تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : حوارٌ مع العقل..



عبد اللطيف السباعي
30-12-2014, 11:11 AM
حوارٌ مع العقل..
عبد اللطيف السباعي

في ليلِ ملْحَمةٍ أهَلَّ فطالا = ألْقيْتُ من تعَبِ الأنا أحْمالا
ووضَعْتُ رأسِي فوقَ نمْرُقتي التي = طرَّزْتُها كقصيدتي مِنْوالا
لمَّا غفوتُ رأيْتُني مُتسَلِّقًا = كَتِفَيَّ أسْتسْقي الرؤى شلاَّلا
ورَقَيْتُ سُلَّمَ لحْظةٍ طَيْفِيَّةٍ = نحوَ انْبجاسٍ فوقَ رأسِيَ مالا
بابٌ منَ الأنغامِ يَطْرُقُ مسْمَعي= خدُّ السحابِ بنورهِ يتلالا
ففتحتُهُ فإذا حوارٌ دائرٌ = أصْغِي فيُوغِلُ في دمي إيغالا
اَلذاتُ: تشْغَلُ في الجوارِ مساحةً = يا عقلُ نرْكُضُ صوْبَها أميالا
فارْفُقْ إذا أرنو إليكَ تَشَوُّفاً = أو عِندَما أدنو إليكَ سُؤالا
ما وجْهُكَ النَّمَطِيُّ؟ تجْريدٌ هَمَى = كالطلِّ منْ دِيَمِ الوجودِ وسالا؟
أمْ طَفْرةٌ مَرْئيَّةٌ مسموعةٌ = لا تستطيعُ عنِ المجالِ فِصالا؟
العقلُ: جوْهرُ نَسْمَةٍ هوَ أصْلُها = يبْقى إذا بَعُدَ الكيانُ وزالا
أنا منْطقُ الأشياءِ في إطْلاقِها = وبدونِ قنديلي تشِطُّ ضَلالا
فاسْتفْسِري عنْ عِهْنِ ذاكرةٍ إذا = فصَّلْتُ منهُ لجِذعِها سِرْبالا
أوْ نهْرِ عاطفةٍ إذا أجْرَيْتُهُ = فانْسابَ في عطشِ القلوبِ نوالا
أوْ أرْخبيلٍ للذكاءِ جمَعْتُهُ = في الأفْقِ أضْحى كوكبًا جوَّالا
البحرُ بي شَخْصِيَّةٌ أفُقِيَّةٌ = يَغدو أجاجُ الماءِ فيهِ زُلالا
والصخرُ منْ عَبَقي لسانٌ مزْهِرٌ = بالأقحوانِ إذا يَشِبُّ جدالا
اَلذاتُ: أحْيانًا تسِحُّ غَرَابةً = يا عقلُ حينَ تخاطِبُ الأطلالا
في شهْقتي البيضاءِ مسألةٌ طوَتْ = شكلَ التساؤلِ فاسْتوى إشكالا
ما بالُ صوتِكَ في الزوايا يرْتدي = كفَنَ الخفوتِ فلا يُحِيرُ مَقالا؟
العقلُ: غيمُ السحْرِ حَيٌّ وَدْقُهُ = يأبى على الأحجارِ أن يَنثالا
منْ هشَّ لي كنتُ الغِياثَ لحَقْلِهِ = ومَنِ اسْتخَفَّ.. عليهِ كنتُ وبالا
اَلذاتُ: تنتبذ التحولَ موئلاً = أرَضيتَ بالزمنِ الحثيثِ مآلا؟
أطبيعةُ الحِرْباءِ شيءٌ ثابتٌ = أم قد تَخوضُ مع الزمانِ قِتالا؟
العقلُ: تاريخُ الوجودِ مِثالُهُ = بدْرٌ بَدا بعدَ المحاقِ هلالا
خَزَّنْتُ في بَهْوِ السِّنونِ جواهِري = أكْوامَ تِبْرٍ ثاقِبٍ وتلالا
ما خفَّ وزْنًا منْ خزائنِ ثوْرَتي = وغلا بقيمتِهِ وعَزَّ مِثالا
وَزْنُ الحقيقةِ واحدٌ، في الكيْلِ لم = يَنْقُصْ لدَيَّ ولمْ يَزِدْ مِثقالا

آيت اورير – المغرب
19/11/2014

عصام إبراهيم فقيري
30-12-2014, 03:46 PM
الله الله لا فض فوك يا شاعرنا البديع
كالعادة بديع جاء ببدائع

أتعبتني يا رجل كم مرة سأيمم وجهي صوب قبلتك المليئة بالجمال
معك يا صاحبي المبدع تغدو كل الجهات واحدة تشير بوصلتها إليك
فأنت والله شاعر من السقف الأعلى و أهل لكل ماهو مميز وجميل ولافت

تحيتي مع فائق المحبة والتقدير :v1: :001: .

غلام الله بن صالح
30-12-2014, 05:36 PM
قصيدة راقية
دمت متألقا
مودتي وتقديري

محمد حمود الحميري
31-12-2014, 02:53 PM
أما هذه فأكاد أجزم أنها غرفة من بحر الجمال اللامتناهي
إنها ............ عقـــد فريد .. لبلبل غريــد ..
لك الود والتقــدير .

عبد السلام دغمش
31-12-2014, 06:32 PM
العقلُ: غيمُ السحْرِ حَيٌّ وَدْقُهُ = يأبى على الأحجارِ أن يَنثالا
منْ هشَّ لي كنتُ الغِياثَ لحَقْلِهِ = ومَنِ اسْتخَفَّ.. عليهِ كنتُ وبالا
اَلذاتُ: تنتبذ التحولَ موئلاً = أرَضيتَ بالزمنِ الحثيثِ مآلا؟
أطبيعةُ الحِرْباءِ شيءٌ ثابتٌ = أم قد تَخوضُ مع الزمانِ قِتالا؟


قصيدة رائعة ..
وحوار بين العقل والذات.. يدعو للتأمل والتفكر .
الشعر هنا يتجاوز الصورة التشبيهية والبلاغة الى الفكر و التأمل .
المقطع المقتبس أكثر ما سرني من القصيد .. ثبات الذات ما تغير الزمان وتقلب .
تقديري .

عبد اللطيف السباعي
01-01-2015, 08:43 PM
الله الله لا فض فوك يا شاعرنا البديع
كالعادة بديع جاء ببدائع

أتعبتني يا رجل كم مرة سأيمم وجهي صوب قبلتك المليئة بالجمال
معك يا صاحبي المبدع تغدو كل الجهات واحدة تشير بوصلتها إليك
فأنت والله شاعر من السقف الأعلى و أهل لكل ماهو مميز وجميل ولافت

تحيتي مع فائق المحبة والتقدير :v1: :001: .

الأستاذ الشاعر عصام فقيري..
لك الشكر الجزيل على ما عبرتَ عنه من إعجاب بشعرية النص وشاعرية صاحبه..
لك الخير كله..
تحياتي وتقديري