المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : القصيدة رقم 11



إدارة الملتقى
28-11-2014, 12:15 AM
هموم قلب


ليلٌ بهيمٌ ضاعَ فيــهِ رشادي=همٌّ ثقيلٌ جفَّ منـــــهُ مِدادي
النفسُ تألمُ والخطوبُ عظيمةٌ=تنعي زمانَ الخيرِ والأمجادِ
أهوى الحياةَ بهامةٍ مرفوعةٍ=نصرٌ وعزٌ في الحياةِ مرادي
كنّا سُراةَ الأرضِ ننشرُ هَدينا=في كلِّ حاضرةٍ ومنزلِ بادِ
الخيلُ تحتَ الراكبينَ سوابحٌ=والبيضُ قد سلَّتْ منَ الأغمادِ
عرفَ الهوانُ نفوسَنا فتبدلتْ=صرنا شراذمَ في حمى الأضدادِ
كيفَ النجاةُ من التردي بعدَما=أسلمتُ للرهطِ الحقيرِ قِيادي
غدتْ السجونُ منازلاً لكرامِنا=أمّا الرُعـــاعُ فصفوةٌ ببلادي
عبثَ الأراذلُ في مكامنِ عزِّنا=يتوسلونَ رضا الدخيلِ العادي
تركوا الدِّيارَ لكلِّ ذئبٍ طامعٍ=سلبوا الطفولةَ بهجةَ الأعيادِ
هتكَ العداةُ ستورَنا حتى غدتْ=ألوانُهـا مطموســـةً بسوادِ
سودُ العمائمِ قد تبدّى حقدُهم=يتحالفونَ معَ العدوِّ السادي
قدِموا كما الغربانِ قبِّح سعيُهم=طمعاً بنيلِ غنيمةٍ وحصادِ
من كل حدبٍ قد توافدَ جمعُهم=متترِّسيـــنَ بعدةٍ وعتـــــادِ
مردوا على درب النفاق فأصبحوا=أهلَ الضلالِ وملّةَ الإلحادِ
لا جيش معتصمٍ يشتّتُ شملَهم=أو صولة للصّيدِ فوقَ جيادِ
كم من حرائرَ دنِّستْ أعراضُها=حتّى غدا أمراً منَ المعتادِ
كم من نفوسٍ أزهقتْ أرواحُها=تركتْ مرارَ الفقدِ في الأكبادِ
كستْ الدماءُ سهولَنا ونجودَنا=وتحدرتْ تجري بأسفلِ وادي
الشامُ يألمُ والعراقُ بمحنـــةٍ=والقدسُ تبكي سيرةَ الأجدادِ
في ساحِ أولى القبلتينِ مآذنٌ=سئمتْ عقودَ الأسرِ والأصفادِ
في غزةَ الأحرارِ جرحٌ نازفٌ=ما زالَ يلعــنُ خسَّةَ الأوغادِ
أرضُ الكنانةِ ذاتَ غدرٍ أدخلتْ=نفقَ الظلامِ يفيضُ بالأحقادِ
آهٍ على يمنِ السعادةِ قد غــدا=أرضَ التشاحنِ بعدَ طولِ ودادٍ
الصدرُ ضاقَ بهمِّه وجراحِهِ=ولقد سئمتُ إمـــارةَ الأولادِ
يا أمةً أَلِفَ الهوانُ حياضَها=من بعدِ ما سكنتْ ذرى الأطوادِ
هل كانَ للشرِّ العميمِ تجذُّرٌ=لولا الركون لطغمةِ الإفسادِ
أو كانَ للجمعِ المهيبِ مذلَّةٌ=إلا حصــــــادَ تمزقٍ وبدادِ
هل يَحفظَ الشرفَ الرفيعَ تفرقٌ=وتناحرٌ في خدمــــةِ الأسيادِ؟
ما كانَ شأنُ الخيِّرينَ تنصُّلاً=من واجباتٍ أو لزومَ حيــــادِ
آنَ الأوانُ لأن نهــبَّ لرفعةٍ=وإفاقــــةِ من بعدِ طولِ رقــادِ