تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : قل للمليحة .. ( مقالات ملفقة 31\2 )*



محمد فتحي المقداد
03-11-2014, 04:40 PM
قل للمليحة ..


مقالات ملفقة ( 31\2 )
بقلم ( محمد فتحي المقداد )

قُلْ للمليحةِ في الخِمَارِ الأســوَدِ = مـــاذا فعلــتِ بناســكٍ مـُتَـعَـبِّـدِ
هذه القصيدة الجميلة كانت ستبقى حبيسة بطون الكتبٍ، ولا يعلم أحد عنها شيئاً، إلا من باحث أو شاعر أو أديب متخصص أو هاوٍ لقراءة الأدب وتراثه، لولا المطرب صباح فخري الذي أنشدها بفخامة صوته المحبب للقلوب، و يُحْكى أن أحد التًجّار، شَكَى إلى صديقه الشاعر ، سوء أحواله المادية بسبب كساد تجارته في أغطية الرؤوس ( الخُمُرْ )، وعُزُوفُ النساء في المدينة عن اللون الأسود الذي كان رائجاُ في زمن مضى، فانبرى الشاعر لإنقاذ صديقه من الإفلاس، فنظم هذه القصيدة، و سرعان ما تناقلتها الألسن حتى بادرت النسوة بالتهافت لشراء الخُمُر السوداء، لمّا عرَفْنَ فضيلتها وجمالها الفتّان، حتى خالَتْ كل واحدة منهنّ أن القصيدة قِيلَتْ فيها، فالمرأة المليحة حسنةُ المظهرِ و السَّمْت، وإذا مَلُحَ الشيء يكون قد حَسُنَ، و إذا اسْتَمْلَحه أي عدّهُ مليحاً، وجمع المليح مِلاحٌ و أملاحٌ، وتعتبر هذه الأغنية من التراث، و لا يفوتني ذِكْرَ قومٍ من أجدادنا أهل حوران من تُجّار الملح، و كانوا يقومون على قوافل الإبل مسافرين عبر بادية الشام إلى منطقة ( سكاكا و الجوف ) في شمال الجزيرة العربية, و تجارة الملح لا يزال الطلب عليها لأنها من ضرورات الحياة على هذا الكوكب، و في أيام الدولة العثمانية كانت هذه التجارة معفية من الجمارك و المُكوس، وكان يطلق على الملح اسم ( طُزْ ) فما إن تصل قافلة الملح جوار الحاجز الجمركي، حتى تنطلق كلمة طُز من رعاة القافلة، لكن دلالة هذه الكلمة أخذت في وقتنا منحىً آخر وصارت للدلالة على اللامبالاة بالأشياء وعواقبها. وأطلق اسم مليحان على الإبل.
أما قرية ( مُوَيْلَحْ ) فهي من قرى فلسطين، وقد هاجر منها جدّ الأديب و الناقد و الصحفي المصري ( ابراهيم المويلحي )، وهو من أعلام القرن التاسع عشر( 1846 – 1906 ) و أشهر مؤلفاته ( حديث عيسى بن هشام )، كما أن هناك قرية في جنوب سورية في محافظة السويداء اسمها (مَلًحْ ) ، وفي بلاد الشام كثيراً ما نلحظ أسماء العائلات المنسوبة إلى المهنة التي كانوا يمارسونها، ومن ذلك عائلة الملاّح الطرابُلَسيّة في شمال لبنان، ومنها خرج العلاّمة الشيخ نديم الملاّح، وهو من رجالات تاريخ الدولة الأردنية أيام الملك المؤسس، وعلى يديه تخرّج خيرة رجالاتها.
كما أن مرعي باشا الملاح (1856 ـ 1930) كان من الرعيل الأول الذي اضطلع بدور أساسي في النهضة العلمية التي شهدتها بلاد الشام في العصر الحديث وخاصة في حلب،، ثم انتظم في وظائف الدولة وارتقى في مناصبها الرفيعة في مختلف العهود التي عايشها (العثماني و الفيصلي والانتدابي) إلى أن سمي أخيراً (حاكم دولة حلب العام) في الفترة (1924 ـ 1926). ‏وقد شهدت حلب إبان سنوات حكمه لها نشاطاً علمياً وثقافياً كبيراً تجلى بتأسيس كل من ‏دار الكتب الوطنية، وجمعية العاديات و المدرسة الخِسْرَوِّية، و أول مدرسة تجهيزية في دير الزور تابعة لحلب، وله الكثير من الأعمال التي تشهد له في حلب وغيرها.
والملاّح أيضاً هو صاحب السفينة، حتى صار مصطلح الملاحة يستخدم في مجالات السفر البحري والجوّي، وأصبح الملاّح هو قائد السفينة أو الطيارة، إلى أن انتهت التقنيات الحديثة إلى الملاّح الآلي. وإذا ما توجهتُ في يوم عطلة أسبوعية للبحر الميّت، فإنه يترتب عليّ النُّزُول من الكرك إلى البحر إلى عمق يقارب الـ 400متر تحت سطح البحر المتوسط. ويعتبر البحر الميت وجهة سياحية للعلاج، لما تحتوي مياهه على الأملاح العديدة، وسميّ ميتاً لأن لا يمكن أن تعيش فيه الأحياء البحرية، ولأن كثافة الأملاح فيه تسعة أمثال البحار الأخرى. وقد قامت عليه صناعة البوتاس، وبعض المواد الكيماوية.
و المِلْحُ يستخدم كمادة حافظة للمأكولات، واستخدامه باعتدال في الأطعمة ولا تكاد تخلو مائدة من المِمْلَحَة وهي أداة يوضع فيه الملح، لمن يرغب الزيادة منه. وإذا ما نسيَتْ ربة البيت و أمْلَحَتْ الطعام فقد يفسد ولا يُستساغ طعمهُ، ومن عادات العرب الأكل عند بعضهم ويسمونها ( المُمَالحَة)، حتى أن الرضاع يعدُّ من المُمَالَحَة. ويقال في الأمثال عن ناكثِ عهدٍ وغدّارٍ : ( خان العيش والملح )، وكذلك يقال : ( الكذبُ ملحُ الرِّجَالْ وعيب على إللي يصدق ) ومتى كان الكذب فضيلة في عرف الناس الأسوياء ؟، وهذا من الانحرافات المتداولة اجتماعياً، بينما ( الخوف مِلْحُ الأرض ) لمن عرف حدّه فوقف عنده. ومن السَبِّ و الشّتْمِ لشخص ما، يقولون : ( ابن المليحة ..) و إذا كان الكلام طريفاً ومُعبِّراً عن أشياء فهو المُلْحَة، والمُلْحَة أيضاً في الألوان ( بياض الشعر يخالطه السواد ) ومن هنا جاء وصف الكبش أو التيسٌ بالأملح، وإذا كانت البئر أو عين الماء مليحٌ أي أن ماؤه مِلْحٌ.
ومن هنا يتقرر أنه لا استقامة للحياة على وجه الأرض إلا بالملح لما فيه النفع للكثير من مصالح البشر، و كل شيء زاد عن حدّه نقص، فالتحذير من الملح و السكر الزائد عن الحاجة يسبب ارتفاع الضغط والسكري، ولهذا كانت حكمة الخالق أن تكون البحار مَلِحَةً لحفظ الكائنات الحية فيها، ولولا مُلوحَتِها لأنتنت وقتلت كل أنواع الحياة البحرية.

فاطمه عبد القادر
04-11-2014, 01:58 AM
ومن هنا يتقرر أنه لا استقامة للحياة على وجه الأرض إلا بالملح لما فيه النفع للكثير من مصالح البشر، و كل شيء زاد عن حدّه نقص، فالتحذير من الملح و السكر الزائد عن الحاجة يسبب ارتفاع الضغط والسكري، ولهذا كانت حكمة الخالق أن تكون البحار مَلِحَةً لحفظ الكائنات الحية فيها، ولولا مُلوحَتِها لأنتنت وقتلت كل أنواع الحياة البحرية.

ال
سلام عليكم
يحمل النص في حواشيه الكثير من المعلومات الهامة
كلها معلومات مفيدة ومن ضرورات الثقافة العامة
لذلك هو نص له قيمة كبيرة
شكرا لمجهوداتك الكبيرة أخي
ماسة

محمد فتحي المقداد
04-11-2014, 04:11 PM
ومن هنا يتقرر أنه لا استقامة للحياة على وجه الأرض إلا بالملح لما فيه النفع للكثير من مصالح البشر، و كل شيء زاد عن حدّه نقص، فالتحذير من الملح و السكر الزائد عن الحاجة يسبب ارتفاع الضغط والسكري، ولهذا كانت حكمة الخالق أن تكون البحار مَلِحَةً لحفظ الكائنات الحية فيها، ولولا مُلوحَتِها لأنتنت وقتلت كل أنواع الحياة البحرية.

ال
سلام عليكم
يحمل النص في حواشيه الكثير من المعلومات الهامة
كلها معلومات مفيدة ومن ضرورات الثقافة العامة
لذلك هو نص له قيمة كبيرة
شكرا لمجهوداتك الكبيرة أخي
ماسة


أستاذة فاطمة
دمت بكل ود وتقدير واحترام:0014:

كاملة بدارنه
05-11-2014, 04:45 PM
ومن استعمالات الملح في فلسطين(تمليح) المولود كي يصلبّ عوده ويقوى ,,,
وضع الملح في زوايا البيت لدرء تأثير الحسد
رشّه أمام البيوت منعا لدخول الشّياطين وخاصّة ليلة عيد الفطر بعد أن كانت مكبّلة
وضعه في براميل القمح المخزون لمنع السّوس ... وغير ذلك كثير
شكرا لك استاذ محمّد على المعلومات القيّمة
بوركت
تقديري وتحيّتي

محمد فتحي المقداد
05-11-2014, 06:45 PM
ومن استعمالات الملح في فلسطين(تمليح) المولود كي يصلبّ عوده ويقوى ,,,
وضع الملح في زوايا البيت لدرء تأثير الحسد
رشّه أمام البيوت منعا لدخول الشّياطين وخاصّة ليلة عيد الفطر بعد أن كانت مكبّلة
وضعه في براميل القمح المخزون لمنع السّوس ... وغير ذلك كثير
شكرا لك استاذ محمّد على المعلومات القيّمة
بوركت
تقديري وتحيّتي


الكاملة \ كاملة
أسعدك الله
شكرا لك على الإضافة القيمة .. سأدرجها ضمن مقالي
بصراحة غابت عن ذهني أثناء كتابتي وتحضيري للمقالة
تحياتي وتقديري:0014:

آمال المصري
08-11-2014, 12:48 PM
يغفل البعض عما تضمنته المقالة من معلومات هامة ولكن لِمَ أدرجتها في ملتقى النثر؟ ربما كان برق الخاطر أو الاستراحة أنسب لها
شكرا لك أديبنا الفاضل
تحاياي

محمد فتحي المقداد
08-11-2014, 07:09 PM
يغفل البعض عما تضمنته المقالة من معلومات هامة ولكن لِمَ أدرجتها في ملتقى النثر؟ ربما كان برق الخاطر أو الاستراحة أنسب لها
شكرا لك أديبنا الفاضل
تحاياي


أستاذة آمال
شكرا لك على المرور الراقي..
بصراحة لأنه ليس هناك باب واضح
للمقالات .. أصابتي الحيرة .. واهتديت
إلى هذا المكان ..
تحياتي :0014:

ربيحة الرفاعي
16-11-2014, 01:29 AM
غاب عن بعض مقالتك هذه المرة تلك الزحلقة التي كنت تنقل القارئ بها بين المفردات المشتركة في الجذر
لكن هذا لم يفقدها نكهتها المميزة

مقالة تحمل المعلومة على مركب الطرافة

دمت بخير أيها الكريم

تحاياي

محمد فتحي المقداد
16-11-2014, 02:37 PM
غاب عن بعض مقالتك هذه المرة تلك الزحلقة التي كنت تنقل القارئ بها بين المفردات المشتركة في الجذر
لكن هذا لم يفقدها نكهتها المميزة

مقالة تحمل المعلومة على مركب الطرافة

دمت بخير أيها الكريم

تحاياي


أستاذة ربيحة ..
أسعدك الله ورعاك
سعدت بمرورك .. لم أفهم شو الزحلقة ..
رغم أن هناك المشترك في الجذر اللغوي
لكنها موزعة في طيات الكلام ..
تحياتي

نداء غريب صبري
13-12-2014, 06:14 PM
مقالة جميلة ومميزة بأسلوب ساخر وقيمة جادة

شكرا لك أخي

بوركت

تبارك
13-12-2014, 08:32 PM
كم كنا نحبهما في صغرنا، ونطالب أمي بإعادتهما مرارا وتكرارا!

قل للمليحة في الخمار الأسود ** ماذا فعـلت بـناســك مـتعبـــد
قد كان شـمر للصلاة ثــيابــه ** حتى وقفـت له بباب المسجـد

ويقال أن البيتين التاليين أضافهما أحد غير الشاعر الأصلي:

فسـلبت منه دينــه ويقـيـنــــه ** وتركتـه في حــيرة لا يهتــدي
ردي عليه صلاتـه وصيــامــه ** لا تقـتـليـه بحـق دين محمــــد

وقد نظم كثر على نسق البيتين، مع تغيير اللون :)

مقال ممتع، ومدخل ظريف يجذب العقل ويفتحه لتلقي ما يلي من معلومات وأخبار
شكرا لك وبورك القلم
تحياتي

محمد فتحي المقداد
14-12-2014, 03:00 PM
مقالة جميلة ومميزة بأسلوب ساخر وقيمة جادة

شكرا لك أخي

بوركت


أستاذة نداء
تحياتي لك ..
سعدت بمرورك أيتها الراقية
تحياتي :0014:

محمد فتحي المقداد
14-12-2014, 03:03 PM
كم كنا نحبهما في صغرنا، ونطالب أمي بإعادتهما مرارا وتكرارا!

قل للمليحة في الخمار الأسود ** ماذا فعـلت بـناســك مـتعبـــد
قد كان شـمر للصلاة ثــيابــه ** حتى وقفـت له بباب المسجـد

ويقال أن البيتين التاليين أضافهما أحد غير الشاعر الأصلي:

فسـلبت منه دينــه ويقـيـنــــه ** وتركتـه في حــيرة لا يهتــدي
ردي عليه صلاتـه وصيــامــه ** لا تقـتـليـه بحـق دين محمــــد

وقد نظم كثر على نسق البيتين، مع تغيير اللون :)

مقال ممتع، ومدخل ظريف يجذب العقل ويفتحه لتلقي ما يلي من معلومات وأخبار
شكرا لك وبورك القلم
تحياتي



أستاذة تبارك
أسعدك الله
على أي شكل كان فالقصيدة من عيون الأدب
وتشدو به قلوب الناس على مختلف أطيافهم
سعدت بمرورك
:0014:

خلود محمد جمعة
17-12-2014, 10:42 AM
وبقلم طريف وفكر عميق وعلم نافع وحرف جامع
امتعتنا و أفدتنا
بوركت واليراع
كل التقدير

محمد فتحي المقداد
17-12-2014, 07:15 PM
وبقلم طريف وفكر عميق وعلم نافع وحرف جامع
امتعتنا و أفدتنا
بوركت واليراع
كل التقدير


أستاذة خلود ..
بوركت أيتها الراقية ..
سعدت بمرورك الجميل ..
تحياتي :0014:

وليد عارف الرشيد
18-12-2014, 01:39 AM
مقالة ماتعة ومترعة بالقيمة بأسلوب جميل عرفناك به أخي المبدع الباحث الحبيب ابن البلد البار
دمت ودام لك العلم والأدب صديقي
جمعنا الله قريبا هناك حيث تنتظرنا الكثير من السوالف والقهوة المرة ولابأس بمنسف مليحي معتبر
بالمناسبة ألا علاقة للمليحي بما تفضلت به من سياق المقالة؟

محمد فتحي المقداد
18-12-2014, 04:20 PM
مقالة ماتعة ومترعة بالقيمة بأسلوب جميل عرفناك به أخي المبدع الباحث الحبيب ابن البلد البار
دمت ودام لك العلم والأدب صديقي
جمعنا الله قريبا هناك حيث تنتظرنا الكثير من السوالف والقهوة المرة ولابأس بمنسف مليحي معتبر
بالمناسبة ألا علاقة للمليحي بما تفضلت به من سياق المقالة؟

شاعرنا الجميل وليد
أسعدك الله
سيجمعنا الله بعونه هناك .. ونحكي ونحكي
ونخلط سوالفنا بالقهوة ...
وقبلها تكون المناسف ..
أكيد للمليحي علاقة بالمقالة ولكني نسيت
تلك النقطة .. أشكرك .. ودمت بكل ود

ناديه محمد الجابي
19-01-2016, 07:34 PM
وملح الطائر : كثرت سرعة خفقانه بجناحيه
ملح الله فيه: أي جعل حياته سعيدة
ملح الشاة: نتف صوفها بالماء الحار
ملح الحيوان: كان في رجله داء وعيب
الملحة : الزرقة الشديدة
سمك مملح : مقدد

معلومات لطيفة ومفيدة وهامة
شكرا على نزهة في بستان الكلم ـ جعلتنا نبحث لنستخرج المزيد.
سعدت بالتواجد بين حروفك وبين أعماق المعاني. :001:

محمد فتحي المقداد
21-01-2016, 06:19 PM
وملح الطائر : كثرت سرعة خفقانه بجناحيه
ملح الله فيه: أي جعل حياته سعيدة
ملح الشاة: نتف صوفها بالماء الحار
ملح الحيوان: كان في رجله داء وعيب
الملحة : الزرقة الشديدة
سمك مملح : مقدد

معلومات لطيفة ومفيدة وهامة
شكرا على نزهة في بستان الكلم ـ جعلتنا نبحث لنستخرج المزيد.
سعدت بالتواجد بين حروفك وبين أعماق المعاني. :001:


أستاذة نادية الجابي
أسعد الله أوقاتك
إضافة مهمة للموضوع ..
وهذه ميزة مثل هذه المقالات أنها
تحرض ذهنية القارئ، للذهاب بعيدا
في سبر أغوار الكلام، لتعميق في
المفاهيم ..
تحياتي و تقديري أيتها الراقية