بالنوي مبروك
08-11-2014, 05:25 PM
تعب الهوى بتصلّفي وتطرّفي = والآن أعلن فيك بدء تصوّفي
والجرح أدرك فيّ بدر تمامه = أزف المحاق وعنك ضاقتْ أحرفي
ها حطّتِ الرؤيا –وقد سحم المدى - = في ظاهر المعنى قصيد تشوّفي
رؤياكِ في معناي بوح توحّدي = معناكِ في رؤياي روح تلطّف
يا أنْتِ ما أخفيه يبديني وما = أبدبه يخفيني فحال توصّفي
إلّايَ تحت الجُبَّة المثلى فهل = أبقتْ على حلاّجها بتكشّف
أفنى بنا ستين عاماً يقتفي = ظلّ القصيدة في سراب مطفّف
وحدي وقفتُ على المواجع حينما = تقفُ الجراح بها ولم تستوقََفِ
يا وصلة الألطاف ماذا يرتجى = لي أمةٌ مشكاتها لم تنطفي
صدئ الزمان على جراح نبيّها = وتآكلتْ أحقابها ,لا تأسفي
فيذيبُها وجع المساء زنابقا = تزوي على جفن الصباح وتنتفي
فذبحتُ أغنية الحنين ترقّبًا = ورقصتُ في ليل الأسى المتحيّف
إني أعيذك من مرايا جرحنا = من غربة الأحلام إن لم تنصفي
كم قد سرتْ بخطايَ بوصلة الردى = والتيه يشجرها بماء توطّفي
متشبّثاً بالنخل في نسب الهوى = والرمل يكتبني سطور تصحّف
يا أيها الزمن انتظرني ريثما = تستوقد الروح الكليمة أحرفي
يا أيها الزمن انتظرني ريثما = تهب العبارة في دمي مسْتَشْرَفي
لا تمنع الماعون حيث جراحنا = ذاقتْ لباس الجوع بعد تخوّف
مازلتُ وحدي في الهوى متشرّبا = إسفنجة الأنخاب كيما أشتفي
بل عاصرا أكباد كل قصيدة = ضمّتْ قوافيها مآسي مدنفِ
جسدي على رمل المواجع خرقة = قد خاطها للأرض كفُّ محصّف
يا ناقة الله المضيئة في دمي = ردّي الهوى وعلى جراحاتي قفي
يا أنت يا بئراً معطّلةً ويا = وتريّة الخطوات دون تكلّف
آهاتك العطشى تقضُّ مضاجعي = تستنبتُ الغضب الذي في خيطف
فوقفتُ منفردا أغازل تيهنا = شاب انتظاري ثم طال تطوّفي
الليل يلقي ثوبه فيلفّفني = والنجم يحرس حلمنا بتقصّف
يومي صحارٍ في عيوني يمتطي = برق السراب وكل لمع يقتفي
سكنتْ بواد الشك كل قصائدي = خلعتْ نعالي عند قاع صفصف
آنستُ نارا رحتُ أتبع نورها = علّيْ أرى دفء الهدى لم يُغْدَف
ضيّعتُ فيك ملاحمي وملامحي = ومعازفي زلّتْ لأصغر معزف
كفّاي تنكر معصميّ بقيدها = في التيه داميتان لا من مسعف
لا دمع يغري مقلتيّ فزاغتا = إذ كل لون غربة بل معتف
فسجنْتُني كالشوق في حسدي وكم = قضبان أضلاعي دققت بمشلفي
الباب موصود ودوني كلبهم = يشتمُّ رائحة الرؤى في معطفي
أتأبّط الأحزان أنفخ نايها = كي أسرج الأرواح بعد تشنّفي
هذا دمي يفترّ عن غضب وها = شجر الكلام يُطيل فيك تعنّفي
والدمع خبّأ تحته مدن الهوى = أحيا جراحك بيننا بتعجرف
بي قصة للريح في فم نازف = نزّ القصيد حروفه فاستنزفي
يا أنت متن العشق سجّيل وها = مرقومة أختامه بمغلّفي
حاولتُ إعطاء الهوى ناياته = لكنّ وحي النازفين بأحرفي
تاهوا هناك يغرّدون قصيدة = حوراء تنفخ في الرماد تزفزفي
ذُقْ ملحها واعزف بملء الصبر ما = توحيْه أوتار الرباب وكفكف
حتّى يفوحَ الليل في دمنا رؤىً = أو يستحيل الوقت رقية أهيف
تاريخك المسبيّ مخصيّ الخُطى = سرقوا رؤاه ثمّ بيع لمترف
دَسَّتْكَ عبر دمي أغاني وصلنا = كي تعبر الأبعاد من زمنٍ خفي
الأمس يوميء في انكسار خواطري = صفين تحشد للجراح بقرقف
أفمن يقين الشك تستهدي الرؤى = كي يستفيق العمر من حلم جٌفي
هزؤوا برؤياي المضيئة ويحهم = والجُبُّ منفى كل حلم مطرف
لم يلتفتْ لجراح أغنيتي ولم = يسمع دموعك كل داع محتفي
حتى دخلتُ عيونه فيروعني = سحر الفراعنة الذي لم يُلقف
سقراط أمسي عاف حنظل حكمة = في عصره لم ينتظر وينقّف
لِمَ قد شربت الكأس وحدك قلْ له = ونسيتَنَا في كأس دهر مُرشِف
ونسيتَ يا سقراط كل حكاية = شاخ الطريق بها ولم تستوصف
صنوان صمتك والمرايا كلها = حين انتشى زمن الخنى المحقوقف
ها أنتَ مقلوب ومنقلب به = حتّى معانيك التي لمْ تُدلف
زيف حضارتنا وزيف ناسها = والكل زيف في فصول مزيّف
ماذا بإمكان الهوى يا صاحبي = في أغنياتي فعله لو يحتفي
راودْتُه عن كل سرّ نبوءة = شقّتْ عباب الذات في لحن خفي
حتّى يبلّل حلمنا بكرومه = تخضرّ رغم الليل دون تغضْرف
تغفو على همس الحنين مدائنا = في المهمه السادي تعيد تخطّفي
حالي تراءى لي كنوح وابنه = قد حال بينهما عباب المسدف
حتّى استوى فلك الرؤى مستتبعا = لتقدّمي هذا الهوى وتخلّفي
آبقتُ للفلك الذي لم يرهبوا = والحوت ينظر لي بعين تعطّف
في بطنه منفاي يكتب سرّه = حتى يسطّر وجهتي بتوجّف
يقطين رؤياك الرحيم يلفّني = ويلفّ أحلامي لدهر مُصدِف
مازلت أقرأ نخلتي سعفاتها = والرطب حنّ لمريم ٍ بتورّف
يبكي على الأقصى نزيل معارج = والأنبياء تصحَّفوا من مصحفي
حتّى هواك يخيطه في وصله = وطن الغياب بسر شمس تلجّف
أمضي ولا زيتون في النجوى معي = يستلّ ذاكرة لتين يختفي
فسحبتُ نصف تذكّري من نخلةٍ = قد خبّأتْ عرجونها لتقشفي
ما أبلحتْ إلا رؤى مأساتنا = رطباً ليفطم جرحنا بتعيّف
ستون عاماً لا زمان يضمّها = ضاعتْ مشرّدةً بغير تأثّف
ستون عاماً والجراح قصائد = خانتْ مطالعها دموع تزلّف
ستون عاماً لم يَعُدْ لرحابه = بعد النوارس سندباد فلم يف
ستون عاماً والقضية مومس = سُبيَتْ لماخورٍ بغير تعفّف
ستون عاماً كلُُّ طفل غزة = يستنزف الأحلام من جرحٍ عُفي
تتكبّد الدنيا عناء كلومه = حتّى أضاء بهمّه في أحرفي
غسّلْتُ كلَّ جراحه بقصائدي = يا غزة التاريخ مهلاً خفّفي
جعلوكِ أكبر همّنا مذ سادنا = هذا الخصام على وعود مُسوِّف
أنتِ الفداء لقدسنا زعموا هنا = الجرح يُنْسِنا مدينةَ مَنْ نفي
أو أنّنا نَنْسى الذين تشرّدوا = والحالمين بعودةٍ وتوقّفِ
فَذُبِحْتِ وحدَكِ لا ضميرَ لأهلنا = والعالم المحموم صمت معتفِ
يا أرض كلّ الأنبياء وكلُّهم = لعنوا سكوت الظلم قُومي واهتفي
لا تسألي الأعراب نخوةَ جدِّهم = لم يبق إلا مسخهم لم يُعْرَفِ
فاستنسخوا منهم أزلاّءَ الورى = كأبي رغالٍ ثمّ كلِّ مصنّفِ
والناقص الأوتار في نسب الرؤى = والوارد الإمساء رهن تقصّفِ
لا تغدقي دمعاً عليهم حسرةً = الدمع لا يحيي الموات فجفّفي
يا غزة الجرح الذي لم يقرؤوا = آي النزيف بغوره لا ترجُفي
كمْ قالَ هاؤُمُّوا اقرؤوا دم حلمنا = مِنْ قبل أن تُطوَى السماء وتنتفي
وضعوا أصابعهم بكِبْرِ الحيْفِ في = آذانهم ثمّ انْتَضوا بتحيّفِ
رحماكِ يا مسرى المعارج كلِّها = مرقى النبيِّ إلى المقام الألطف
رحْمَاكِ فالأبعادُ فيكِ تعدّدتْ = ولَّتْ إلى آحادِ قلبٍ مُتْلَفِ
فالعارفون تَحجَّبَتْ مرقاتُهم = والنازفون جراحهم في أحرفي
كُتِبَتْ هنا آياتُ كلِّ وجودنا = القدس يكتب للمراقي الزُُّلَّفِ
إياكِ نعشق في الوجود فنرتقي = معراج أحلام الرؤى بتلهُّفِ
حتْماً بما لا يعرفون تراهم = في الجُبِّ باتوا يهرفون بمصحفي
النور في المشكاة يَتْبعُ ظلّنا = يقفوا خطانا حيث نرسو ينتفي
هذا مقام جراحنا والمنتهى = ملكوته بدمائنا لم يَغْدُف
تعب الهوى لولا هواكِ المشتهى = لأَضَعْتُني خلف اللغى بتطرُّفي
تعب الهوى أَتْعَبْتُني في عشقها = والآن أعلن في هواكِ تصوَّفي
والجرح أدرك فيّ بدر تمامه = أزف المحاق وعنك ضاقتْ أحرفي
ها حطّتِ الرؤيا –وقد سحم المدى - = في ظاهر المعنى قصيد تشوّفي
رؤياكِ في معناي بوح توحّدي = معناكِ في رؤياي روح تلطّف
يا أنْتِ ما أخفيه يبديني وما = أبدبه يخفيني فحال توصّفي
إلّايَ تحت الجُبَّة المثلى فهل = أبقتْ على حلاّجها بتكشّف
أفنى بنا ستين عاماً يقتفي = ظلّ القصيدة في سراب مطفّف
وحدي وقفتُ على المواجع حينما = تقفُ الجراح بها ولم تستوقََفِ
يا وصلة الألطاف ماذا يرتجى = لي أمةٌ مشكاتها لم تنطفي
صدئ الزمان على جراح نبيّها = وتآكلتْ أحقابها ,لا تأسفي
فيذيبُها وجع المساء زنابقا = تزوي على جفن الصباح وتنتفي
فذبحتُ أغنية الحنين ترقّبًا = ورقصتُ في ليل الأسى المتحيّف
إني أعيذك من مرايا جرحنا = من غربة الأحلام إن لم تنصفي
كم قد سرتْ بخطايَ بوصلة الردى = والتيه يشجرها بماء توطّفي
متشبّثاً بالنخل في نسب الهوى = والرمل يكتبني سطور تصحّف
يا أيها الزمن انتظرني ريثما = تستوقد الروح الكليمة أحرفي
يا أيها الزمن انتظرني ريثما = تهب العبارة في دمي مسْتَشْرَفي
لا تمنع الماعون حيث جراحنا = ذاقتْ لباس الجوع بعد تخوّف
مازلتُ وحدي في الهوى متشرّبا = إسفنجة الأنخاب كيما أشتفي
بل عاصرا أكباد كل قصيدة = ضمّتْ قوافيها مآسي مدنفِ
جسدي على رمل المواجع خرقة = قد خاطها للأرض كفُّ محصّف
يا ناقة الله المضيئة في دمي = ردّي الهوى وعلى جراحاتي قفي
يا أنت يا بئراً معطّلةً ويا = وتريّة الخطوات دون تكلّف
آهاتك العطشى تقضُّ مضاجعي = تستنبتُ الغضب الذي في خيطف
فوقفتُ منفردا أغازل تيهنا = شاب انتظاري ثم طال تطوّفي
الليل يلقي ثوبه فيلفّفني = والنجم يحرس حلمنا بتقصّف
يومي صحارٍ في عيوني يمتطي = برق السراب وكل لمع يقتفي
سكنتْ بواد الشك كل قصائدي = خلعتْ نعالي عند قاع صفصف
آنستُ نارا رحتُ أتبع نورها = علّيْ أرى دفء الهدى لم يُغْدَف
ضيّعتُ فيك ملاحمي وملامحي = ومعازفي زلّتْ لأصغر معزف
كفّاي تنكر معصميّ بقيدها = في التيه داميتان لا من مسعف
لا دمع يغري مقلتيّ فزاغتا = إذ كل لون غربة بل معتف
فسجنْتُني كالشوق في حسدي وكم = قضبان أضلاعي دققت بمشلفي
الباب موصود ودوني كلبهم = يشتمُّ رائحة الرؤى في معطفي
أتأبّط الأحزان أنفخ نايها = كي أسرج الأرواح بعد تشنّفي
هذا دمي يفترّ عن غضب وها = شجر الكلام يُطيل فيك تعنّفي
والدمع خبّأ تحته مدن الهوى = أحيا جراحك بيننا بتعجرف
بي قصة للريح في فم نازف = نزّ القصيد حروفه فاستنزفي
يا أنت متن العشق سجّيل وها = مرقومة أختامه بمغلّفي
حاولتُ إعطاء الهوى ناياته = لكنّ وحي النازفين بأحرفي
تاهوا هناك يغرّدون قصيدة = حوراء تنفخ في الرماد تزفزفي
ذُقْ ملحها واعزف بملء الصبر ما = توحيْه أوتار الرباب وكفكف
حتّى يفوحَ الليل في دمنا رؤىً = أو يستحيل الوقت رقية أهيف
تاريخك المسبيّ مخصيّ الخُطى = سرقوا رؤاه ثمّ بيع لمترف
دَسَّتْكَ عبر دمي أغاني وصلنا = كي تعبر الأبعاد من زمنٍ خفي
الأمس يوميء في انكسار خواطري = صفين تحشد للجراح بقرقف
أفمن يقين الشك تستهدي الرؤى = كي يستفيق العمر من حلم جٌفي
هزؤوا برؤياي المضيئة ويحهم = والجُبُّ منفى كل حلم مطرف
لم يلتفتْ لجراح أغنيتي ولم = يسمع دموعك كل داع محتفي
حتى دخلتُ عيونه فيروعني = سحر الفراعنة الذي لم يُلقف
سقراط أمسي عاف حنظل حكمة = في عصره لم ينتظر وينقّف
لِمَ قد شربت الكأس وحدك قلْ له = ونسيتَنَا في كأس دهر مُرشِف
ونسيتَ يا سقراط كل حكاية = شاخ الطريق بها ولم تستوصف
صنوان صمتك والمرايا كلها = حين انتشى زمن الخنى المحقوقف
ها أنتَ مقلوب ومنقلب به = حتّى معانيك التي لمْ تُدلف
زيف حضارتنا وزيف ناسها = والكل زيف في فصول مزيّف
ماذا بإمكان الهوى يا صاحبي = في أغنياتي فعله لو يحتفي
راودْتُه عن كل سرّ نبوءة = شقّتْ عباب الذات في لحن خفي
حتّى يبلّل حلمنا بكرومه = تخضرّ رغم الليل دون تغضْرف
تغفو على همس الحنين مدائنا = في المهمه السادي تعيد تخطّفي
حالي تراءى لي كنوح وابنه = قد حال بينهما عباب المسدف
حتّى استوى فلك الرؤى مستتبعا = لتقدّمي هذا الهوى وتخلّفي
آبقتُ للفلك الذي لم يرهبوا = والحوت ينظر لي بعين تعطّف
في بطنه منفاي يكتب سرّه = حتى يسطّر وجهتي بتوجّف
يقطين رؤياك الرحيم يلفّني = ويلفّ أحلامي لدهر مُصدِف
مازلت أقرأ نخلتي سعفاتها = والرطب حنّ لمريم ٍ بتورّف
يبكي على الأقصى نزيل معارج = والأنبياء تصحَّفوا من مصحفي
حتّى هواك يخيطه في وصله = وطن الغياب بسر شمس تلجّف
أمضي ولا زيتون في النجوى معي = يستلّ ذاكرة لتين يختفي
فسحبتُ نصف تذكّري من نخلةٍ = قد خبّأتْ عرجونها لتقشفي
ما أبلحتْ إلا رؤى مأساتنا = رطباً ليفطم جرحنا بتعيّف
ستون عاماً لا زمان يضمّها = ضاعتْ مشرّدةً بغير تأثّف
ستون عاماً والجراح قصائد = خانتْ مطالعها دموع تزلّف
ستون عاماً لم يَعُدْ لرحابه = بعد النوارس سندباد فلم يف
ستون عاماً والقضية مومس = سُبيَتْ لماخورٍ بغير تعفّف
ستون عاماً كلُُّ طفل غزة = يستنزف الأحلام من جرحٍ عُفي
تتكبّد الدنيا عناء كلومه = حتّى أضاء بهمّه في أحرفي
غسّلْتُ كلَّ جراحه بقصائدي = يا غزة التاريخ مهلاً خفّفي
جعلوكِ أكبر همّنا مذ سادنا = هذا الخصام على وعود مُسوِّف
أنتِ الفداء لقدسنا زعموا هنا = الجرح يُنْسِنا مدينةَ مَنْ نفي
أو أنّنا نَنْسى الذين تشرّدوا = والحالمين بعودةٍ وتوقّفِ
فَذُبِحْتِ وحدَكِ لا ضميرَ لأهلنا = والعالم المحموم صمت معتفِ
يا أرض كلّ الأنبياء وكلُّهم = لعنوا سكوت الظلم قُومي واهتفي
لا تسألي الأعراب نخوةَ جدِّهم = لم يبق إلا مسخهم لم يُعْرَفِ
فاستنسخوا منهم أزلاّءَ الورى = كأبي رغالٍ ثمّ كلِّ مصنّفِ
والناقص الأوتار في نسب الرؤى = والوارد الإمساء رهن تقصّفِ
لا تغدقي دمعاً عليهم حسرةً = الدمع لا يحيي الموات فجفّفي
يا غزة الجرح الذي لم يقرؤوا = آي النزيف بغوره لا ترجُفي
كمْ قالَ هاؤُمُّوا اقرؤوا دم حلمنا = مِنْ قبل أن تُطوَى السماء وتنتفي
وضعوا أصابعهم بكِبْرِ الحيْفِ في = آذانهم ثمّ انْتَضوا بتحيّفِ
رحماكِ يا مسرى المعارج كلِّها = مرقى النبيِّ إلى المقام الألطف
رحْمَاكِ فالأبعادُ فيكِ تعدّدتْ = ولَّتْ إلى آحادِ قلبٍ مُتْلَفِ
فالعارفون تَحجَّبَتْ مرقاتُهم = والنازفون جراحهم في أحرفي
كُتِبَتْ هنا آياتُ كلِّ وجودنا = القدس يكتب للمراقي الزُُّلَّفِ
إياكِ نعشق في الوجود فنرتقي = معراج أحلام الرؤى بتلهُّفِ
حتْماً بما لا يعرفون تراهم = في الجُبِّ باتوا يهرفون بمصحفي
النور في المشكاة يَتْبعُ ظلّنا = يقفوا خطانا حيث نرسو ينتفي
هذا مقام جراحنا والمنتهى = ملكوته بدمائنا لم يَغْدُف
تعب الهوى لولا هواكِ المشتهى = لأَضَعْتُني خلف اللغى بتطرُّفي
تعب الهوى أَتْعَبْتُني في عشقها = والآن أعلن في هواكِ تصوَّفي