تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : القصيدة رقم 7



إدارة الملتقى
27-11-2014, 11:53 PM
الشعر والزندقة


الشَّكُّ يَنْحَتُ نَبْضَهُ وأدِيمَهْ=مُذْ كَانَ إكْسِيرُ اليَقينِ مَشِيمَةْ

يا أمَّ يَعْرُبَ تِلْكَ أوُّلُ آيَةٍ=ألْقِيهِ في يَمٍّ لِيُصْبِحَ قِيْمَةْ

مَازَالَ حَلْقُ الغَيْبِ بِكْرًا كُلَّما=جَفَّتْ دُمَى الأحْلامِ أنْجَبَ دِيِمَةْ

ولربُّما يُدْعَى لِمْحْرَابِ المُنَى=مَنْ خَاضَ نَافِلَةً بلا تَسْلِيمَةْ

هذا الفَتَى المُخْتَارُ آخِرُ صَيْحَةٍ=للنَّائمينَ على شفا التَّرْنِيَمةْ

في صَدْرِهِ رِيحٌ وفي فَمِهِ رَحى=وعَصاهُ تَطْهو للمَصيرِ ولِيمَةْ

عَيْنَانِ في رِئةِ الطَّريقِ عَليهما=أنْفَاسُ نَاصِيَةِ القِطارِ قَدِيَمَةْ

ما اجْتَزْتُ إلا ضَوءَ نَاشِئَةِ الأسى=لِتَكونَ عَاقِبَةُ الظَّلامِ وخَيمَةْ!

فَكَأنَّ بَوْصَلَةً تَشُدُّ إزَارَها=والأرْضُ عَارِيَةُ الجِهَاتِ أثِيمَةْ

قُدَّتْ دَواةُ المِلْحِ في جَرْحِ الرُّؤى=فَتَخِذْتُ مِنْ وَجَعِ السَّماءِ تَمِيَمَةْ

شَيَّدْتُ مِئْذَنَةَ الجِيَاعِ -قَصائدي-=والصَّمْتُ يمْضَغُ في العيونِ هَشِيَمَهْ

أوْقَفْتُ للغُرَبَاءِ أنْفَاسي التي=صَبَّتْ على جَسَدِ الخَواءِ رَمِيمَهْ

يا سِدْرَةَ المِيعادِ أيْنَ لِقَاؤنا؟=في الطُّورِ,فاخْلَعْ...هَلْ أكُونُ كَلِيْمَهْ؟!

ما تِلْكَ؟-واهْتَزَّتْ-يَمِينُ قَرِيحَتي=شَتَّانَ بينَ عَمِيقَةٍ وعَقيمَةْ!

قِيثارةٌ حُبْلى ومَهْدٌ واجِمٌ=وَمَقَابِرٌ جَذْلَى وَصَوتُ يَتِيمَةْ

آمَنْتُ بالرُّجْعَى إلى الوَطَنِ الأنا=فَكأنَّني نَجْمٌ يَمُصُّ سَدِيَمَهْ

لا تُقْيَةً بَدَمِ الحُسَينِ لمِنْبَرٍ=أوْهَتْهُ أُخْيِلَةُ الصَّلاةِ لَطِيمَةْ!

ثوري جِرَاحَ التِّينِ إنَّ حَمَامَةً=قُتِلَتْ وتأبينُ الحَمَامِ جَرِيمَةْ!

شَاخَتْ يَدُ الجَلَّادِ فَوقَ رِقَابِنَا=وكفوفُنا الحَرَّى تَصيحُ كَظِيمَةْ

أمْ جَاءَكَ النَّبَأُ العَظيمُ عَنِ التي,=كَانَتْ على رغمِ الحِصارِ عَظِيمَةْ!

شُهَدَاءُ مِنْ أجْلِ الحَياةِ سَنَرْتَقِي=نَحْوَ السَّماءِ بعِزَّةٍ وعَزِيَمَةْ

وبَقِيَّةٌ مِما نَقَشْتُ على النَّدى=لَحْنًا خَرِيفيًّا يُذِيبُ صَمِيَمَهْ

مابينَ ليلِ الشَّامِ والفَجْرِ الذي=يَجْتَاحُ قَافيتي دُعَاءُ سَقِيمَةْ

أنَا ما اقْتَرَفْتُ الشِعْرَ إلا مُنْذِرًا=ومُبَشِّرًا بالنَّصْرِ كُلَّ كَرِيمَةْ

للرَّكْعَةِ الكُبْرَى أذَانٌ واحِدٌ=لَبَّيَكَ ياوَطَنًا عَشِقْتُ جَحِيمَهْ

سَنَعودُ مِنْ حيثُ النِّداءُ يَشُدُّنا=عَرَبًا فَخارِطَةُ الطَّريقِ زَنيمَةْ

لَنْ يَرْدِمَ الزَّيْتونُ فَوهَةَ مِدْفعٍ=فالسِّلْمُ في زَمَنِ الحُروبِ هَزِيمَةْ!