تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : قاطفة الزيتون



حكمت خولي
21-11-2014, 09:40 AM
قاطِفَةُ الزَّيتون
في مَوسِمِ الزَّيتونِ في عُبِّ الشَّجَرْ... خَلْفَ الغُصونِ وبينَ حَبَّاتِ الثَّمَرْ
شاهَدتُها بيَدٍ تُكافِحُ كَـيْ تـرى .... وأنامِلُ الأُخرى تُفتِّشُ في حذَرْ
وتَروحُ تَقْطُفُ ، في تأنٍّ مُشْفِقٍ ..... تلكَ اللآليءَ دون كَلٍّ أو ضَجَرْ
في حِرْجِها تَضَعُ القِطافَ المُشتَهى ..... وكأنَّها تَجني الجَواهِرَ والدُّرَرْ
وتَفُرُّ من غصنٍ لتَعْـلو غيرَهُ ..... فإلى سِواهُ إلى غُصيناتٍ أُخَرْ
كحَمامَةٍ مسْحورَة ٍبهَديلِهـا ..... تَسْهو وتَشْرُدُ بين أوراقِ الشَّجَرْ
حوريَّةٌ تبدو جدائِلُ شعْرِها ..... بتماوُجِ الأنوارِ تاجاً من زَهَرْ
من ناظِرَيها من شِعابِ رُموشِها ..... تتطايَرُ الومضاتُ تُلْهِبُ كالشَّرَرْ
كالجمْرِ تَحرُقُ لا تُبَقِّي مأْملاً ..... بنجاةِ مُشتَعِلٍ بنيرانِ الفِكَرْ
حُلُمٌ يُؤَمِّلُني بحُبٍ يـائسٍ ..... لا أرتَجي أمَلاً فَيَخنُقُني الكَدَرْ
أهفو إليها للشِّفاهِ يُذيبُني ..... شَوقُ التَّلَظِّي في الرُّضابِ المُعتَصَرْ
شَوقُ التَّمَرُّغِ بينَ سفحَي صدرِها.. بين النُّهودِ أضيعُ أغرَقُ في الصُّوَرْ
تحت النُّهود ِعلى الضِّفافِ وتحتها.... شَلاَّلُ سحرٍ من خمورٍ من عِطَرْ
وشِراعُ أحلامٍ يُسافرُ بالمُنى ..... عبرَ الرُّؤى نحو النَّعيمِ المُنتَظَرْ
بورِكتِ أيَّامَ القِطافِ وبورِكَتْ ..... تلكَ الثِّمارُ تُذَرُّ ما بين الحُفَرْ
فنَدُبُّ نزْحَفُ بانتِشاءٍ هانيءٍ ..... ونَلُمُّها من بين شوكٍ أو حجَرْ
آهٍ أصابِعُنا الجريحةُ كم شكتْ ..... وتَوجَّعتْ وتحمَّلتْ لذْعَ الأُبَرْ
لكِنَّها تَهوى القِطافَ وتشْتهي ..... جمعَ الثِّمار ِولو تَكَوَّتْ بالجَمَرْ
دَعني أُداعِبْ بالخيالِ شَهيَّتي ..... للأرْضِ ألثُمُها ، لزَخَّاتِ المَطَرْ
لتَدَحْرُجي فوقَ التُّرابِ أشُمُّهُ ..... مسْكاً وطيباً سلسَبيلاً من ذِكَرْ
فعليهِ آثارُ الأحِبَّةِ قبلنـا ..... أهلي وأجدادي ومَنْ قبلي عَبَرْ
فَجُذورُ قلبي في التُّرابِ تَشَعَّبتْ ..... منهُ العواطِفُ والمشاعِرُ والفِكَرْ
والرُّوحُ تسمو كي تُواكِبَ رَبعَها ..... فتُوَدِّعُ الأرْضَ الحبيبةَ والبَشَرْ
من قبلي انا حكمت نايف خولي

د. محمد حسن السمان
21-11-2014, 01:30 PM
الأخ الفاضل الشاعر حكمت خولي
لوحة شعرية تصور التراث , بشكل لافت بهي , مع النبض الوطني الحار , في ارتباط جميل بين الرمز ( شجرة الزيتون ) التي هي الوطن , وبين الانسان الذي يحمل تراث شجرة الزيتون , تفوق في المفردة المنتقاة , مع قوة النبضات , في تساسل رائع , للصور الجزئية , لتكوين اللوحة , جميلة هذه اللوحة .
تقبل تقديري وإعجابي

د. محمد حسن السمان

ربيحة الرفاعي
27-11-2014, 11:51 PM
مشهد للقطاف رائع في تفاعل جميل مع اللحظة والوطن وما يستحضر الشاعر من عناصره
خرجت به الجرأة في بعض المواقع عن خطه الجميل دونما إضافة

في مَوسِمِ الزَّيتونِ في عُبِّ الشَّجَرْ... خَلْفَ الغُصونِ وبينَ حَبَّاتِ الثَّمَرْ
تراهم في قطاف الغصون بين الغصون وتحتها ...

شاهَدتُها بيَدٍ تُكافِحُ كَـيْ تـرى .... وأنامِلُ الأُخرى تُفتِّشُ في حذَرْ
كنت أتصور الزيتون أسخى عطاء لقاطفه، لكن الصورة جميلة وناطقة

لكِنَّها تَهوى القِطافَ وتشْتهي ..... جمعَ الثِّمار ِولو تَكَوَّتْ بالجَمَرْ
هي الجمْر بسكون ميمها والجمَر فعل

لتَدَحْرُجي فوقَ التُّرابِ أشُمُّهُ ..... مسْكاً وطيباً سلسَبيلاً من ذِكَرْ
أتصح ذِكَر بمعنى أذكار؟


دمت بخير

تحاياي

د. سمير العمري
21-04-2015, 03:41 PM
قصيدة وصفية جمعت بين الخيال المحلق والواقع المحقق لتخرج لنا لوحة قطف الزيتون تكاد تضيء بالصدق والنقاء وصدق الولاء والانتماء.

هي قصيدة جميلة عموما لكنها لم تخل من أخطاء في الرسم الإملائي وبعض اشتقاقات غير صحيحة وتوظيفات للمفردات في بعض المواضع غير دقيق لكنها تظل قصيدة جميلة ونقية لامست قلبي بشكل كبير.

تقديري

حكمت خولي
21-04-2015, 04:18 PM
شكرا لمروركم يا اصدقائي