المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الرّبيحة



بشار عبد الهادي العاني
07-02-2015, 05:30 PM
(أنا )الأشعار يا عطْراً توارى= أمام الحرف في عجبٍ وطارا
وأنشب في الذوائق ناب سحْرٍ= وسعّر في النّفوس لظىً ونارا
إذا عزفت على وتر المعاني= ترالأطيار في مرحٍ سكارى
فراشة واحة الخضراء نوراً= تجوس بلونها الزاهي فخارا
وقنديل الأناقة يحتوينا = يضيء الحرف ليلاً أو نهارا
هي البرق السطوع إذا تجلّى= يقود الودق في فرحٍ جهارا
هي (اللصُّ الظريف) غداة عزمٍ= تناهبت العلا قسراً وقارا
هي الأمّ الرؤوم إذا تجنّى = وبال الدّهْرواسْتعْلى وجارا
إذاما الحزن أرّقنا بهمٍّ = جرت بسماتها عطفاً بحاراً
وكانت كالصّبا في يوم قيظٍ = فأنعشت الضّمائر والدّيارا
لها ظلٌّ من الإبهار حسناً= وظلّ الحسن يشعلنا إوارا
رعاك الله يا عبق القوافي=وصدح محبّةٍ لاقت هزاراً

بشار عبد الهادي العاني
07-02-2015, 05:30 PM
(أنا )الأشعارِ يا عطْراً توارى= أمام الحرف في عجبٍ وطارا
وأنشب في الذوائق ناب سحْرٍ= وسعّر في النّفوس لظىً ونارا
إذا عزفت على وتر المعاني= ترالأطيار في مرحٍ سكارى
فراشة واحة الخضراء نوراً= تجوس بلونها الزاهي فخارا
وقنديل الأناقة يحتوينا = يضيء الحرف ليلاً أو نهارا
هي البرق السطوع إذا تجلّى= يقود الودق في فرحٍ جهارا
هي (اللصُّ الظريف) غداة عزمٍ= تناهبت العلا قسراً وقارا
هي الأمّ الرؤوم إذا تجنّى = وبال الدّهْرواسْتعْلى وجارا
إذاما الحزن أرّقنا بهمٍّ = جرت بسماتها عطفاً بحاراً
وكانت كالصّبا في يوم قيظٍ = فأنعشت الضّمائر والدّيارا
لها ظلٌّ من الإبهار حسناً= وظلّ الحسن يشعلنا إوارا
رعاك الله يا عبق القوافي=وصدح محبّةٍ لاقت هزاراً


أحببت التنويه لبعض المفردات التي وردت في النص .
أنا الأشعار : من يتابع شعر الربيحة الرائع الجزل , يجد (الأنا) بشكل بديع ملفت , الصلف والعزة , والاعتداد المحبب للنفس , وهل عشق الناس شعر أبي الطيب لولا تلك الأنا ,
اللص الظريف : إشارة إلى إحدى إخوانياتها القريبة من ذائقتي و قلبي ( أنا لصة).
سأعود إخوتي وأساتذتي الكرام , للتعليق على ردودكم الجميلة فرداً , فردا , لكم كل شكر وتقدير..

إدريس الشعشوعي
08-02-2015, 08:03 AM
قصيدة راقية جدا، رائعة .. مطربةٌ محظوظٌ من قيلتْ فيه، ذاتُ جرس جميل ووقع قويٍّ جاءَ من وقعِ صدق عاطفة الشاعر ..

بارك الله القائل والذي قيلت فيه، ولا شكّ أنّ حروفاً متألّقاتٍ متوهّجات كهذه لا تصدُرُ إلاّ بتألّقِ من استهدفتهُ وقد استهدفَ نبعها وتألّقها قبل أن تصدر فيه ..

أسألُ الله أن يبارك في الشاعر والسيدة الفاضلة ربيحة ويزيدها ألقاً وزيادةً .. والله على ذلك قدير وبه زعيم. آمين ...

تحياتي وتقديري على هذا الإبداع ..

عبد السلام دغمش
08-02-2015, 04:21 PM
" رعاك الله يا عبق القوافي
وصدح محبة لاقت هزارا"

رعى الله الأديبة الفاضلة الأخت ربيحة ونفعنا بعلمها وأدبها.
قصيدة جميلة شاعرنا الكريم فلا فض فوك.
تحياتي.

كاملة بدارنه
08-02-2015, 05:13 PM
رعــــــاك الله يــــــا عـــبــــق الــقــوافـــي
وصـــــدح مــحــبّــةٍ لاقــــــت هــــــزاراً

فعلا هي عبق القوافي وشذا الحروف المزهرة في رياض الكلم
كلمات رائعة تستحقّها أختنا الشّاعرة خنساء العصر ربيحة الرفاعي
شكرا لك أخي بشّار ولحرف الودّ والإخلاص
بوركت
تقديري وتحيّتي

الدكتور ضياء الدين الجماس
08-02-2015, 06:26 PM
أخي المتألق الشاعر بشار.

نعم المادح والممدوح، والقصيدة جميلة بجرسها.

ولكن يبدو لسوء ذاقتي الأدبية أوحت لي بعض الأبيات بكلماتها معاني الذم لو حللت وفق الحقائق المتعلقة بمعاني كلماتها ( كالبيت الأول لو عزل عن باقي القصيدة) ، لولا أن السياق سياق مدح.

طبعاً أقول هذا الكلام للتعلم والاستفادة من كبار الأدباء الشعراء ، وخلفيتي العلمية تحرمني أو تعكر صفو ذائقتي الأدبية.

مع فائق حبي واحترامي للمادح والممدوح.

فايدة حسن
08-02-2015, 08:37 PM
ماأجمل تلك المشاعر التى

خطها لنا قلمك الجميل هنا

لقد كتبت وأبدعت
والرابحة لها في قلوبنا المكانة الطيبة

كم كانت كلماتك رائعه فى معانيها
دائمآ فى صعود للقمه
بورك المادح والممدوح

بشار عبد الهادي العاني
08-02-2015, 09:26 PM
أحببت التنويه لبعض المفردات التي وردت في النص .
أنا الأشعار : من يتابع شعر الربيحة الرائع الجزل , يجد (الأنا) بشكل بديع ملفت , الصلف والعزة , والاعتداد المحبب للنفس , وهل عشق الناس شعر أبي الطيب لولا تلك الأنا ,
اللص الظريف : إشارة إلى إحدى إخوانياتها القريبة من ذائقتي و قلبي ( أنا لصة).
سأعود إخوتي وأساتذتي الكرام , للتعليق على ردودكم الجميلة فرداً , فردا , لكم كل شكر وتقدير..

ربيحة الرفاعي
10-02-2015, 08:55 PM
جاءتني هدية أخي الكريمة على ألم فوارت أنين القهر وبثت في النفس الأمل بغيث الإخاء يبلل عالمنا الأجرد
وقلت شاكرة على عجز حرف آمل أن يرتق ندى المودة ما يكون شابها


أَنِينَ القَهرِ دُونَ الصَّبرِ وارَى= وأَطفَأَ فِي مَتاهَتِهِ الأُوارا
كَرِيمٌ بِيدَ جُودِ الصِيدِ رَوَّى= فأرسَلَ دَمْعَةَ الأَمَلِ انْهِمَارَا
أهلَّ غَدَاةَ هلَّ الحُزْنُ مُزْنًا = وَأَنْهَلَ أَنْهُرًا وسَقَى بِحَارا
تُقِلُّ سَفائِنَ الإِينَاسِ تَسْعَى = لِرُوحٍ سَامَها الوَجَعُ انْعِفارا
وَهَدْهَد فِي الضَّمِيرِ جِرَاحَ حُزْنٍ = وَغَرَّدَ فِي جَنَائِنِهِ هَزَارا
وَعَمَّدَ قَلْبِيَ المُضنَى بِنُورٍ = يُشِعُّ بِه إِخاءً لا يُجَارَى
تغمَّدَني بِمنقَبةٍ وأَحنَى = غُصونَ الشعرِ تُهدِينِي اصْطِبارا
بُعَيدَ نَشِيجِ رُوحِي وَاحتِراقِي = لِإنسَانِيَّةٍ تَصْلَى سُعارا
وَمَوْتِ البِرِّ مَحفُوفًا بِنَارٍ = وَقَومٍ كَلَّلوا الإِجْرامَ غَارا
غَداةَ أَطاحَ بِالشَّمسِ انْعِتَاقٌ = لِغُولِ العَتمِ غَوَّرَهَا وَقَارا
وَنَكَّلَ مُوجِعًا بِالقَوْمَ صِلٌّ = وَوَحْشُ البَطْشِ فِي الأَرجَاءِ فَارا
وَأَوسَعَ كَوْنَنا ذَبْحًا زَنِيمٌ = وعُبَّادٌ لِشَيطَانٍ أَغَارا
تَنَحَّى عَنْ صَرِيحِ الدِّينِ أَلحَى = تَلَحَّى وَادَّعَى الإِسْلامَ جَارا
وَصَالَ وَجَالَ خَتَّارًا وَأَدْمَى = وَفَجَّعَ مَن أَلَمَّ بِهِمْ وَجَارا
فَعَمَّ الضَيْمُ أَوْرِدَةَ الثَّكَالى = بِحَشْرَجَةِ الوَدَاعِ بَدَتْ زُحَارا
وَدَكَّ تَجَلُّدَ الأَهْلينَ يَأْسًا = سِنَانُ الذُّعْرِ في الأَحْشَاءِ مَارا
وَإِنِّي يَا أَخِي فِي الحَقِّ سَيْفٌ = يَفِلُّ البَغْيَ مَا بالغَيِّ حارا
وَعَصْفٌ لَا يُصَدُّ وَعَسْفُ ثأرٍ = يَصُولُ بِحَوْمَةَ الحَيْفِ احتِفَارا
وَيُوجِع فِي طِعَانِ الظُّلمِ رُمْحِي = إِذَا طَالَ البِلادَ أسًى وَضَارا
وَلكِنَّا عَسَفْنَا اليَومَ فِينَا = وِبِتْنَا فِي يَدِ البَاغِي سِوَارا
يُصَفِّدُنَا بِنَا فًنُسَاقُ هَوْنًا = وَبرْكَانًا نَثُورُ مَتَى أَثَارا
عَلَيْنا عَدْوُنا إمّا نُخِزْنا = وَنُرْدِينا وَمَا نَلْقى فِرَارا
فَيَا بَشَّارُ جُلْ بِيَبَابِ كَوْنٍ = يَعِيثُ بِهِ المُرَاؤون انحِدَارا
وَأَمْطِرهُمْ مَعَانيَ مِنْ نَقَاءٍ = يُلَوِّنُ جَدْبَ دُنْيَانا اخْضِرارا
رَعَاكَ اللهُ يَا وَجْهَ الثُّرَيَّا = وَأَنْوارًا تُعِيدُ ضُحًى تَوارى
أَزِحْ عَنْ صَفْحَةِ الصَّفْحِ اسْتِعَارا= وَأَعْلِنْها مُصَافَاةً نَهَارا


شكرا لما أكرمتني أيها النبيل
لا حرمك السموق ولا حرمتك

عدنان الشبول
11-02-2015, 12:18 AM
شعر جميل من الجميل الأستاذ بشار العاني ، جميل هذا الود والعرفان والمديح الذي يأتي صافيا



ورد أستاذتنا الشاعرة ربيحة الرفاعي قد تعودنا عليه فهي تجزي الكرم بكرم ، شخصية فريدة محبة للأدب وصاحبة فكر يصب في مصلحة الأمة العربية والإسلامية ، لها مني كل التقدير والإعجاب .


دمتم بخير جميعا

محمد ذيب سليمان
11-02-2015, 08:34 AM
ما أجمل ان كنت بين قصيدتين
من روائع ما قرأت قفي الإخوانيات

شكرا لكما وبوركتما
مودتي

بشار عبد الهادي العاني
11-02-2015, 08:45 PM
قصيدة راقية جدا، رائعة .. مطربةٌ محظوظٌ من قيلتْ فيه، ذاتُ جرس جميل ووقع قويٍّ جاءَ من وقعِ صدق عاطفة الشاعر ..

بارك الله القائل والذي قيلت فيه، ولا شكّ أنّ حروفاً متألّقاتٍ متوهّجات كهذه لا تصدُرُ إلاّ بتألّقِ من استهدفتهُ وقد استهدفَ نبعها وتألّقها قبل أن تصدر فيه ..

أسألُ الله أن يبارك في الشاعر والسيدة الفاضلة ربيحة ويزيدها ألقاً وزيادةً .. والله على ذلك قدير وبه زعيم. آمين ...

تحياتي وتقديري على هذا الإبداع ..

بارك الله بك شاعرنا الأستاذ إدريس الشعشوعي , وشكراً لتواجدكم الجميل في متصفحي المتواضع.
نعم , وكما تفضلت , فأستاذتنا وشاعرتنا القديرة ربيحة الرفاعي , هي أهل لكل خير وتكريم , ولعل كلماتي قد قصرت في وصف جانب من سمات هذه الشخصية الرائعة.
لكم كل تحية وتقدير...

الدكتور ضياء الدين الجماس
12-02-2015, 05:33 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الشاعر بشار العاني حفظه الله تعالى
أبين لك رأيي في الأبيات التي رأيت فيها ذماً لأني فهمتها مخالفة للعرف الطبيعي في المدح ، وربما أكون مخطئاً لأنني قليل الخبرة في أساليب التصوير المعاصرة. كما أذكرها الآن لكي تقوم لي خطئي عندما يصل دوري بردكم.
(أنـــا )الأشـعــار يـــا عـطْــراً تـــوارى= أمـــام الـحــرف فــــي عــجــبٍ وطــــارا
لو قلت عن شخص أنه تهرب منه النبلاء أو اللطفاء فأنا أصفه بالغلظة والخباثة واللسان السليط ، على عكس قولي : تهرب منه الأسود والوحوش فأنا أصفه بالقوة والرجولة والشهامة وفي ذلك مدح ،
بالقياس فإن الشعر الذي تختفي أمامة العطور شعر بذيء كريه الرائحة وهذا ذم لأن الشعر الطيب تفوح منه العطور الطيبة ويزداد عبقاً بوجود العطور الأخرى.
وأنشب في الذوائق ناب سحْـرٍ = وســعّــر فــــي الـنّـفــوس لــظــىً ونـــــارا
الناب سن جارحة ممزقة وإضافتها للسحر أعطته صفة السحر المؤذي وليس السحر الخلاب. ولذلك رأيت هنا أبضاً وجهاً من وجوه الذم.
إذا عـــزفــــت عـــلــــى وتـــــــر الــمــعــانــي = تــرالأطــيـــار فــــــــي مــــــــرحٍ ســــكــــارى
هنا أتساءل عن سبب جزم الفعل (تر) ، فحرف الشرط هنا غير جازمة. ولو وضعت الألف ( ترى) لا يتغير الوزن لأنها تسقط لفظاً بالتقاء ساكنين.
وقـــــنــــــديــــــل الأنـــــــــاقـــــــــة يـــحـــتــــويــــنــــا =يـــضـــيء الـــحــــرف لـــيــــلاً أو نـــهــــارا
هذا الحرف موصوف هنا بأنه كامد يحتاج للإضاءة الخارجية من قنديل الأناقة حتى لو نهاراً ، وفي هذا منتهى الذم على شدة كمود هذا الحرف. بدل وصفه بالإضاءة الذاتية.
هي (اللصُّ الظريف) غداة عزمٍ = تــنــاهـــبـــت الـــــعـــــلا قـــــســـــراً وقــــــــــارا
اللص من يسرق خفاء ـ وهذه صفة إنسانية بشعة ولو لطفناها بكلمة الظريف كمن يصف القاتل باللطف والرحمة (القاتل اللطيف).
لـــهــــا ظـــــــلٌّ مـــــــن الإبـــهــــار حــســـنـــاً- وظــــــــــــلّ الــــحــــســــن يــشــعـــلـــنـــا إوارا
هنا فقط لأشير بأن ضبط الأوار بضم الهمزة.
باقي القصيدة في مدح واضح جميل ماتع
ولعل في هذا البيان تفسير لما قلت بأن خلفيتي الثقافية تفسد ذائقتي للشعر الذي أسمعه ـ فأرجو المعذرة منكم والتوجيه للصواب.
وشكراً لكم وجزاكم الله خيراً:os::os:.
ملاحظة:
إن كان في تعليقي شيئاً غير مناسب فأنا أعتذر سلفاً، ويمكن حذف المشاركة دون حرج.

أميمة الرباعي
12-02-2015, 08:09 AM
كم تستحق الربيحة وكم يليق بها الشعر!!
قصيدة رائعة بصورها ومعانيها ومن قيلت فيها.
كل التحايا للقائل وللربيحة.

إدريس الشعشوعي
12-02-2015, 09:21 AM
عذراً على المداخلة هنا .. وحمِدْتُ مداخلة الأستاذ الفاضل د. ضياء الدين على توضيحاته وخلفياته لما شعرَ ورأى أنّه غير مناسب لطبيعة القصيدة بما تبدّى له هو من زاوية الرؤية والنّظر للكلمات والحروف .. ومن جمالِ هذه الملتقيات وصفحات أساتذتنا وشعرائنا أنّ المرءَ يتعلّمُ منهم ومن حواراتهم الشيّقة، وتباين آرائهم وإثراء القصيدة والوقوف عليها .. فدام الجمالُ والإثراءُ والاختلافُ المحمود ودمتم سادتنا.

قلتُ - ولستُ بالمتخصّص ولكنّها قراءة- قلتُ قد يكونُ لِمَا رأى فيه الدكتور ضياء الدين وجوهٌ أخرى أدلُّ على مقصود ومذهب الشاعر، وبما هو قويّ وبليغٌ كذلك والله أعلم.

منها :
(أنـــا )الأشـعــار يـــا عـطْــراً تـــوارى= أمـــام الـحــرف فــــي عــجــبٍ وطــــارا

فاختفاءُ العِطر هنا أمام الحرفَ هو من جنس وشاكلة قولِ النّابغة الذبياني :

فإنكَ شمسٌ ، والملوكُ كواكبٌ, إذا طلعتْ لم يبدُ منهنّ كوكبُ

فإنّ الحرفَ هنا تعطّرَ وتفرّدَ في عطرِهِ حتّى اختفتْ أمامهُ باقي العُطورُ .. وهذا موجودٌ حتّى في الواقعِ والحسّ أنّ عطراً شذياً قويّاً يغلبُ أثرُهُ وشذاهُ بقيّة العُطورُ فلا يكونُ إلاّ شذاهُ حاضراً أمامهم. وكذلك مثلُه ما ذهبَ إليه الذبياني في النّور على غرارِ العطرِ في القصيدة، أنّ الشمس إذا طلعت غابتِ النجوم والكواكبُ وكذلك يأفلُ ضوءُ المصابيح ويبهتُ أمام طلوع النّهار. فنقولُ توارى ضوؤها في عجبٍ وطارا ..

___________

وأنشب في الذوائق ناب سحْـرٍ = وســعّــر فــــي الـنّـفــوس لــظــىً ونـــــارا

السّحرُ هنا ولفظة الذوائق وسياقُ القصيدة كلّها مجتمعة على إعطاءِ لفظة السّحر سحرها العذب الجميل، ووقعها الرّاقي النبيل، والسحر عادةً - بما هو اطّلاعي وعلمي- في القصائد والشعر يكونُ دالاّ على الجمال الأخاذ والفتنة والإبهار. وبدا لي أنّ البيت هنا فيه تصوير بديعٌ، أو استعمالَ الصّور المعكوسة وتحويلها ممّا تعوّده المرءُ على كونِهِ مقرونٌ بالضّرر "ناب" أنشب" .. فأصبحتِ الصورة بتركيبها وسياقها وحسن امتزاجها دالّة على صورةٍ أخرى نظيرةٌ وجميلةٌ غايةً في الجمالِ، هكذا أوحتْ لنا العبارة والأسلوب، وهذا محسوبٌ للشاعرِ .. والله أعلى وأعلم.

ومثل هذا الأسلوب تكرّر في البيت الثاني وتكرّر كذلك في القصيدة حتّى طُبِعتْ به،
وسعّرَ في النّفوس لظى ونارا فألهب عاطفتها وأوقد خمودها وخمولها بحضورِ هذا الحرف العجيب المتّقد الساحر.

وهذه هي البلاغة، أن تستعملَ الصور لتُعطي انطباعاً مجازياً يوقِدُ في المخيّلة المعاني والأذواق والأحاسيس التي تُريدُ بعثها من شعرِك ومدحك أو غرضك الذي تريدُه على العموم. والشاعر هنا أجادَ التصوير والتعبير.

ومثلُ ذلك اللّصّ الظريف .. ولو كان المعنى معنى اللّصّ معروفٌ، فالشاعرية والتجديد أنّ الشاعر جعل المعنى ذاهباً في المدح والجمال، ليُعبّر على كونِ عزم الممدوح والمقصود كانَ غلاّباً حاضراً فانتزع العلا وفرَض نفسه فرضاً .. وهنا بلاغة تبدو لي في إعطاء صفة العزم في الممدوح صفةً وثّابة غلاّبة قويّة ..

ولعمري كأنّ هذا الأسلوب في الصور المعكوسة طبَع القصيدة فجعلها رائعة حيّة نابضةً بليغة ..

هي قراءةٌ أرجو أن يكون لها وجهٌ من الصّوابِ والحسنِ .. والشكرُ موصول للدكتور ضياء الدين الذي وقَفَ على ما رآه وقرأه في النّص بقراءته الخاصة ..

كذلك بيتُ :
وقـــــنــــــديــــــل الأنـــــــــاقـــــــــة يـــحـــتــــويــــنــــا =يـــضـــيء الـــحــــرف لـــيــــلاً أو نـــهــــارا

فالأناقة هنا قد تكونُ ذاتيةً في الحرفِ ذاته، أي أناقة الحرفِ التي جاءتْ من أناقة صاحبة الحرف، أو أناقة الحرفِ الذي استمدّ أناقته من أناقة ملهمته وصاحبته أضاءهُ ليلاً ونهاراً. بل هي أناقةٌ ذاتية في الحرفِ مستمدّة من ذاتية صاحبته، وهذه الذاتية أثبتها إضاءته ليلا ونهارا، فهو مستغنٍ عن الإضاءة الخارجية سواءٌ في نهارٍ حيث الضوءُ موجود أو باللّيل حيث الضوءُ مفقود. فهو ذاتيّ الإضاءة .. وإن جاء الفعلُ "يضيءُ" من قنديل الأناقة دالاًّ على إضاءة خارجية ربّما، فذلك لا يعني بالضّرورة كونها خارجية، أو كون قنديل الأناقة خارجيّ ، بل هو قنديل أناقة الحرفِ أو صاحبة الحرفِ المبثوثِ في الحرفِ بذاتِه والذي أضاءه ليلاً نهاراً مستغنٍ عنّ إضاءة ليلٍ أو نهار.
كما هو التعبير القرآنيّ في قوله تعالى" الله نور السموات والأرض مثل نوره كمشكاة في مصباح المصباح في زجاجة الزجاجة كأنّها كوكبُ دريّ يوقَدُ من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية نور على نور يهدي الله لنوره من يشاء" صدق الله العظيم. ففعلُ يُوقد الذي وقع على الكوكب الدريّ لم يجعل إضاءته خارجية بل هي ذاتية فيه من شجرته المباركة فيه .. والله أعلم.

وليلاً أو نهاراً قد تأخذ أبعاداً مجازية مختلفةً .. منها ليلُ معاني هذا الحرفِ ونهار معانيه، أي كمثالٍ من وجوه المجاز هنا : في حزنٍ أو في فرحٍ .. فالإضاءةُ في الحرفِ موجودةٌ من قنديل أناقته التي اكتسبها من صاحبته وملهمته. والله أعلم.

هي قراءة كما سبق أن قلتُ، وأرجو أن يكونَ فيها إثراءُ وإفادة .. والعُذرُ من الدكتور ضياء الدين والعذرُ من الشاعر الأستاذ بشار على مداخلتي ..

ولكم خالص الشكر والتحايا والتقدير

مازن لبابيدي
12-02-2015, 11:11 AM
إذا عزفت على وتر المعاني= ترالأطيار في مرحٍ سكارى
فراشة واحة الخضراء نوراً= تجوس بلونها الزاهي فخارا
وقنديل الأناقة يحتوينا = يضيء الحرف ليلاً أو نهارا
هي البرق السطوع إذا تجلّى= يقود الودق في فرحٍ جهارا


لا فض فوك أخي بشار العاني ، قصيدة تألقت بصدق الحرف وجمال التصوير .

وتستحق أم ثائر الثناء والتكريم .

قليل ما يقال عن الربيحة
وحارت في مناقبها القريحة

هي الغراء حين النجم يبدو
وفي فن المقال هي الفصيحة

تقديري لوفائك وجميل قولك أخي الشاعر المبدع بشار العاني .

والتحية والمودة

الدكتور ضياء الدين الجماس
12-02-2015, 11:21 AM
عذراً على المداخلة هنا .. وحمِدْتُ مداخلة الأستاذ الفاضل د. ضياء الدين على توضيحاته وخلفياته لما شعرَ ورأى أنّه غير مناسب لطبيعة القصيدة بما تبدّى له هو من زاوية الرؤية والنّظر للكلمات والحروف .. ومن جمالِ هذه الملتقيات وصفحات أساتذتنا وشعرائنا أنّ المرءَ يتعلّمُ منهم ومن حواراتهم الشيّقة، وتباين آرائهم وإثراء القصيدة والوقوف عليها .. فدام الجمالُ والإثراءُ والاختلافُ المحمود ودمتم سادتنا.

قلتُ - ولستُ بالمتخصّص ولكنّها قراءة- قلتُ قد يكونُ لِمَا رأى فيه الدكتور ضياء الدين وجوهٌ أخرى أدلُّ على مقصود ومذهب الشاعر، وبما هو قويّ وبليغٌ كذلك والله أعلم.

منها :
(أنـــا )الأشـعــار يـــا عـطْــراً تـــوارى= أمـــام الـحــرف فــــي عــجــبٍ وطــــارا

فاختفاءُ العِطر هنا أمام الحرفَ هو من جنس وشاكلة قولِ النّابغة الذبياني :

فإنكَ شمسٌ ، والملوكُ كواكبٌ, إذا طلعتْ لم يبدُ منهنّ كوكبُ

فإنّ الحرفَ هنا تعطّرَ وتفرّدَ في عطرِهِ حتّى اختفتْ أمامهُ باقي العُطورُ .. وهذا موجودٌ حتّى في الواقعِ والحسّ أنّ عطراً شذياً قويّاً يغلبُ أثرُهُ وشذاهُ بقيّة العُطورُ فلا يكونُ إلاّ شذاهُ حاضراً أمامهم. وكذلك مثلُه ما ذهبَ إليه الذبياني في النّور على غرارِ العطرِ في القصيدة، أنّ الشمس إذا طلعت غابتِ النجوم والكواكبُ وكذلك يأفلُ ضوءُ المصابيح ويبهتُ أمام طلوع النّهار. فنقولُ توارى ضوؤها في عجبٍ وطارا ..

___________

وأنشب في الذوائق ناب سحْـرٍ = وســعّــر فــــي الـنّـفــوس لــظــىً ونـــــارا

السّحرُ هنا ولفظة الذوائق وسياقُ القصيدة كلّها مجتمعة على إعطاءِ لفظة السّحر سحرها العذب الجميل، ووقعها الرّاقي النبيل، والسحر عادةً - بما هو اطّلاعي وعلمي- في القصائد والشعر يكونُ دالاّ على الجمال الأخاذ والفتنة والإبهار. وبدا لي أنّ البيت هنا فيه تصوير بديعٌ، أو استعمالَ الصّور المعكوسة وتحويلها ممّا تعوّده المرءُ على كونِهِ مقرونٌ بالضّرر "ناب" أنشب" .. فأصبحتِ الصورة بتركيبها وسياقها وحسن امتزاجها دالّة على صورةٍ أخرى نظيرةٌ وجميلةٌ غايةً في الجمالِ، هكذا أوحتْ لنا العبارة والأسلوب، وهذا محسوبٌ للشاعرِ .. والله أعلى وأعلم.

ومثل هذا الأسلوب تكرّر في البيت الثاني وتكرّر كذلك في القصيدة حتّى طُبِعتْ به،
وسعّرَ في النّفوس لظى ونارا فألهب عاطفتها وأوقد خمودها وخمولها بحضورِ هذا الحرف العجيب المتّقد الساحر.

وهذه هي البلاغة، أن تستعملَ الصور لتُعطي انطباعاً مجازياً يوقِدُ في المخيّلة المعاني والأذواق والأحاسيس التي تُريدُ بعثها من شعرِك ومدحك أو غرضك الذي تريدُه على العموم. والشاعر هنا أجادَ التصوير والتعبير.

ومثلُ ذلك اللّصّ الظريف .. ولو كان المعنى معنى اللّصّ معروفٌ، فالشاعرية والتجديد أنّ الشاعر جعل المعنى ذاهباً في المدح والجمال، ليُعبّر على كونِ عزم الممدوح والمقصود كانَ غلاّباً حاضراً فانتزع العلا وفرَض نفسه فرضاً .. وهنا بلاغة تبدو لي في إعطاء صفة العزم في الممدوح صفةً وثّابة غلاّبة قويّة ..

ولعمري كأنّ هذا الأسلوب في الصور المعكوسة طبَع القصيدة فجعلها رائعة حيّة نابضةً بليغة ..

هي قراءةٌ أرجو أن يكون لها وجهٌ من الصّوابِ والحسنِ .. والشكرُ موصول للدكتور ضياء الدين الذي وقَفَ على ما رآه وقرأه في النّص بقراءته الخاصة ..

كذلك بيتُ :
وقـــــنــــــديــــــل الأنـــــــــاقـــــــــة يـــحـــتــــويــــنــــا =يـــضـــيء الـــحــــرف لـــيــــلاً أو نـــهــــارا

فالأناقة هنا قد تكونُ ذاتيةً في الحرفِ ذاته، أي أناقة الحرفِ التي جاءتْ من أناقة صاحبة الحرف، أو أناقة الحرفِ الذي استمدّ أناقته من أناقة ملهمته وصاحبته أضاءهُ ليلاً ونهاراً. بل هي أناقةٌ ذاتية في الحرفِ مستمدّة من ذاتية صاحبته، وهذه الذاتية أثبتها إضاءته ليلا ونهارا، فهو مستغنٍ عن الإضاءة الخارجية سواءٌ في نهارٍ حيث الضوءُ موجود أو باللّيل حيث الضوءُ مفقود. فهو ذاتيّ الإضاءة .. وإن جاء الفعلُ "يضيءُ" من قنديل الأناقة دالاًّ على إضاءة خارجية ربّما، فذلك لا يعني بالضّرورة كونها خارجية، أو كون قنديل الأناقة خارجيّ ، بل هو قنديل أناقة الحرفِ أو صاحبة الحرفِ المبثوثِ في الحرفِ بذاتِه والذي أضاءه ليلاً نهاراً مستغنٍ عنّ إضاءة ليلٍ أو نهار.
كما هو التعبير القرآنيّ في قوله تعالى" الله نور السموات والأرض مثل نوره كمشكاة في مصباح المصباح في زجاجة الزجاجة كأنّها كوكبُ دريّ يوقَدُ من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية نور على نور يهدي الله لنوره من يشاء" صدق الله العظيم. ففعلُ يُوقد الذي وقع على الكوكب الدريّ لم يجعل إضاءته خارجية بل هي ذاتية فيه من شجرته المباركة فيه .. والله أعلم.

وليلاً أو نهاراً قد تأخذ أبعاداً مجازية مختلفةً .. منها ليلُ معاني هذا الحرفِ ونهار معانيه، أي كمثالٍ من وجوه المجاز هنا : في حزنٍ أو في فرحٍ .. فالإضاءةُ في الحرفِ موجودةٌ من قنديل أناقته التي اكتسبها من صاحبته وملهمته. والله أعلم.

هي قراءة كما سبق أن قلتُ، وأرجو أن يكونَ فيها إثراءُ وإفادة .. والعُذرُ من الدكتور ضياء الدين والعذرُ من الشاعر الأستاذ بشار على مداخلتي ..

ولكم خالص الشكر والتحايا والتقدير

أخي الفاضل ادريس الشعشوعي حفظه الله تعالى :
إن ما شرحتَه يؤكد الفكرة التي ذهبت إليها، إن من يعلم الحقائق يفسد عليه هيام الشعراء في الظواهر. فضوء الشمس لا يذهب بضوء الكواكب بل يخدع بها عين الناظر. فقال لم يبد منهن كوكب ولم يقل تهرب الكواكب من الشمس إن ظهرت.
والعطور الجميلة لا تلغي بعضها ويرجع الأمر إلى العصب الشمي الذي تشله الرائحة النفاذة المخرشة فقط.
وأما السحر فهو علم من العلوم الضارة وكله خداع فكيف إذا قرنته بقرينة الناب الجارحة.
وأما الإيقاد فهو من مصدر خارجي ومن يقوم به هو الله تعالى فالشجرة المباركة هنا هي توحيد الله تعالى التي ترى فروعها في كل الكون ، ولا شيء ذاتي الأصل إلا منه سبحانه وتعالى.
ومن هنا تأتي خطورة الشعر على الشاعر لأنه يلعب بالصور والخيالات الوهمية بغير واقعها الحقيقي. ولذلك قال تعالى :
(والشعراء يتبعهم الغاوون . ألم تر أنهم في كل واد يهيمون ؟ ) هذا الهيام الكاذب إن كان لا واقع يؤيده، ولكن واقع الشعراء لا يعتبرون الشعر شعراً ما لم يخرج الصور عن واقعها ليوقع مخيلة الناس في خيال وهمي، أي يفعل مفعول المخدرات والمهلسات، فإذا طرح الواقع طاح بالخيال وذهبت الساحرية التي يرغب الناس العيش فيها.
وأما الأنا فلابد من التنويه إليها. فإن كانت بقصد الصلف والتفاخر وإبراز الذات فهي محرمة شرعاً عند الجمهور، وإن كانت لإبراز الحقيقة للناس فهي جائزة. فالنبي عليه الصلاة والسلام قال : أنا سيد ولد آدم ولا فخر. وقال أنا أول من تنشق عنه الأرض ولا فخر... وهكذا ينبه إلى أن استعماله لضمير الأنا ليس للفخر بل لتعرفه الناس من هو ( يعرّف بحقيقة نفسه) والفرق بين الاستعمالين شاسع.
الحمد لله الذي نور قلوبنا بنور الإيمان وأبعد عنا هيام الشعراء الذين يقولون على الله ما لا يفعلون.
يقول النقاد أن شعر حسان بن ثابت قد انحدر بمستواه بعد إسلامه.
وأنا أقول أنه حقاً ترك سحر التلاعب بالألفاظ والخيال الجاهلي المخادع ليكسب دينه ونفسه وقلبه وتقواه وقد كان شاعر النبي يؤمن بالله ورسوله عليه الصلاة والسلام ومن كان هذا حاله يأبى أن يغرق بالخيال الكاذب ويلتزم بالأدب القرآني الذي أغرقنا بصور الحقائق وليس صور الأوهام.
ما أقوله من باب التناصح وهو رأيي الخاص طبعاً أطرحه لتصويبه بما يرضي الله تعالى وأستغفر الله العظيم.
وأرجو منكم المعذرة، فأنا لا أقصد أحداً كما تعلمون فالكل أخوتي هنا.
والحمد لله رب العالمين

إدريس الشعشوعي
12-02-2015, 01:20 PM
أستاذنا الفاضل د.ضياء الدين .. جمالُ اللغة في خيالها ومجازها وبيانها وبديعها ..

ما البلاغة إلاّ سحرُ البيان وجمال التصوير والكناية والاستعارة والتشبيه والمجاز ..

غيرُ ذلك فلا يستحقّ الثناء، فهو تقرير مباشرٌ وكلامٌ عاديّ ..

ما تحذّرُ منه وتنفِّرُ يا أستاذنا هو طلبُك الابتعاد عن عينِ الجمال وبديع الخيال وجميل التصوير والتمثيل والبيان .. عن لُبّ الإبداع ومقصدِ الأدباء والبلغاء والفصحاء والشعراء.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم "إنّ من البيان لسحرا وإنّ من الشعر لحكمة".

اللّغة إن لم تسحركَ بجمالها وتبهرك بخيالها وتمثيلها وصورها فأين يا أستاذنا جمالها وموطنُ شاعريتها وحسّها وإبداعها ؟؟؟ !!!!!!

كيف ارتقى المتنبّي عرش الشعر وأمثاله ؟ هل كان ذلك إلاّ بجمال التصوير وسحر البيان والتمثيل والتشبيه وبِكْرِ المعاني والصور والتشبيهات والصُّور ؟!!

الكلامُ يطولُ .. والمقصدُ واضحٌ، والأمرُ متّفقٌ عليه، بل لولا تلك الصور والخيال والمحسنات البديعية والتراكيب والإبداعات المستجدّة لما قامَ شعرٌ ولما قامتْ بلاغة من أصلِها.

بارك الله فيكم .. والعذرُ منكم، والتحيّة للشاعر المتألّق بشّار بإبداعه الذي فتح لنا هذا الحوار الجميل والتوضيحات المتباينة ..

دام الودُّ وبوركتم سادتي .. خالص التحايا

الدكتور ضياء الدين الجماس
12-02-2015, 02:45 PM
أستاذنا الفاضل د.ضياء الدين .. جمالُ اللغة في خيالها ومجازها وبيانها وبديعها ..

ما البلاغة إلاّ سحرُ البيان وجمال التصوير والكناية والاستعارة والتشبيه والمجاز ..

غيرُ ذلك فلا يستحقّ الثناء، فهو تقرير مباشرٌ وكلامٌ عاديّ ..

ما تحذّرُ منه وتنفِّرُ يا أستاذنا هو طلبُك الابتعاد عن عينِ الجمال وبديع الخيال وجميل التصوير والتمثيل والبيان .. عن لُبّ الإبداع ومقصدِ الأدباء والبلغاء والفصحاء والشعراء.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم "إنّ من البيان لسحرا وإنّ من الشعر لحكمة".

اللّغة إن لم تسحركَ بجمالها وتبهرك بخيالها وتمثيلها وصورها فأين يا أستاذنا جمالها وموطنُ شاعريتها وحسّها وإبداعها ؟؟؟ !!!!!!

كيف ارتقى المتنبّي عرش الشعر وأمثاله ؟ هل كان ذلك إلاّ بجمال التصوير وسحر البيان والتمثيل والتشبيه وبِكْرِ المعاني والصور والتشبيهات والصُّور ؟!!

الكلامُ يطولُ .. والمقصدُ واضحٌ، والأمرُ متّفقٌ عليه، بل لولا تلك الصور والخيال والمحسنات البديعية والتراكيب والإبداعات المستجدّة لما قامَ شعرٌ ولما قامتْ بلاغة من أصلِها.

بارك الله فيكم .. والعذرُ منكم، والتحيّة للشاعر المتألّق بشّار بإبداعه الذي فتح لنا هذا الحوار الجميل والتوضيحات المتباينة ..

دام الودُّ وبوركتم سادتي .. خالص التحايا

أخي الفاضل ادريس
البيان من الصفات الممدوحة ، قال تعالى : خلق الإنسان علمه البيان. ولكن المقصود هنا البيان الذي يبرز الحقيقة كما هي . وأما البيان الساحر فهو التلبيس على السامع بحلو الكلام ليقنعه بما يريد كما يفعل الساحر. ولذلك جاء الحديث للتبعيض أي هناك صنف من البيان يسحر السامع كما يفعل الساحر. وشروح هذا الحديث ( إن من البيان لسحرا) مطولة وموجودة في النت. من أرادها فليبحث عنها هناك.
وأما الشعر فعمومه مذموم ولكن بعضه الممدوح ما كان من شعر الحكمة لأن من يقول الحكمة شعراً لن يضلل الناس بطيب كلامه.
البيان أسلوب القرآن الكريم والأحاديث الشريفة لكننا لم نسمع منها خيالا وهمياً، فالهدف منها كلها إظهار الحقائق.
أرجو فهم المقصود وأدعو للجميع الوقاية من الوقوع فيما يغضب الله تعالى.
وأنا اعتذر إن أسأت التعبير.

بشار عبد الهادي العاني
13-02-2015, 09:10 PM
" رعاك الله يا عبق القوافي
وصدح محبة لاقت هزارا"

رعى الله الأديبة الفاضلة الأخت ربيحة ونفعنا بعلمها وأدبها.
قصيدة جميلة شاعرنا الكريم فلا فض فوك.
تحياتي.

الأخ الحبيب والشاعر الأديب أبو أنس حفظه الله ورعاه , أشكرك على تعطير متصفحي بمروركم الرائع . أضم صوتي إلى صوتك في الثناء على هذه القامة الشعرية والأدبية والإنسانية أستاذتنا أم ثائر.
لكم كل تحية وتقدير.

محمد حمود الحميري
25-02-2015, 07:06 PM
التجربة الشعرية في أساسها دائما صدقة الانفعال ، ولكن إذا امتزج جلال الموضوع بصدق العاطفة زاد ذلك من قيمة التجربة وسما بها .
قصيـــــــــــدة احتضنت كل مقومات الذوق الأدبي ( فكريًا وعاطفيًا وفنيًا وأخلاقيًا ) وهـــــــــذا ما عهدناه في شعرك أستاذ ــ بشار العاني .
لك التحية وللربيحة الغالية على قلوبنا .

سامي الحاج دحمان
25-02-2015, 08:45 PM
نعم القول

و نعم القائل

و نعم من قيلت فيه

لله در الأخوة

شكرا لك عليها أستاذ بشار

محبتي و تقديري

بشار عبد الهادي العاني
19-03-2015, 05:44 PM
فعلا هي عبق القوافي وشذا الحروف المزهرة في رياض الكلم
كلمات رائعة تستحقّها أختنا الشّاعرة خنساء العصر ربيحة الرفاعي
شكرا لك أخي بشّار ولحرف الودّ والإخلاص
بوركت
تقديري وتحيّتي

وأنا على ذلك زاعم وشهيد , بوركت أستاذتنا الرائعة كاملة بدارنة , وشكراً لجميل مروركم.
تحيتي وتقديري...

د. سمير العمري
20-04-2015, 06:12 PM
قصيدة انسابت من نفس صادقة نقية لمدح كريمة أبية من أشراف العرب وأحد أكبر شواعر العرب في تاريخهم فشكرا ك على هذه المشاعر الراقية وعلى هذا الشعر الناضر.

نعم هي قصيدة جميلة ولكني وجدتها خرجت عفوية ولو تأنيت فيها قليلا لكانت أرقى أجمل بتفضيل بعض المفردات على بعض كأن تكون من ثقة بدلا من عجب وهكذا.

دمت نقيا ودامت الأستاذة الشاعرة ربيحة الرفاعي ملهمة للشعر والشعراء!

تقديري