جـــــسـر الـشـك

[الفرحان بوعزة]

.. زوالا ، رمقته من النافذة آتياً ، نفضت ملابسها ، بسرعة هرعت إلى المرآة ، مررت أحمر الشفاه على شفتيها ، سوت شعرها ، توهمت أن بعد الجفاف سوف تمطر سماء هذا اليوم .. خطت بسرعة ، قفلت راجعة إلى المرآة ، لامست صدرها ، هزت ثديها إلى أعلى .. نظرت إلى مؤخرتها ، ابتسمت وقلبها يغلي ..
فتحت الباب ، اعــــترضته تنتظر منه عـــناقاً حاراً .. أزاحها عن طريقه وهو يتفجـــر غضباً ..
ــــ بالأمس رأيتك تتحدثين مع جارتنا الجديدة ، تلك التي سكنت قبالة منزلنا ..
ردد كلمة حذار عدة مرات وهو ينفض أذنه اليمنى بإبهامه ..
لـيلا ، لم يعد إلى المنزل مبكراً كعادته ، قلقت .. ظنون تحرق أنفاسها ، سيول الشك تجرف دم عروقها ..أحست أنها أساءت إلى قلبها لما أرغمته على حبه من أول لقاء قريب. تمتمت وقالت :
أنت ؟ أيا هذا .. بنيت لـك بيتاً من الورد الأبيض في قلبي .. ياه .. بل جعلت قلبي وطناً تأوي إليه متى شئت .. من أنت ؟ ما أنت إلا ..لا أدري ماذا ؟.. لكني أقول : إنك صاحب وجهين ، ما كنت أعتقد أنك سوف تتحول إلى طفل مشاغب يمشي على أنفاسي . يشم الورد ، ويتنكر للعطر ..
مررت يدها على غطاء السرير .. أخذت وسادته ، استنشقت برودة خفية في داخلها ، ضمتها إلى صدرها ، شمت رائحة الخداع تفوح من خيوطها.. انتفضت ، لغة طائشة تستنفر لسانها .. زفرات أنفاسها تحرق الهواء ..
في الطابق العلوي ، وقفت مدة خلف ستار النافذة تنتظر عودته والهواجس تأكل ذاكرتها .. عبر زقاق ضيق ، عمود كهرباء يتيم ينشر نوره من بعيد بمقدار.. رأت شبح رجل يصارع خطواته ، وهو يزرع أنغاماً باهتة في الهواء . على التو تدحرجت عبر الدرج ..أطلت من ثقب الباب وقالت : إنه هو .. لا .. إن لم يكن بوعلام فمن يكون إذن؟ القامة قامته ، البدانة بدانته .. أعرف بوعلام جيداً ، إنه يتلون كالحرباء ..
فتحت الباب .. ودت أن تناديه ، لكنها كتمت صوتها بيدها..
صفعت خدها عدة مرات ، عضت على شفتها السفلى لما رأته يدس جسمه الضخم عبر دفـــتي باب الجارة الجديدة ..

[ناديه محمد الجابي]

تحول الشك إذا إلى يقين..
وقد شمت من قبل رائحة الخداع في وسادته
والمرأة تشم رائحة الخيانة حتى قبل وقوعها..
وتدرك بغريزتها كل تغير مهما كان طفيفا في طباعه وتشعر ببعده عنها.
كالعادة أستاذ الفرحان بو عزة قدمت لنا تحفة أدبية في قصة إجتماعية جميلة
تفرد لغوي وشعوري وانسياب وإمتاع وعمق في توصيل الفكرة مع تالق في التصوير.
انحناءة إعجاب وباقة شكر تليق بالقلم وبالحرف. :001:

[اشرف الخريبي]

فكرة التغيير وضرورته في ظل الفهم الواضح للبناء القصصي التذي يغني القصة بمقدمة يليها حبكة ثم نهاية تعمل بأداء قصصي مميز مكثف عن الخيانة كفكرة واقعية الوجود
ترصد المتغيرات والصراع وموقف الشخصية خلالالأحداث وانتقالها من عالم الى عالم أخر مهتما بالنهاية ودلالة موقفها وأحداثها التي تمور عبر تغيرات نوعية فى حقيقة أنوثتها واكتشاف هذا العالم وهو ترصد وتصف ما يدور بهذه الشخصية وتتأملها وتجسد موقفها من العالم ومن ذاتها ومن اكتشافها للخيانة ومن هذا العالم المعاش أيضا وتصف باهتمام و ببساطة بفعل الزمن الى موقف الخيانة ولحظة اكتشافها
أن جمال الحكاية وخروجها من أزمتها الحقيقة الى موقف أكثر متعة للقارىء رغم إحباطها والكاتب يصف الشخصية بدقة ويجسد الأحداث ويوصف المشهد بكافة التفاصيل ولا تنسى أننا نقرأ ونشاهد معا. الشخصية هى عالم النص حضورا بذاتها تمرا لأحداث والحكاية والتفاصيل

[عبد السلام دغمش]

جسر الشك عنوان مناسب لعلاقة زوجية بنيت على وهم الاعجاب..
الجسر هذا كان يعلو بيت الزوجية ..لكنه قاد الى حقيقة مرة.
الاستاذ فرحان كعادته يصف المشهد بشخوصه وما رافقها من وسائط ومؤثرات تنقل القارئ للمشهد مباشرة.
على هامش الابداع ملحوظة: "يشم الورد ويتنكر للعطر" ..وما دام هو النكران ربما كانت "يشم الورد ثم يدوسه.."
نص رائع استاذ الفرحان.
تحياتي.

[الفرحان بوعزة]

تحول الشك إذا إلى يقين..
وقد شمت من قبل رائحة الخداع في وسادته
والمرأة تشم رائحة الخيانة حتى قبل وقوعها..
وتدرك بغريزتها كل تغير مهما كان طفيفا في طباعه وتشعر ببعده عنها.
كالعادة أستاذ الفرحان بو عزة قدمت لنا تحفة أدبية في قصة إجتماعية جميلة
تفرد لغوي وشعوري وانسياب وإمتاع وعمق في توصيل الفكرة مع تالق في التصوير.
انحناءة إعجاب وباقة شكر تليق بالقلم وبالحرف. :001:

المبدعة المتالقة . نادية . تحية طيبة ..
سررت بهذه القراءة القيمة لهذا النص المتواضع ،
فعلا الشك يقود لليقين ، وفي بعض الأحيان يقود الشك إلى شك أكبر ..
والمرأة قد تحس بأدنى خشخشة غير عادية يقوم بها الرجل ..
وهي متفردة في هذا النوع من الأحاسيس التي تخدش كرامتها ..
شكراً على اهتمامك وكلمتك الطيبة ..
تقديري واحترامي / الفرحان بوعزة ..

[الفرحان بوعزة]

فكرة التغيير وضرورته في ظل الفهم الواضح للبناء القصصي التذي يغني القصة بمقدمة يليها حبكة ثم نهاية تعمل بأداء قصصي مميز مكثف عن الخيانة كفكرة واقعية الوجود
ترصد المتغيرات والصراع وموقف الشخصية خلالالأحداث وانتقالها من عالم الى عالم أخر مهتما بالنهاية ودلالة موقفها وأحداثها التي تمور عبر تغيرات نوعية فى حقيقة أنوثتها واكتشاف هذا العالم وهو ترصد وتصف ما يدور بهذه الشخصية وتتأملها وتجسد موقفها من العالم ومن ذاتها ومن اكتشافها للخيانة ومن هذا العالم المعاش أيضا وتصف باهتمام و ببساطة بفعل الزمن الى موقف الخيانة ولحظة اكتشافها
أن جمال الحكاية وخروجها من أزمتها الحقيقة الى موقف أكثر متعة للقارىء رغم إحباطها والكاتب يصف الشخصية بدقة ويجسد الأحداث ويوصف المشهد بكافة التفاصيل ولا تنسى أننا نقرأ ونشاهد معا. الشخصية هى عالم النص حضورا بذاتها تمرا لأحداث والحكاية والتفاصيل

المبدع المتألق .أشرف .تحية طيبة ..
سررت بهذه القراءة التي اعتمدت على التحليل والتفكيك الجيد لفكرة النص ودلالاته التي تحتجب تحت الكلمات ..
قراءة تنم عن قدرة متميزة لإنتاج نص مواز للنص الأصلي دون هدمه أو خدشه .. وإن كانت بعض القراءات تهدم النص لتبنيه من جديد ..
فعلا أخي ،لقد أخذ النص بناء جديداً تدفعه ليحيا باستمرار ..
شكراً على اهتمامك النبيل ،اهتمام أعتز به ..
تقديري واحترامي / الفرحان بوعزة ..

[الفرحان بوعزة]

جسر الشك عنوان مناسب لعلاقة زوجية بنيت على وهم الاعجاب..
الجسر هذا كان يعلو بيت الزوجية ..لكنه قاد الى حقيقة مرة.
الاستاذ فرحان كعادته يصف المشهد بشخوصه وما رافقها من وسائط ومؤثرات تنقل القارئ للمشهد مباشرة.
على هامش الابداع ملحوظة: "يشم الورد ويتنكر للعطر" ..وما دام هو النكران ربما كانت "يشم الورد ثم يدوسه.."
نص رائع استاذ الفرحان.
تحياتي.

فعلا أخي المبدع المتميز عبد السلام ، نسبت الشك للجسر ،فيه عبور من الاستقرار النفسي إلى ارتجاج العلاقة بين البطل وزوجته ..
وقد أجد صعوبة في اختيار عناوين لقصصي كم قلت سابقاً ،فهل وفقت هذه المرة ؟
"يشم الورد ويتنكر للعطر" رجعت إلى المسودة وجدت الجملة التالية :يشم الورد ويرمي به في الطرقات ..
ولعل جملة / "يشم الورد ثم يدوسه.." / فيها اقتصاد لغوي ودلالي ،فالورد يحمل العطر وعندما يدوسه برجليه يتلاشى عطره ..
تعبير دقيق وجميل ،وملاحظة هادفة ومركزة ..
شكراً على تواصلك وتفاعلك القيم مع هذا النص المتواضع ..
محبتي وتقديري / الفرحان بوعزة ..

[ربيحة الرفاعي]

وصف سريع لاستعداداتها لاستقباله شرح سطحية العلاقة وهشاشة ارتباطهما، وأثث لفهم دخوله البارد لمسرح الحكاية، حتى راود ذهن القارئ لوهلة عند ذكر الجارة أنه يبعدها عن ميدان خيانة يمارسها

سرد ماتع وأداء بهي جاذب بلغة رائقة
دمت بروعتك أديبنا

تحاياي

[كاملة بدارنه]

رائحة الخيانة لابدّ وأن تترك أثرها فيشمّها الطّرف الآخر...
سرد جاذب وقفلة مهّدت لها الأحداث التي سبقتها وجاءت مقويّة دعائم الشّكّ ومثبّتة لها
بوركت
تقديري وتحيّتي

[الفرحان بوعزة]

وصف سريع لاستعداداتها لاستقباله شرح سطحية العلاقة وهشاشة ارتباطهما، وأثث لفهم دخوله البارد لمسرح الحكاية، حتى راود ذهن القارئ لوهلة عند ذكر الجارة أنه يبعدها عن ميدان خيانة يمارسها
سرد ماتع وأداء بهي جاذب بلغة رائقة
دمت بروعتك أديبنا
تحاياي

فعلا أختي المبدعة .. ربيحة .. تعددت الوسائل والخيانة واحدة التي لا تخلو في السقوط في الرذيلة بدعوى عدم التفاهم والتواصل ..
شكراً لك أخي الفاضلة على اهتمامك بهذا النص .. اهتمام أعتز به ..
تقديري واحترامي ..
الفرحان بوعزة ..

[الفرحان بوعزة]

رائحة الخيانة لابدّ وأن تترك أثرها فيشمّها الطّرف الآخر...
سرد جاذب وقفلة مهّدت لها الأحداث التي سبقتها وجاءت مقويّة دعائم الشّكّ ومثبّتة لها
بوركت
تقديري وتحيّتي

مرحباً أختي المبدعة .. كاملة .. مهما حاول الخائن أن يخفي انزلاقه في الخيانة لا بد أن يترك أثراً يدل على سلوكه المشين ..
شكراً لك أخي الفاضلة على اهتمامك بهذا النص .. اهتمام أعتز به ..
تقديري واحترامي ..
الفرحان بوعزة ..

[خلود محمد جمعة]

عندما يشم الاخر الورود وينكر رائحتها تكون العلاقة على حافة الانهيار
وما جسر الشك الا طريق اليقين الذي قطعته بأم عينيها
امتعتنا بجمال حرفك وعمق نصك
تقديري

[الفرحان بوعزة]

عندما يشم الاخر الورود وينكر رائحتها تكون العلاقة على حافة الانهيار
وما جسر الشك الا طريق اليقين الذي قطعته بأم عينيها
امتعتنا بجمال حرفك وعمق نصك
تقديري

المبدعة المتالقة . خلود . تحية طيبة ..
سررت بهذه القراءة القيمة لهذا النص المتواضع ،
فعلا أختي الكريمة قد يتحول الشك إلى حقيقة ، والحقيقة لا تتجزأ أبداً ..
لكن البطلة ما زالت تعيش في شك ، وربما يتسع ويكبر مع الأيام ..
شكراً على اهتمامك وكلمتك الطيبة ..
تقديري واحترامي / الفرحان بوعزة ..

[محمد عبد القادر]

تعاطفت جدًا مع البطلة
لما هذا الاحتمال ؟!
ما الذى تحرص عليه الزوجة ؟
عمل مميز جدًا فى عرضه و حبكته الدارامية
و ذلك من خلال لغة أنيقة و مفردات معبرة
كل التحية الأديب الفاضل
و
إلى لقاء

[الفرحان بوعزة]

تعاطفت جدًا مع البطلة
لما هذا الاحتمال ؟!
ما الذى تحرص عليه الزوجة ؟
عمل مميز جدًا فى عرضه و حبكته الدارامية
و ذلك من خلال لغة أنيقة و مفردات معبرة
كل التحية الأديب الفاضل
وإلى لقاء

فعلا أخي المبدع المتالق ..محمد .. بطلة في محنة ، لها إحساس قوي بخيانة زوجها لها ،
لكنها لم تستطع أن تثبت ذلك .. فبقي الشك مسيطراً عليها ..
والخيانة لها وجه واحد ، ووسائلها متعددة ،
شكراً لك أخي الفاضل على اهتمامك بهذا النص .. اهتمام أعتز به ..
تقديري واحترامي ..
الفرحان بوعزة ..

[نداء غريب صبري]

الذين يبنون علاقات سطحية على أسس مخلخلة يسقطون في الخيانة عند أول إغراء ويكون شركاؤهم ضحاياهم

قصة جميلة وبأسلوب رائع

شكرا لك أخي

بوركت

[الفرحان بوعزة]

الذين يبنون علاقات سطحية على أسس مخلخلة يسقطون في الخيانة عند أول إغراء ويكون شركاؤهم ضحاياهم
قصة جميلة وبأسلوب رائع
شكرا لك أخي
بوركت


فعلا ، كل ما كانت العلاقة هشة إلا وتعرضت للانهيار يوما ما ،
شكراً لك أختي الفاضلة نداء على اهتمامك بهذا النص .. اهتمام أعتز به ..
تقديري واحترامي ..
الفرحان بوعزة ..

[د. سمير العمري]

الفكرة مطروقة ولكن الأسلوب مميز وإبداعي يتناول الجوانب النفسية والاجتماعية في الشخصية ويحقق المعادل الموضوعي للتصرفات البشرية بدقة خبير.

دمت مبدعا متألقا وأديبا كبيرا!

تقديري

[الفرحان بوعزة]

الفكرة مطروقة ولكن الأسلوب مميز وإبداعي يتناول الجوانب النفسية والاجتماعية في الشخصية ويحقق المعادل الموضوعي للتصرفات البشرية بدقة خبير.
دمت مبدعا متألقا وأديبا كبيرا!
تقديري


المبدع المتالق .الدكتور سمير . تحية طيبة ..
سررت بهذه القراءة القيمة لهذا النص المتواضع ،
فعلا أخي ،أحاول قدر الإمكان أن أخرج عن نمط قصصي السابقة التي وجدتها تنحو نحو القراءات المتعددة والمفتوحة ،والتأويل المتنوع والمتعدد ..
لذلك وددت أن أركز على الجانب الاجتماعي والنفسي لشخوص متنوعة السلوك والتصرفات أكثر .. أتمنى أن أتوفق في ذلك ..
شكراً على تشجيعك واهتمامك ، أعتز بكلمتك الطيبة ..
تقديري ومحبتي/ الفرحان بوعزة ..