المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حرمان



عبدالله سليمان الطليان
03-12-2014, 06:43 PM
راح الزمن ينحت في جسديهما علامات الكبر ، جاهدا نفسهما على محو أثره ولكن التجاعيد أمعنت بقوة في رسم تقدم العمر ، فصارت العزيمة تضعف وتتقهقر تعلن اقتراب الهزيمة ، لكن اﻻمل بقيت شعلته خافته في داخلهما تعلقا به بقوة لكي يظلا في حلمهما الذي بقي وحيداً في خزينة التمني .
ضمهما منزل تطغى عليه علامات الفخامة في كل محتوياته التي هي مثار ثرثرة للجيران الذين يؤدون أن يكونوا في مثل حالهم ذو الثراء الفاحش ، لكن الألم كان مستقر في جنابته أحيانا يهجم على فكرهما عندما يجلسان وحدهما في صالة الجلوس ، ويحاولان عبثا في فك قيده عبر الانغماس في أكل بشراهة أو عبر مشاهدة التلفزيون الذي أحيانا ما يزداد وقعه عليهما عندما يعرض صورة الطفولة في لهوها وضحكتها البريئة والتي تكبلهما إلى صمت وسكون مطبق يحول جسديهما إلى تمثلين يرحل بهما الوقت إلى النعاس والنوم أحيانا .
في إحدى الليالي وهما غارقاًن في النوم استيقظا مفزوعين على صوت طفل يبكي أنصتا للصوت الذي جاء من بيت جارهما في تلهف فإذا بهما يسمعا عبارات الزجر و النهر .
يا لك من طفل مزعج سوف أرميك في الخارج إن لم تكف عن هذا البكاء
رق قلبهما لصوت بكاء الطفل وسالت دمعة من عين الزوجة .
وقالت : يالك من رجل قاسي القلب !!
احتضنت وسادت نومها وضغطت عليها بشدة وهي في حرقة وكمد يمزق أحشائها نظر إليها الزوج وهو يحاول إطفاء شرارة التفكير فأغمض عينيه لكي يمسح المشهد المؤلم ولكن محاولته لم تصمد فعانقه اﻻرق وأخذت اﻻفكار تقصف ذهنه بشدة وتبحر به في الطفولة في كافة صورها مشرحة بعمق ، خرج من جوفه زفير طويل ينم على حسرة ، هرب من أمواج أفكاره فتسرب إلى جسده الخمول الذي أخذ يشده إلى مرفأ النوم الذي لن يخلصه من قيد القدر .

عبد السلام دغمش
03-12-2014, 07:07 PM
الاخ الاديب عبد الله سليمان
مشهد جسّد امنيات تساقطت كما اوراق الخريف من شجرة العمر..
الانتقال بالفكرة من صوت الطفل ابن الجيران لاسقاطه على الزوج الذي ما ارتضى أن يخيرها بين عقمه واعتاقها..هذا الاسقاط كان موفقا ..لكن النص كان اجدر بمراجعة لغوية.
تقديري .

خلود محمد جمعة
04-12-2014, 10:43 AM
طرح قضية هامة وحساسة برهافة وعمق بحبكة عازها بعض تكثيف
مؤثرة وجميلة
كل التقدير

آمال المصري
05-12-2014, 02:23 PM
أحد صور الحرمان من الإنجاب رغم الثراء الفاحش إلا أن الخواء يعم والفراغ يسيطر
ربما احتاج النص لبعض تكثيف والتريث قبل النشر لتجنب هنات متفرقة
مرحبا بك أديبنا في واحتك
تحاياي

فايدة حسن
05-12-2014, 06:24 PM
مشاهد مؤثرة تجلت فيها قسوة الحرمان من الذرية
فالمال والثراء الفاحش لم يجلب لهما السعادة بل حسرة دائمة وحزن مقيم

عبدالله سليمان الطليان
08-12-2014, 05:34 PM
الاخ الفاضل عبد السلام دغمش
سرني مرورك على النص
اشكرك على ملاحظتك
تقديري واحترامي

كاملة بدارنه
09-12-2014, 04:02 PM
هناك مَن يُبكيهم وهناك من يبكي عليهم !
مفارقة غريبة!
عرض مشوّق للحالة باستعمال أسلوب المقارنة
احتاجت المراجعة اللّغويّة
بوركت
تقديري وتحيّتي

عبدالله سليمان الطليان
13-12-2014, 05:54 AM
ا
لاخت الفاضلة خلود محمد جمعة
اشكرك جزيل الشكر على مرورك على النص
تقديري واحترامي

عبدالله سليمان الطليان
18-12-2014, 06:17 PM
الفاضلة آمال المصري
لكِ فائق الاحترام والتقدير

عبدالله سليمان الطليان
23-12-2014, 07:35 PM
الفاضلة فايدة حسن
نعم انه قسوة الحرمان
اشكرك جزيل الشكر على مرورك على النص

ربيحة الرفاعي
26-12-2014, 09:16 PM
نفترض السعادة فيما لا نملك، ويحلم غيرنا بما لدينا، غافلا عما أكرمه به الله مما وهب سواه ..
قصة بفكرة إيجابية عرضت لمفارقة ما ينال الانسان وما يريد وغفلة العباد عن قيمة ما لديهم، بطرح مشوق اختيرت زاويته بذكاء
وددت لو حظي من الكاتب ببعض عناية بلغته وسرده

دمت بخير

تحاياي

عبدالله سليمان الطليان
05-01-2015, 04:13 PM
الفاضلة كاملة بدارنه
هناك من يعيش في كدر بسبب مشاكلهم وحاجاتهم
تقديري واحترامي

نداء غريب صبري
03-04-2015, 01:00 AM
القضية عاطفية مؤثرة
وبعض أنواع الحرمان لا يعوض عنه ثراء ولا سلطة ولا شئ في الكون

قصة جميلة أثرت بي جدا

شكرا لك
بوركت

ناديه محمد الجابي
05-02-2022, 08:27 PM
رغم علامات الفخامة والثراء في بيتهما فقد ظلت تعصف فيه رياح العقم العاتية
في البداية كان الإنجاب حلما ، لكنه تبخر في سماء التطلعات المستحيلة
الحرمان من الأنجاب ابتلاء من الله ، من يصبر عليه فله جزاء الصابرين.
قصة جميلة مؤثرة فشكرا لك.
:009::002::009: