تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : هوامش ـ 2 ضمة ـ



عبدالسلام المودني
25-12-2014, 05:29 PM
2 ـ ضمة

يستعيض عن وجودها الهلامي بما كان سيكون لولا ما كان.. أحلام رسمها بماء ينابيعه الحارة المالحة.. مال إلى إبداع ملامحها وطباعها.. جعلها تناقض ما يتمنى ويشتهي ليسعد معها.. بلغ مراده يوم رحلت عنه وخلته وحيداً.. ابتسم في دواخله احتراماً لحدث المغادرة ولولا ذلك لأقام عرساً يحتفي فيه بعودته إلى نفسه.. خطط لكل ذلك بعناية.. كان سعيداً جداً.. هي لم تحضر أصلاً لتغادر..
قبل إبداعها كانت الوسادة كل أمانيه.. ولأنها تغار مع علمها بما كان بينه وبين الوسادة فقد اغتالتها يوم وصولها الأول وغفلته الكبرى.. عند صحوه النسبي طفقت ترقب رد فعله إزاء الواقع الجديد.. علم كل ذلك.. أليست إبداعه؟ بدا محايداً.. كان ليتأثر لو أن الوسادة كانت من إبداعه.. لكنها وسادة.. مجرد وسادة..
انتهت إلى فراش آخر كما فعلت ذات ذكرى بعيدة إلى فراشه.. ومنه إلى آخر إلى نهاية عمرها الافتراضي.. وأحمق من يبني شيئاً مع خاضع لسيرورة حياة لايستطيع الخروج من دائرتها.. والأشد حمقاً من يتعلق به حتى بعاطفة تولد لتموت..
صحيح أني أدرك معاناته الخرساء (وأنا الكائن الآخر المطلع طبعاً على خبايا نفسه السقيمة).. يبدو ذلك جلياً عندما تنام الشمس لتستيقظ آلامه المخفية.. أدرك أنه لن ينصت لصوتي أو يقرأ كلماتي مهما حاولت.. ولولا ذلك لكنت أبديت له النصح ليتخلص من سعادته الزائفة.. وسادة جديدة مثلاً في انتظار أن يبتدع أخرى بملامح هلامية.. كان ليجد ما يضم على الأقل عوض الريح والهباء..

(يتبع)

خلود محمد جمعة
28-12-2014, 07:56 AM
أرى عالماً من التوحد حيث يرسم الملامح وقت يشاء ويتفنن في المسح
قد يرسم يوما ظلا ولايستطيع الامساك به
جميل هو الحرف الذي يجعلك تقف وتتأمل
في انتظار البقية
بوركت

آمال المصري
28-12-2014, 05:35 PM
أو كمن يخط بإصبعه على الهواء ثم يحاول محو ماكتب ليخط غيره فلم يتمكن
فقد أخذه الهواء بعيدا ...
عميقة تدعو للتأمل مفتح باب قراءات عديدة
في انتظار المزيد مما تجود بها قريحتك أديبنا الفاضل
تحاياي

مصطفى حمزة
28-12-2014, 07:23 PM
هواجس حالِم خائب مُحبَط ، شريد .. حتّى إنّه لايملك وسادته الخاصّة .. ربّما يتنقل من فندق لآخر ، من خيمة لأخرى ..من شتات إلى آخر !
يملأ فراغه اللئيم بأحلام غادرة خائنة ، لعوب .. لاتلبثُ معه حتى تُغادره .. ربما لتضاجعَ خائبًا آخر ، يعيشُ مثله ..على دغدغاتها المؤقتة الكاذبة !
إبداع في التعبير يجعلك مُبعثَرَ الفَهم حائرًا ! تمامًا كحال الكاتب لحظة معاناته الوجدانيّة المريرة ، وولادته الإبداعيّة الصّعبة !
تحياتي أديبَنا المميّز عبد السلام

ربيحة الرفاعي
02-01-2015, 02:29 AM
لافتتة عوالمك الغريبة بمدنها التي تسكن غيوما ذات فضاء خيالي في نصوص تشبه الأحلام بغرائبية إجمالي لوحاتها، وروعة تفاصيلها وذلك البعد الذي تحمله دلالاتها في تحد لمهارات المتلقي التأويلية وطاقته التأملية
سرد شائق وأداؤ جميل

دمت بخير

تحاياي