نهى إحسان زادني
29-09-2014, 05:45 PM
.
.
.
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته،،
قصيدتي في إخراج الشيخ توفيق الصائغ من البلد الحرام و ترحيله إلى بلده الأم "إريتيريا" في مطلع شهر ذي القعدة الماضي..
ثم لم يرُعنا إلا وفاة والده بعد ذلك بأيام و القصيدة في منتصفها..
الصورة له و هو يودع الكعبة..
http://upload.traidnt.net/upfiles/opI91763.jpg
مُتعلّقٌ بالبيتِ و الأستارِ=تبكي على الأركان و الأحجارِ
ثاوٍ على صدرِ الصّخورِ، تبُثّها=ألمَ الوداعِ، و حُرقةَ الأسفارِ
فكأنها عطفت عليكَ مُجيبةً=و رنَتْ إليكَ بآخر الأسرارِ
كَلِفاً يلوذُ بضمّها و بَرودها=و يزيدُه ألما شُطونُ مَزارِ
-و يزيدُه العهدُ القريبُ- كأنّهُ=يُطفي حرائقَ صدره بالنّار
يا أيها الباكي المودّعُ بيتَهُ=تركَ الفؤادَ مُعلّقاً بالدّارِ
قطرات دمعكَ بالحطيم تدفّقت=تروي فُصولَ الحبّ للعُمّارِ
وقفتْ لها عند التّحدُّر حيلتي=و تقطّرَتْ من طرفيَ المحتارِ
لا تعجبنّ لمن سعى فأراقها=في أشهر الإحرام و الإكبارِ
تلك الشؤونُ لدى المشاعرِ قصّةٌ=لن يفهموا إخفاتَها و أُواري
حيثُ المحبُّ مُسلسلٌ في رَحلِهِ=و نزوحُه خِبءٌ لدى الأقدارِ
و القلبُ معكوفُ المآربِ، مُدرَجٌ=فَمشيبُهُ، و تهلّةُ الأقمارِ
الشوق للبيت العتيق يسوقُهُ=و يصدُّه ختَرٌ و سوءُ جِوارِ
أنت الذي أطربتَ دهركَ مُنشداً="في عشرة الإخوان" و الأخيارِ
و صدعتَ في "حجّ القلوب" مُزلزلا=مُهَجاً على الآفاق و الأقطارِ
ما كنتُ أحسبُ إذ شرقتَ بمائها=أنّ الدّموعَ وشيكةُ الإنهارِ
فتعال فلنبكِ المَنازلَ ساعةً=لم يُرضِ ساكنَها الوقوفُ بدارِ
و ابلُ التصبّرَ عن عناق حبيبةٍ=لازمتَها عمُراً، و شطَّ صِداري
و خلوتَ ليلكَ عندها متقلّباً=و خلوتُ أزمنةً أبُلّ خماري
و لكم حظيتَ بطيبها و شرابها=و لكم جرعتُ على الشراب مَراري
فوربّ بيتكَ ما دريتُ بأيّنا=أذكى فراقا ذائقٌ أم ضارِ
و اذكر خروجَ اثنين في رحلَيهما=يوم الكريهة إذ هما في الغارِ
جادت، و شحّ بنو أبيكَ لمثلها=بابن الدَّغِنّة مُسكةُ الكفّار
لم أنتصف و الحادثاتُ بشطرها=حتى علاني حالقُ الأخبارِ
أأصوغُ آياتِ العزاءِ و قد همَت=لُبَدُ الرّدى بالصائغ المِحبار؟
توفيقُ أعرِضْ إنما هي بُلغةٌ=و تحطّ رحلكَ في حمى القهّارِ
فعسى تعودُ و قد أُمِدّ كما نبا=سوطُ المهاجر، نِعمَ عُقبى الدارِ
أو تستقرّ فإن ذلك شرعةٌ=في المرسلين و سلعةُ الأبرارِ
عجباً، قُليتَ و أنت تحمل جنّةً=و تطوفُ بين الناس بالأنهارِ!
.
.
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته،،
قصيدتي في إخراج الشيخ توفيق الصائغ من البلد الحرام و ترحيله إلى بلده الأم "إريتيريا" في مطلع شهر ذي القعدة الماضي..
ثم لم يرُعنا إلا وفاة والده بعد ذلك بأيام و القصيدة في منتصفها..
الصورة له و هو يودع الكعبة..
http://upload.traidnt.net/upfiles/opI91763.jpg
مُتعلّقٌ بالبيتِ و الأستارِ=تبكي على الأركان و الأحجارِ
ثاوٍ على صدرِ الصّخورِ، تبُثّها=ألمَ الوداعِ، و حُرقةَ الأسفارِ
فكأنها عطفت عليكَ مُجيبةً=و رنَتْ إليكَ بآخر الأسرارِ
كَلِفاً يلوذُ بضمّها و بَرودها=و يزيدُه ألما شُطونُ مَزارِ
-و يزيدُه العهدُ القريبُ- كأنّهُ=يُطفي حرائقَ صدره بالنّار
يا أيها الباكي المودّعُ بيتَهُ=تركَ الفؤادَ مُعلّقاً بالدّارِ
قطرات دمعكَ بالحطيم تدفّقت=تروي فُصولَ الحبّ للعُمّارِ
وقفتْ لها عند التّحدُّر حيلتي=و تقطّرَتْ من طرفيَ المحتارِ
لا تعجبنّ لمن سعى فأراقها=في أشهر الإحرام و الإكبارِ
تلك الشؤونُ لدى المشاعرِ قصّةٌ=لن يفهموا إخفاتَها و أُواري
حيثُ المحبُّ مُسلسلٌ في رَحلِهِ=و نزوحُه خِبءٌ لدى الأقدارِ
و القلبُ معكوفُ المآربِ، مُدرَجٌ=فَمشيبُهُ، و تهلّةُ الأقمارِ
الشوق للبيت العتيق يسوقُهُ=و يصدُّه ختَرٌ و سوءُ جِوارِ
أنت الذي أطربتَ دهركَ مُنشداً="في عشرة الإخوان" و الأخيارِ
و صدعتَ في "حجّ القلوب" مُزلزلا=مُهَجاً على الآفاق و الأقطارِ
ما كنتُ أحسبُ إذ شرقتَ بمائها=أنّ الدّموعَ وشيكةُ الإنهارِ
فتعال فلنبكِ المَنازلَ ساعةً=لم يُرضِ ساكنَها الوقوفُ بدارِ
و ابلُ التصبّرَ عن عناق حبيبةٍ=لازمتَها عمُراً، و شطَّ صِداري
و خلوتَ ليلكَ عندها متقلّباً=و خلوتُ أزمنةً أبُلّ خماري
و لكم حظيتَ بطيبها و شرابها=و لكم جرعتُ على الشراب مَراري
فوربّ بيتكَ ما دريتُ بأيّنا=أذكى فراقا ذائقٌ أم ضارِ
و اذكر خروجَ اثنين في رحلَيهما=يوم الكريهة إذ هما في الغارِ
جادت، و شحّ بنو أبيكَ لمثلها=بابن الدَّغِنّة مُسكةُ الكفّار
لم أنتصف و الحادثاتُ بشطرها=حتى علاني حالقُ الأخبارِ
أأصوغُ آياتِ العزاءِ و قد همَت=لُبَدُ الرّدى بالصائغ المِحبار؟
توفيقُ أعرِضْ إنما هي بُلغةٌ=و تحطّ رحلكَ في حمى القهّارِ
فعسى تعودُ و قد أُمِدّ كما نبا=سوطُ المهاجر، نِعمَ عُقبى الدارِ
أو تستقرّ فإن ذلك شرعةٌ=في المرسلين و سلعةُ الأبرارِ
عجباً، قُليتَ و أنت تحمل جنّةً=و تطوفُ بين الناس بالأنهارِ!