تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : لَيْلَةٌ عَابِرَةٌ



سعيد أبو حجر
07-10-2014, 11:20 AM
هَجَمَ اللَّيْلُ بِهَامَتِهِ الْعَظِيمَةِ، يَحْمِلُ بَيْنَ طِيَّاتِهِ الْأَحْلَامَ وَالْأَوْجَاعَ، وَصَارَتِ الْأَبْوَابُ تَغْفُو بَابًا تِلْوَ بَابٍ، وَالنُّجُومُ تَغْمِزُ الْأَرَقَ الْمَقِيتَ، وَالسَّحَابَاتُ تَبْكِي رَحْمَةً وَخَجَلاً، كَانَتْ قَدَمَاهُ تَعْبَثُ إِحْدَاهُمَا بِالْأُخْرَى تَعَبًا وَبَرْدًا، انْزَوَى إِلَى رُكْنٍ ظَنَّ فِيهِ أَمْنًا وَعَيْنَاهُ تَلْتَهِمُ مَا حَوْلَهُ بِيَأْسٍ، الْتَقَطَتَا فِي طَرِيقِهِمَا أَصَابِعَهُ الْعَارِيَةَ فَكَادَتَا تَفِيضَانِ، فَجْأَةً احْتَضَنَتَا شُبَّاكًا مَفْتُوحًا وَوَجْهًا بَاسِمًا، فَتَسَمَّرَتَا عَلَيْهِ، نَظَرَ مَلِيًّا إِلَى ذَلِكَ الْوَجْهِ بِنَوْعٍ مِنَ الرَّجَاءِ، كَانَتْ فَتَاةً لَمْ تَتَجَاوَزْ عِقْدَهَا الثَّالِثَ تَلُوكُ بَيْنَ شَفَتَيْهَا كَلِمَاتٍ لَمْ يَتَبَيَّنْهَا، فَظَنَّهَا غِنَاءً، فَجَارَاهَا فِي غِنَائِهَا، وَبَاتَ يُرَدِّدُ مَا يَحْفَظُ مِنْ أَغَانٍ، لَمْ يَشْعُرْ بِالْبَرْدِ وَلَا الْوَحْشَةِ حَتَّى أَقْبَلَ الصَّبَاحُ بِوَجْهِهِ الْمُشْرِقِ، تَوَقَّفَ الْمَطَرُ، فَتَرَاجَعَتِ الْفَتَاةُ فِي كَسَلٍ وَهْيَ تَبْتَسِمُ، وَأَطْبَقَتْ شَفَتَي الشُّبَّاكِ، قَامَ فِي نَشَاطٍ نَافِضًا مَا عَلِقَ بِهِ مِنْ لَيْلَتِهِ تِلْكَ، وَاسْتَمَرَّ فِي طَرِيقِهِ وَلَمْ يَدْرِ أَنَّهَا بَاتَتْ لَيْلَهَا تَدْعُو اللهَ أَنْ يُعِيدَ إِلَيْهَا بَصَرَهَا، فَقَدْ عَلِمَتْ مِنْ جَدَّتِهَا أَنَّ الدُّعَاءَ عِنْدَ نُزُولِ الْمَطَرِ مُجَابٌ.

ناديه محمد الجابي
07-10-2014, 08:46 PM
في أشد مراحل التعب واليأس قد نتعلق بقشة تكون سببا في
فتح أبواب الأمل ـ هذا ما حدث لبطلنا الذي هده التعب والبرد واليأس
فكان في وجهها الباسم الرجاء ، وفي غناه معها بدد شعوره بالوحشة
ودخل الدفء قلبه ـ لم يدر أنها لم تكن تغني أو حتى تراه..
قصة بأسلوب شاعري عميقة المدلول،رأيت فيها دعوة لبث الأمل في النفوس
أتمنى أن أكون لامست ما في عقلك عند الكتابة
ودام حرفك الرائع في إبداع وسمو. :001:

مصطفى حمزة
08-10-2014, 07:11 AM
أخي الأكرم الأستاذ سعيد
أسعد الله أوقاتك
حدثان في قصّة قصيرة جداً يُضعفانها ، لاسيّما أن الرابط بينهما غيرُ متين . فالأول واقعي والثاني غرائبي بعض الشيء !
الشباك مفتوح رغم المطر ، وفتاة غريبة تُطلّ منه !
كما أن الإطنابَ في الوصف أضرّ بفنّية القصّة القصيرة . أما القفلة فكأنها لم تكن !
ويبقى للنصّ لغته الجزلة البليغة .
- عيناه تلتهمُ = تلتهمان
تحياتي وتقديري

سعيد أبو حجر
08-10-2014, 01:35 PM
أخي الأكرم الأستاذ سعيد
أسعد الله أوقاتك
حدثان في قصّة قصيرة جداً يُضعفانها ، لاسيّما أن الرابط بينهما غيرُ متين . فالأول واقعي والثاني غرائبي بعض الشيء !
الشباك مفتوح رغم المطر ، وفتاة غريبة تُطلّ منه !
كما أن الإطنابَ في الوصف أضرّ بفنّية القصّة القصيرة . أما القفلة فكأنها لم تكن !
ويبقى للنصّ لغته الجزلة البليغة .
- عيناه تلتهمُ = تلتهمان
تحياتي وتقديري

بارك الله فيك أستاذ مصطفى حمزة على هذه الملاحظات القيمة، وهذا ما أبحث عنه من خلال هذه الواحة، مودتي واحترامي.

آمال المصري
10-10-2014, 11:19 PM
بون كبير بين البصر والبصيرة ..
جميلة بلغة شاعرية شعرية ربما طرحت الفكرة من قبل بأردية مختلفة لكن هنا جاءت أنيقة ماتعة
بوركت واليراع المبدعة شاعرنا الفاضل
تحاياي

خلود محمد جمعة
12-10-2014, 01:03 PM
ما بين الحلم والوجع عزفت بحرفك على أوتار المطر ليلة عبرت قلوبنا
راقت لي لما في فيها من صور جميلة ومشاعر رهيفة
كل التقدير

ربيحة الرفاعي
18-10-2014, 09:20 PM
لم يكن مهما سبب انزوائه حيث لا سقف ولا جدران تقيه البرد، ولكن الدفء الذي بعثته بإطلالها من نافتها كان محور رسالة النص، فانطلقت التساؤلات تدور في فلكه يجيب عنها النص تباعا بلغته الجزلة وأسلوبه الشاعري

دمت بخيرأيها الكريم

تحاياي

اشرف الخريبي
27-10-2014, 07:09 AM
أحيانا تتلاقي المتناقضات فتصنع ببهاء أحداثها بنية سردية تكون متعتها في التجاور الذي يصنع الثراء كما هو حالنا تحياتي لك

ناديه محمد الجابي
08-11-2023, 08:01 PM
لوحة إنسانية عميقة رسمت في ليلة عابرة
استوقفتني بروعة الوصف وشاعرية الأسلوب وعمق المضمون.
دمت بكل خير.
:001::001: