المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : احذروا غضب الحليم



عبير الحمداني
03-02-2015, 09:41 PM
انه رجل ولا كل الرجال قائد عظيم وصاحب وفي وصديق لخير خلق الله انسان يحمل من الصفات الانسانية العظيمة ما لا يحصى عملاق من عمالقة الاسلام والتاريخ حليم لا يدع للغضب محل في حياته اب لخير النساء وكبار الصحابة هو ابوبكر الصديق صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل البعثة النبوية و اول الرجال اسلاما حين دعاه المصطفى الى الاسلام لم يتوانى عن الاستجابة حتى انه لم يترك للتفكير مجال في عقله لانه ما شك قط بصدق كلام الصادق المصدوق وعندما كذبت قريش بمعجزة الاسراء والمعراج قال ابوبكر ان كان قالها محمد فقد صدق فلقب من حينها بالصديق هو الذي نال شرف الهجرة مع المصطفى وفيه نزلت الايات زوج ابنته للرسول صلى الله عليه وسلم كان المستششار الاول لدى رسول الله وهوحبيبه حيث سئل الرسول عن احب النساء الى قلبه فاجاب عائشة فسالوه ومن الرجال فاجاب ابيها كل هذا الفضل الذي حصل عليه كانت مؤشرات جسام تدل على كونه خليفة رسول الله الا ان في اثناء المرض الاخير للنبي الذي لم يستطيع بسببه الخروج للامامة بالمسلمين امر الصحابة بان يصلي بهم ابوبكر ان هذه الحادثة اظهرت للصحابة مدى رغبة الرسول بخلافة ابوبكر له من بعده وكانت من احدى اسباب اجماع الصحابة و الامة على خلافته (( يا ايها الناس من كان يعبد محمدا فان محمدا قد مات ومن كان يعبد الله فان الله حي لا يموت )) عبارة خالدة من منا لم يسمع بها دلت على حلم وحكمة الصديق في لحظات حرجة من حياة الامة كانت فيها احوج الى الحلم والحكمة لتفادي هلاك الامة والى عدم الخروج عن مبادئ الاسلام وتعاليمها الذي يؤكد على ان محمد رسول الله ولكنه انسان لم يخلد وحثما سيموت ان موقف الصحابة وبالاخص عمر الذي لم يصدق بخبر وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم وموقف ابوبكر الذي دعا الناس الى التماسك لا يدل على محبة الصحابة للرسول الله اكثر من الصديق الا ان حلم وحكمة ابي بكر وقربه الشديد من رسول الله جعله يدرك خطورة الموقف ويتسارع لانقاذ الامة من هاوية الهلاك الذي ربما كانت ستقع بها لو اصر الصحابة على عدم تصديق الامر فجاءت كلماته رضي الله عنه لتنقذ المسلمين جميعا رغم الم الفراق الذي في قلبه الا انه استطاع ادراك الموقف فاستحق لقب خليفة رسول لله كما استحق لقب حبيب وصاحب المصطفى ان مدة خلافته التي لم تتجاوز السنتين لم تجني غير زيادة حب الناس له وادراكهم بعظمة قائدهم الذي برهن لهم بانه سيحمي المسلمين من اي خطر وقد فعل ان حلمه لم يمنعه من اتخاذ القرار الصحيح في محاربة المرتدين ومن ارجاعهم الى الصواب او القضاء على من اصر على الردة فهو الذي ظل طوال حياته حليما الا انه حين غضب استطاع من تجاوز اخطر المراحل في التاريخ الاسلامي الا وهو مرحلة وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم وحروب الردة فقضى على المرتدين فاحذروا من الحليم اذا غضب فتمكن بذلك من العبور بالمسلمين الى بر الامان والانتقال الى مرحلة الفتوحات الاسلامية حين سير الجيوش الى الشام والعراق لفتحهما ونشر الاسلام فيهما في هذه الاثناء وافته المنية عن عمر يناهز الثالثة والستين ودفن بجانب قبر صاحبه صلى الله عليه واله وصحبه وسلم في بيت ابنته ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها وخسر المسلمين رمزا من رموزهم وقائدا عظيما لكن عظمة تلك المدرسة التي بناها رسول الله وعلم تلاميذه فيها مبادئ الاخلاق والرجولة و الشجاعة وسماحة الاسلام لم يكن ابوبكر اخر رجالها بل هو اولهم فان وفاته لم تكن نهاية المجد بل ان من جاء من بعده كان احد اساطير المجد الى جانبه فرضي الله عنه وارضاه ونسال الله ان يجمعنا به في جنة الرحمن