تفالي عبدالحي
03-11-2014, 05:33 PM
لولا الفقر
لو لمْ تقْضِ الدول الغربية على الفقر ما تقدمتْ و ما حققتْ الازدهارَ و المجد و الخلود و ما أحكمتْ قبْضَتها علينا من جميع الجوانب.
لولا الفقر ما باعتْ تلك الفتاةُ جسدَها الغضَّ بأبخس الأثمان ،و ما ضاعت تلك المواهب و ما تكسرت على أرصفة الشوارع.لولا الفقر ما وضعتْ تلك المرأة حملَها في قارعة الطريق أمام أعين المارة ،و ما مات الأطفال في تلك المناطق النائية بالبرد و الجوع و الحيف ،و ما سرق ذاك الشابُ قطعةً من الخبز فقضى عمرَه في السجن يتعرض للقمع و الارهاب و الاهانة صباحا و مساء .لولا الفقر ما تقوى المرض على تلك الأجساد النحيفة فهاجمها من كل جانب،و ما ركع الرجالُ لذاك الغريب حتى صار يظن نفسه الاها صغيرا في الأرض ،و ما تراجع الحكيمُ والتزم الصمتَ في وقت الكلام و الجبنَ في وقت الشجاعة ،و ما ذبلتْ تلك الخدودُ البهية قبل الأوان و ما انهار ذاك الجمال الفتان الفريد .لولا الفقر ما كثر الذين يأكلون لحومَ الفقراء و يشربون دماءهم و ينتهكون أعراضهم ،و ما قطع ذاك المسافرُ الطريقَ مشيا على قدميه متحمِّلاً شمسَ النهار الحارة و برد الليل القاتل ،و ما سالتْ دموع من عيون أنهكها السهادُ و المرض على وسادةٍ بالية و مغبَّرة .و ما ظهر الزمانُ وحشًا يلوح بالسيوف الحادة .لولا الفقر ما أضرم ذاك الشاب النار في جسده فترك في قلب الوجود لطخة من الدم و في حلقه غصة من الحزن .لولا الفقر ما أحس ذاك الصغيرُ بالنقص في المدرسة أمام أقرانه فكَرِه الوجودَ ،و ما ركب ذاك الرجل الموت للوصول الى وطن بعيد يحسِّسه بانسانيته.
لو لمْ تقْضِ الدول الغربية على الفقر ما تقدمتْ و ما حققتْ الازدهارَ و المجد و الخلود و ما أحكمتْ قبْضَتها علينا من جميع الجوانب.
لولا الفقر ما باعتْ تلك الفتاةُ جسدَها الغضَّ بأبخس الأثمان ،و ما ضاعت تلك المواهب و ما تكسرت على أرصفة الشوارع.لولا الفقر ما وضعتْ تلك المرأة حملَها في قارعة الطريق أمام أعين المارة ،و ما مات الأطفال في تلك المناطق النائية بالبرد و الجوع و الحيف ،و ما سرق ذاك الشابُ قطعةً من الخبز فقضى عمرَه في السجن يتعرض للقمع و الارهاب و الاهانة صباحا و مساء .لولا الفقر ما تقوى المرض على تلك الأجساد النحيفة فهاجمها من كل جانب،و ما ركع الرجالُ لذاك الغريب حتى صار يظن نفسه الاها صغيرا في الأرض ،و ما تراجع الحكيمُ والتزم الصمتَ في وقت الكلام و الجبنَ في وقت الشجاعة ،و ما ذبلتْ تلك الخدودُ البهية قبل الأوان و ما انهار ذاك الجمال الفتان الفريد .لولا الفقر ما كثر الذين يأكلون لحومَ الفقراء و يشربون دماءهم و ينتهكون أعراضهم ،و ما قطع ذاك المسافرُ الطريقَ مشيا على قدميه متحمِّلاً شمسَ النهار الحارة و برد الليل القاتل ،و ما سالتْ دموع من عيون أنهكها السهادُ و المرض على وسادةٍ بالية و مغبَّرة .و ما ظهر الزمانُ وحشًا يلوح بالسيوف الحادة .لولا الفقر ما أضرم ذاك الشاب النار في جسده فترك في قلب الوجود لطخة من الدم و في حلقه غصة من الحزن .لولا الفقر ما أحس ذاك الصغيرُ بالنقص في المدرسة أمام أقرانه فكَرِه الوجودَ ،و ما ركب ذاك الرجل الموت للوصول الى وطن بعيد يحسِّسه بانسانيته.