عاهد سليم الشريف
16-12-2014, 08:21 PM
صَبْرًا دِمَشْقُ فَإِنَّ الصَّبْرَ مِفتاحُ=نَفسٌ بِنَفسٍ وَلَيسُ الَّنفسُ تَرتاحُ
إنَّا تَعَوَّدنا عَلى الكَأسِ الَّتي شَرِبَت=مِنها النُّفوسُ إِلى أن ملَّنا الرَّاحُ
سَحًّتْ عَلَيْكِ مِنَ الدَّمْعاتِ سابِحَةٌ=كَدَمْعِ عَيْني وَلي في الدَّمْعِ إِيضاحُ
أُخابِرُ الرِّيحَ عَلَّ الرِّيحَ تَسْمَعُني=أُجاذِبُ النَّجْمَ عَلَّ النَّجْمَ يَنْداحُ
لا تَسْأَليني فَبَعْدَ اليَوْمِ لا مَرَحٌ=يُرْجى وَلا بُلْبُلُ الأَعْيادِ صَدَّاحُ
وَلا الأَهِلّةُ إِنَّ ناجَيْتَ لامَسَها=طَيْفُ البَعيدينَ حَيْثُ البُعْدُ ذَبَّاحُ
تَبْكي الحَمائِمُ إِذْ غنَّتْ عَلى وَتَرٍ=وَيَشْتَكي مِنْ عُبابِ البَحْرِ ملاَّحُ
لَوْلا قُلوبٌ رَعاها اللهُ فَاحْتَمَلََتْ=لَزَقْزَقَ الدَّهْرُ وَاسْتَهْوَتْهُ أَقْداحُ
قَلْبي عَلى الشَّامِ إِذْ تَبْكي كَنائِسُها=وَفي المَآذِنِ صَوْتُ الأَهْلِ إِذْ ناحوا
عَرِّجْ عَلى الحَيِّ ما في الحَيِّ آهِلُهُ=عَرِّجْ عَلى الدَّارِ ما في الدَّارِ أَرْواحُ
عَرِّجْ عَلى البَيْتِ ما في البَيْتِ ساكِنُهُ=كأَنَّما البَيْتُ أحْجارٌ وَأَلْواحُ
وَانْظُرْ تَجِدْ حَوْلَكَ الأعْمارَ مُجْفَلَةً=كَأَنَّما الدَّهْرُ لَيْسَت فيهِ أفْراحً
كَمْ مِنْ شِراعٍ أَتاهُ المَوْجُ مُنْفَلِتًا=فَما تَرَفَّقَ دَمْعُ المَوْجِ إِذْ راحوا
وَأُفْرِغَتْ حُجُراتٌ كُنْتَ تَأْلَفُها=حَتَّى تَمَنَّيْتَ أَنْ تَلْقاكَ أَشْباحُ
لِلأَرْضِ مِنْهُم نَصيبْ حَيْثُما ارْتَحَلوا=وَلِلْبِحارِ نَصيبٌ كُلَّما ساحوا
آهٍ عَلى الشَّامِ كَمْ جاعَت وَكَم عَطِشَت=وَكَم جَفاها بِطولِ اللَّيْلِ مِصْباحُ
ذِئْبُ الأَعاجِمِ في أَفْيائِها طَرِبٌ=وَابْنُ البِلادِ طَريدُ لَيْسُ يَرْتاحُ
لا الطِّفْلُ يَسرَحُ فيها ضاحِكًا جَذِلًا=بِما عَلَيها وَلا أَطْيانُها ساحُ
لَوْلا الخِيانَةُ ما أوْطانُنا نُهِبَت=وَلا تَمَلَّكَ هذا الشَّعْبَ سَفَّاحُ
وَلا تَهاوَنَ فيها الأَهْلُ إِذْ قَبِلوا=مِنْها السَّفيهُ وَفيها الكَلْبُ نَبَّاحُ
يَلْهو وَيَعْبَثُ فيها لا يُفارِقُها=كَأَنَّها مُلْكُهُ وَالنَّاسُ أَرْباحُ
نامَتْ نَواطيرُها إِذْ قال ساكِنُها=وَيْحي عَلى الشَّامِ هَلْ لِلشَّامِ جَرَّاحُ
كَمْ أَلَّهَ النَّاسُ فِيها عَبْدَها وَرَضوا=وَكَمْ أَحاطَ بِها ذِئْبُ وَتمْساحُ
وَكَم تَسامَر لِصٌّ في مَداخِلِها=وَالثَّغْرُ مُنْكفِئٌ وَالعيدُ أَتْراحُ
لا خَيْرَ في الشَّامِ أو في أهْلِها أَبَدًا=إِنْ كانَ يَحْكُمُها طَبْلٌ وَمَدَّاحُ
مِنْ أيْنَ يَأْتي صَلاحُ الدِّينِ ثانِيَةً=وَأَينَهُ السَّيْفُ هَل لِلسَّيفِ إصْلاحُ
طالَ انْتِظارُ عَناءِ الشَّامِ وَيْحَكُمُ=مَنْ ذا يُجيبُهُمُ يَوْمًا إِذا صاحوا
إِنِّي عَلى جَنَباتِ اللَّيلِ مُنْتَظِرٌ=طالَ الوُقوفُ فَهَل لِلفَجرِ إِفْصاحُ
إنَّا تَعَوَّدنا عَلى الكَأسِ الَّتي شَرِبَت=مِنها النُّفوسُ إِلى أن ملَّنا الرَّاحُ
سَحًّتْ عَلَيْكِ مِنَ الدَّمْعاتِ سابِحَةٌ=كَدَمْعِ عَيْني وَلي في الدَّمْعِ إِيضاحُ
أُخابِرُ الرِّيحَ عَلَّ الرِّيحَ تَسْمَعُني=أُجاذِبُ النَّجْمَ عَلَّ النَّجْمَ يَنْداحُ
لا تَسْأَليني فَبَعْدَ اليَوْمِ لا مَرَحٌ=يُرْجى وَلا بُلْبُلُ الأَعْيادِ صَدَّاحُ
وَلا الأَهِلّةُ إِنَّ ناجَيْتَ لامَسَها=طَيْفُ البَعيدينَ حَيْثُ البُعْدُ ذَبَّاحُ
تَبْكي الحَمائِمُ إِذْ غنَّتْ عَلى وَتَرٍ=وَيَشْتَكي مِنْ عُبابِ البَحْرِ ملاَّحُ
لَوْلا قُلوبٌ رَعاها اللهُ فَاحْتَمَلََتْ=لَزَقْزَقَ الدَّهْرُ وَاسْتَهْوَتْهُ أَقْداحُ
قَلْبي عَلى الشَّامِ إِذْ تَبْكي كَنائِسُها=وَفي المَآذِنِ صَوْتُ الأَهْلِ إِذْ ناحوا
عَرِّجْ عَلى الحَيِّ ما في الحَيِّ آهِلُهُ=عَرِّجْ عَلى الدَّارِ ما في الدَّارِ أَرْواحُ
عَرِّجْ عَلى البَيْتِ ما في البَيْتِ ساكِنُهُ=كأَنَّما البَيْتُ أحْجارٌ وَأَلْواحُ
وَانْظُرْ تَجِدْ حَوْلَكَ الأعْمارَ مُجْفَلَةً=كَأَنَّما الدَّهْرُ لَيْسَت فيهِ أفْراحً
كَمْ مِنْ شِراعٍ أَتاهُ المَوْجُ مُنْفَلِتًا=فَما تَرَفَّقَ دَمْعُ المَوْجِ إِذْ راحوا
وَأُفْرِغَتْ حُجُراتٌ كُنْتَ تَأْلَفُها=حَتَّى تَمَنَّيْتَ أَنْ تَلْقاكَ أَشْباحُ
لِلأَرْضِ مِنْهُم نَصيبْ حَيْثُما ارْتَحَلوا=وَلِلْبِحارِ نَصيبٌ كُلَّما ساحوا
آهٍ عَلى الشَّامِ كَمْ جاعَت وَكَم عَطِشَت=وَكَم جَفاها بِطولِ اللَّيْلِ مِصْباحُ
ذِئْبُ الأَعاجِمِ في أَفْيائِها طَرِبٌ=وَابْنُ البِلادِ طَريدُ لَيْسُ يَرْتاحُ
لا الطِّفْلُ يَسرَحُ فيها ضاحِكًا جَذِلًا=بِما عَلَيها وَلا أَطْيانُها ساحُ
لَوْلا الخِيانَةُ ما أوْطانُنا نُهِبَت=وَلا تَمَلَّكَ هذا الشَّعْبَ سَفَّاحُ
وَلا تَهاوَنَ فيها الأَهْلُ إِذْ قَبِلوا=مِنْها السَّفيهُ وَفيها الكَلْبُ نَبَّاحُ
يَلْهو وَيَعْبَثُ فيها لا يُفارِقُها=كَأَنَّها مُلْكُهُ وَالنَّاسُ أَرْباحُ
نامَتْ نَواطيرُها إِذْ قال ساكِنُها=وَيْحي عَلى الشَّامِ هَلْ لِلشَّامِ جَرَّاحُ
كَمْ أَلَّهَ النَّاسُ فِيها عَبْدَها وَرَضوا=وَكَمْ أَحاطَ بِها ذِئْبُ وَتمْساحُ
وَكَم تَسامَر لِصٌّ في مَداخِلِها=وَالثَّغْرُ مُنْكفِئٌ وَالعيدُ أَتْراحُ
لا خَيْرَ في الشَّامِ أو في أهْلِها أَبَدًا=إِنْ كانَ يَحْكُمُها طَبْلٌ وَمَدَّاحُ
مِنْ أيْنَ يَأْتي صَلاحُ الدِّينِ ثانِيَةً=وَأَينَهُ السَّيْفُ هَل لِلسَّيفِ إصْلاحُ
طالَ انْتِظارُ عَناءِ الشَّامِ وَيْحَكُمُ=مَنْ ذا يُجيبُهُمُ يَوْمًا إِذا صاحوا
إِنِّي عَلى جَنَباتِ اللَّيلِ مُنْتَظِرٌ=طالَ الوُقوفُ فَهَل لِلفَجرِ إِفْصاحُ