المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : باقة الورد البكماء



سعاد محمود الامين
28-01-2015, 03:09 PM
باقة الورد البكماء
ذات أصيل دلف عند بائع الورد، وشرح له حاله دون تحفظ ،إن كان يعيره باقة ورد تناسب المناسبة، عيد ميلاد أحلي حبيبة بعيدة..،أومأ بائع الورد برأسه رافضا، دون أن يتكبد مشاق لحظة تعاطف معه، انصرف يتأمل كيانه المهزوم.
كانت عيناه كسيحتين فى توصيل أى تعبير ينخر فى دواخله الحساسة ، تدمعان دون سبب كينبوع فى طريقة للجفاف،إنه يحبها وهى لاتدري ولاتريد أن تدري، غارقة فى تيهها، ترتدي ذلك الفستان الأبيض المخملي الذى فصل على جسدها، كأنها ولدت به، وشعرها المتنكب كتفها يداعبه النسيم فيتبعثر فتصده بأناملها الرقيقة، يراها كالحورية، توزع ابتسامتها على الجميع دون زيادة أو نقصان، كان يريدها أن تخصه بإلتفاتة أو كلمة معبرة أو نظرة تطفئ تلك النار المشتعلة فى قلبه، يعيش فقرا مدقعا، شكّل تركيبة جسده النحيل وانكساره، تمنى لو استطاع أن يهديها هدية تميّزه..عن الآخرين...فقد امتلأ المكان بالورود والأساوروالمنحوتات..الغالي ة الثمن التي تليق بها.
عندما اقترب منها، شعر كأنه يطفو فى فراغ عريض، لم يكن منها بهذا القرب من قبل،تاهت حباله الصوتيه وهربت الحروف وتمتم :
ــ عيد ميلاد سعيد..هيلينا
بيده المرتعشة مد باقة الورد..نظرت إليها فى دهشة.. وصرخت..اجتاحه عصفا داخليا مريعا فتعثر بظله وسقط أمامها.. فقذفته بباقة ورده..وابتعدت..وذابت وسط المدعوين.
حانق على بائع الورد، يجرجر أقدامة الطافية نحو المقبرة..تحت الشاهد الرخامى فى تلك المقبرة الأنيقة..وضع باقة الورد البكماء فى مكانها!:0014:

خلود محمد جمعة
29-01-2015, 06:00 PM
باقة الورد لم تكن بكماء بل فقره الذي ابكم كل ما يحيط به ليتحول الى طيف لا تراه
هل هو القدر الذي يوقعنا دائما في براثن الحب المستحيل
هل القدر الذي يُحكم قبضة الفقر على عالمنا لنزداد غرقا في البؤس
هل القدر الذي ساقه الى باقة ورد الموت ليهديها لها في عيدها
مؤثرة ومؤلمة و جميلة بحرفك سيدتي
كل التقدير ومودتي

سعاد محمود الامين
30-01-2015, 06:38 PM
العزيزة خلود
تحية طيبة
شكرا لمرورك الذى انقذ النص من الغرق..
حروفك النابضة أثرت النص..كثير تقديري لقلمك
دمت بخير

آمال المصري
02-02-2015, 01:36 PM
الفقر آفة أردته صريع حب واهم ربما لم يكن ليثمر حتى وإن تبادلاه
إلا إذا كانت أسطورة يخلدها التاريخ
بلغة أنيقة ووصف ناطق وحبكة قوية كانت تلك البهية الموجعة فشكرا لك أديبتنا القديرة
تحاياي

سعاد محمود الامين
03-02-2015, 04:14 AM
الأستاذة آمال
أسعدالله أوقاتك بكل خير
شاكرة لك المرور..البهي دائما وجميل التعليق
أضفت وأنرت..الفقر يقتل الحب..لاوردالمقابر ينفع..ولا فل المحلات
دمت بخير

ربيحة الرفاعي
07-02-2015, 03:57 PM
عنوان لافت يفتح ذهن القارئ باتجاهات وجدانية مائزة، ومضمون نجحت الكاتبة في توظيف لإبراز أثر المعطيات المادية وقسوة غلبتها معاني الإنسانية بما يقتل فرص الطبيعة البشرية بالتحاور الذي ينقلها لمدارات أعلى من التواد، وفي الخاتمة درس عميق بالنهاية المحتومة تظهر عبثية التمسك بزخرف الحياة

ما سر تشبيه الكاتبة عيناه إذ تدمعان بلا سبب بينبوع في طريقه للجفاف؟
وماذا أرادت بــ استعارة باقة ورد
"وشعرها المتنكب كتفها " الشعر لا يتنكب الكتف صديقي .. فإن ارتمى شعرها على منكبيها فهي تنكبته لأن تنكّب الشئ يعني إلقاؤه على المنكب
لم تقدم الكاتبة ما يوضح سر بكم باقة الورد تلك إذا كانت رفضتها لبكمها، وإلا ففيم رفضتها وقد قدمت إليها من غيره الورود

الشاهد الرخامي على القبر في المقبرة الأنيقة بعد ما تقدم من وصف فقره يشرح الفجوة الاقتصادية الواسعة بينهما

اجتاحه عصف داخلي مريع

دمت بروعتك أديبتنا

تحاياي

سعاد محمود الامين
09-02-2015, 11:47 AM
الأساذة العزيزة ربيحة
تحية طيبة
لقد سرنى كثيرا مرورك العطر..
وما نثر قلمك من تساؤلات..أشعلت النص فكان لزاما الشرح
عيناه تدمعان بلاسبب..لكثرة إحباطة وبكاءه أصبحت الدموع عادة،
الينبوع ينبوع عواطفة التى أوشكت على الجفاف من كثرة الصدمات...
باقة الورد التى وضعها فى مكانها فى القبر حيث أخذها أول مرة ليقدمها
ولايدرى أنها هدية مناسبة الموتي ولكنه لجهله وحوجته أن يقدم شئ أخذ من المقبرة باقة الورد
التى لم تفصح عن معناه.. وبعد ان رفض بائع الورد اعطائة ماتناسب المناسبة.
حين رأتها صرخت لأنها تعرف وردالمقابر هههه .
قصدت شعرها المنكب على كتفيها..
عموما شكرا جزيلا لك..
وعلى ماتتحفيني بهمن كرم قلمك

عبد السلام دغمش
11-02-2015, 09:20 PM
محاولته كانت يائسة حتى في الحصول على باقة ورد مستعارة ..
ناب الفقر يعضّ .. ويحطم الامل ..
السرد والحبكة جميلان .. والحوار مع الأخت ربيحة القى مزيدا من النور على النص ..
تحياتي .

سعاد محمود الامين
12-02-2015, 04:18 PM
الأديب عبد السلام
تحية مباركة
شكرا جميلا على مرورك الكريم ومانثرت حول النص
أسعدني ذلك ...ولقلمك طولة
دمت بخير

ناديه محمد الجابي
23-12-2015, 09:28 PM
حاول أن يعبر عن الحب المشتعل في قلبه، وعاقه فقر مدقع
حاول إهدائها هدية تميزه عن الآخرين، ولكن بائع الورد أبى
أن يعيره باقة لا يملك ثمنها.
لم يجد البائس إلا باقة ورد موضوعة في تلك المقبرة الأنيقة
فقذفته بباقة ورده وابتعدت.
تنسجين بحروفك قطعة أدبية تتسامى روعة، وتعبق شذى
وتتوغلين في عمق الأحاسيس.
لا تحرمينا من جديدك ـ نشتاق لقلمك وقصك
تحياتي وودي. :001:

كاملة بدارنه
25-12-2015, 08:12 AM
يبدو أن القلوب أحيانا تحتاج للجيوب لكسبها!
قصّ رائع وهادف
بوركت
تقديري وتحيّتي