عيسى جرابا
27-04-2005, 08:24 PM
هَشِيْمُ الأَحْلام
شعر/ عيسى جرابا
17/3/1426هـ
تَعِبَ اللَّيْلُ فَأَحْنَى عُنُقَهْ=وَالأَمَانِي فَجَّةٌ مُحْتَرِقَةْ
أَلْمَحُ اليَأْسَ بِعَيْنَيْهِ وَإِنْ=بَاتَ يُبْدِي لِلحَيَارَى نَزَقَهْ
وَاجِمٌ يَرْسُفُ فِي شِقْوَتِهِ=كُلَّمَا أَوْمَضَ نَجْمٌ خَرَقَهْ
يَعْتَلِيْهِ الـخَوْفُ يُذْكِي صَمْتَهُ=وَالرُّؤَى الشَّوْهَاءُ تُذْكِي شَبَقَهْ
وَشُمُوْعُ الرُّوْحِ لَمَّا انْطَّفَأَتْ=هَبَّ يُخْفِي دُوْنَ جَدْوَى قَلَقَهْ
وَإِذَا لاحَتْ خُيُوْطُ الفَجْرِ غَمْـ=ـغَمَ يَأْساً وَتَمَطَّى فَرَقَهْ
أَيُّهَا اللَّيْلُ مَغَانِيْكَ رَدَىً=وَمَعَانِيْكَ دَعَاوَى شَرِقَةْ
وَزَوَايَاكَ كُهُوْفٌ لَمْ يَزَلْ=يَطَأُ السَّادِرُ فِيْهَا خُلَقَهْ
كُلَّمَا حَاوَلَ يَصْحُو لَفَّهُ=حَالِكٌ فَارْتَدَّ يَحْسُو عَرَقَهْ
غَرَبَ العَقْلُ فَمَاذَا بَعْدُ؟ كَمْ=بِطَرِيْقِ الـحَقِّ يَشْرِي طُرَقَهْ
تَحْتَهُ الـمَاءُ زُلالٌ إِنَّمَا=جَرَّع القَلْبَ الـمُعَنَّى حُرَقَهْ
لَمْ يَكُنْ إِلاَّ خَرِيْفاً شَاحِباً=يَلْبَسُ الشَّوْكَ وَيَنْضُو وَرَقَهْ
أَيُّهَا اللَّيْلُ تَغَشَّاكَ الـهَوَى=أَتُرَى وَافَقَ شَنٌّ طَبَقَهْ؟
مَا الَّذِي تَرْجُوْهُ وَالفَجْرُ لَهُ=جَحْفَلٌ رَايَاتُهُ مُؤْتَلِقَةْ؟
فَإِذَا حَانَ... فَصَبْرٌ وَدَمٌ=وَخُيُوْلٌ حُرَّةٌ مُنْطَلِقَةْ
عِنْدَهَا يَنْبَثِقُ الفَجْرُ وَمِنْ=عَيْنِهِ آمَالُنَا مُنْبَثِقَةْ
لا تَقُلْ أَضْغَاثُ أَحْلام ٍفَكَمْ=بِتُّ أَشْتَمُّ بِزَهْوٍ عَبَقَهْ
أَيُّهَا اللَّيْلُ تَأَمَّلْ وَاتَّئِدْ=لا يَهُمُّ السَّيْفَ مَنْ ذَا امْتَشَقَهْ؟
وَالـخَفَافِيْشُ إِذَا مَا انْتَفَضَتْ=فَرُؤَىً مَذْعُوْرَةٌ مُخْتَنِقَةْ
كَالفَرَاشَاتِ الَّتِي تَهْوَى الضِّيَـ=ـاءَ وَتَهْوِي حَوْلَهُ مُحْتَرِقَةْ
فَأَدِرْ كَأْسَ التَّمَادِي صَلَفاً=وَسَأَسْتَلُّ حُرُوْفِي بِثِقَةْ
وَغَداً إِنْ بَاتَ مَشْنُوْقاً رَبِيْـ=ـبُ الدَّيَاجِي لا تَسَلْ مَنْ شَنَقَهْ؟
وَإِذَا أَحْلامُكَ السَّوْدَاءُ أَضْـ=ـحَتْ هَشِيْماً لا تَلَمْ مَنْ حَرَقَهْ
عَجَباً مِمَّنْ يَرَى البَحْرَ ضِعِيْـ=ـفَ القُوَى كِبْراً وَيَخْشَى غَرَقَهْ
أَيُّهَا اللَّيْلُ لأَلْحَانِي سَنَا=يَكْشِفُ الزَّيْفَ وَيَجْلُو نَفَقَهْ
رَغْمَ مَا تَسْلُبُ إِلاَّ أَنَّنِي=لَمْ أَزَلْ أَمْنَحُ نَبْضِي أَلَقَهْ
وَيَقِيْنِي كَالرَّوَاسِي رَاسِخٌ=يَئِدُ الشَّكَّ وَيَلْوِي عُنَقَهْ
وَعَلَى الثَّغْرِ تَرَاتِيْلُ سَرَتْ=تَشْحَذُ العَزْمَ وَتُوْرِي حَدَقَهْ
وَالـهُدَى يَرْسُمُ دَرْباً لاحِباً=فِيْهِ يَقْفُو لاحِقٌ مَنْ سَبَقَهْ
ذَاكُمُ الإِحْسَاسُ بِالنَّصْرِ وَلَـ=ـوْلاهُ صِرْنَا كَالدُّمَى مُرْتَزِقَةْ
إِنَّ لِلرَّحْمَنِ وَعْداً صَادِقاً=سَيَرَى أَنْوَارَهُ مَنْ صَدَقَهْ
شعر/ عيسى جرابا
17/3/1426هـ
تَعِبَ اللَّيْلُ فَأَحْنَى عُنُقَهْ=وَالأَمَانِي فَجَّةٌ مُحْتَرِقَةْ
أَلْمَحُ اليَأْسَ بِعَيْنَيْهِ وَإِنْ=بَاتَ يُبْدِي لِلحَيَارَى نَزَقَهْ
وَاجِمٌ يَرْسُفُ فِي شِقْوَتِهِ=كُلَّمَا أَوْمَضَ نَجْمٌ خَرَقَهْ
يَعْتَلِيْهِ الـخَوْفُ يُذْكِي صَمْتَهُ=وَالرُّؤَى الشَّوْهَاءُ تُذْكِي شَبَقَهْ
وَشُمُوْعُ الرُّوْحِ لَمَّا انْطَّفَأَتْ=هَبَّ يُخْفِي دُوْنَ جَدْوَى قَلَقَهْ
وَإِذَا لاحَتْ خُيُوْطُ الفَجْرِ غَمْـ=ـغَمَ يَأْساً وَتَمَطَّى فَرَقَهْ
أَيُّهَا اللَّيْلُ مَغَانِيْكَ رَدَىً=وَمَعَانِيْكَ دَعَاوَى شَرِقَةْ
وَزَوَايَاكَ كُهُوْفٌ لَمْ يَزَلْ=يَطَأُ السَّادِرُ فِيْهَا خُلَقَهْ
كُلَّمَا حَاوَلَ يَصْحُو لَفَّهُ=حَالِكٌ فَارْتَدَّ يَحْسُو عَرَقَهْ
غَرَبَ العَقْلُ فَمَاذَا بَعْدُ؟ كَمْ=بِطَرِيْقِ الـحَقِّ يَشْرِي طُرَقَهْ
تَحْتَهُ الـمَاءُ زُلالٌ إِنَّمَا=جَرَّع القَلْبَ الـمُعَنَّى حُرَقَهْ
لَمْ يَكُنْ إِلاَّ خَرِيْفاً شَاحِباً=يَلْبَسُ الشَّوْكَ وَيَنْضُو وَرَقَهْ
أَيُّهَا اللَّيْلُ تَغَشَّاكَ الـهَوَى=أَتُرَى وَافَقَ شَنٌّ طَبَقَهْ؟
مَا الَّذِي تَرْجُوْهُ وَالفَجْرُ لَهُ=جَحْفَلٌ رَايَاتُهُ مُؤْتَلِقَةْ؟
فَإِذَا حَانَ... فَصَبْرٌ وَدَمٌ=وَخُيُوْلٌ حُرَّةٌ مُنْطَلِقَةْ
عِنْدَهَا يَنْبَثِقُ الفَجْرُ وَمِنْ=عَيْنِهِ آمَالُنَا مُنْبَثِقَةْ
لا تَقُلْ أَضْغَاثُ أَحْلام ٍفَكَمْ=بِتُّ أَشْتَمُّ بِزَهْوٍ عَبَقَهْ
أَيُّهَا اللَّيْلُ تَأَمَّلْ وَاتَّئِدْ=لا يَهُمُّ السَّيْفَ مَنْ ذَا امْتَشَقَهْ؟
وَالـخَفَافِيْشُ إِذَا مَا انْتَفَضَتْ=فَرُؤَىً مَذْعُوْرَةٌ مُخْتَنِقَةْ
كَالفَرَاشَاتِ الَّتِي تَهْوَى الضِّيَـ=ـاءَ وَتَهْوِي حَوْلَهُ مُحْتَرِقَةْ
فَأَدِرْ كَأْسَ التَّمَادِي صَلَفاً=وَسَأَسْتَلُّ حُرُوْفِي بِثِقَةْ
وَغَداً إِنْ بَاتَ مَشْنُوْقاً رَبِيْـ=ـبُ الدَّيَاجِي لا تَسَلْ مَنْ شَنَقَهْ؟
وَإِذَا أَحْلامُكَ السَّوْدَاءُ أَضْـ=ـحَتْ هَشِيْماً لا تَلَمْ مَنْ حَرَقَهْ
عَجَباً مِمَّنْ يَرَى البَحْرَ ضِعِيْـ=ـفَ القُوَى كِبْراً وَيَخْشَى غَرَقَهْ
أَيُّهَا اللَّيْلُ لأَلْحَانِي سَنَا=يَكْشِفُ الزَّيْفَ وَيَجْلُو نَفَقَهْ
رَغْمَ مَا تَسْلُبُ إِلاَّ أَنَّنِي=لَمْ أَزَلْ أَمْنَحُ نَبْضِي أَلَقَهْ
وَيَقِيْنِي كَالرَّوَاسِي رَاسِخٌ=يَئِدُ الشَّكَّ وَيَلْوِي عُنَقَهْ
وَعَلَى الثَّغْرِ تَرَاتِيْلُ سَرَتْ=تَشْحَذُ العَزْمَ وَتُوْرِي حَدَقَهْ
وَالـهُدَى يَرْسُمُ دَرْباً لاحِباً=فِيْهِ يَقْفُو لاحِقٌ مَنْ سَبَقَهْ
ذَاكُمُ الإِحْسَاسُ بِالنَّصْرِ وَلَـ=ـوْلاهُ صِرْنَا كَالدُّمَى مُرْتَزِقَةْ
إِنَّ لِلرَّحْمَنِ وَعْداً صَادِقاً=سَيَرَى أَنْوَارَهُ مَنْ صَدَقَهْ