غيداء الأيوبي
31-12-2014, 03:51 PM
الْفَرَاشَةُ الْبَيْضَاءُ
فِي رثَاءِ شَقِيقَتِي مَرْضِيَّة رَحِمَهَا اللهُ
كَالْحُلْمِ تَطْفُو فِي الْفِرَاشِ مُرَفْرِفَهْ=فَأَطِيرُ شَوْقاً طَيَّ تـلْكَ الأَغْلِفَهْ
وَفَرَاشَةٌ بَيْضَاءُ تَأْتِي فِي الدُّجَى=فَتُضِيئُنِي أَشْكَالُهَا الْمُتَرَفْرِفَهْ
إٍنِّي أَرَاهَا رُغْمَ ظُلْمَةِ غُرْفَتِي=مِثْلَ الثُّرَيَّا فِي اللَّيَالِي الْمـُدْنَفَهْ
لَنْ تَرْحَلَ الرُّؤْيَا بِضَمِّ رَبِيعِهَا=فَحَدِيقَةُ الأُخْتَيْنِ جَوْفَ الْـمِلْحَفَهْ
مَرْضِيَّةُ الأشْوَاقِ يَا نُورَ الرُّؤَى=الرُّوحُ وَلْهَى وَالْعُيُونُ مُكَتَّفَهْ
الْعِيدُ جَاءَ وَأنْتِ غِبْتِ بِتُرْبَةٍ=أَعْيَادُهَا مِنْ صَفْوِ رُوحِكِ مُرْهَفَهْ
لَكِنَّ عِيدِيَ فِي الْحَيَاةِ مُدَثَّرٌ=وَ مُلاَءَةُ الأَحْزَانِ فَوْقِيَ مِنْدَفَهْ
تِلْكَ الأَمَانِيُّ الَّتِي فِي نَوْمَتِي=تُهْدِي الصَّبَاحَ تَفَاؤُلاً لَنْ أَكْسِفَهْ
لَوْ كَانَ مَوْتُ الْمَرْءِ قَطْعَ حَيَاتِهِ=مَا خَلَّدَ التَّارِيخُ تِلْكَ الْمَعْرِفَهْ
وَأَنَا نَذَرْتُ بِأَنْ أُعِيدَكَ لِلدُّنَى=إِسْماً يُرَفْرِفُ فِي الْحُرُوفِ الْمُشْرِفَهْ
عِيشِي بِرُوحِي هَاهُنَا وَتَنَفَّسِي=مِنْ نَبْضِ حُبٍّ مِنْ دَمِي لَنْ أَصْرِفَهْ
حِطِّي عَلى شِرْيَانِ قَلْبِي كُلَّمَا=رَفَّ الشُّعُورُ بِمُهْجَتِي كَيْ أَوْصِفَهْ
الْوَرْدُ فِي خَلَجَاتِ شِعْرِي نَازِفٌ=فَاسْتَرْسِلِي بَيْنَ الرَّحِيقِ لِأقْطِفَهْ
فَالْحَرْفُ فِيكِ مُلَفْلَفٌ بِرَشَاقَةٍ=تَنْسَابُ نَهْراً فِي حُقُولِ الْهَفْهَفَهْ
أَنَا كُلَّمَا رَفْرَفْتِ يَا مَرْضِيَّتِي=بَيْنَ الْغُيُومِ تَحُومُ رُوحِي الْمُرْدَفَهْ
فَأَنَالُ مِنْ نَبْعِ الْجَمَالِ مَآثِراً=فِي نَبْضِ فِكْرِي سَيْلُهَا لَنْ أَوْقِفَهْ
لَازِلْتُ أَذْكُرُ ضَحْكَةً فِي حَفْلَةٍ=تَرْنِيِمُهَا يُغْرِي الشُّعُورَ لِأَنْزِفَهْ
أَيْنَ الأَغَانِيُّ الَّتِي رَقَصَتْ لَنَا=تِلْكَ اللُّحُونُ تَسَمَّرَتْ فِي الْمِعْزَفَهْ
ذَبَلَتْ بُعَيْدَكِ يَا فَرَاشَةَ رَوْضَتِي=كُلُّ الزُّهُورِ عَلَى غُصُونِ الشَّفْشَفَهْ
هَاتِي اسْقِنِيهَا ذِكْرَيَاتِ حَيَاتِنَا=فِي رُؤْيَةٍ أَطْلاَلُهَا مُتَأَسِّفَهْ
حَتَّى تُزَفْزِفُ فِي جِنَانِ عِنَاقِنَا=عُصْفُورَةٌ فَقَدَتْ جَنَاحَ الزَّفْزَفَهْ
وَيَعُودُ شِعْرُ الْحُبِّ بَلْسَمَ كِلْمَتِي=وَيَطِيبُ قَوْلِي حِيِنَ أَشْدُو أَحْرُفَهْ
أَوَّاهُ يَا مَرْضِيَّتِي كَيْفَ اسْتَوَى=صَوْتُ الطُّيُورِ عَنَادِلاً مُتَأَفِّفَهْ
لَوْ سَجَّلَ الْقَلَمُ الْحَزِيِنُ مَشَاعِرِي=لَتَمَزَّقَتْ أَوْرَاقُ شِعْرِي الْمُكْنَفَهْ
الصَّبْرُ يَا اللهُ أَصْبَحَ عَالَمِي=وَكَأَنَّ رَوْحَ الرُّوحِ لَنْ أَتَصَوَّفَهْ
لَكِنَّهَا تَبْقَى مَعِي أُنْشُودَةً=لَازَال فِيِهَا اللَّحْنُ يَبْكِي مَوْقِفَهْ
لَمَّا أَرَاهَا فِي غَشَاوَةِ أَدْمُعِي=يَصْفُو الدُّعَاءُ بِلَهْفَتِي كَيْ أَهْتِفَهْ
هَذَا فُؤَادِي سَاجِدٌ فِي مِحْنَتِي=وَالصَّبْرُ فِي كَنَفِي يُبَجِّلُ مِصْحَفَهْ
سَأَقُولُهَا لِفَرَاشَتِي وَأُعِيدُهَا=يَا رَبُّ أَنْعِمْ بِالْجِنَانِ الْمُتْرَفَهْ
غيداء الأيوبي
فِي رثَاءِ شَقِيقَتِي مَرْضِيَّة رَحِمَهَا اللهُ
كَالْحُلْمِ تَطْفُو فِي الْفِرَاشِ مُرَفْرِفَهْ=فَأَطِيرُ شَوْقاً طَيَّ تـلْكَ الأَغْلِفَهْ
وَفَرَاشَةٌ بَيْضَاءُ تَأْتِي فِي الدُّجَى=فَتُضِيئُنِي أَشْكَالُهَا الْمُتَرَفْرِفَهْ
إٍنِّي أَرَاهَا رُغْمَ ظُلْمَةِ غُرْفَتِي=مِثْلَ الثُّرَيَّا فِي اللَّيَالِي الْمـُدْنَفَهْ
لَنْ تَرْحَلَ الرُّؤْيَا بِضَمِّ رَبِيعِهَا=فَحَدِيقَةُ الأُخْتَيْنِ جَوْفَ الْـمِلْحَفَهْ
مَرْضِيَّةُ الأشْوَاقِ يَا نُورَ الرُّؤَى=الرُّوحُ وَلْهَى وَالْعُيُونُ مُكَتَّفَهْ
الْعِيدُ جَاءَ وَأنْتِ غِبْتِ بِتُرْبَةٍ=أَعْيَادُهَا مِنْ صَفْوِ رُوحِكِ مُرْهَفَهْ
لَكِنَّ عِيدِيَ فِي الْحَيَاةِ مُدَثَّرٌ=وَ مُلاَءَةُ الأَحْزَانِ فَوْقِيَ مِنْدَفَهْ
تِلْكَ الأَمَانِيُّ الَّتِي فِي نَوْمَتِي=تُهْدِي الصَّبَاحَ تَفَاؤُلاً لَنْ أَكْسِفَهْ
لَوْ كَانَ مَوْتُ الْمَرْءِ قَطْعَ حَيَاتِهِ=مَا خَلَّدَ التَّارِيخُ تِلْكَ الْمَعْرِفَهْ
وَأَنَا نَذَرْتُ بِأَنْ أُعِيدَكَ لِلدُّنَى=إِسْماً يُرَفْرِفُ فِي الْحُرُوفِ الْمُشْرِفَهْ
عِيشِي بِرُوحِي هَاهُنَا وَتَنَفَّسِي=مِنْ نَبْضِ حُبٍّ مِنْ دَمِي لَنْ أَصْرِفَهْ
حِطِّي عَلى شِرْيَانِ قَلْبِي كُلَّمَا=رَفَّ الشُّعُورُ بِمُهْجَتِي كَيْ أَوْصِفَهْ
الْوَرْدُ فِي خَلَجَاتِ شِعْرِي نَازِفٌ=فَاسْتَرْسِلِي بَيْنَ الرَّحِيقِ لِأقْطِفَهْ
فَالْحَرْفُ فِيكِ مُلَفْلَفٌ بِرَشَاقَةٍ=تَنْسَابُ نَهْراً فِي حُقُولِ الْهَفْهَفَهْ
أَنَا كُلَّمَا رَفْرَفْتِ يَا مَرْضِيَّتِي=بَيْنَ الْغُيُومِ تَحُومُ رُوحِي الْمُرْدَفَهْ
فَأَنَالُ مِنْ نَبْعِ الْجَمَالِ مَآثِراً=فِي نَبْضِ فِكْرِي سَيْلُهَا لَنْ أَوْقِفَهْ
لَازِلْتُ أَذْكُرُ ضَحْكَةً فِي حَفْلَةٍ=تَرْنِيِمُهَا يُغْرِي الشُّعُورَ لِأَنْزِفَهْ
أَيْنَ الأَغَانِيُّ الَّتِي رَقَصَتْ لَنَا=تِلْكَ اللُّحُونُ تَسَمَّرَتْ فِي الْمِعْزَفَهْ
ذَبَلَتْ بُعَيْدَكِ يَا فَرَاشَةَ رَوْضَتِي=كُلُّ الزُّهُورِ عَلَى غُصُونِ الشَّفْشَفَهْ
هَاتِي اسْقِنِيهَا ذِكْرَيَاتِ حَيَاتِنَا=فِي رُؤْيَةٍ أَطْلاَلُهَا مُتَأَسِّفَهْ
حَتَّى تُزَفْزِفُ فِي جِنَانِ عِنَاقِنَا=عُصْفُورَةٌ فَقَدَتْ جَنَاحَ الزَّفْزَفَهْ
وَيَعُودُ شِعْرُ الْحُبِّ بَلْسَمَ كِلْمَتِي=وَيَطِيبُ قَوْلِي حِيِنَ أَشْدُو أَحْرُفَهْ
أَوَّاهُ يَا مَرْضِيَّتِي كَيْفَ اسْتَوَى=صَوْتُ الطُّيُورِ عَنَادِلاً مُتَأَفِّفَهْ
لَوْ سَجَّلَ الْقَلَمُ الْحَزِيِنُ مَشَاعِرِي=لَتَمَزَّقَتْ أَوْرَاقُ شِعْرِي الْمُكْنَفَهْ
الصَّبْرُ يَا اللهُ أَصْبَحَ عَالَمِي=وَكَأَنَّ رَوْحَ الرُّوحِ لَنْ أَتَصَوَّفَهْ
لَكِنَّهَا تَبْقَى مَعِي أُنْشُودَةً=لَازَال فِيِهَا اللَّحْنُ يَبْكِي مَوْقِفَهْ
لَمَّا أَرَاهَا فِي غَشَاوَةِ أَدْمُعِي=يَصْفُو الدُّعَاءُ بِلَهْفَتِي كَيْ أَهْتِفَهْ
هَذَا فُؤَادِي سَاجِدٌ فِي مِحْنَتِي=وَالصَّبْرُ فِي كَنَفِي يُبَجِّلُ مِصْحَفَهْ
سَأَقُولُهَا لِفَرَاشَتِي وَأُعِيدُهَا=يَا رَبُّ أَنْعِمْ بِالْجِنَانِ الْمُتْرَفَهْ
غيداء الأيوبي