مشاهدة النسخة كاملة : يَا فرج الله
الطنطاوي الحسيني
29-09-2014, 03:07 PM
يا فرج الله
*
/
*
عدَّد نقوده ،ثم داهمته فكرة بعد أن وجدها لا تكفي شيئا ، لمعت تلك الفكرة في رأسه فقام يمثِّلُها أمام الصبية ، أُنظروا يا صغاري : ليس هناك ثياب أو ملابس هذا العيد،
فبهتوا ثم مهمهوا ثم ردُّوا : كيف كيف؟
قال :ولكن من يرضى سأعطيه عيديةً ممتازة ،
فسأله الأكبر :كمْ يعني ستعطينا يا أبي ؟!
قال: سأنقدك أنت عشرين جنيها ثم الصغرى خمسة عشرا ثم الأوسط عشرة ثم الصغرى خمسة ثم ثم فوجد أنه أخطأ والأصغر رغم حداثته صرخ :وانا سأخذ كم يا أبتي ؟!
فقال :على وجه السرعة نعيد الحسبة إذن
الأكبر ثلاثين والأصغر منه خمسة وعشرين والأوسط عشرين والصغري خمسة عشر وأنت أيها الشقيّ الأصغر عشرة جنيهات .
فرد الأصغر :أنا أنفقها في أيام غير العيد يا أبي كيف تعطينيها في العيد ؟!
و رد الأكبر :إجمالي المبلغ أقل مما أنفقته أنا في العيد الماضي بالثلث لقد أنفقت مائة وخمسين جنيها ما هذا يا أبي إنها قسمة ضيزى
فوضع يديه على أم رأسه صارخا:يالله ،ورمى بنفسه على الكرسيِّ واستدرك إذن:إذن فصمت الجميع كأن على رؤوسهم الطير،فقال: سأزيدكم مائة ،هه مائة،مائة جنيه كاملةً فوق ما تم حسابه لكم وعلا صوته بها وأجاد الطرح عليهم جيدا هذه المرة و اصبح التمثيل حقيقة
فمهمه الأطفال واستبشروا وفرحوا وأخذ بعضهم يضرب كفه بكف الآخر كأنهم ربحوا الشوط منه ،
فاستدرك :ولكن لا تطالبوني باللحم في العيد فصعقوا مع مغادرته البيت
ينادونه ويستصرخونه: وماذا نأكل في الأضحى يا أبي؟! يا أبي ؟
وجلسوا مبلسين يتمتمون ويحدِّقون في أُمِّهِم :يافرج الله يا فرج الله وهل هذا عيد؟! بدون ملابس ولحم كيف،لا نتحصل عليهم طوال السنة ،و في الأضحى أيضا؟!يسمعهم على مضض فخرج مسرعا مطرقا كئيبا"
/
*
*
*
دمتم مبدعين
وعيدكم سعد ونصر وتمكين أمين
آمال المصري
04-10-2014, 11:33 PM
لو يعلمون ماعند الله لهم لاستبشروا فرحا
يا فرج الله ... نص من عمق الواقع والفقر المدقع الذي تعيشه شريحة كبيرة من الشعب تكدح من أجل توفير ضرورات الحياة وغالبا لاتفلح في غطاء كل ما يحتاجه اأبناء فيضطر رب الأسرة بعمل فلترة قد تجوز على ما ينتظره الأبناء طول العام وقد تخيب آمالهم رغم محاولة جاهدة من الأب لإرضائهم ...
سرد جميل سلس بلغة ميسرة يحمل رسالة اجتماعية هادفة نجحت شاعرنا في إيصال الفكرة من خلالها فشكرا لك
وعيدك مبارك
تحاياي
ناديه محمد الجابي
05-10-2014, 08:50 PM
الفقر قاهر الرجال ـ مر مؤلم
من قال أن الرجل لا يُهزم؟ ومن قال أن الرجل لا يقهر؟...
لقد تعوذ الرسول الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام من
الكسل والفقر وغلبة الدين وقهر الرجال .
أدهشتني بهذه الصور، والبناء الدرامي الموفق
نص سلس وجاذب وفكرة قيمة .
عيدكم مبارك. :001:
الطنطاوي الحسيني
08-10-2014, 02:50 PM
لو يعلمون ماعند الله لهم لاستبشروا فرحا
يا فرج الله ... نص من عمق الواقع والفقر المدقع الذي تعيشه شريحة كبيرة من الشعب تكدح من أجل توفير ضرورات الحياة وغالبا لاتفلح في غطاء كل ما يحتاجه اأبناء فيضطر رب الأسرة بعمل فلترة قد تجوز على ما ينتظره الأبناء طول العام وقد تخيب آمالهم رغم محاولة جاهدة من الأب لإرضائهم ...
سرد جميل سلس بلغة ميسرة يحمل رسالة اجتماعية هادفة نجحت شاعرنا في إيصال الفكرة من خلالها فشكرا لك
وعيدك مبارك
تحاياي
وشكري وتقديري اختنا الاديبة الفاضلة /آمال المصري الكريمة
رفع الله ذكرك و حط وزرك
كل عام وانت بكل خير ورحمة وبركة
دمت مبدعة ابدا
عبد السلام دغمش
08-10-2014, 07:04 PM
مشهد ناطق بالفقر والألم ..
لم يستطع الاب المسكين تأمين حاجات العيد لصغاره حتى تراوح موقفه بين المصارحة والحيلة.
ربما يحتاج الابناء لجرعات من الصبر في هذا الزمن الصعب .
تقديري للنص الجميل.
الطنطاوي الحسيني
09-10-2014, 10:13 AM
الفقر قاهر الرجال ـ مر مؤلم
من قال أن الرجل لا يُهزم؟ ومن قال أن الرجل لا يقهر؟...
لقد تعوذ الرسول الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام من
الكسل والفقر وغلبة الدين وقهر الرجال .
أدهشتني بهذه الصور، والبناء الدرامي الموفق
نص سلس وجاذب وفكرة قيمة .
عيدكم مبارك. :001:
اختي الاديبة المشرفة الفاضلة استاذة نادية الجابي
نعم اختي الفقر قاهر الرجال
اللهم اني اعوذ بك من الكفر والفقر واعوذ بك من عذاب القبر
الحمد لله انها متلكت القص وخيطه للنهاية
دمت مبدعة متواصلة ابدا
ربيحة الرفاعي
13-10-2014, 01:53 AM
مشهد للعيد في زمان القهر حيث المطالب في ازدياد والمتاح في انتقاص والأبواب موصدة دون كل مأمول حتى ملابس العيد وطبق اللحم
فهل يواسهم أن غيرهم لم يحظ في عيده حت بالأمان؟
فكرة النص جميلة ولو انعطف بها الكاتب قليلا نحو ما هو أبعد من الفاقة لكانت أفضل
دمت بخير
تحاياي
الطنطاوي الحسيني
13-10-2014, 10:41 AM
مشهد للعيد في زمان القهر حيث المطالب في ازدياد والمتاح في انتقاص والأبواب موصدة دون كل مأمول حتى ملابس العيد وطبق اللحم
فهل يواسهم أن غيرهم لم يحظ في عيده حت بالأمان؟
فكرة النص جميلة ولو انعطف بها الكاتب قليلا نحو ما هو أبعد من الفاقة لكانت أفضل
دمت بخير
تحاياي
شكرا اختي الكريمة ام ثائر الفاضلة نتعبكم معنا
و فكرتك ومضة ذكية كانت تكون اقوى بها ولكن دعينا هذه المرة نشكو ظلم ومرارة ذوو القربى وان كنا اخرجناهم من قلوبنا
بظلمهم ولهم يوم يحاسبون فيه على ما جارو علينا وظلمونا وقتلونا ربنا عليهم ينتقم منهم امين
خلود محمد جمعة
14-10-2014, 10:12 AM
للعيد في نفوس الاطفال وقع مختلف
ولذكرياته طعم آخر
وهذا الاختلاف الذي يحدث الفرق بينه وبين باقي الايام
فحين يفقد اختلافه يفقد اسمه
لعن الله الفقر
قصة ماتعة
تقديري
الطنطاوي الحسيني
29-10-2014, 10:36 AM
مشهد ناطق بالفقر والألم ..
لم يستطع الاب المسكين تأمين حاجات العيد لصغاره حتى تراوح موقفه بين المصارحة والحيلة.
ربما يحتاج الابناء لجرعات من الصبر في هذا الزمن الصعب .
تقديري للنص الجميل.
شكرا اخي ابو انس الشاعر عبدالسلام دغمش
مرورك له لون المصارحة بما حملت قصتي
دمت مبدعا ابدا
رياض شلال المحمدي
29-10-2014, 12:00 PM
**(( إن كان في " الأضحى " لا يجدون اللحم ، فاقرأْ على باقي
الأيام السلام !! ، كلُّنا يعيش تلكم المهمهات ولكن ... بدون قِسمةٍ ،
سلامي شاعرنا الكريم ))**
الطنطاوي الحسيني
30-10-2014, 09:40 AM
مشهد ناطق بالفقر والألم ..
لم يستطع الاب المسكين تأمين حاجات العيد لصغاره حتى تراوح موقفه بين المصارحة والحيلة.
ربما يحتاج الابناء لجرعات من الصبر في هذا الزمن الصعب .
تقديري للنص الجميل.
الفاضل اخي ابو انس الشاعر الكريم عبدالسلام دغمش
نورت متصفحي الذي غدى يبث شكاويه وشكوى شعبه على الورق من المرارة
دمت مبدعا ابدا وشكرا لكم
نداء غريب صبري
19-11-2014, 09:45 PM
أثر بي النص جدا
وزاد من تأثيره ما جاء في تعليق الأستاذة ربيحة الرفاعي
فهل يواسهم أن غيرهم لم يحظ في عيده حت بالأمان؟
شكرا لكما
بوركتما
الطنطاوي الحسيني
20-11-2014, 03:35 PM
أثر بي النص جدا
وزاد من تأثيره ما جاء في تعليق الأستاذة ربيحة الرفاعي
شكرا لكما
بوركتما
اشكرك اختي النبيلة الفاضلة نداء صبري
اديبتي الشاعرة انما نعرف الجميل من الاجمل من مروركم وتعليقاتكم وذائقتكم
والفاضلة الربيحة لفتت نظري لسمو اخر فجئت به في ابداع اخر
دمتم لنا اساتذة كبار تحفزوننا لكل خير وابداع
Powered by vBulletin® Version 4.2.5 Copyright © 2025 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir