المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هل انتصر الاسلام فى شارلى ايبدو



هشام النجار
16-01-2015, 01:48 PM
اذا أردنا أن نعدد مظاهر البداوة والقبلية التى صاحبت أداء الحركة الاسلامية سيطول المقام ، لكن الأهم من كل شئ هو التمييز بين ما هو اسلامى حضارى ، وما هو عشائرى صحراوى ذى جذور وأصول جاهلية عصبية ، وقد كان الفقيه المنهجى الرائد شيخ الاسلام ابن تيمية حريصاً على تلك التفرقة كحرص القائد الرائد صلى الله عليه وسلم على فض الاشتباك بين قيم البداوة الجاهلية العصبية وبين الاسلام " أبدعوى الجاهلية دعوها فانها منتنة " ، ولذلك يكثر أن نقرأ هذا التأصيل التفكيكى من شيخ الاسلام ولو على حساب أشخاص ورموز يمكن أن يصيبهم الاتهام بالنزعة القبلية وبقاء رواسب الجاهلية .. وهنا يفضل ابن تيمية أن يضار الرموز بهذا الانتساب فى سبيل نفى العلاقة بين الاسلام وتلك المظاهر التى تقدم التعصب للجماعة والتنظيم والقبيلة والعائلة والنجع على الكفاءة والخبرة وقيم التنوع والشورى والتنافسية السياسية السلمية التى ميزت الاسلام حضارياً . يقول رحمه الله عمن ذهبوا لتفضيل غير أبى بكر للخلافة " مثل هذا ليس من الأدلة الشرعية ولا الطرق الدينية ولا هو مما أمر الله ورسوله المؤمنين باتباعه ، بل هو شعبة جاهلية ونوع عصبية للأنساب والقبائل ، وهذا مما بعث الله محمداً صلى الله عليه وسلم بهجره وابطاله " .. ولابد من أن يشار على الفور لمن يمارس تلك القيم الجاهلية داخل الصف الاسلامى ليصان المنهج من أية علائق وارتباطات بينه وبين عصبية وقبلية الجاهلية .. يقول " وانما قال من فيه أثر جاهلية عربية أو فارسية ان بيت الرسول صلى الله عليه وسلم أحق بالولاية لكون العرب كانت فى جاهليتها تقدم أهل بيت الرؤساء ، وكذلك الفرس كانوا يقدمون أهل بيت الملك " . وأن يصرح بالأسماء والكيانات علانية حتى تتحمل وحدها تلك النقيصة ولا يتحملها الاسلام .. يقول الفقيه المنهجى ابن تيمية : " وأبو سفيان كان فيه من بقايا جاهلية العرب ، يكره أن يتولى على الناس رجل من غير قبيلته وأحب أن تكون الولاية فى بنى عبد مناف " .. فالواجب تحميل الكيانات والتنظيمات على الفور تلك المساوئ ليبقى المنهج على نقائه الحضارى وقيمه ومنطلقاته البعيدة عن عصبية الجاهلية الضيقة . نستطيع اليوم أن نرى صدى تلك الممارسات الجاهلية فى واقعنا العربى القائم من انعكاسات مماثلة لا تقل تطرفاً وحدة ، ليس فقط على مستوى الجماعات والتنظيمات الاسلامية ذات الروابط البدائية ، بل على مستوى كثير من الحكومات والأنظمة والمؤسسات التى لم تتحول كلياً الى الشورى والديمقراطية فى اختيار الحكم والمشاورة فى أداء السلطة والتمكين لمعارضة حقيقية بآليات تداول السلطة سلمياً ومراعاة رأى الأغلبية وتقديم الأكفأ والأصلح مهما كان انتماؤه ومراقبة ومحاسبة السلطة ، وجميعها جاء بها الاسلام انعتاقاً وخلاصاً من الموروث الجاهلى القبلى البدائى . ليست الجاهلية العقائدية الوثنية ، لكنها جاهلية القيم والمواريث الاجتماعية والسياسية التى ينبغى الخلاص منها اسلامياً ، سواء داخل الجماعات أو داخل الأنظمة . فى المراحل الأولى من غزوة حنين التى شارك فيها طلقاء قريش الذين أسلموا بعد الفتح ، كانت الغلبة لقبائل هوازن فى اللحظات الأولى للمعركة ، فأسرع أحد هؤلاء الطلقاء ليبشر أخاه صفوان بن أمية أحد سادات قريش ، فكان رد صفوان على أخيه " فض الله فاك أتبشرنى بغلبة الأعراب ! " قلب صفوان - وأخيه – لم يكن تشرب الاسلام بعد ، ورغم أن هزيمة المسلمين كانت تسعدهما ، إلا أن الأخ الأكبر سناً ومقاماً كره أن يأتى النصر على يد من أهم أقل منزلة حضارية منهم . المهم لدى صفوان فى تلك اللحظة ألا ينتصر التخلف على الرقى ـ لقد كان على استعداد أن يشهد نصراً آخر للمسلمين فى حنين على غير رغبته ، ولكن المهم ألا ينتصر هؤلاء الغلاظ الأجلاف . ننتظر النصر والانجاز الحضارى للاسلام على خصومه ومنافسيه وأعدائه ومناوئيه والطاعنين فيه وفى رموزه وثوابته .. لكن نطمح وننتظر ونسعى لنصر حضارى عريق ممتد نفخر بنسبته الى الاسلام الحضارى .. وليس لهمجية تكفيرية ، ولا لأغلاظ أجلاف

إيمان ربيعة
22-01-2015, 12:43 PM
صدقت أديبنا و الله المستعان جزاك الله خيرا

فايدة حسن
22-01-2015, 07:50 PM
من الأمور المهمة التي يؤشّرها الدين الإسلامي بوضوح، خطر الجهل على المجتمع عموماً، ناهيك عن خطر التعصّب والقبلية، وإساءة فهم الجوهر الحقيقي للدين، من خلال التفاسير الخاطئة والتأويلات القاصرة لبعض الآيات القرآنية الكريمة، واستخدمها كغطاء لتشويه الدين، وزجّه في ميادين العنف والتدمير والقتل، مما يعطي صورة مشوّهة عن الإسلام، فالاسلام دين متكامل شرعة الله سبحانة لخير البشرية جمعاء