المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ذو العقل ينعم



الدكتور ضياء الدين الجماس
15-11-2014, 09:07 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
ذو العقل يَنْعَم
د. ضياء الدين الجماس
ذو العقل يَنْعَمُ في الليالي بالسهرْ... يعلو بمركبه ولا يخشى الخطرْ
مَـخَرَ الفضاءَ به وأعماقَ البحر .... يجني الجواهر والنوادر والدرر
وأخو الجهالة في الدناءة غارق.... يجبي الزبالة والرُّذالة والحجر
انظر إلى الدنيا بنظرة مبصر ... فترى الحقائق نورها يجلو النظر
كل الدُّنا مهما زهت هي زائل .... يبقى لنا منها علوم كالقمر
فتدلنا في ظلمة تحت الثرى ... وبنورها يرضى لنا رب البشر
علمٌ مع العمَلِ الكريم قصيدنا ... فبها المنازل ترتقي بالمستقر
نعم العقول بصيرة ومنيرة ... بئس الجهالة داؤها يعمي البصر
:os::os::os:


====
نظرة للحقائق قد تكون مغايرة لبيت المتنبي :
ذو العقل يشقى فى النعيم بعقله . . وأخو الجهالة فى الشقاوة ينعم

الدكتور ضياء الدين الجماس
15-11-2014, 09:49 AM
في بيت المتنبي:
ذو العقل يشقى فى النعيم بعقله . . وأخو الجهالة فى الشقاوة ينعم

كيف يشقى صاحب العقل بعقله؟ كمن يقول يشقى صاحب العين بعينه وصاحب البصيرة ببصيرته...
وكيف ينعم صاحب العمى ، الجاهل بجهله؟ ألا يرديه جهله في المهالك؟
أراها نظرة سطحية لصور متفاوتة في الدنيا الزائلة ، فالجاهل ولو كان غنياً بالمال الزائل لكنه فقير بنور العلم الدائم.
وشتان بين الحقائق والصور.
لا سعادة ولا نعيم إلا بالعقل المستنير بنور الله العالم العليم العلام.

عصام إبراهيم فقيري
15-11-2014, 09:54 AM
في بيت المتنبي:
ذو العقل يشقى فى النعيم بعقله . . وأخو الجهالة فى الشقاوة ينعم

كيف يشقى صاحب العقل بعقله؟ كمن يقول يشقى صاحب العين بعينه وصاحب البصيرة ببصيرته...
وكيف ينعم صاحب العمى ، الجاهل بجهله؟ ألا يرديه جهله في المهالك؟
أراها نظرة سطحية لصور متفاوتة في الدنيا الزائلة ، فالجاهل ولو كان غنياً بالمال الزائل لكنه فقير بنور العلم الدائم.
وشتان بين الحقائق والصور.

أتفق معك دكتورنا المبدع
فهذا البيت للمتنبي لم استصغه مطلقا
وقد أوضحت أن العاقل لا يشقى بعقله
والجاهل شقاؤه في جهله فكيف ينعم بالجهالة
هي صورة سطحية غير واقعيه :0014:


أما بالنسبة لأبيات فالصمت في حرم الجمال
ولا يمكن أن نضيف لأبياتك وهي قد تجلت كالبدر التمام

تحاياي وفائق المحبة .

الطنطاوي الحسيني
15-11-2014, 09:59 AM
كل الدُّنا مهما زهت هي زائل .... يبقى لنا منها علوم كالقمر
فتدلنا في ظلمة تحت الثرى ... وبنورها يرضى لنا رب البشر
علمٌ مع العمَلِ الكريم قصيدنا ... فبها المنازل ترتقي بالمستقر
نعم العقول بصيرة ومنيرة ... بئس الجهالة داؤها يعمي البصر


/
حكمة وعبرة اخي د ضياء
جعلنا الله من المعتبرين ونسأل الله حسن العمل وحسن القصد
تحياتي لالقك و كرمك
دمت مبدعا ابدا

الدكتور ضياء الدين الجماس
15-11-2014, 12:01 PM
أتفق معك دكتورنا المبدع
فهذا البيت للمتنبي لم استصغه مطلقا
وقد أوضحت أن العاقل لا يشقى بعقله
والجاهل شقاؤه في جهله فكيف ينعم بالجهالة
هي صورة سطحية غير واقعيه :0014:
أما بالنسبة لأبيات فالصمت في حرم الجمال
ولا يمكن أن نضيف لأبياتك وهي قد تجلت كالبدر التمام
تحاياي وفائق المحبة .
جزيل الشكر لأخي الشاعر عصام فقيري.
وقد أسعدتني كلماتك وتطابق الرأي، ما يدل على رهافة ذوقك وحكمتك.
جزاك الله خيراً

الدكتور ضياء الدين الجماس
15-11-2014, 11:35 PM
كل الدُّنا مهما زهت هي زائل .... يبقى لنا منها علوم كالقمر
فتدلنا في ظلمة تحت الثرى ... وبنورها يرضى لنا رب البشر
علمٌ مع العمَلِ الكريم قصيدنا ... فبها المنازل ترتقي بالمستقر
نعم العقول بصيرة ومنيرة ... بئس الجهالة داؤها يعمي البصر

حكمة وعبرة اخي د ضياء
جعلنا الله من المعتبرين ونسأل الله حسن العمل وحسن القصد
تحياتي لالقك و كرمك
دمت مبدعا ابدا

كم أنت لطيف وجميل التذوق أخي الفاضل الطنطاوي الحسيني.
جزاك الله خيراً

هبة الفقي
15-11-2014, 11:48 PM
ذو العقل ينعم
حقا هو نعمة من الله فكيف لا ننعم بها
قصيدة جميلة تنبض بالحكمة والرقي
لا فض فوك أستاذي الكريم د.ضياء الدين
دام الالق
تقديري

الدكتور ضياء الدين الجماس
16-11-2014, 05:46 AM
هطلت إضافات للقصيدة عند مراجعتها أرجو أن تكون مفيدة.

بسم الله الرحمن الرحيم
ذو العقل يَنْعَم
د.ضياء الدين الجماس
ذو العقل يَنْعَمُ بالمشاهِدِ والسَفرْ... يعلو بمركبه ولا يخشى الخطرْ
مَـخَرَ الفضاءَ به وأعماقَ البحر .... يجني الجواهر والنوادر والدرر
بستانه روض تزين بالثمر .. والداليات تراقصت بين الشجر
نخل ورمان وطلح باسق ....... والقطر مدرار من الغيث انهمر
زرع ترعرع عشبه متمايلاً .... نسم يداعبه ليبدع بالصور
مثل الفراديس التي وصفت لنا .... فيها ترى ما لا على قلبٍ خطر
والعقل يرصدها ويشرب شهدها .... مستستقياً منها شراباً من عبر
وأخو الجهالة في الدناءة غارق.... يجبي الزبالة والرُّذالة والحجر
يهوى الدنايا والسفاسف همه... مال وسلطان وجاهٌ معتبر
ويغور في نجس الفروج بخسة ....وشرابه من غانيات معتصَر
والعقل منه رهينة بقيوده .... حقد ومكر آسرَيْن يها اندثر
انظر إلى الدنيا بنظرة مبصر ... فترى الحقائق نورها يجلو النظر
كل الدُّنا مهما زهت هي زائل .... يبقى لنا منها علوم كالقمر
فتدلنا في ظلمة تحت الثرى ... وبنورها يرضى لنا رب البشر
علمٌ مع العمَلِ الكريم قصيدنا ... فبها المنازل ترتقي بالمستقر
نعم العقول بصيرة ومنيرة ... بئس الجهالة داؤها يعمي البصر

فكير سهيل
16-11-2014, 09:12 AM
بارك الله فيك شاعرنا على القصيدة الجميلة والهادفة
لي رأي فيما يخص بيت المتنبي
ذو العقل يشقى فى النعيم بعقله . . وأخو الجهالة فى الشقاوة ينعم
اعتقد ان المتنبي يقصد أن صاحب العقل لا يرتاح باله وهو في النعيم كونه يعلم ن ذلك النعيم لا يمكن ن يكون مستقرا كحال الدنيا وهو زائل لا محالة ولو بترك الدنيا فلا تقر عينه بما هو زائل. استعمل هنا الشقاء ليبين قمة الحذر من العواقب وزوال النعم وفيه مبالغة.
أما الجاهل فهو مطمئن بالدنيا ولو في شقائه كونه غير واع بما هو فيه ولا بما ينتظره...أن يغتر الجاهل بالدنيا ونعيمها هذا قد يفهم ولكن أن يغتر وهو في شقاء فهذا أعظم الجهل وأراد الشاعر من خلاله أن يبين قمة الجهل والاغترار لا يكون إلا مع الشعور بالنعيم ولو على وهم وهنا قمة الوهم وفيه مبالغة, نجد في الحديث أن ثلاثة لا ينظرالله إليهم منهم فقير متكبر فهو يقوم بما لا ينتظر منه.
ومن جانب آخر نجد أن صاحب العقل إذا كان في شقاء فإنه ينتظر منه الحكمة والنظر في عواقب الامور ويعيش الدنيا ينتظر الزوال فيغلب عليه صفات المرتقب الذي لا ينتظر الكثير, أما إذا كان يعيش في نعيم وكانت له صفات الحيطة وترقب ذهاب النعم وزوال الدنيا وعمل لما هو أبقى ولا يأمن الدوائر فإن هذا يعد من أعظم الفهم. وهذا ما كان من نبي الله سليمان وما وصفه الله به.
فهنا بيان حال النقيضين إذا التقيا في محل واحد.:tree:

الدكتور ضياء الدين الجماس
16-11-2014, 11:37 AM
أشكرك أخي فكير على مشاركتك القيمة وما أدليت به من معان حسب بعض الشراح ، وله معان أخرى كلها -باعتقادي- لاتصح حسب مفهوم العقل ونقيضه اللاعقل أو الجنون ، والجهل ونقيضه العلم. وسأبين رأيي مع أدلتي بعد أن نسمع من الأخوة الآخرين ممن يحب المشاركة حول صحة بيت المتنبي. بوركت جهودكم الطيبة وبيانكم الطيب الرفيع.
جزاكم الله خيراً

فكير سهيل
16-11-2014, 02:19 PM
مبدئيا نرى أن المتنبي قابل العقل بالجهل كما أنه قابل النعيم بالشقاوة مما يدل على أنه يقصد بالعقل العلم والفهم..
ذو العقل يشقى فى النعيم بعقله . . وأخو الجهالة فى الشقاوة ينعم
ذو العقل | أخو الجهالة
يشقى | ينعم
النعيم | الشقاوة
بارك الله فيك على طرح الموضوع وسعة الصدر
ما قلته مجرد رأي لا سند لي فيه وكتبت ما ظهر لي صحته فقط من أول وهلة وهذا لسببين:
-إعتقادي بأن المتنبي صاحب لغة
-قبول هذا الإحتمال عقلا وربما أدبيا
:tree:

الدكتور ضياء الدين الجماس
16-11-2014, 03:56 PM
العقل لا يقابله الجهل الذي يقابله العلم.
العقل جهاز الإدراك (العقل الباطن) عند الإنسان فيقتنص الحقائق التي يستنتجها جهاز التفكير (العقل الظاهر) ومنه جاء اسمه العقل أي الجهاز الذي يحتبس الأشياء ويحبسها عنده (ومثله عقال البعير). وهو يحبس الإنسان عن التصرفات الشائنة... ومقر هذا الجهاز لب الإنسان النفسي (قلبه النفسي) وهناك دراسات حديثة تشير إلى احتمال وجوده في القلب التشريحي لكنها لا تزال غير مؤكدة.
وباختصار يمكن القول بأنه بصيرة الإنسان التي يرى بها الحقائق ، انظر قصيدة (العقل فاق الكون).
https://www.rabitat-alwaha.net/showthread.php?t=75242
ويمثل العلم مصابيحه التي يرى بها الحقائق ، وأما الجهل فهو ظلمة تنجم عن انعدام الإشراقات أو مصابيح الحقائق العلمية.
ولذلك فإن مقابلة العقل بالجهل خطأ علمي ولغوي. ولكن الشاعر قابل ذو العقل بأخي الجهالة، وهو غير الجاهل ولعله أراد هنا الأحمق الذي يقابل في اللغة عكساً ذو العقل. وفي هذا الاستعمال كان أقرب للحقيقة.
لعل أقرب الشروح لمعنى البيت واقعية هو ما معناه بأن صاحب العقل يبقى مهموماً بتفكيره ولو كان في النعيم وأما أخو الجهالة فيراد به البليد أو متبلد الإحساس ( أو الأحمق)، الذي لا يشعر بالمآسي ويسفهها كمن يتبلد لو انتهك عرضه أو سرق ماله.. فهذا يعيش بعيداً عن العواطف الكئيبة.
وقد يكون لهذا المعنى تطبيق واقعي لكنه ليس الغالب في عالم الحقائق العلمية والشرعية، وألفاظ القصيدة لاتعبر بدقة عن هذه المعاني لأن الأحمق أو البليد لا يحس بالمآسي لكنه لا يعيش في النعيم لكنه كالحمار في عدم إحساسه بالضرب المؤلم، لكنه لا يعني بأنه يعيش بسعادة ونعيم.كما صاحب العقل قد يتعبه تفكيره لكنه كثيراً ما يسعد بحصوله على النتائج المنجية له من الوقوع في المهالك.
لعل هناك من يشاركنا برأيه.

الدكتور ضياء الدين الجماس
16-11-2014, 11:24 PM
إن قول المتنبي (ذو العقل يشقى في النعيم بعقله) كلام خاطئ لأن الشقاء لا يكون إلا لكافر حسب المفهوم القرآني وتقابله السعادة للمؤمن ( فمنهم شقي وسعيد).
ولو كان العقل مصدر الشقاء لما طالب الله سبحانه وتعالى عباده بانتهاج التفكر والعقل ( أفلا تتفكرون... أفلا تعقلون...).
ثم كيف يشقى الإنسان في النعيم ؟ هذا تناقض لا يقبله العقل... إن التعب الفكري له نتيجة تقي من الوقوع في المهالك وفيه سعادة لصاحبه ...
إن من اعتاد على التفكر يعرف معنى الحياة الحقيقية فإذا توقف عن الغعالية الفكرية كان له ذلك بمثابة الموت.

الدكتور ضياء الدين الجماس
17-11-2014, 12:22 AM
الشق الثاني من بيت المتنبي : (وأخو الجهالة فى الشقاوة ينعم)
تناقض عقلي آخر إذ جمع النعيم مع وجود الشقاوة ، ولا يقبل العقل السليم اجتماع نقيضين في آن واحد ، فتخرج الفكرة عن إطار الحكمة ، لأن الحكمة تنبع من العقل السليم.
ولو صحح منهج البيت وفق الأصول العقلية والشرعية فسيكون :

ذو العقل يسعد في النعيم بعقله .. وأخو الجهالة في الشقاوة يردم

أو ما في معنى ذلك ومرادفاته. والله أعلم
وهذا طبعاً رأيي الشخصي قابل للحوار. لأن هذا الكلام قد يخرج البيت من إطار الخيال الشعري الذي يمكن أن يجمع المتناقضات ، لكن يجب ألا يكون ذلك في إطار شعر الحكمة لأن الحكمة تنبع من رحم العقل.

فكير سهيل
17-11-2014, 09:03 AM
وجدت هذا الشرح للبيت وهو موافق لما قلته سابقا :
ذو العقل يشقى في النعيم بعقلهِ ... وأخو الجهالة في الشقاوة ينعم
يريد أن العاقل يشقى وإن كان في نعمة لتفكره في عاقبة أمره وعلمه بتحول الأحوال والجاهل ينعم في الشقاوة لغفلته وقلة تفكره في العواقب وقد قال البحتري، أرى الحلم بؤسا في المعيشة للفتى، ولا عيش إلا ما حباك به الجهل، وقال أبو نصر بن نباتة، من لي بعيش الأغبياء فإنه، لا عيش إلا عيش من لم يعلم، وسابق هذه الحلبة بن المعتز في قوله، وحلاوة الدنيا لجاهلها، ومرارة الدنيا لمن عقلا، وأحسن ابن ميكال في قوله، العقل عن درك المطالب عقلة، عجبا لأمر العاقل المعقول، وأخو الدراية والنباهة متعب، والعيش عيش الجاهل المجهول، وقد قالت القدماء ثمرة الدنيا السرور وما سر عاقل قد يراد بتفكره في العواقب وتخوفه إياها.

الكتاب : شرح ديوان المتنبي
المؤلف : الواحدي
مصدر الكتاب : موقع الوراق
الموسوعة الشاملة

قال الله تعالى
"وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس أبى ( 116 ) فقلنا يا آدم إن هذا عدو لك ولزوجك فلا يخرجنكما من الجنة فتشقى ( 117 ) )" طه.


نرى هنا ان الله تعالى اخبر آدم انه اذا عصى فانه سيخرج من الجنة فيشقى يقصد الشقاء الدنيوي وليس للمؤمن شقاء اخروي على عكس الكافر فيصبح آدم في شقاء وهو الكد في طلب الرزق وهو ملازم له ما دام حيا يعني ان ما يحصله غير مسقر والتجديد الدائم و مطلوب. فالعاقل يدرك هذا والجاهل لا يدركه وهذا الفرق بينهما.

الدكتور ضياء الدين الجماس
17-11-2014, 12:25 PM
أخي فكير : لقد ذكرت ما تفضلت به في المشاركة 12 .
وأما مثال الآية القرآنية (.. فلا يخرجنكما من الجنة فتشقى) فتدل على أن كل من هو خارج الجنة من آدم وزوجه وبنيه سيشقى ولا سعادة إلا في الجنة ، هذا من باب التحذير سواء للعاقل العالم أو العاقل الجاهل... هو تحذير لكل بني البشر. ولم يستثن الجاهل ليكون سعيداً في الدنيا بل هو الأشقى في الدنيا والآخرة.
ولا سعادة في الدارين إلا للعاقل المؤمن .
هل بقي آدم في الشقاء حتى بعد استغفاره وإنابته ؟
الشقاء والسعادة مرهونة برضا الله تعالى سواء في الدنيا أو الآخرة. والمؤمن مغمور بالسعادة القلبية في كل أحواله خاصة عندما يشعر برضا الله عليه. ( سواء في الرخاء أو الشدة).

ايهاب الشباطات
17-11-2014, 04:59 PM
في بيت المتنبي:
ذو العقل يشقى فى النعيم بعقله . . وأخو الجهالة فى الشقاوة ينعم

كيف يشقى صاحب العقل بعقله؟ كمن يقول يشقى صاحب العين بعينه وصاحب البصيرة ببصيرته...
وكيف ينعم صاحب العمى ، الجاهل بجهله؟ ألا يرديه جهله في المهالك؟
أراها نظرة سطحية لصور متفاوتة في الدنيا الزائلة ، فالجاهل ولو كان غنياً بالمال الزائل لكنه فقير بنور العلم الدائم.
وشتان بين الحقائق والصور.
لا سعادة ولا نعيم إلا بالعقل المستنير بنور الله العالم العليم العلام.

مع احترامي لك لكنك لم تفهم المعنى العميق الذي أراده الفيلسوف الشاعر المتنبي , العاقل يا دكتور يسعى نحو المثالية في أي بيئةٍ يكون فيها ويمتلك عيناً بصيرة تضخم الأخطاء ولا ترضى بها ,
ولأنه لا يوجد في هذه الدنيا مثل تلك البيئة المنشودة والمجتمع الفاضل فهو دائم التأفف والتذمر .... ,
أما الجاهل فهو مثل البهيمة ما دام يأكل ويشرب وينام ويمارس الجنس
ويقوم بالشهيق والزفير وتلك هي الحاجات الفسيولوجية فهو راضٍ , أما العاقل فهو هناك مع آلامه السيكولوجية عذابه بحجم
عقليته الناقدة ..........

الدكتور ضياء الدين الجماس
17-11-2014, 07:26 PM
مع احترامي لك لكنك لم تفهم المعنى العميق الذي أراده الفيلسوف الشاعر المتنبي , العاقل يا دكتور يسعى نحو المثالية في أي بيئةٍ يكون فيها ويمتلك عيناً بصيرة تضخم الأخطاء ولا ترضى بها ,
ولأنه لا يوجد في هذه الدنيا مثل تلك البيئة المنشودة والمجتمع الفاضل فهو دائم التأفف والتذمر .... ,
أما الجاهل فهو مثل البهيمة ما دام يأكل ويشرب وينام ويمارس الجنس
ويقوم بالشهيق والزفير وتلك هي الحاجات الفسيولوجية فهو راضٍ , أما العاقل فهو هناك مع آلامه السيكولوجية عذابه بحجم
عقليته الناقدة ..........
أخي الكريم
المعنى الذي تقوله شرحناه وشرحته كتب الأدب كلها، لكنها تنظر من منظور الواقعية الشائعة ، ولكن هناك معان أعمق وأعمق وأعمق مما تتصور ، فسيدنا علي مثلاً قسم العلم إلى ظاهر وباطن ( العلم علمان علم في القلب فذلك العلم النافع ، وعلم على اللسان(الفكر) وذلك حجة الله على ابن آدم). وعنده أيضاً العقل عقلان فمطبوع ومسموع... وهو ما ورد عن الإمام الشافعي ، فأين وعي وفكر هؤلاء الرجال من فكر المتنبي السطحي؟!!
إنَّ من يشعر برضا الله تعالى وقربه يصبر على المصائب لأنه يراها امتحان من الله تعالى فيستخفها ... وأما الأحمق ( ما يسميه العامية هلباج) فهم اللامبالون وليس الجهال ، وهناك من الجهال من تثقل عليه المصائب ويعيش في شقاء دائم...( إن يمسسك قرح فقد مس القوم قرح مثله) وهم يألمون رغم جهلهم بالحقائق كما يألم المؤمنون العقلاء... والبحث يطول والفكرة التي أطرحها دقيقة جداً من زواية نظر لم ينظر من خلالها المتنبي، بل نظر إلى عموم أحوال الناس.
هناك فرق بين العقل والجنون والعلم والجهل ، فيجب التفريق بين الأدوات وما تتمثله الأدوات... فالعقل أداة ( في الحديث القدسي : لمَّا خلق الله العقل استنطقه، ثم قال له «أقبل» فأقبل، ثُمَّ قال له «أدبر» فأدبر. ثم قال: «ما خلقت خلقاً هو أحبُّ إليَّ منك، ولا أكملتك إلا فيمن أحب. أما إني إياك آمر وإياك أنهى، وإياك أعاقب وإياك أثيب) وأما الجهل فهو انعدام العلم ، والعلم درجات أدناها بصيص نور ترى بواسطته البصيرة...
البحث يطول أخي الكريم، فتح الله بصائرنا للحقيقة.
شكراً على مداخلتك الكريمة. وبارك الله بك

ايهاب الشباطات
17-11-2014, 08:56 PM
أتفق معك تماماً في هذا لكن المتنبي فيلسوف مستقلٌ برأيه وكان كما تعلم بلا دين أو في أحسن
أحواله رقيق الدين .... لذلك هو يتحدث من منظوره للعقلانية والجهل وفي طرحه شيءٌ من عقل
فهذا عمر بن الخطاب (العاقل) قد تمنى ودعا لنفسه بالموت عندما ظهر الفساد في المجتمع الفاسد من وجهة نظره
صلاح عمر هنا هو العقلانية وفساد المجتمع وابتعاده عن الدين هنا هو الجهل ....
وكما قلت أنت الموضوع طويل , لكنني لا أرى المتنبي سطحياُ في طرحه في هذا البيت .

الدكتور ضياء الدين الجماس
17-11-2014, 09:52 PM
أتفق معك تماماً في هذا لكن المتنبي فيلسوف مستقلٌ برأيه وكان كما تعلم بلا دين أو في أحسن
أحواله رقيق الدين .... لذلك هو يتحدث من منظوره للعقلانية والجهل وفي طرحه شيءٌ من عقل
فهذا عمر بن الخطاب (العاقل) قد تمنى ودعا لنفسه بالموت عندما ظهر الفساد في المجتمع الفاسد من وجهة نظره
صلاح عمر هنا هو العقلانية وفساد المجتمع وابتعاده عن الدين هنا هو الجهل ....
وكما قلت أنت الموضوع طويل , لكنني لا أرى المتنبي سطحياُ في طرحه في هذا البيت .
أخي الكريم إيهاب : من أبسط القواعد العقلية عدم قبول اجتماع نقيضين في آن واحد . فكيف يجتمع الشقاء والسعادة في آن واحد لدى الشخص الواحد، والسبب هو العقل (سبب الشقاء).
هذا ينافي أبسط القواعد العقلية ، ثم نعتبره فيلسوفاً. ليحتفظ بفلسفته لنفسه فلنا أسس شرعية لا نحيد عنها ( دين المرء عقله، ومن لاعقل له لا دين له). والعقل السليم أهم قاعدة تقوم عليها السعادة لأنه الوسيلة الحقيقية الأساسية في معرفة الله تعالى ، ومن عرفه مع محبته نال السعادة الأبدية التي لاشقاء معها إطلاقاً . إن تعب الفكر في هموم الدنيا لا يعني الشقاء إلا لمن تهمه الدنيا.
ولكل منا معرفته (فلسفته) بالحياة.
بوركتم وجزاكم الله خيراً