إدارة الملتقى
24-12-2014, 03:35 PM
صرخةُ غزِّيَةٍ حُرَّة
غَزِّيَةٌ تشكو الحصارَ ونارَه=كالبدرِ يحكي للدُجى أسرارَه
جاءتْ تحدِّثُ عن فؤادٍ زادَهُ=فقدُ الأحبَّةِ حُرقةً ومرارَه
قالتْ رزقتُ من البنينِ ثلاثةً=حصدَ الردى من روضِهم نُوّارَه
حملوا السلاحَ على حداثةِ سنَّهم=فغدَوا على دربِ الرجالِ منارة
سقطوا ليرووا بالدماءِ حياضَهم=لاقوا العتاةَ بهمَّةٍ وجَسارة
رحلوا كما رحلَ الأباةُ رفاقُهم=فكساهمُ الرملُ الحنونُ دِثارَه
والزوجُ في ظُلَمِ السجونِ مُقامُه=أدعو الإلهَ بأن يفكَّ إسارَه
في سجنِ نفحةَ ما يزالُ مصابراً=لم يحظَ مذ حكمَ القضا بزيارة
أمّا البناتُ فلنْ أبوحَ بعدِّهم=أخشى العيونَ فإنَّها غدّارة
بيتي العتيقُ تهدَّمتْ أركانُهُ=طَلَلاً غدا وسُقوفُه منهارَة
آوي إلى رُكنٍ تضاءلَ ظلُّهُ=بينَ الطلولِ يلوحُ مثلَ أثارَة
بجوارهِ رقدتْ مآذنُ مسجدٍ=كانت تعانقُ في الفضا أطيارَه
نطوي على مُرِّ الطوى أيامَنا=إنَّ السنينَ بطبعِها دوّارَه
قالوا سنبني ما تهدَّمَ عاجلاً=فاستبشروا بالخيرِ رهنَ إشارَة
قدِمتْ وفودٌ واستطالَ مكوثُها=ومضتْ ولمّا تأتِنا ببشارَة
مضتْ الليالي والحصارُ يلفُّنا=والبردُ يغرِزُ في الحشا أظفارَه
كلُّ الوعودِ على الزمانِ تبخَّرتْ=وغدتْ معاناةُ الأنامِ تجارَة
تبقى حساباتٌ ونحنُ حيالَها=في رُقعةِ اللّعِبِ الأثيمِ حجارَة
ماذا أقولُ عن الأخوَّةِ بعدما=أرخى الظلامُ على القلوبِ ستارَه
أو عن رفاقٍ قد تشتَّتَ شملُهم=يتسابقونَ لمنصبٍ وإمارَة
وكبيرهمْ في البأسِ مثلُ نعامَةٍ=جعلَ الهوانَ على الدَّوامِ خِيارَه
سألوهُ عن صَفَدٍ فقالَ مُحَملِقاً=إن كنتُ أدخلها فمحضُ زيارَة
لا لنْ أعودَ عن العهودِ قطعتُها=إن الرجوعَ عن الوعودِ حقارَة
سألوهُ عن حملِ السِّلاحِ فقالَ لم=أحملْه يوماً مُدرِكاً أخطارَه
دربُ الحروبِ تَهَوُّرٌ وتخلّفٌ=يأبى الحصيفُ بأن يخوضَ غِمارَه
أمّا السلاحُ فسوفَ نكملُ جَمعَه=يأبى الكريمُ بأن يؤرِّقَ جارَه
أمنُ اليهودِ لديَّ خطٌ أحمرٌ=منْ خاضَ فيهِ سنقتفي آثارَه
بالسلمِ نبني دولةً أسطورةً=وبغصنِ زيتونٍ نصدُّ الغارَة
إنَّ السياسةَ في اللّقاءِ سلاحُنا=والخوضُ فيها حِنكةٌ ومهارَة
سنقاومُ المحتلَّ رُغمَ حصارِنا=بالرقصِ والتهريجِ نطفئُ نارَه
بئسَ الكبيرُ وبئسَ كلُّ مُكابرٍ=جعلَ المذلَّةَ والهوانَ شعارَه
ماذا تبقّى من كرامةِ يعربٍ=مُذ باتَ يُسلمُ للعدوِّ قرارَه
فالرقصُ فنٌّ والغناءُ مواهبٌ=والعهرُ صارَ تمدُّناً وحضارَة
وتخاذلُ الرهطِ الحقيرِ مآثرٌ=أمّا السِّلاحُ فَسُبَّةٌ وقَذارَة
قالوا نفاوضُ كي نعيدَ حقوقَنا=قلتُ اخسؤوا، بعضُ الحديثِ دَعارَة
* صفد هي إحدى مدن الداخل الفلسطيني المحتل قبل عام 1967 وهي مسقط رأس رئيس السلطة الفلسطينية وعندما سأله أحد الصحفيين الصهاينة عنها قال بأنه لا يحق له العودة إليها ، وإن كان سيدخلها فمجرد زائر.
غَزِّيَةٌ تشكو الحصارَ ونارَه=كالبدرِ يحكي للدُجى أسرارَه
جاءتْ تحدِّثُ عن فؤادٍ زادَهُ=فقدُ الأحبَّةِ حُرقةً ومرارَه
قالتْ رزقتُ من البنينِ ثلاثةً=حصدَ الردى من روضِهم نُوّارَه
حملوا السلاحَ على حداثةِ سنَّهم=فغدَوا على دربِ الرجالِ منارة
سقطوا ليرووا بالدماءِ حياضَهم=لاقوا العتاةَ بهمَّةٍ وجَسارة
رحلوا كما رحلَ الأباةُ رفاقُهم=فكساهمُ الرملُ الحنونُ دِثارَه
والزوجُ في ظُلَمِ السجونِ مُقامُه=أدعو الإلهَ بأن يفكَّ إسارَه
في سجنِ نفحةَ ما يزالُ مصابراً=لم يحظَ مذ حكمَ القضا بزيارة
أمّا البناتُ فلنْ أبوحَ بعدِّهم=أخشى العيونَ فإنَّها غدّارة
بيتي العتيقُ تهدَّمتْ أركانُهُ=طَلَلاً غدا وسُقوفُه منهارَة
آوي إلى رُكنٍ تضاءلَ ظلُّهُ=بينَ الطلولِ يلوحُ مثلَ أثارَة
بجوارهِ رقدتْ مآذنُ مسجدٍ=كانت تعانقُ في الفضا أطيارَه
نطوي على مُرِّ الطوى أيامَنا=إنَّ السنينَ بطبعِها دوّارَه
قالوا سنبني ما تهدَّمَ عاجلاً=فاستبشروا بالخيرِ رهنَ إشارَة
قدِمتْ وفودٌ واستطالَ مكوثُها=ومضتْ ولمّا تأتِنا ببشارَة
مضتْ الليالي والحصارُ يلفُّنا=والبردُ يغرِزُ في الحشا أظفارَه
كلُّ الوعودِ على الزمانِ تبخَّرتْ=وغدتْ معاناةُ الأنامِ تجارَة
تبقى حساباتٌ ونحنُ حيالَها=في رُقعةِ اللّعِبِ الأثيمِ حجارَة
ماذا أقولُ عن الأخوَّةِ بعدما=أرخى الظلامُ على القلوبِ ستارَه
أو عن رفاقٍ قد تشتَّتَ شملُهم=يتسابقونَ لمنصبٍ وإمارَة
وكبيرهمْ في البأسِ مثلُ نعامَةٍ=جعلَ الهوانَ على الدَّوامِ خِيارَه
سألوهُ عن صَفَدٍ فقالَ مُحَملِقاً=إن كنتُ أدخلها فمحضُ زيارَة
لا لنْ أعودَ عن العهودِ قطعتُها=إن الرجوعَ عن الوعودِ حقارَة
سألوهُ عن حملِ السِّلاحِ فقالَ لم=أحملْه يوماً مُدرِكاً أخطارَه
دربُ الحروبِ تَهَوُّرٌ وتخلّفٌ=يأبى الحصيفُ بأن يخوضَ غِمارَه
أمّا السلاحُ فسوفَ نكملُ جَمعَه=يأبى الكريمُ بأن يؤرِّقَ جارَه
أمنُ اليهودِ لديَّ خطٌ أحمرٌ=منْ خاضَ فيهِ سنقتفي آثارَه
بالسلمِ نبني دولةً أسطورةً=وبغصنِ زيتونٍ نصدُّ الغارَة
إنَّ السياسةَ في اللّقاءِ سلاحُنا=والخوضُ فيها حِنكةٌ ومهارَة
سنقاومُ المحتلَّ رُغمَ حصارِنا=بالرقصِ والتهريجِ نطفئُ نارَه
بئسَ الكبيرُ وبئسَ كلُّ مُكابرٍ=جعلَ المذلَّةَ والهوانَ شعارَه
ماذا تبقّى من كرامةِ يعربٍ=مُذ باتَ يُسلمُ للعدوِّ قرارَه
فالرقصُ فنٌّ والغناءُ مواهبٌ=والعهرُ صارَ تمدُّناً وحضارَة
وتخاذلُ الرهطِ الحقيرِ مآثرٌ=أمّا السِّلاحُ فَسُبَّةٌ وقَذارَة
قالوا نفاوضُ كي نعيدَ حقوقَنا=قلتُ اخسؤوا، بعضُ الحديثِ دَعارَة
* صفد هي إحدى مدن الداخل الفلسطيني المحتل قبل عام 1967 وهي مسقط رأس رئيس السلطة الفلسطينية وعندما سأله أحد الصحفيين الصهاينة عنها قال بأنه لا يحق له العودة إليها ، وإن كان سيدخلها فمجرد زائر.