هشام النجار
27-11-2014, 05:47 AM
تنحصر خبرة الحركة الاسلامية العسكرية – بما فيها من خبرات استراتيجية وعلوم ومعارف عسكرية متنوعة – فى ضم بعض الأفراد والقيادات ذوى الخلفية العسكرية ابتداءاً من تشكيلات الاخوان داخل الجيش فى الأربعينات والخمسينات ورموز الجيش الذين انضموا الى التنظيم السرى وعلى رأسهم الزعيم جمال عبد الناصر ، مروراً بعبود الزمر وخالد الاسلامبولى وحسين عباس وعطا طايل .. الخ ، وانتهاءاً بما تحرص عليه التنظيمات التكفيرية المسلحة اليوم من ضم عناصر ذات خلفية أو ماض عسكرى للاستفادة من خبراتهم الميدانية .
الراصد والدارس للحالة الاسلامية منذ بداية الحركة فى أواخر عشرينيات القرن الماضى الى اليوم يكتشف ضحالة وسطحية شديدة فى الخبرة العسكرية الاستراتيجية العامة بمعناها الواسع الشامل ؛ فعلى سبيل المثال نجد أن من ينظر للمواجهات والصراعات والحروب العظمى مع القوى الغربية ، أو تلك المواجهات المحلية والصدامات الحربية مع الدول والأنظمة التى تعتبرها الحركة خصماً وعدواً هم الدعاة والكتاب الاسلاميين ، وهؤلاء فى العادة يفتقدون للحد الأدنى من الدراسات والخبرات العسكرية الميدانية ، وهو ما أوقع الحركة فى خلل بالغ الخطورة ؛ عندما نرى غالبية الكتابات تصب فى الشحن والحشد والحض على القتال والمواجهة والحرب والترغيب فى القتال والشهادة بدون أية رؤى استراتيجية أو اعتبار لموازين القوى أو استفادة من الخبرات والعلوم العسكرية والاستراتيجية ، ولا شك أن هذا المنهج كان له بالغ الأثر فيما وصلت اليه حال الحركة الاسلامية بعد مواجهات وصدامات لا تنتهى انطلاقاً من هذا الفكر التنظيرى ، سواء بالصراع مع القوى الدولية والغرب من خلال التنظيمات العولمية كالقاعدة وداعش ، أو بمواصلة المواجهات مع الأنظمة السياسية والدول من خلال التنظيمات المحلية التقليدية منذ الخمسينات من القرن الماضى الى اليوم .
وهذا طبيعى جداً ونتائجه منطقية ؛ لأن الازدهار والنهضة والتقدم وجنى المكاسب سواء اقتصادياً وسياسياً واجتماعياً يأتى فى مناخات الاستقرار والسلام ومع الاستثمارات الحرة فى البحث التكنولوجى والمعرفى والعلمى والاستثمار بأنواعه ، وهذا ينطبق على الدول والأمم والجماعات والتنظيمات ، وما حدث الازدهار فى ألمانيا واليابان الا بعد تطليق الحروب وكذلك النمور الآسيوية . ف
المنظر والكاتب الخبير والمنهجى يعمل على تضييق دائرة الصراعات والحروب لفتح آفاق السعة والانتشار والازدهار ، وهذا عكس ما أقام عليه المنظرون الاسلاميون طوال العقود الماضية ، باشاعة ثقافة الموت والحديث عن مباشرة الحروب بمثالية تصل الى حد السذاجة البعيدة تماماً عن الواقع وعن التفكير العسكرى الاستراتيجى الدقيق .
الكاتب الأستاذ سيد قطب الذى تتخذه معظم الجماعات الاسلامية على الساحة اليوم منظراً ومرجعية فكرية ، يتحدث عن الحرب بهذه المثالية وبروح الداعية والخطيب والشاعر الذى يحلق فى آفاق الخيال ، وليس بذهنية وعقلية المفكر السياسى والخبير العسكرى الاستراتيجى ؛ فهو يدعو لحرب " التحرير البشرية ، الحرب على عبودية البشر لناس من البشر وعلى الطغيان والظلم والشطط وعلى الخرافات والأوهام والأساطير ، حرب التحرير بكل معانيها وفى كل ميادينها " ، وهذا التنظير المطلق الخيالى تبعه تحقيق على أرض الواقع بحروب تخوضها التنظيمات الاسلامية سواء العولمية منها أو المحلية بدون أفق ولا سند ولا رؤى عسكرية أو استراتيجية ، ودون الاجابة المنطقية المحددة عن أسئلة مهمة جداً كتلك الأسئلة :
فمن يخوض هذه الحروب ومن يقرر خوضها ، هل هم قادة الجماعات والتنظيمات الاسلامية بناءاً على هذه الأفكار والطموحات والحماسات المطلقة ، أم الدول والأنظمة بما تمتلكه من جيوش ومراكز بحثية ومؤسسات أكاديمية وخبراء فى الشأن السياسى والأكاديمى والمخابراتى ؟
وهل هم قادة الجماعات من يقررون خوض هذه المواجهات بتلك السطحية فى التعامل مع التحديات الدولية والاقليمية ودون اعتبار لموازين القوى وهل ستصمد الأطراف المشاركة من الناحية العسكرية والتموينية والاقتصادية أم لا ، أم الدول التى تعرف جيداً متى تقاتل ومتى تجنح للسلم عندما تفتقد المقدرة الاقتصادية على خوض حرب فى هذه المرحلة أو تلك ؟
واذا قامت الحرب كما يدعو اليها المنظرون الاسلاميون ويتحمس لها معظم أبناء الحركة الاسلامية ، فما هى نتائجها وما هى رؤية الخبراء المتخصصين فى تكاليفها ، وهل اقتصاديات الدول قادرة على تحملها أم أن ستنهكها وتفلسها ، ناهيك عن الدمار والخراب والضحايا وتحطيم البنية التحتية المتوقع .
فهل تحتاج هذه القضايا اذاً الى أقلام سحرة البيان من الدعاة والمنظرين الاسلاميين أم الى أقلام وأفكار ذوى الشأن والتخصص فى الأمور والملفات العسكرية والاستراتيجية ؟
الراصد والدارس للحالة الاسلامية منذ بداية الحركة فى أواخر عشرينيات القرن الماضى الى اليوم يكتشف ضحالة وسطحية شديدة فى الخبرة العسكرية الاستراتيجية العامة بمعناها الواسع الشامل ؛ فعلى سبيل المثال نجد أن من ينظر للمواجهات والصراعات والحروب العظمى مع القوى الغربية ، أو تلك المواجهات المحلية والصدامات الحربية مع الدول والأنظمة التى تعتبرها الحركة خصماً وعدواً هم الدعاة والكتاب الاسلاميين ، وهؤلاء فى العادة يفتقدون للحد الأدنى من الدراسات والخبرات العسكرية الميدانية ، وهو ما أوقع الحركة فى خلل بالغ الخطورة ؛ عندما نرى غالبية الكتابات تصب فى الشحن والحشد والحض على القتال والمواجهة والحرب والترغيب فى القتال والشهادة بدون أية رؤى استراتيجية أو اعتبار لموازين القوى أو استفادة من الخبرات والعلوم العسكرية والاستراتيجية ، ولا شك أن هذا المنهج كان له بالغ الأثر فيما وصلت اليه حال الحركة الاسلامية بعد مواجهات وصدامات لا تنتهى انطلاقاً من هذا الفكر التنظيرى ، سواء بالصراع مع القوى الدولية والغرب من خلال التنظيمات العولمية كالقاعدة وداعش ، أو بمواصلة المواجهات مع الأنظمة السياسية والدول من خلال التنظيمات المحلية التقليدية منذ الخمسينات من القرن الماضى الى اليوم .
وهذا طبيعى جداً ونتائجه منطقية ؛ لأن الازدهار والنهضة والتقدم وجنى المكاسب سواء اقتصادياً وسياسياً واجتماعياً يأتى فى مناخات الاستقرار والسلام ومع الاستثمارات الحرة فى البحث التكنولوجى والمعرفى والعلمى والاستثمار بأنواعه ، وهذا ينطبق على الدول والأمم والجماعات والتنظيمات ، وما حدث الازدهار فى ألمانيا واليابان الا بعد تطليق الحروب وكذلك النمور الآسيوية . ف
المنظر والكاتب الخبير والمنهجى يعمل على تضييق دائرة الصراعات والحروب لفتح آفاق السعة والانتشار والازدهار ، وهذا عكس ما أقام عليه المنظرون الاسلاميون طوال العقود الماضية ، باشاعة ثقافة الموت والحديث عن مباشرة الحروب بمثالية تصل الى حد السذاجة البعيدة تماماً عن الواقع وعن التفكير العسكرى الاستراتيجى الدقيق .
الكاتب الأستاذ سيد قطب الذى تتخذه معظم الجماعات الاسلامية على الساحة اليوم منظراً ومرجعية فكرية ، يتحدث عن الحرب بهذه المثالية وبروح الداعية والخطيب والشاعر الذى يحلق فى آفاق الخيال ، وليس بذهنية وعقلية المفكر السياسى والخبير العسكرى الاستراتيجى ؛ فهو يدعو لحرب " التحرير البشرية ، الحرب على عبودية البشر لناس من البشر وعلى الطغيان والظلم والشطط وعلى الخرافات والأوهام والأساطير ، حرب التحرير بكل معانيها وفى كل ميادينها " ، وهذا التنظير المطلق الخيالى تبعه تحقيق على أرض الواقع بحروب تخوضها التنظيمات الاسلامية سواء العولمية منها أو المحلية بدون أفق ولا سند ولا رؤى عسكرية أو استراتيجية ، ودون الاجابة المنطقية المحددة عن أسئلة مهمة جداً كتلك الأسئلة :
فمن يخوض هذه الحروب ومن يقرر خوضها ، هل هم قادة الجماعات والتنظيمات الاسلامية بناءاً على هذه الأفكار والطموحات والحماسات المطلقة ، أم الدول والأنظمة بما تمتلكه من جيوش ومراكز بحثية ومؤسسات أكاديمية وخبراء فى الشأن السياسى والأكاديمى والمخابراتى ؟
وهل هم قادة الجماعات من يقررون خوض هذه المواجهات بتلك السطحية فى التعامل مع التحديات الدولية والاقليمية ودون اعتبار لموازين القوى وهل ستصمد الأطراف المشاركة من الناحية العسكرية والتموينية والاقتصادية أم لا ، أم الدول التى تعرف جيداً متى تقاتل ومتى تجنح للسلم عندما تفتقد المقدرة الاقتصادية على خوض حرب فى هذه المرحلة أو تلك ؟
واذا قامت الحرب كما يدعو اليها المنظرون الاسلاميون ويتحمس لها معظم أبناء الحركة الاسلامية ، فما هى نتائجها وما هى رؤية الخبراء المتخصصين فى تكاليفها ، وهل اقتصاديات الدول قادرة على تحملها أم أن ستنهكها وتفلسها ، ناهيك عن الدمار والخراب والضحايا وتحطيم البنية التحتية المتوقع .
فهل تحتاج هذه القضايا اذاً الى أقلام سحرة البيان من الدعاة والمنظرين الاسلاميين أم الى أقلام وأفكار ذوى الشأن والتخصص فى الأمور والملفات العسكرية والاستراتيجية ؟