عمرو العمدة
26-04-2005, 07:05 PM
حين يتبدد شفق الغروب ونتهدر ستائر الليل من أكنة السحاب وينسدل في الاركان ثم ينساب فيتكاثر علي بقع الضوء فيلبسها عباءته عندها ياتي المساء وتتلالا منه القناديل تحاول أن تزيح الظلام ولكن هيهات وكل ما يتبقي منها مجرد بقع من الضوء تتناثر في الارجاء بين الميادين والساحات بين الازقة والحارات وعلي ضفاف النيل حيث كانت تجلس هناك تلك الفتاه حين هامت مع الذكريات تكتبها دموعها علي صفحة المياه فإن إمتلأت قلبتها أمواج تسكنها لفحات الهواء تتذكر كم كانت تعيش في أحلام البلهاء حين جرفتها أمنيات العشاق فتصليها نارٌ وجفاء وكلما تجرعت منه إزدادت تعطشاَ لرحيق الأحباب وبين الحين والحين كانت تلفحها بعض النسمات تقترب في شدة وشوق لتلامس خصلات شعرها المنساب وما إن تدركه حتي تتهادي علي كفيها حين تعيد ضفائرها للوراء تحاول أن تكفكف دموعها دون رجاء فقد إنهمرت في البكاء ومازالت تلك النسمات تحوم حولها علها تلامس وجنتيها في حياء أو تغازل ضفائرها لترتب عليها ما بها من عناء كم أبتاعت تلك الفتاة من أعباء كم ستستسقي فتاتي من الذكريات مرارة الايام فتهرب من صدرها تنهدات تكاد تحرق ما حولها من ذرات الهواء كم هو بؤسٌ أن يتحول الحب لعذاب كم هي موجعة تلك الألام
وفي الطرف الأخر كان يجلس هذا الشيخ وقد ابلاه طول العمر بالوهن والإعياء أشعث الشعر مقفر تتنابذه سكنات الحياه يمتطي ركب الإنتظار عله يستريح من هذا العناء عله يجد العزاء وحين تنظر في عينيه تعرف كم هي قاسية تلك الحياة وإن إقتربت منها تحاكيك كم يوجع جحود الأبناء بالاباء فيحاول أن يلق بجسده النحيل علي جزع النخلة علها تكون أرحم من هذا الجفاء لينال من الراحة ما لم يجلبه له الابناء عله ينعم ببعض من السبات عله يتناسي تلك الذكريات فيفشل فينهار وتتساقط منه تلك الدمعات وتتحجر معها كل معاني الكلمات تعجز أن تمتد يديك فتزيقه معني الوفاء ماذا يفيد هذا الشيخ والإستسلام للموت قد قتل فيه الحياة .,
كل هذا كان يرقبه ذاك الشاب الذي يتواري في قارب صغير يخوض به غبار السنين يحاول ان يضرب بمجدافيه الايام ليحقق الأحلام ويصبح بين القوم كبير وينال من الحياة ما لم يناله هذا الشيخ الضعيف يسابق الركب وعدد السنين يجدف ويجدف أملا أن يطوي الامواج ويصل لنهاية هذا اليم المديد يطمح في أن يرسم أمنيات التتويج يتناسي أن اليم غريق يتناسي أن القارب صغير وأن الموج كالطود العظيم ويغوص في هذا الحلم الجميل وعندما أستيقظ أصتطدم بالواقع الاليم فقد أخذته الأحلام والسنين دون أن يدرك أنه قد نسي أن ينزل القارب من علي شاطئ النيل .,
أنتظري فتاتي وكفاك من البكاء أم أنك ظننت أن بدمعك سيرتوي البلهاء أنتظري فلم يعد في الليل كثير وسينبلج فجر يوم جديد تتعلمين فيه أن الذكري تفيد .,
أنتظر يا شيخنا إن اعياك طول الطريق فعلمنا من ذكراك ما يمنع الدمع من أعيننا أن يفيض .,
أنتظر أيها الشاب لا تذهب بالأحلام بعيد وأنزل القارب لليم قبل أن تشيب
بقلم
عمرو العمدة
وفي الطرف الأخر كان يجلس هذا الشيخ وقد ابلاه طول العمر بالوهن والإعياء أشعث الشعر مقفر تتنابذه سكنات الحياه يمتطي ركب الإنتظار عله يستريح من هذا العناء عله يجد العزاء وحين تنظر في عينيه تعرف كم هي قاسية تلك الحياة وإن إقتربت منها تحاكيك كم يوجع جحود الأبناء بالاباء فيحاول أن يلق بجسده النحيل علي جزع النخلة علها تكون أرحم من هذا الجفاء لينال من الراحة ما لم يجلبه له الابناء عله ينعم ببعض من السبات عله يتناسي تلك الذكريات فيفشل فينهار وتتساقط منه تلك الدمعات وتتحجر معها كل معاني الكلمات تعجز أن تمتد يديك فتزيقه معني الوفاء ماذا يفيد هذا الشيخ والإستسلام للموت قد قتل فيه الحياة .,
كل هذا كان يرقبه ذاك الشاب الذي يتواري في قارب صغير يخوض به غبار السنين يحاول ان يضرب بمجدافيه الايام ليحقق الأحلام ويصبح بين القوم كبير وينال من الحياة ما لم يناله هذا الشيخ الضعيف يسابق الركب وعدد السنين يجدف ويجدف أملا أن يطوي الامواج ويصل لنهاية هذا اليم المديد يطمح في أن يرسم أمنيات التتويج يتناسي أن اليم غريق يتناسي أن القارب صغير وأن الموج كالطود العظيم ويغوص في هذا الحلم الجميل وعندما أستيقظ أصتطدم بالواقع الاليم فقد أخذته الأحلام والسنين دون أن يدرك أنه قد نسي أن ينزل القارب من علي شاطئ النيل .,
أنتظري فتاتي وكفاك من البكاء أم أنك ظننت أن بدمعك سيرتوي البلهاء أنتظري فلم يعد في الليل كثير وسينبلج فجر يوم جديد تتعلمين فيه أن الذكري تفيد .,
أنتظر يا شيخنا إن اعياك طول الطريق فعلمنا من ذكراك ما يمنع الدمع من أعيننا أن يفيض .,
أنتظر أيها الشاب لا تذهب بالأحلام بعيد وأنزل القارب لليم قبل أن تشيب
بقلم
عمرو العمدة