تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : - مصير قصة !



مازن لبابيدي
22-01-2015, 06:51 PM
- لستُ أدري بعْدَ كُلّ هذا الوقتِ مَتى سيُتاحُ لِي أَنْ أتفرَّغَ لهذه القِصّة؟!
مَضى زمنٌ مُنذُ سَوَّدْتُ رُؤوسَ أقلامِها، ولولا ذلك لنَسيتُها، بَلْ إِنِّي بالكادِ أسترجِعُ بعضَ أفكارِي بِشأنِها!
أخشَى إِنْ تأخَّرتُ أكثرَ مِن ذلكَ أنْ تَضيعَ مِنّي أو أفقدَ بقيةَ حَماسَتي لإتْمامِها.

إرتسمتْ على ثَغرهِ ابتسامةٌ ساخِرة...

- لا تهتمَّ كثيرًا لذلك، لَنْ تتكبّدَ ثقافةُ العَربِ خَسارَةً لِغيابِ قِصَّتِك؛ هناكَ المئاتُ مثلُها ترزح تحت غُبارِ الجَهلِ والتَجاهُلِ، وآلافٌ أُخْرى لَم تُكْتبْ بعدُ؛ ستَلقَى نَفسَ المَصير!

- مَهلا! لا تَسْخَر! ...
ليسَ هَمِّي الأكبرَ الثقافةُ واللغَة ...


- هِي الشُّهرةُ إذنْ! والظهورُ، ونَشوةُ المَديحِ، وعباراتُ الاستِحسان...

- أصْمُتْ! باللهِ عَليكَ! ليسَ هذا ولا ذاكَ، إنَّها القِصّةُ ذاتُها، أبطالُها، مُعاناتُهم، واقِعُنا، مأساتُنا...

- هههههه! أضْحَكتَني والله!

- ها قد عُدتَ إلى السُّخرية!

- لا، لا أسخرُ، إنما أضحكُ أسىً!.. هل حقًا راودتْكَ فكرةُ أنَّ قِصَّتكَ ستُغَيِّرُ شيئًا في هذا الواقِع؟!
هلْ تَظُنُّ أيها المُتحذِّقُ أنَّ قِصَّتك ستُطْعمُ الجائِعينَ أو تُغيثُ المَلهوفينَ أو تؤوي المُشَرَّدين؟!
أحِسبْتَ أنَّ قُراءَكَ مُتلهِّفونَ وفي شَغَفٍ؛ يَنتظِرونَ ما تَكْتُبُ لِيفْعَلُوا.. شيئًا؟! أيَّ شَيء!، أو أنَّ أصحابَ القرارِ يقْرأونَ ما تَكتُب؟!
أَفِقْ مِنْ وهْمِك أَيها الكاتِبُ المَغرور! أفِقْ! آ..فِقْ!
إنَّك لَنْ تفعلَ أكثر مِنْ أنَّكَ ستُرهِقُ المَكتَبَةَ العربيةَ المُتهاويةَ المُتهالِكةَ بقُصاصَةٍ تضافُ إلى رُكامِها فَتُخفيَ غُبارَ الصفحةِ التي تَحتَها حتّى يعلوَها الغُبارُ بدورِها بانتظارِ قُصاصةٍ أخْرى تطْمسُها.
إنكَ لنْ تَزيدَ إلا صَوتًا آخرَ ينضَمُّ إلى ضَجيجٍ عَبَثِيٍّ لا يلقىَ سامِعًا؛ فضلا عَنْ أن يُصادِفَ واعِيًا!
إنَّك لَنْ تَرجِعَ إلا بِحَسْرةٍ بُعَيْدَ نَشوتِكَ الزَائِفة!

- ما الذي تُريدُ أنْ تَقولَ بعدَ كُلِّ هذا؟!
..
لمَ لا تُجيب؟!
أأتراجعُ عَنْ طريقٍ سَلَكْتُه؟!
أئِدُ فِكرةً نَمَّيتُها؟!
أقتَلِعُ فَسيلةً غَرسْتُها؟!
أيأسُ مِنْ مُقارَبَةِ أملٍ عَقدْتُه؟!
...
لا إجابة...

ببُطءٍ اختارَ النَّصَّ بالفأرة.. وضَغَطَ الزِّرَّ.



====================

عبد السلام دغمش
23-01-2015, 04:40 AM
القصة .. والقصيدة .. والنثر،، بوارق من الإبداع ورسائل تخاطب القلب والعقل..
والنصّ بحواريته المباشرة تطرق الى ما يصيب الكاتب نفسه في حوار مع نفسه : لمن تكتب ؟ ولماذا تكتب ؟
لكنه في الختام ينتصر الى الفكرة والقلم ..
نص متميز وفكرته متميزة أستاذ مازن.
تقديري و محبتي .

فايدة حسن
23-01-2015, 09:43 PM
تساؤلات كثيرة تتردد في ذهن الكاتب لكنه في النهاية يكتب .... ويكتب
أسلوب حواري ماتع
سلم نبض حرفك

ربيحة الرفاعي
25-01-2015, 06:55 AM
أي زر ضغط؟ وهل غلبته السلبية فانصاع لتثبيط الجزء اليائس من نفسه؟

لن تعدم الثقافة أشداء ينتصرون للإبداع ويواصلون قاهرين المخذّلات ووهن النفوس أمامها، محققين التغيير المطلوب وإن طال الدرب وشقّ، وما كانت البشرية لتتقدم شبرا في حضاراتها لولا هذه الفئة المثابرة المشيحة عن معاناتها وخيباتها المتطلعة لغد مشرق همها الصالح العام ..

يسحرني حرفك بما يحمل من أبعاد فكرية ودلالات نفسية وما يكشف من وعي للواقع بمستوياته وفي كافة الشرائح، وتلمس لمواطن الداء فيه كأنما يخضعه أديبنا كطبيب لفحص سريري أملا بتحديد العلة لمعرفة الدواء الشافي ..
فكرة رائعة وأداء جميل زاده قوة وتشويقا اعتماد الحوار يكشف حدّة الصراع ويستدرج المتلقي لتأمل العقدة موضوع النص لا عقدة النص، وفي هذا ابتكار جميل ، وزادت الخاتمة المفتوحة من هذا التوجه التأملي لدى المتلقي يستمر معه بعد الانتهاء من قراءة النص

أبدعت أخي لا حرمك البهاء

تحاياي

خلود محمد جمعة
26-01-2015, 04:08 PM
حين ياتنينا مخاض الحرف لانفكر الابكيفية وضعه في إطار يصل الى المتلقى كما نريد له
سيموت الحرف والفكرة والابداع إن لم يتناسل سيدي
حوار عميق بطرح لايسعك الا الوقوف والوقوف كثيرا عنده بيراع يسبر العمق
تقديري
بوركت

كاملة بدارنه
28-01-2015, 01:48 PM
وستظلّ الكلمة المنشورة بكلّ ألوانها الأدبيّة سفير الفكر والواقع منشورة في بقاع الأرض قائلة:
الإبداع هو شقيق الكينونة
رائع ما قرأت من صاحب قلم مميّز
دام إبداعك وأدبك أخي مازن خالدَين
بوركت
تقديري وتحيّتي

آمال المصري
02-02-2015, 02:08 PM
وإذا لم تُتَرْجم الأحداث والوقائع بأقلام واعية تصل للعقول كما ينبغي فمن يترجمها في حين فسدت معظم وسائل الإعلام
علينا الترجمة سواء صارت قصاصة تزاحم أرفف المكتبات أو لقيت ما نرجوه ونعتبره أضعف الإيمان
بوركت فكرا وحرفا وألقا شاعرنا القدير د. مازن
تحاياي

مازن لبابيدي
04-02-2015, 02:17 PM
القصة .. والقصيدة .. والنثر،، بوارق من الإبداع ورسائل تخاطب القلب والعقل..
والنصّ بحواريته المباشرة تطرق الى ما يصيب الكاتب نفسه في حوار مع نفسه : لمن تكتب ؟ ولماذا تكتب ؟
لكنه في الختام ينتصر الى الفكرة والقلم ..
نص متميز وفكرته متميزة أستاذ مازن.
تقديري و محبتي .

رأيك عندي كبير محترم أخي الحبيب عبد السلام، وأنت شاعر وأديب وقارئ متميز

أشكر لك إطراءك الكريم

مودتي الصافية

مازن لبابيدي
04-02-2015, 02:46 PM
تساؤلات كثيرة تتردد في ذهن الكاتب لكنه في النهاية يكتب .... ويكتب
أسلوب حواري ماتع
سلم نبض حرفك

سلمت من كل سوء أختي الأديبة فايدة حسن

أعتز برأيك وإطرائك

تحيتي

حسام القاضي
01-05-2015, 01:35 PM
أخي الأديب الكبير / د. مازن لبابيدي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

قليل بل نادر ما ينجح الحوار الداخلي ( المنولوج) وحده
في أن يكون عماد قصة قصيرة ولا أعتقد ان ينجح في ذلك
إلا فئة قليلة من الموهوبين ..
وهنا خير مثال على هذا..
أخذتنا معك في رحلة مشوقة نعرف بدايتها
ولكن لانستطيع ان نخمن نهايتها..
أجدت لعب دوري البطوية بمهارة وحياد
وأحسب ان أغلبنا يعيش هذا الصراع بشكل
او بآخر،وإن كنت أغبطك على إصرارك الجميل
وأتمنى أن يصيبني منه ولو حرف واحد !

اسمتعت حقا بهذا الصراع الذي أدرته بمهارة

ولكن للأسف يأبى شيء ما بداخلي أن يمضي
دون أن يقول : ليتك لم تذكر
"لا إجابة..." وتركت بدلا منها"ــ ......"
فقط


شكري مع تقديري واحترامي

مازن لبابيدي
05-05-2015, 06:12 AM
أي زر ضغط؟ وهل غلبته السلبية فانصاع لتثبيط الجزء اليائس من نفسه؟

لن تعدم الثقافة أشداء ينتصرون للإبداع ويواصلون قاهرين المخذّلات ووهن النفوس أمامها، محققين التغيير المطلوب وإن طال الدرب وشقّ، وما كانت البشرية لتتقدم شبرا في حضاراتها لولا هذه الفئة المثابرة المشيحة عن معاناتها وخيباتها المتطلعة لغد مشرق همها الصالح العام ..

يسحرني حرفك بما يحمل من أبعاد فكرية ودلالات نفسية وما يكشف من وعي للواقع بمستوياته وفي كافة الشرائح، وتلمس لمواطن الداء فيه كأنما يخضعه أديبنا كطبيب لفحص سريري أملا بتحديد العلة لمعرفة الدواء الشافي ..
فكرة رائعة وأداء جميل زاده قوة وتشويقا اعتماد الحوار يكشف حدّة الصراع ويستدرج المتلقي لتأمل العقدة موضوع النص لا عقدة النص، وفي هذا ابتكار جميل ، وزادت الخاتمة المفتوحة من هذا التوجه التأملي لدى المتلقي يستمر معه بعد الانتهاء من قراءة النص

أبدعت أخي لا حرمك البهاء

تحاياي

لا أستغني أبدا عن مداخلاتك التحليلية وإضاءاتك الضافية على نصوصي أختي الشاعرة الأديبة ربيحة الرفاعي .

قراءة للنص وكاتبه ، وتقدير أعتز به

مع الشكر والتحية

مازن لبابيدي
05-05-2015, 06:41 AM
حين ياتنينا مخاض الحرف لانفكر الابكيفية وضعه في إطار يصل الى المتلقى كما نريد له
سيموت الحرف والفكرة والابداع إن لم يتناسل سيدي
حوار عميق بطرح لايسعك الا الوقوف والوقوف كثيرا عنده بيراع يسبر العمق
تقديري
بوركت

صدقت أختي خلود ، الكتابة حاجة لدى الكاتب حتى قبل أن يفكر بالمتلقي .

أشكر لك مرورك المورق ، وإطراءك الجميل .

تحيتي

مازن لبابيدي
05-05-2015, 06:44 AM
وستظلّ الكلمة المنشورة بكلّ ألوانها الأدبيّة سفير الفكر والواقع منشورة في بقاع الأرض قائلة:
الإبداع هو شقيق الكينونة
رائع ما قرأت من صاحب قلم مميّز
دام إبداعك وأدبك أخي مازن خالدَين
بوركت
تقديري وتحيّتي

"الإبداع هو شقيق الكينونة"

تعبير رائع حقا أختي الأستاذة الأديبة كاملة بدارنة ، فما قيمة كينونة الإنسان ما لم يبدع في حقل من الحقول ويترك بصمته على سجل التاريخ وحضوره في قائمة الإنسانية .

أعتز بتقديرك الغالي ، وجزاك الله خيار لدعائك الطيب الكريم

تحية تليق

مازن لبابيدي
05-05-2015, 06:46 AM
وإذا لم تُتَرْجم الأحداث والوقائع بأقلام واعية تصل للعقول كما ينبغي فمن يترجمها في حين فسدت معظم وسائل الإعلام
علينا الترجمة سواء صارت قصاصة تزاحم أرفف المكتبات أو لقيت ما نرجوه ونعتبره أضعف الإيمان
بوركت فكرا وحرفا وألقا شاعرنا القدير د. مازن
تحاياي

نعم أختي الأستاذة آمال المصري ، لا بد من الترجمة ، ولا بد من التعبير ، هي الكلمة ، هي الأمانة التي حملناها .

بارك الله فيك ، وشكرا لمرورك وتعليقك الجميل.

تحيتي الطيبة

مازن لبابيدي
05-05-2015, 06:55 AM
أخي الأديب الكبير / د. مازن لبابيدي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

قليل بل نادر ما ينجح الحوار الداخلي ( المنولوج) وحده
في أن يكون عماد قصة قصيرة ولا أعتقد ان ينجح في ذلك
إلا فئة قليلة من الموهوبين ..
وهنا خير مثال على هذا..
أخذتنا معك في رحلة مشوقة نعرف بدايتها
ولكن لانستطيع ان نخمن نهايتها..
أجدت لعب دوري البطوية بمهارة وحياد
وأحسب ان أغلبنا يعيش هذا الصراع بشكل
او بآخر،وإن كنت أغبطك على إصرارك الجميل
وأتمنى أن يصيبني منه ولو حرف واحد !

اسمتعت حقا بهذا الصراع الذي أدرته بمهارة

ولكن للأسف يأبى شيء ما بداخلي أن يمضي
دون أن يقول : ليتك لم تذكر
"لا إجابة..." وتركت بدلا منها"ــ ......"
فقط


شكري مع تقديري واحترامي

هذا الشيء الذي بداخلك هو ما أريد أخي الأديب الكبير حسام القاضي ،

أشكر لك إضافتك الثرية ، وتقديرك الذي أعتز به .

دمت بخير وعافية

نداء غريب صبري
08-07-2015, 01:25 AM
الإبداع حالة من التعبير لا تكون بقرار
نحن نحاولمن خلالها أن نضع بصمتنا في الحياة مهما خيبنا الواقع

قصة رائعة أخي
شكرا لك

بوركت

مازن لبابيدي
29-07-2015, 01:03 PM
الإبداع حالة من التعبير لا تكون بقرار
نحن نحاولمن خلالها أن نضع بصمتنا في الحياة مهما خيبنا الواقع

قصة رائعة أخي
شكرا لك

بوركت

شكرا لحضورك وقراءتك نداء

أعتز برأيك

ناديه محمد الجابي
01-04-2021, 11:22 AM
إن الكتابة لم تنل مكانتها من فراغ ـ بل لأهميتها في تطوير البشرية
وهى وسيلة إبداعية تنمي فكرنا، وتغذي عقولنا لــتقدم علم جديد وفكر جديد للبشرية
إن الكتابة الجادة رحلة ممتعة .. وشاقة في نفس الوقت ـ ولكن لذة الوصول وفرحة
الإكتشاف تغري الكاتب فيقدم عرابين المودة للكلمة الصادقة المؤثرة.
حوارية رائعة هادفة في قصة عميقة الفكرة وذكية المعالجة رائعة الأداء
أبدعت نسجا وفكرا وصياغة.
:v1::nj::0014:

مازن لبابيدي
06-04-2021, 05:39 PM
إن الكتابة لم تنل مكانتها من فراغ ـ بل لأهميتها في تطوير البشرية
وهى وسيلة إبداعية تنمي فكرنا، وتغذي عقولنا لــتقدم علم جديد وفكر جديد للبشرية
إن الكتابة الجادة رحلة ممتعة .. وشاقة في نفس الوقت ـ ولكن لذة الوصول وفرحة
الإكتشاف تغري الكاتب فيقدم عرابين المودة للكلمة الصادقة المؤثرة.
حوارية رائعة هادفة في قصة عميقة الفكرة وذكية المعالجة رائعة الأداء
أبدعت نسجا وفكرا وصياغة.
:v1::nj::0014:


كم افتقرت هذه الصفحة لنظرتك إليها أختي نادية

أكرر دائما أنني أعتز برأيك ، ويسعدني تقديرك واعتناؤك بنصوصي البسيطة

دمت بأدبك ورقيك ، ولك التحية والمودة من أخيك