تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : قصيدة النهائي رقم 6



إدارة الملتقى
24-12-2014, 04:15 PM
الآية الكبرى


رَاوَدَ العِطْرُ قَاصِرَاتِ النَّدى=أم بَنَى الفَجْرُ تَحْتَها مَسْجِدا؟!

هذهِ الوَجْنَةُ الجَليدُ ارْتَدَتْ=لَسْعَةَ التُّوتِ كي تُثيرَ المَدَى!

غَادَةٌ كالفَرَاغِ مُكْتَظَّةٌ=بالمَسَامَاتِ تَحْتَسِي الفَرْقَدا

بَعَثَتْني بِحُسْنِها أُمَّةً=يا فُؤادِي مِنْ أيْنَ يأتي الرَّدَى؟

غَصَّ طَرْفي الكَسيحُ في جيدِها=كُلُّ شَيءٍ رأيْتُهُ أغْيَدَا

وعلى ثَغْرِها المُحَلَّى دَمٌ=بين قوسينِ صَمْتها والصَّدَى

ذَابَ صَدْري ,تَكَثَّفَتْ دَهْشَتي=بَدَّدَ العَجْزُ أمْنِيَاتي سُدَى

بَوْصَلاَتُ المصيرِ قَدْ عُطِّلَتْ=مُنْذُ أسْرَجْتُ خَافِقي الأرْمَدا!

سَوفَ أمضي كأنَّني خَيْبَةٌ=سَحَقَ الدَّهْرُ عَيْنَها واليَدَا

أُطْفيءُالعُمْرَ حَسْرَةً والخُطَى=تُشْعِلُ الغَيْبَ مَشْهَدًا مَشْهَدَا

مُنْتَهى غُرْبَةِ الأنَا مَوْعِدٌ=أيُّ شِقَّيَّ يَبْدَأُ المَوْعِدا؟!

أمْ تَعَرَّى المَدَارُ شَوقًا لِمنْ=ألْبَسَتْني قِطَارَهُ الأسْوَدَا؟!

تِلْكَ أُنْثَى كَوْنِيَّةٌ بَشَّرَتْ=بالمُحِبينَ, واصْطَفَتْ أحْمَدا!

أيُّها السَّادِنُ الرَّبيعَ المُنى=كيفَ أبْدَلْتَ ورْدَتي غَرْقَدا؟

كيَفَ أوْغَلْتَ في الرِّياحِ التي=أكَلَتْنَي وصَوْتَكَ المُجْهَدا؟

طَائري تُحْشَدُ المَآقي لَهُ=هَلْ سيَبْكي بأسْرِهِ مُفْرَدا؟!

مُذْ نَزَعْتَ الأذانَ عن نَخْلَتي=نَخَرَ النَّايُ جِذْعَها المُقْعَدَا

حَانَتِ اللحظةُ التي تَشْتَهي=عُدْ لِحُضْني وبَشِّرِ العُوَّدَا

يا ابْنَةَ الضَّادِ زَمِّلي أحْرُفي=إنَّ للوَحْي هاهُنا مَوْلِدا

إنَّني شَاعِرٌ سَحِيقٌ وبي=شَارِعٌ في ضلوعِهِ مُنْتَدَى

غَارِقٌ في صَقيعِ أُرْجُوحَةٍ=تَحْبِسُ الرِّيحَ,تَسْحَبُ المَوْقِدا

كُلَّما اجْتَزْتُ في السَّماءِ الرُّؤى=نَاولَتْني قَريحتي الإثْمِدَا

ها أنا الآنَ قَادِمٌ مِنْ دَمي=أحْمِلُ المَجْدَ أمْسَهُ والغَدَا

مُؤْمِنٌ بالخليلِ لا أدَّعي=وإذا شِئْتُ كُنْتُهُ مُلْحِدا

هذهِ آيَتي فمَا خَطْبُكم=إذْ بَنَيْتُمْ على فَمي مَعْبَدا؟!