تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : تصوير محمد إقبال للشباب المسلم



مصطفى حمزة
05-02-2015, 05:37 AM
تصوير محمد إقبال للشباب المسلم :
==================

( ... شبابُهُ طاهرٌ نقيٌّ وضربُهُ مُوجِعٌ قويٌّ ، إذا كانت الحربُ فهو في صَوْلتِهِ كأسَدِ الشَّرى وإن كانَ الصِّلحُ فهو في وداعتِه كغزالِ الحِمى ، يجمعُ بينَ حلاوةِ العسل ومرارةِ الحنظل ، هذا مع الأعداء وذاكَ مع الأولياء . إذا تكلّمَ كانَ رقيقًا ، وإذا جدَّ في الطلبِ كانَ شديدًا حفيًّا ، وكانَ في حالتي الحربِ والصِّلحِ عفيفًا نزيهًا ، آمالُهُ قليلة ، ومقاصدُهُ جليلة ، غنيّ القلبِ في الفقرِ ، فقيرُ الجسمِ والبيتِ في الغِنى ، غَيورٌ في العسر ، رؤوفٌ كريمٌ عندَ اليُسر ، يظمأ إنْ أبدى الماءُ لهُ مِنّةً ويموتُ جُوعًا إنْ رأى في الرزقِ ذِلّة . إذا كانَ بينَ الأصدقاء كانَ حريرًا في النعومة ، وإن كانَ بينَ الأعداءِ كانَ حديدًا في الصّلابة ، كانَ طَلاًّ وندى ، تتفتّحُ بهِ الأزهارُ وترفّ به الأشجارُ ، وكانَ طُوفانًا تصطرعُ به الأمواجُ وترتعدُ له البحارُ . إذا عارض في سيره صُخورًا وجبالاً ، كان شَلاّلاً ، وإنْ مرَّ في طريقه بحدائقَ ، كانَ ماءً سلسالاً . يجمعُ بينَ جلالِ إيمانِ الصِّدّيق وقوّة عليّ وفقرِ أبي ذرّ وصِدقِ سَلْمان . يقينه بين أوهام العصرِ كمصباحِ الراهب في ظُلمات الصحراء ، يُعرفُ في مُحيطِهِ بحكمته وفراسته ، وبأذان السَّحَر . الشهادةُ في سبيل الله أحَبُّ إليه من الحُكوماتِ والغنائمِ . يقتنصُ النجومَ ، ويصطادُ الأسودَ ، ويُباري الملائكةَ ، ويتحدّى الكُفرَ والباطلَ أينما كانا . يرفع قيمتَهُ ويزيد في سِعرِهِ ، حتى لا يستطيع أن يشتريَه غيرُ ربّهِ ، شَغَلَتْهُ مآربُهُ الجليلة ، وحياة الجِدّ والجِهاد عن زينة الجِسم والتأنّقِ في اللباس . وشعرَ بإنسانيّتِهِ ، فترفّعَ عن تقليدِ الطاووسِ في لونه ، والعندليبِ في حُسنِ صَوتِهِ ) .

--------------
عن كتاب ( من روائع إقبال ) – لأبي الحسن الندوي

عدنان الشبول
05-02-2015, 09:39 AM
وصف جميل ،



حفظ الله شبابنا وأصلح حالهم



دمتم بخير

ياسرحباب
10-02-2015, 09:04 PM
الليل ولى لن يعود وجاء دورك يا صباح
وسفينة الإيمان سارت لا تبالي بالرياح

الاستاذ الفاضل مصطفى
جميل أن ألتقي معك على حب هذا المبدع الجميل محمد اقبال رحمه الله
مع الشكر على نقل كلماته الرائعة