تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : أمتنا واقع وآفاق



ملاد الجزائري
15-10-2014, 08:49 AM
[B]
أمتنا واقع وآفاق
من المسلم به أن كل من يمتلك ضميرا حيا يتأثر بوضع أمته؛ التي مازالت تعيش تحت وطأة التخلف والتبعية للعالم المتقدم، الذي يستنزف خيراتها، ويُهَجّرُ أدمغتها، ويضمر لها الحقد والدسائس. إن هذا الوضع المزري لم يكن أبدا لنقص في الموارد والمقدرات والعقول النابغة، ولكن لنقص في الهمة والتحدي والابتعاد عن الدين القيم، وعن العلم والعمل المتقن.
لقد صدق المفكر الجزائري ( مالك بن نبي) رحمه الله عندما قال: " إن القيمة في نجاح أي مشروع اقتصادي هي الإنسان، ليس الاقتصاد إنشاء بنك أو تشييد مصنع ، بل هو قبل كل شيء تشييد إنسان وتعبئة طاقات اجتماعية تحركها إرادة حضارية". وقال أيضا : " إن الذي ينقص المسلم ليس منطق الفكرة ، ولكن منطق العمل والحركة فهو لا يفكر ليعمل بل ليقول كلاما مجردا ".
* إن تحقيق أهداف التنمية الشاملة في العالم النامي (العربي والإسلامي)؛ مرهون بالأخذ بالأسباب والاستفادة من تجارب الدول التي أصبحت ــ في وقت قياسي ــ قلاعا اقتصادية رائدة في العالم، كما هو الشأن بالنسبة لليابان وألمانيا وماليزيا وغيرها.
ومن نافلة القول، أن الأخذ بالأسباب لتحقيق أهداف التنمية المستدامة في ظل العولمة الجارفة، لا يكون إلاّ بالتخطيط المحكم، ووضوح الرؤى، والحكم الراشد، وتأهيل الموارد البشرية، وسن التشريعات اللازمة لتوجيه وترشيد التنمية، وإشراك المصارف الإسلامية في الاستثمار، كبديل منافس للمصارف الغربية التي تسببت في أصعب الأزمات الاقتصادية في العالم ؛ وأبعدت الكثير من الطاقات الاستثمارية الهامة التي ترفض التعاملات الربوية في التجارة والمال وذلك لمخالفتها الشرع.
ومن الأهمية بمكان إنشاء أسواق وتجمعات اقتصادية إسلامية محلية وإقليمية؛ للتبادل وتوحيد الجهد التفاوضي مع نظيراتها في الغرب والشرق، الشيء الذي سيسمح بتضييق الهوة بين الدول المتقدمة والنامية.
اللهم قيض لهذه الأمة رجالا تقاة يحافظون على الأمانة ويعيدون لها مجدها وريادتها وصلاحها الذي لن يكون إلا بما صلح به أولها.
قال الله تعالى:"إن الله لايغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم " ــ سورة الرعد (11),
* موضوع مطروح للنقاش ، أرجو التفاعل معه .. لكم كامل المودة والتقدير.

بهجت عبدالغني
16-10-2014, 09:14 PM
موضوع مهم
لعلّ لي عودة له فيما بعد ، إن شاء الله تعالى

تحياتي وتقديري

ملاد الجزائري
17-10-2014, 09:01 AM
صباح بأريج الورد الفواح
الأخ الكريم ( بهجت الرشيد) ، سعدت كثيرا بمرورك الماتع
وبتشجيعك، جزاك الله خيرا وأثابك .
في انتظار عودتك، لك كامل المودة والتقدير.
http://www.iraq-live.com/up/uploads/13279512273.png

بهجت عبدالغني
18-10-2014, 07:32 PM
لا زال مصطلح التنمية ـ حسب رأيي ـ يخادع الكثيرين ، لأنه أصبح مجرد استيراد من نوع آخر ، لكن مغلفٌ بطريقة أكثر عصرانية !
ولا زال الكثيرون يتصورون أن وفرة المال تعني بالضرورة نمواً اقتصادياً حقيقياً ، وهو المفهوم الذي فككه المفكر الكبير مالك بن بني في كتابه ( المسلم في عالم الاقتصاد ) ، عندما أكدّ على أن المال ليس عصب الاقتصاد الناجح ، بل الإنسان ! وأعطى لذلك مثالاً حياً وهو التجربة الأندونسية التي تضمنت كل شروط النجاح والامكانات المادية ، إلا أنها فشلت ، لأن واضعها ( شاخت ) ـ الرجل الذي نهض باقتصاد ألمانيا قبيل الحرب العالمية الثانية ـ وضع خطته على قاعدة ( معادلة اجتماعية ) خاصة بالشعب الالماني ، وأجنبية عن الشعب الأندونيسي ، بمعنى آخر أنه لم يراع الانسان الاندونيسي ..
إن بناء ( برج خليفة ) و ( جزيرة النخلة ) و ( برج الساعة ) ، وإدخال الكومبيوتر والأجهزة الأخرى في أعمالنا ، لا يعني أننا تقدمنا وأصبحنا حضارة ، ذلك يعني فقط أننا نملك المال ونملك نفسية استهلاكية نهمة !
أما بناء الحضارة فشيءٌ أكبر من الاستهلاك ، ونثر الأموال هنا وهناك !
إن الحضارة حسب معادلة مالك بن نبي تنتج عن ثلاثة عناصر :
إنسان + تراب + وقت
وهذه العناصر الثلاثة لا تندمج مع بعضها إلا بمركب ، وهو الفكرة الدينية التي رافقت دائما الحضارة خلال التاريخ .
بينما حالنا اليوم هو كما قال مالك بن بني رحمة الله في كتابه ( شروط النهضة ) : ( العالم الاسلامي يجمع أكوام من منتجات الحضارة ، أكثر من أن يهدف إلى بناء حضارة ) .

تحياتي ودعواتي

ملاد الجزائري
26-10-2014, 08:47 AM
معذرة رد معاد. بسبب انقطاع الاتصال في شبكة الأنترنيت .

ملاد الجزائري
26-10-2014, 08:57 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
أخي( بهجت الرشيد) ، سعدت كثيرا بمرورك الماتع ؛ وبتعقيبك القيم ، الذي رصع الموضوع بباقة من الأفكار الهادفة.
بالفعل سيدي الكريم، أمتنا تابعة ومستهلكة للغث من فضلات الحضارة الغربية المنتجة والمسيطرة.
إن انكسار أمة القرآن ــ التي كانت رائدة في زمن ولى وتوارت أنواره ــ سببه البعد عن الله ، وعن هدي رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم
الذي حمل إلى البشرية جمعاء مقومات الحضارة الفاضلة التي كرمت الإنسان وأخرجته من الظلمات إلى النور.
أسفي على قوم استبدلوا الذي هو أدنى بالذي هوخير.. والله لن تقوم لهم قائمة إلا في ظل الإسلام القويم الذي صلح به حال الأمة في أولها .
قال الله تعالى : "وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ " ــ سورة النور(55).
لك أخي الكريم أصدق عبارت المودة والتقدير.

خلود محمد جمعة
02-11-2014, 11:16 AM
الأنسان رأس مال الوطن
الأنسان بعقله و سعيه وطموحاته وإرادته وعمله الدائب قادر على تطوير ذاته ومن حوله الى أن تتوسع الدائرة الى حدود الوطن
ولا يستطيع أحد أن ينكر العقول المتفتحة والإرادة الحديدية والعمل المضني الذي يبذله البعض على أمل التغير والتحسين معتمدين على أقل الموارد، مضحين بوقتهم وراحتهم وحتى استقرارهم وّذويهم
السؤال الذي يطرح نفسه أين تذهب كل هذه الكفائات
ومن المسؤول عن تنميتها
الإستيراد لم يتوقف على المادة بل على الكوادر البشرية وبمبالغ طائلة في حين إبن البلد مركون على رف الاهمال
الى ان تطاله يد الغرب لنسمع فيما بعد عن اختراعات لنا السبق فيها لنجدها موقعة بأصول عربية
التنمية في البلد وليس في الإنسان
لا نتمنى سوى أن تبقى النوافذ مشرعة لدخول الاكسجين فقد اختنقنا بالغرب

ملاد الجزائري
03-11-2014, 08:39 AM
صباح بنفحات يوم عاشوراء .
الفاضلة ( خلود محمد جمعة) ، سعدت كثيرا بتواصلك الدائم ، وأفكارك الثمينة ، التي حملت قيمة مضافة للموضوع وزادته أهمية.
صدقتي ، الآنسان هو رأس المال ، بل هو وسيلة وغاية من منظور التنمية المستدامة.
الكفاءت هي محرك التقدم الإقتصادي والاجتماعي والثقافي لأي بلد ، شريطة استثمار عقولها المنتجة، والعناية بها ويلاء الاعتبارلقدراتها والحفاظ عليها.
ومما يندى له الجبين في بلداننا المتخلفة والتابعة، هو التفريط في الكفاءات وتمكين الأمم المتقدمة من اصطيادها واستغلالها لتحقيق سبقها الإقتصادي والتكنولوجي التنافسي.
إن هجرة الأدمغة في بلادنا ، تمثل خسارة فادحة لمجتمعاتنا النامية ، لقد آن لأوان لتداركها بقرارت سياسية شجاعة ، محفوفة بتسخير الإمكانيات اللأزمة لأستقطاب الكفاءات في جميع التخصصات وتشجيعها لخدمة الأمة. إنها مسؤولية الجميع وخاصة ولاة الأمور الشرفاء والعلماء وكل من يشعر بثقل الأمانة.
، قال الله تعالى : " إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم " ــ الرعد(11).
شكرا خلود ، لك مني أنبل مشاعر التقدير والمودة.