أنه سيغزوها بفحولته الجنسية فيقعده العجز والشلل .
لا نفهم هذا الواقع السياسى الأعوج ومدى انحداره ، الا اذا ألقينا نظرة على الواقع المستقيم الرشيد والمنهج الصحيح الذى يربط بين هذه الأطراف الثلاث فى هرمية انتاجية مثمرة تصعد بالأمة والمجتمع الى الرفاهية والتقدم والتنمية والريادة ، بديلاً عن " الردة " الأخلاقية والاقتصادية والانحطاط الاجتماعى والفشل فى حل الأزمات .
الطرف الأول هم نخبة المجتمع من أغنياء ووجهاء ثم علماء ومفكرين ومصلحين ومجددين ، ثم مربين ومثقفين ودعاة ، ثم دستوريين ومشرعين وقضاة .
الطرف الثانى القاعدة وهم عامة الشعب بكل أطيافه وانتماءاته وطبقاته وطوائفه التى تستجيب وتتفاعل وتسهم بايجابية مع من يمد يده وينفتح على القاعدة الشعبية العريضة بصدق وتجرد .
ثم قمة الهرم وهى رأس السلطة الحاكمة ومعاونوها ووزراؤها التنفيذيون وقضاتها ومحافظوها وأجهزتها الرقابية .
العدالة الاجتماعية وهو مطلب من مطالب الشريعة الاسلامية ، نأخذه نموذجاً للتطبيق ؛ فالبعض يطالب الدولة باقرار العدالة الاجتماعية وترسيخ قيمة المساواة فى المجتمع ، واتخاذ كافة الاجراءات اللازمة لحماية الفقراء والارتفاع بمستوى المعيشة وتحسين ، وهذا فى جوهره مطالبة بتطبيق الشرع الذى يأمر بكل هذه الأشياء تحقيقاً للعدالة والمساواة .
يغفل من يطالبون السلطة بذلك ضرورة مطالبة المجتمع بجهد مماثل ، فقبل مطالبة الدولة بتطبيق الشريعة فى هذا الميدان الواسع الذى يستوعب جهود الجميع ، لابد من مطالبة رجال الأعمال والموسرين والأثرياء والمستثمرين وطبقة أصحاب الدخول الضخمة والحسابات البنكية والعقارات والاستثمارات بالقيام بواجبهم كاملاً فى النهضة .. بل فى تطبيق الشريعة ! وهذا هو الطرف الأول من طرفى قاعدة الهرم ؛ أى طرف نخبة المجتمع وصفوته ، وهم فى هذه الحالة الأثرياء ، وقد يكون فى حالات أخرى من العلماء والدعاة ، وفى حالات أخرى من المفكرين ، وفى حالات أخرى من المُصلحين والمربين ، وفى حالات أخرى من المبدعين والمثقفين .
لا شك أن النهضة والشريعة الاسلامية – وأنا مصر على الربط بينهما - فى هذا الاتجاه معطلة بشكل كبير ، لكن لا أحد يبذل جهداً يذكر فى طريق توعية الأغنياء وجذبهم ناحية مفاهيم دينهم وقيمه وترقية انتمائهم لمجتمعاتهم وهذا دور الدعاة الذين انشغلوا بالثارات واحتلال مكان السلطة ، ظناً بأن الشريعة لا تطبق الا بعصا الحاكم .
فى طبقة الأغنياء والأثرياء الكبار هناك حفلات زفاف وأعياد ميلاد وأعياد زواج – بل حفلات طلاق أحياناً - تتكلف الملايين من الجنيهات ، بل فى بعض الأحيان الملايين من الدولارات !
وهناك فعاليات ومناسبات ينظمها ويقيمها بعض الأغنياء قد تحتاج الشكليات والمظاهر فيها الى بضعة آلاف من الجنيهات لتخرج بصورة جيدة مع الحفاظ على المضمون والجوهر ، الا أنهم يعمدون الى الانفاق على بهارجها ومظاهرها وشكلياتها الملايين .
وهم يؤاخذون كما تؤاخذ الحكومة اذا أسرفت فى الانفاق على مؤتمراتها ومهرجاناتها وفعالياتها بدون حاجة تذكر لهذا الحجم من الانفاق الذى لن يزيدَ فى المضمون ولن يؤثر فى الجوهر .
كل هذه الاستفزازات والتصرفات غير المسئولة فى الوقت الذى يئن فيه البسطاء والفقراء والمهمشون تحت وطأة الجوع والفقر والمرض فى العشوائيات والأماكن المجهولة القصية فى المحافظات والأرياف التى لا تصل اليها قدم أحد ، سواء من رجال السلطة أو من رجال الطبقة المرفهة ، وهى تلك التى ترتكب فيها الانحرافات والجرائم كما حدث مع بطل القصة ، فما دامت عناية الدولة ورعايتها لا تصل الى هناك فنوذها وسلطتها وقانونها لا يصل كذلك .
الشريعة لا يتوقف تطبيقها على جهد الحاكم فقط فى هذا الميدان ، وهو الذى يتعلق برقبته ملايين الفقراء ، يحاول ايجاد عمل لهذا وتدبير مسكن لذاك وتوفير علاج واعانة لتلك .
وبمبادرة مثل مبادرة رجال أعمال أمريكا وأوربا ، وبالتبرع بنصف ثرواتهم ، نستطيع الارتقاء والنهوض بنصف المصريين الآخر من الفقراء ومعدومى الدخل والمرضى والأرامل والضعفاء والعاطلين وأطفال الشوارع .. الخ
ونستطيع اعادة النبض والحياة لجسد التكافل الاجتماعى ، واعادة الروح لقيم الاخاء والمساواة والفعالية والايجابية .
والأهم من ذلك أننا سننزع فتيل الكراهية والأحقاد والضغائن والجريمة والانحطاط القيمى والخلقى ، وسنضيق من دائرة التطرف الأهوج الانفعالى .
والدعاة والتنظيمات والفصائل الاسلامية فى مطلب ايقاظ الوعى واحياء التراث والدفاع عن الرموز والثوابت والهداية دورهم ليس " " سَنَقْطَعُ بِاسْمِ اللهِ دَابِرَ الفَسَادِ .. حَضِّرُوا المِدَى لِرُؤُوسٍ "قَدْ أَيْنَعَتْ وَحَانَ قِطَافُهُا " ، انما الاسهام فى تطبيق الشريعة بما يحقق بالفعل تطبيقها لا تشويهها .. وهم لهم دورهم بضوابط فى التحرك والتصرف والخطاب وبمنهج موزون ومعتدل وبخطة اصلاحية منهجية شاملة ، وليس بعشوائية وفوضوية أقرب الى سلوك العصابات والمافيا ، والدولة والسلطة – قمة الهرم – عليها دور بمؤسساتها التشريعية بسن القوانين والتشريعات التى تلاحق وتضيق على الفساد والانحراف والجريمة وتفتح آفاق الاستثمار والعمل ، وبمؤسساتها القضائية باقامة العدل على الجميع ومكافحة الجريمة ، وبمؤسساتها التنفيذية والشرطية بمكافحة السرقة والاختلاس والدعارة والشذوذ والفساد .
هذا ليس تصوراً خيالياً لمجتمع سياسى مترابط ومتعاون ، انما منهج حقيقى وقابل للتطبيق لمن أرادوا العبور والنهضة والمرور الى القمة ، أما التخبط والفوضى والصراع البائس بين العجز والفشل ، فتلك هى الردة الحقيقية الى الانحطاط الحضارى والى مؤخرة الركب ، فى فيلم مأساوى دموى " حُمْرَتُهُ تُلَوِّنُ الثِّيَابَ المُتْرَبَةَ التِي يَلْبَسُ أَعضَاؤُهَا " ، موبوء بالدناءة والقسوة والوحشية " حَشَرَاهُ فِي إِحَدَى حُجُرَاتِهِ المُعْتِمَةِ وَاسْتَلّا ذُكُورَتَهُمَا المَوبُوءَةِ تَسْلُبُهُ أَمَانَهُ وَإِنْسَانِيَّتَهُ " ، فى واقع مترع بالكراهية والأحقاد " وَشَبَّ فِي أَيَّامٍ أَعْوَامًا؛ يَزِيدُ بِهِ الغَضَبُ وَتَسْتَعِرُ فِي أَعْمَاقِهِ الكَرَاهِيَةُ سَاعَةً عَن سَاعَةٍ " ، ودعائية للزعامة المزعومة تنبض بالمرارة والسخرية " فَهَبَطَ إِلِيهِم بِخِفَّةِ النَّمِرِ مُصْدِرًا تَعْلِيمَاتِهِ بِالتَّأَهُّبِ، بَينَمَا تَعبَثُ كَفُّهُ فِي عَصَبِيَّةٍ بِلِحيَتِهِ الكّثَّةِ وَتَمْتَمَ كَأَنَّمَا يَحّدِّثُ نَفْسَهُ :
سَنَقْطَعُ بِاسْمِ اللهِ دَابِرَ الفَسَادِ .. حَضِّرُوا المِدَى لِرُؤُوسٍ "قَدْ أَيْنَعَتْ وَحَانَ قِطَافُهُا".! " .
اللغة طيعة منسابة رصينة والأسلوب هادئ منسجم مع جوهر القضايا المطروحة ، فهى من الضخامة التى تستدعى العقلانية والتأنى فى بحثها والسعى لايجاد حلول عميقة وممتدة لها .
الصور الفنية دقيقة ومميزة ومشغولة بحرفية واتقان وصولاً الى خلق لوحة فنية مزدحمة بالألوان الدالة على الصراع الدموى أحياناً " بِانْتِصَارٍ مَا تَزَالُ حُمْرَتُهُ تُلَوِّنُ الثِّيَابَ المُتْرَبَةَ " ، أو للواقع البرئ النقى الذى من شأنه صناعة النهضة اذا لم تصبه ملوثات وثارات الردة " فَاخْتَبَأَتِ الشَّمْسُ وَرَاءَ التِّلالِ قَبلَ أَنْ يَخْتَبِئَ فِي بَيْتِهِ كَكُلِّ يَومٍ " أو لاظهار عتمة البؤس والشقاء والتدنى والمهانة " حَشَرَاهُ فِي إِحَدَى حُجُرَاتِهِ المُعْتِمَةِ " .
والصورة الفنية الكلية كانت هى الأكثر تأثيراً وفعالية واحترافية وروعة رغم مرارتها ؛ فلمن يتأمل هناك احترافية أخاذة فى تصوير المجتمع المنهار الممزق العاجز والفاشل كحال بطل القصة الذى تم اغتصابه فهو فى حكم المفعول به بمهانة وذلة من آخرين ، بينما يعجز هذا المجتمع عن الانطلاق من البداية الصحيحة ويفشل فى النهضة بتعاون واسهام وانسجام وتكامل هرمى بين مكوناته ... انها صورة فنية فوق احترافية أبدعت فى تصوير ما تعانيه مجتمعات واقعة فى فخاخ مؤامرات ومستهدفة بالفتن والأوبئة والمرض والفقر والشذوذ .. ومفعول بها وليست فاعلة .

ربيحة الرفاعي
05-01-2015, 01:52 AM
رؤيتك مكتملة للحكاية في القصة وليست مشهداً مقتطعاً كما تقولين والعنوان لوحده يكفي لتفنيد زعمك !

مفهومك للقصة قاصر ويجعله شيئاً ينمو بلا هدف !

النصوص في دفترك لك ما دامت فيه أما إذا خرجت فهي للناس وكوني
مستعدةً دائماً لسماع ما يسرك وما يسوؤك عنها .

كل عام وأنت بخير

حسبي كريم مرورك على صفحتي لأسرّ بما أكرمتني من ردّك
ولي رأيي ورؤيتي تنبثق عنهما حروفي بكل محبتي لكل البشر وفهمي أو محاولتي فهم أوجاعهم
ولك رأيك أقدره وأشكره

دمت بروعتك ودام كريم حضورك

تحاياي

ربيحة الرفاعي
29-04-2015, 12:59 AM
الظروف التي يمر بها كل شخص تشكل شخصيته بإيجابية أو سلبية وهناك من يبحث عن بذرة الخير فيرويها حبا حتى تنمو وتمتص بجذورها كل الشر الكامن يسقط أوراقا تذروها الرياح الى أن تصبح شجرة الايجابية تمد فروعها في جوانب حياته المختلفة فتثمر عطاءًا
و هناك من يستغل الضعف ويغذيه شرا الى أن يلتف بشبكتة العنكبوتية على البصيرة يتربص الى ومضة خير ليقتنصها قبل بلوغ الروح
يعلمون كيف يختارون ضحاياهم اللذين يمسون قادة للشر بمرتبة الجهل
ببراعة تركت لنا الكاتبة أكثر من باب للتأويل
بسرد قوي وحبكة محكمة و حرف ذكي طرحت قضية عميقة بجدية من الالف الى الياء
هكذا تكون القصة الجادة سيدتي بطرحها وتشكليها الذي لم يرى البعض غيره
كل التقدير للقلم الحر
دمت رائعة
:hat::hat::hat:

أصبت أيتها الرائعة
أنعم بقراءة تسبر غور مضامين النص كما أدبياته

أسعدتني بمرورك أسعدك الله
تحاياي

ربيحة الرفاعي
06-06-2015, 01:53 AM
في علم النّفس هناك ما يسمّى ب "متلازمة صدمة الاغتصاب" وهي نوع من الصّدمات النفسيّة يعاني منها ضحايا جرائم الاغتصاب التي تشمل: اضطرابات السلوك الجسدي والعاطفي والمعرفي، ولها علامات شائعة عند معظم ضحايا الاغتصاب، ولو بعد أشهر أو سنوات من الاغتصاب، ويمكن لهذا المرض أن تكون آثار مدمّرة على المدى الطّويل...
فالبطل هنا قد تعرّض للاغتصاب، ممّا أثّر على تطوّر شخصيّته السّلبيّ المتّجه صوب الانتقام؛ لأنّه لم يحظ بالعلاج والاهتمام اللّازمين لتخطّي أزمته : " وَشَبَّ فِي أَيَّامٍ أَعْوَامًا؛ يَزِيدُ بِهِ الغَضَبُ وَتَسْتَعِرُ فِي أَعْمَاقِهِ الكَرَاهِيَةُ سَاعَةً عَن سَاعَةٍ. فَلَمْ يَتْرُكْ فَنًا لِلقِتَالِ إِلا وَتَعَلَّمَهُ، وَلَا خَلّى سَبِيلًا لِلعُثُورِ عَلَى ذَيْنِكَ الصُّعْلُوكَينِ إِلا وَسَلَكَهُ حَتَى كَادَ يُسلِمُ نَفْسَهُ لِدُرِوبِ الصَّعْلَكَةِ عَلَّهُ يَعْثُرُ عَلَيْهِمَا فِيهَا."
بعد ذلك يظهر (ذكاء) المريض في الانتماء لمجموعة رجال الجبل ليصبح قائدا يصدر الأوامر في الانتقام باسم الدّين (ظاهريّا)، وقد يكون انتقامه من أبرياء لا ناقة لهم في أمره ولا جمل.
قصّة سبكت بقوّة ومتانة حيث عرضت مراحل تدهور الحالة النفسيّة لبطلها حتّى وصوله للقفلة الكاشفة لرغبته الجامحة في التّدمير؛ مستغلّا ما حرّم أن يستغلّه بهذا الشّكل لتنفيذ مآربه، وإشباع شهوة الانتقام!
قابلة لأكثر من تأويل.. ورائعة في عرض الحدث وانتقاء الكلمات الخادمة لنجاح السّرد حتّى النّهاية
بوركت وبورك حرفك عزيزتي الأخت ربيحة
تقديري وتحيّتي

الرائعة كاملة بدارنة
أحيي اهتمامك وثقافتك وهذا الشرح الموضوع لتفسير الحالة
وهي حالة، وموجودة، وإنكارها رفع لغربال في وجه الشمس لإخفائها، لكنها ليست الحكاية، بل واحدة فقد من إشارات النص الذي يحاول أن يقول الحكاية الطويلة

شكرا لمرورك الغالي صديقتي
تحاياي

ربيحة الرفاعي
02-08-2015, 02:58 AM
أَعَادَتْهُ حَرَكَةُ الرِّجَالِ فِي السَّفْحِ إِلى حَيثِ هُوَ، وَنَظَرَ لِلشَّمسِ تَنْسَلُّ بِبُطءٍ وَرَاءَ التِّلالِ البَعِيدَةِ مُسْلِمَةً الرُّقْعَةَ الغَافِلَةَ عَمَّا يَنْتَظِرُهَا لِأَنَامِلِ اللَيْلِ تُوَشِّحُهَا بِالسَّوَادِ، فَهَبَطَ إِلِيهِم بِخِفَّةِ النَّمِرِ مُصْدِرًا تَعْلِيمَاتِهِ بِالتَّأَهُّبِ، بَينَمَا تَعبَثُ كَفُّهُ فِي عَصَبِيَّةٍ بِلِحيَتِهِ الكّثَّةِ وَتَمْتَمَ كَأَنَّمَا يَحّدِّثُ نَفْسَهُ :
سَنَقْطَعُ بِاسْمِ اللهِ دَابِرَ الفَسَادِ .. حَضِّرُوا المِدَى لِرُؤُوسٍ "قَدْ أَيْنَعَتْ وَحَانَ قِطَافُهُا".!

السلام عليكم
الجهل ,المرض, الفقر, ثلاثة أضلاع قد أطبقت على العالم الثالث الذي هو بلادنا وأمتنا وشعبنا وأهلنا ,
وكل شيء يجر كل شيء ,
وهذا الطفل المسكين قد ملأته السنون حقدا حتى بات يستسيغ قطع الرؤوس باسم الدين والإصلاح ,
حقا أنا متعاطفة معه وحزينة لأجله ,ولأجل من ينتقم منهم أيضا .
الانتقام بات هدفه وليس أي شيء ,
يريد أن يغرق العالم بالدم ,ويقطع رؤوس البشر لينتقم لنفسه من ذلك الوجع النفسي والجسدي الذي لا يعلم مداه إلا هو ,
هو من غير شك مريض, وكان يحتاج لعلاج فوري لن يحصل عليه,
ولكن كل شيء يجر كل شيء ,فجهل الأهل وربما فقرهم أيضا ,وإهمالهم ,هو الذي أوصله لهذة الحالة ,والنفس البشرية معقدة للغاية .
على من سنعتب ونحزن ,,,؟عليه ؟؟أم على الأبرياء الذين يذهبون ضحايا انتقامه ؟
أمن أجل شيء قليل تنهب الأمم ثروات شعبنا ؟,وتقتل علمائنا ؟,وتدعم الفاسدين فينا (أذيالهم الناعمة الدنسة )؟؟
كل هذا من أجل أن ينتج شعبنا شبان محبطين, فاشلين, حاقدين, تجار مخدرات ,ومتعاطين, ليستفيدوا منهم وقت الحاجة .
قصة رائعة يا ربيحة ,وتجري اليوم ,
من أين جاء الإرهاب ؟
وكيف أصبح الدين راية له ؟
شكرا لك
ماسة

الرائعة فاطمة عبد القادر
لقراءتك النصوص ألق ينعكس عليها ويضفي عليها منه بهاء
سعدت غاليتي بحضورك
لا حرمت دفعك

تحاياي

ربيحة الرفاعي
07-03-2016, 12:43 AM
الأرهاب والعنف لم يأت اعتباطا، ولم ينشأ جزافا بل له أسبابه
ومنها الأسباب النفسية المتعلقة بتكوين شخصية المجرم ( مثل حالة
بطل هذه القصة) عندما تكونت لديه دوافع تدميرية انتقامية جعلته
يعمل على ارتكاب أعمال إرهابية نتيجة الخلل في تكوينه النفسي.
هذا ما قالته هذه القصة الرائعة لقلمك القدير.
إن الإنتهاكات الفظيعة لحق الإنسان وتقطيع رؤوس العزل والأسرى
وذبحهم أمام الكاميرات بطريقة بربرية والإغتصاب لنساء المسلمين
وسبي ذرياتهم وقتل اطفالهم وتدمير ممتلكاتهم أو اغتصابها وسرقتها،
كل ذلك يقوم به اشخاص باسم الدين ولكن الدين منهم براء .
الإسلام دين أخلاق وكرامة وعفو ومحبة وتسامح وكلّ ماعدا ذلك لا يمت
للإسلام بشيء ولا للدين بشيء ولا لله بشيء.

قضية عميقة وسرد مبهر في موضوع شائك ـ جل إحترامي وتقديري لك
ولقلمك الذي تمسكين بلجامه بقوة .. وتحية لك بحجم الإبداع. :001:


ترتقي بالنص القراءة حين تتأمل محاميله وتعيش فكرته وغايته
وبحضورك وقراءتك ترتقي النصوص دائما أيتها الرائعة

شكرا لما أكرمت به حرفي من تأمل وما تتبعت فيه من دلالات
لك محبتي

وفاء العمدة
07-03-2016, 01:14 AM
نص باذخ يحكى الكثير ويقول اكثر بين السطور
فهذه الجرائم سيقت الينا سوقا فى وطننا العربى
حتى اضحت ظاهرة .. وان انكرها البعض
قوافل الرياحين لكِ اديبتنا السامقة
احترامى ...مودتى

ناديه محمد الجابي
24-06-2021, 09:34 PM
مرور ثاني على قصتك اشتياقا لحروفك غاليتي ربيحة ولفكرك الرائع
وقد سلطت الضوءهنا على حالة من الأرهاب لنتعرف عليها كيف نشأت وكيف أتخذ الدين له راية
قصة رائعة برعتي في عرضها لتطرحي قضية هامة ومقلقة وواقعية
بسرد مبهر، ولغة موحية رائعة التصوير
أبدعت عزيزتي فشكرا لك
ولك ولقلمك القدير كل التحية والتقدير.
:v1::nj::0014: