مشاهدة النسخة كاملة : جنائزيّة وطن
إيمان السعيدي
26-10-2014, 05:18 AM
يا أُمّي
هل يحِقُّ لي ..
أن أقتلَ الموتَ بالموتِ
أن أتجردّ منّي
حتى لا أجدُني
أن أهرب من هويّتي
حتى لا أعرِفُني
مِن خلفِ أسوار الوهم
أنوءُ بعالمٍ لا يحمِلُ شيئا من معالمهم الطينيّةُ
أن أكتنزُ العماء
فلا أُبصِرُ جغرافيّةً جزأتها الدماء
مومياء تنتشرُ كما الريحُ
تعصَفُ بالأشياء
بيدٍ من دَمٍ ووهمٍ من كتابٍ
أعلنَت آلهةُ السّلام منه البراء..
إنسانيّةٌ تتصعّدُ
قلوبا علاها الزيفُ والرياء
مقصلة الحُزنِ تطبق بوحشية
على رقاب الفرح
أشلاءٌ أعيَتها مناظِرُ الأشلاء
جنائزيّة دمعٍ
أغاني السماء
أضرحةٌ تكتَنِزُ مأتمَ البراءة
المقتولِ في الأرجاء..
يا أمي
هذا الوطن
الضَيّق باتساعه
لا أحد ضمّد جراحاته
لا أحد صلى لأوجاعه
لا أحد شهقَت أفراحه من آهاته
لا أحد سقى زهر الحب في تضاريسه
هذا الوطن
يعاتبُنا بكلِّ مراراته
يَلوم صمتَنا في ضجيجِ أنّاته
ينعي وطنيّةً ماتَت
يغرس الودّ فسائلا
في مدينة جَدباء قلوبها..
يبكي ذلّنــا المجنّح في سماواته..
يستحي من حزبيّةٍ نسبوها إليه..
وعليها وعلى الوهم
أدمَوا جميع الأرصفة
وأدوا برائته
وبعثروا آماله الفارهه..
ضميني أيتها الأفراح العارية
ثَمِلَةٌ حُزنَــا فأفيقي كوابيسي
دثّريني بوخزات الصقيعِ
لأشعر برعشة الدفء
زَمّليني بوهمِ الحياةِ من كل هذا الألم...ِ
مصطفى حمزة
26-10-2014, 05:41 AM
يا أُمّي
هل يحِقُّ لي ..
أن أقتلَ الموتَ بالموتِ
أن أتجردّ منّي
حتى لا أجدُني
أن أهرب من هويّتي
حتى لا أعرِفُني
الأخت الفاضلة ، والأديبة النبيلة إيمان
أسعد الله أوقاتك
بكائيّة جارحة ، ولكنها لن تمر بهم إلا كما يمرّ بهم خبر عاجل ، لن يعود عاجلاً بعد قليل ! فقد نضوا عنهم أثواب البشر ، و( ملّوا ) إزعاج الأطفال المذبوحين
والنساء الهاربات بأعراضهن ، والشيوخ الباكين من الجوع ، والشباب الباحثين عن وطن !
عزفتِ بنصّكِ مقطوعة تبكي من عانوا ويعانون فقط أيتها الأديبة الصادقة ، بألم حرفها ، وحرقة أملها بأن تقتل ( الموت ) الذي تحياه بموتٍ يُخرجها منه !
كنتُ سأذكر بعض الهنات اللغويّة في النصّ ..
دمتِ بخير
إيمان السعيدي
26-10-2014, 10:48 AM
الأديب مصطفى
تعلمنا من الزمن أن الوطن جرح تبكي مآقينا لأجله،دون أن يكون لنا ذنب في كل الدمار والدم المتناثر في الجوار..
سلم مرورك الكريم..لك أعذب التحايا
مصطفى حمزة
26-10-2014, 04:53 PM
الأديب مصطفى
تعلمنا من الزمن أن الوطن جرح تبكي مآقينا لأجله،دون أن يكون لنا ذنب في كل الدمار والدم المتناثر في الجوار..
سلم مرورك الكريم..لك أعذب التحايا
لعلّ الذنبَ في هذا البيت :
على قدْرِ صَمتِ الذّلّ تأتي المظالمُ * وتأتي على قدْرِ الصَّغارِ العظائمُ
فاطمه عبد القادر
26-10-2014, 11:04 PM
هذا الوطن
يعاتبُنا بكلِّ مراراته
يَلوم صمتَنا في ضجيجِ أنّاته
ينعي وطنيّةً ماتَت
يغرس الودّ فسائلا
في مدينة جَدباء قلوبها..
يبكي ذلّنــا المجنّح في سماواته
السلام عليكم
أهلا بك أختي العزيزة إيمان في واحتك
هنا ,,,ستجدين من يستمع لصوت البكاء الذي يبدو في شوارع البلاد المذبوحة كالسعال المخنوق ,
وهنا ستجدين من يبكي معك ويواسيك .
نثرية مثلك تهطل دما ودمعا وألما وحسرة ,
نثر جميل مؤثر حساس ,
شكرا لك
ماسة
مازن لبابيدي
27-10-2014, 09:07 AM
هل حقا مات الوطن .. وهذه جنازته
هل كان الوطن وهما في قلوبنا رسمت حدوده ريشة عابثه ؟! أم كان زيفا أشربناه لعقود ، فبكينا زواله ؟!
أم أن الوطن حقيقة في قلوبنا نحمله أينما وكيفما كنا ؟!
أم أننا نحن الوطن ، بتاريخه وفكره وأهله وخيراته وأفراحه وأتراحه ؟!
شكرا لك أختي الأديبة المبدعة إيمان السعيدي لنصك الراقي لغة وأسلوبا وموضوعا ، ومرحبا بك في واحة الإبداع والعطاء .
إيمان السعيدي
27-10-2014, 12:22 PM
الأديبة فاطمة
تقديري لحرفك الماطر عبقا..
تحياي
إيمان السعيدي
27-10-2014, 12:26 PM
الشاعر مازن..
سلم حضورك الأنيق كالقافية..
كل الشكر للفرصة التي حضيتُ بها لأتواجد بين أقلامكم وفكركم العذب في هذه الواحة.
تقديري
ناديه محمد الجابي
27-10-2014, 03:29 PM
ياللمرارة التي تنزف من هذه الحروف ، نتجرها فنجدها
تشبه المرارة القابعة في الأحشاء
أبكتني وملأت قلبي بمزيج من الأعجاب والمرارة في آن
نسأل الله العفو والعافية
اللهم فرج كرباتنا
اللهم أمنا في أوطاننا
اللهم أمنا في أوطاننا. :001:
كاملة بدارنه
28-10-2014, 01:08 PM
هذا الوطن
يعاتبُنا بكلِّ مراراته
يَلوم صمتَنا في ضجيجِ أنّاته
ينعي وطنيّةً ماتَت
يغرس الودّ فسائلا
في مدينة جَدباء قلوبها..
يبكي ذلّنــا المجنّح في سماواته..
يستحي من حزبيّةٍ نسبوها إليه..
وعليها وعلى الوهم
أدمَوا جميع الأرصفة
وأدوا برائته
وبعثروا آماله الفارهه..
الأوطان جريحة وتنزف ألمًا راثية نفسها وعاتبة على أهلها
نصّ مؤثّر ... تمنّيت المراجعة اللغويّة
بوركت
تقديري وتحيّتي
ربيحة الرفاعي
01-11-2014, 10:44 AM
"كفى بك داء أن ترى الموت شافيا"
ولم يتركوا لنا إلا أن نراه كذلك فأيداء أوقعوا بالأمة !!
نص رائق فكرة وأدبا ، عميق الحسّ جميل الأسيلوب بلغة طيبة عازتها بعض مراجعة
فرّج الله كربة أوطاننا الجريحة
ودمت بخيرغاليتي
تحاياي
خلود محمد جمعة
03-11-2014, 08:19 AM
جنائزية على مشارف أوطان على حافة الهاوية
هناك من يثمل من دماء الوطن المسفوك
وهناك من يترنح برقصة أخيرة على أطلال من رحلو
وهناك من يجب أن يقرر على المضي
وإلا لن يعود هناك وطن لنرثيه
بحرف من وجع نثرت الملح في الجرح
كل التقدير
إيمان السعيدي
06-11-2014, 06:28 PM
الأديبة نادية ,
تحية لروحك الطاهرة .ربما بات لنا من أمر هذا الوطن دعوة عالقة في شغاف السماء..
مودتي
Powered by vBulletin® Version 4.2.5 Copyright © 2025 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir