سحر البيان/د. ضياء الدين الجماس

[الدكتور ضياء الدين الجماس]

حسن البيان نعمة ممدوحة مطلوبة ( خلق الإنسان* علمه البيان)، على أن تكون لإظهار الحقائق وليس لتحويرها أو قلبها كما يفعل السحرة ، ولذلك قال النبي عليه الصلاة والسلام " إنَّ من البيان لسحرا وإنَّ من الشعر لحكمة".

بسم الله الرحمن الرحيم
سِحْرُ البيان
د.ضياء الدين الجماس
يا ساحرَ القلبِ اللّطيف سباني = طيبُ الكلام وجَنَّةُ الإيمان
للحرفِ نصلٌ قاطع في حدِّه = وله بقبضته لجامُ عنان
متقلباً حسب الأيادي نصلُه = فاجعل حروفَك من جميل بيان
إياك من سحر البيان مخادعاً = أن تجعلَ الثيران كالغزلان
أو تلبسَ الفئران ثوباً ناصعاً = فتصور الأنجاسَ كالعرسان
وتصوّرَ الأفعى طريدَ جرادة = من فوقها وتحوم كالعقبان
أو تجعلَ الحباتِ قبّة مسجد = وتبدّل الغابات بالقيعان
أظهر حقيقة كل شيء صادقاً = فيها الجمال ومسحة الرحمن
كلُّ الحروف تزان في ميزانه = فتذكَّر الإنصافَ منْ ديَّان
واغدق حنانك جارفاً من نبعه = تجد الجمال جرى منَ الحنَّان
إياك أن تنسى الصلاة على النبيِّ محمدٍ غدقاً من المنّان

[الدكتور ضياء الدين الجماس]

قال النبي عليه الصلاة والسلام " إنَّ من البيان لسحراً وإنَّ من الشعر لحكمة" صدق رسول الحكمة وإمامها. وقال الله تعالى : " خلق الإنسان* علّمه البيان" . فالبيان مرغوب محمود بإجماله ، ولكن الحديث الشريف يحذر من استخدام قوة البيان وحسنها في تزييف الحقائق للمستمع ليصدق ما يقال، فيكون تأثيرها كالسحر بحيث تقنع السامع بما هو غير صحيح. وفي ذلك حرمة لا تجوز. وفي هذه القصيدة دعوة لاستخدام البيان الذي علمه الله للإنسان في قول الحقيقة وليس تحريفها.
وشعر الحكمة محمود لأنه يطرح الحقائق التي مرَّ بها الشاعر، والأفضل أن تكون مستقاة من القرآن الكريم وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام وهي عين الحكمة لأن مصدرها العليم العلام الحكيم.

[الدكتور ضياء الدين الجماس]

عن ابن عمر قال : اختصم رجلان إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال : " إنما أنا بشر إنما أنا أقضي بينكم بما أسمع منكم ، ولعل أحدكم أن يكون ألحن بحجته من أخيه فمن قضيت له من حق أخيه شيئا ، فإنما أقطع له قطعة من النار "


ألحن : أعذب لحناً والمقصود في البلاغة والفطنة والإقناع.

[بشار عبد الهادي العاني]

أستاذي الفاضل دكتور ضياء لافض فوك ,وصدق رسول الله عليه أفضل الصلاة والتسليم
لكن دعني أختلف معك بتعريف البيان لا كمصطلح عام ولكن كاسم يتبعه موصوف وهو الشعر , فالبيان الشعري: هو فن وقدرة إظهار المقصود باللفظ المتين والصورة الجميلة والمخيلة الواسعة , ولاعلاقة لمفهوم الصدق والكذب والمبالغة في التناول الشعري , فالأغراض متعددة , ووسيلة الطرح مختلفة , وقديما قالوا ( أجمل الشعر أكذبه , وأجمل النثر أصدقه) إذاً , للشاعر حرية المبالغة في الأدوات والشطح في الألفاظ , والتحليق بالمعاني , وإلا لما كانت هناك ضرورة للمحسنات والبديع والتشبيه والكناية والإستعارة.
السحر في العمل والتعلم والمنهج كبيرة وباطل , لكنه في نظم الحرف والخيال والصنعة , محمود وواجب , لذلك قال المصطفى : إن من البيان لسحرا , أي أن من حلاوة وطلاوة الكلمات , وفصاحتها ما يجعل المتلقي يعجب بالكلمة وتتزين له , كما يزين الساحر عمله بخداع أعين الناس والاحتيال عليهم.
الموضوع طويل , ومناقشته تحتاج لصفحات كثيرة , لكن إذا أحببت أن ألخص ذلك ومن وجهة نظري الشخصية , فالبيان في الشعر هو مهارة إثبات الحجة , تشبيهاً ولفظاً وصورة , وكلما تفتقت القريحة عن صورة بكر أو لفظ جديد في محله , كلما اتجه الشعر إلى ذروة البيان والسحر .
لكم كل محبة وتقدير...

[الدكتور ضياء الدين الجماس]

أستاذي الفاضل دكتور ضياء لافض فوك ,وصدق رسول الله عليه أفضل الصلاة والتسليم
لكن دعني أختلف معك بتعريف البيان لا كمصطلح عام ولكن كاسم يتبعه موصوف وهو الشعر , فالبيان الشعري: هو فن وقدرة إظهار المقصود باللفظ المتين والصورة الجميلة والمخيلة الواسعة , ولاعلاقة لمفهوم الصدق والكذب والمبالغة في التناول الشعري , فالأغراض متعددة , ووسيلة الطرح مختلفة , وقديما قالوا ( أجمل الشعر أكذبه , وأجمل النثر أصدقه) إذاً , للشاعر حرية المبالغة في الأدوات والشطح في الألفاظ , والتحليق بالمعاني , وإلا لما كانت هناك ضرورة للمحسنات والبديع والتشبيه والكناية والإستعارة.
السحر في العمل والتعلم والمنهج كبيرة وباطل , لكنه في نظم الحرف والخيال والصنعة , محمود وواجب , لذلك قال المصطفى : إن من البيان لسحرا , أي أن من حلاوة وطلاوة الكلمات , وفصاحتها ما يجعل المتلقي يعجب بالكلمة وتتزين له , كما يزين الساحر عمله بخداع أعين الناس والاحتيال عليهم.
الموضوع طويل , ومناقشته تحتاج لصفحات كثيرة , لكن إذا أحببت أن ألخص ذلك ومن وجهة نظري الشخصية , فالبيان في الشعر هو مهارة إثبات الحجة , تشبيهاً ولفظاً وصورة , وكلما تفتقت القريحة عن صورة بكر أو لفظ جديد في محله , كلما اتجه الشعر إلى ذروة البيان والسحر .
لكم كل محبة وتقدير...
أخي الفاضل الشاعر الكبير بشار عبد الهادي العاني
أحببتك في الله منذ أن عرفتك هنا وأحببت شعرك. والتناصح دليل صدق المحبة لك ولجميع الأخوة الأعضاء والزائرين للمنتدى.
أخي الكريم البيان هو البيان كما ذكره الله تعالى معرفاً (خلق الإنسان * علَّمه البيان). هو بيان واحد يميز بالقدرة على رسم الحقيقة بدقة ، والحقيقة لايوجد أجمل منها في الوجود وسيدرك البصير جمالها دون وسائط ، والمحسنات البديعية تستعمل في النثر والشعر معاً للإعانة على إبراز الحقيقة ، ومهما استعملنا من كلمات وتشبيه واستعارة وبديع فإن لم تكن صورة الحقيقة واضحة في بصيرة الأديب شاعراً كان أو ناثراً فسيكون كلامه مجرد تنطع وتشدق مصطنع ويحمل وزر الكذب لأنه يقول ما لا يعلم عن الحقيقة التي يتكلم عنها. ويبقى الشعر أخطر من النثر في البيان لما فيه من الوزن الذي يزيد البيان نفوذاً إلى أعماق النفس والاستقرار فيها. وأما أن يكون (أجمل الشعر أكذبه) فهي دعوة للتسابق في الكذب في المجال الشعري ، ومن المعروف خطورة الكذب وحرمته في الشرع - إلا في الضرورات التي تتوقف عليها حياة الإنسان فرداً أو جماعة- ومن المعروف حديث النبي صلى الله عليه وسلم : ما بال الرجل يلقي الكلمة لا يلقي لها بالا تتردى به سبعين خريفاً في نار جهنم - أو كما قال-
وأما معنى الحديث إن من البيان لسحراً فمن الراجح أنه في معرض الذم لأن ذكر بعض البيان المشابه للسحر في قلب الحقائق 0(في رواية البخاري "أو إن بعض البيان سحراً) ، والسحر مذموم في جميع صوره مذموم في القرآن والسنة. وحتى لو حمل السحر هنا على معنى لطيف الكلام يبقى مقيداً بالنية ، فإن قصد الإقناع به بغير حق فهو آثم وإن قصد به إظهار الحق فهو جائز.
واتفق العلماء على أن قوله " وإن من الشعر لحكمة" على أن الأصل في الشعر الذم والمحمود منه هو ما يتعلق بالحكمة لأنها تنفع الناس ويكون غرضها النصيحة للناس في حياتهم . وهذا دليل أيضاً على أن البيان في الشق الأول من الحديث عام والشق الثاني في الحديث يتعلق بالشعر المحمود. وأكرر شكري وتقديري لشخصك وأخلاقك الطيبة وحلمك وصبرك على ثقلي . ولكني كما قلت ما يثقلني في تحمل بعض الصور هو خلفيتي العلمية ببعض الحقائق التي تنافي هذه الصور. وليس لي هدف من حواري إلا التعلم من الكبار.
بارك الله بك وجزاك خيراً أخي الحبيب بشار.:os::tree::os:

[شاهر حيدر الحربي]

شَرَحَ الْبَيَانَ مفوهٌ بِبَيَانِ=فَأجَاد بِالْإفْصَاحِ والتِّبْيَانِ

إيْمَانُنَا قَبْلَ الْبَلَاغَةِ فَاحْذَرُوا=سَقْفُ الْبَلَاغَةِ أقْدُمُ الإيْمَانِ


دمت يادكتور بالبديع تحمي البديع وبالبيان تحمي البيان وتقبل ابياتي التي لاتباريك ولا تجاريك بل تتلمّس الجمال في أراضيك

لي رد على توجيهك في قصيدتي المتواضعة قضبان روح أتمنى أن أكون وفقت فيه وآمل التوجيه معلمنا الفاضل

[إدريس الشعشوعي]

قصيدتكم جميلة أستاذنا ونيتكم حسنة .. بيدَ أنّني لا أوافقك عموم مذهبِكَ الذي يُخطئ تأويلَ البيان وسحره وتناول الشعراء له وصورهم وأخيلتهم ..

في قصيدتك الكلام صحيح والمقصود جميل ..

ولكنّ الصور في عمومها يُنظرُ لها بحسبِ سياقها ومعناها ومذهبها ومرادها ...

يؤسفني تناولَ سوط الدين ومحاولة النّيل من جمال اللغة العربية وسحرها وشعرها الذي قامَ بجماله وبيانه.

فحينما يقولُ الشاعر المتنبّي : أنا الذي نظر الأعمى إلى أدبي .. وأسمعت كلماتي من به صممُ

فلا عاقلَ هنا يقرؤها تلبيساً وكذباً ويفهمُ منها أنّ الأعمى نظر والأصمّ سمع .. بل يقرؤها البلغاء والأدباء والشعراء ويسمعها الذوّاقون والعربُ الفصحاء أنّها من المجاز القويّ والبلاغة العجيبة الجميلة، والقريحة الشعرية القويّة التي جعلتْ صورة أدب وكلمات هذا القائل والشاعر ذاهبةً في الإفصاح والإبهار إلى مداها الأبعد والأقصى ..

فرقٌ بين كونِ الشاعر هل فخرُه هنا ممدوحٌ أم مذموم ؟ أم هل هو حقّاً بتلك المرتبة الأدبية أم لا .. فذلك متروكٌ لصاحبه ومقامِ قوله هذا المقال.
لكن من جهة اللغة والشعر وتقييم الشاعرية وقوّة البيان والبلاغة فالشاعر أجادَ وأتى بصورة رائعة جدا.

هذا مثالٌ فقط ..

اللغة والشعر والمجاز والبيان متعلّقةٌ بشاعرية وخيال القائل والأديب والشاعر وتمكنّه من المفردات وسعة اللغة .. ربطُ ذلك بالدّين هو تكلّفٌ برأيي.

ووصاية غير محبّبة -برأيي- ، الدين يذمّ التلبيس القيَمي والتلبيس الأخلاقي وقولُ الشاعر ما لا يفعله وما ليس فيه أو هيامه في أودية الدنيا بلا داعٍ ولا راعٍ .. فنحكُمُ على معنى مخلٍّ للقيم ومفهومٍ بذيءٍ أو دعوة إلى رذيلة وإسقاط لخلُق .. نحكمُ على ذلك بالردّ والتوقيف والنّهي. فهنا خطّ أحمرٌ.

أمّا الصور المجازية والبيانية وبكر المعاني والتراكيب والأخيلة فهي محكومةٌ بالشعر ومدى قوّة تلك الصورة والأسلوب وقدرتهما على تحقيق الوصف وتحقيق الذوق عند القارئ والسامع. وأمّا ما لا يبلُغنا من نوايا القائل والشاعر بقوله ما لا يفعل فذلك بين القائل وبين ربّه، وبينه وبين نفسه وصدقه. فلا حكمَ لنا على النّوايا هنا. فهي مراقبة ذاتية من صاحبها.

وربّما لو كان شاعرٌ يريدُ أن يجعل الأفعى السامة وديعة وغير ضارّة مثلاً والفأر حيوان مفيدٌ وأليف مثلاً .. بهذا المذهب المباشر والمفهوم الواضح.
ولكن هل هذا هو مقصود من كنّى واستعمل مفرداتٍ ما ليُعطي وجهاً جميلاً في المعنى ؟ هل يمكنُ أن نفهمَ من استعمال الشاعر لكلمة أنشب ناب سحرٍ في الذوائق أنّه سيجعلنا نمدحُ الأفعى ونقبلُ لدغها ويقنعنا ذلك أنّها ليست سامّة ؟ أم هل يُمكنُ أن تكون لفظة السحر الكثيرة الاستعمال الدالةّ على معنى الإبهار والانتشاء هي السحر المذموم الموافق للنفاثات في العقد ؟ هل يُمكنُ أن يحدثَ ذلك وفي قصيدة شعرية ؟
أبداً .. فالصورة بعيدة كلّ البعد والمعنى ذاهبٌ إلى جملة التركيب والأسلوب والسياق والمفردات والامتزاج ..

وقولك :


إن من يعلم الحقائق يفسد عليه هيام الشعراء في الظواهر. فضوء الشمس لا يذهب بضوء الكواكب بل يخدع بها عين الناظر. فقال لم يبد منهن كوكب ولم يقل تهرب الكواكب من الشمس إن ظهرت.

قولٌ غريبٌ بصراحة، بل الحياة قامتْ على الحقائق والظواهر وقامت على المجاز والتشبيهات والكنايات .. ولم يُفسد ذلك على أصحاب القرائح والأدباء والفصحاء ذوقهم وبيانهم وحسن فهمهم وتمييزهم بين طبيعة اللّغة ومجازها وبيانها وشاعريتها وشعرها وأغراضه المختلفة، وبين الحقائق والأكاديميات والتنظير العلمي الذي له مجاله الخاص به.

فالذبياني قال : فإنكَ شمسٌ ، والملوكُ كواكبٌ, إذا طلعتْ لم يبدُ منهنّ كوكبُ

والصورة صحيحة، والمقصود واضح، وهنا تشبيه أنّ طلوع الشمس يخفي الكواكب والنجوم وهي حقيقة .. والمعنى لا تكلّف فيه، وإخفاؤها هو إخفاء نورها كما أنّ طلوع الشمس أصلاً هو طلوع نورها ..
وحتى لو قال الشاعر تهرب الكواكب مثلاً، فهنا استعارة.

أعتذرُ على المخالفة ولكنّني وجدتُني ملزما بذلك .. لاستغرابي مذهبك، واستغرابي الأكبر أنّك تحاولُ أن تؤيّد ما تذهبُ إليه مستعملاً الوصاية الدينية.

وفي هذا القدرِ كفاية ..

اللّهم صلّ وسلّم وبارك وعلى سيدنا محمد النبيّ الأميّ وعلى آله وصحبه في كلّ لمحة ونفَس عدد علمك ومداد كلماتك وزنة عرشك ورضا نفسك

تحياتي ومودّتي وتقديري .. والعفو منكم

[إدريس الشعشوعي]

.................................................. ........................

[الدكتور ضياء الدين الجماس]

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل الشعشوعي :
أشكرك على نقدك البناء المفعم بجمال اللغة العربية من خلال شطحات الشعراء وسقطاتهم. ( اللغة العربية جميلة بحرفها الذي ازدان به الكون من خلال كلمات الله تعالى وأحاديث رسوله الكريم ولا تحتاج إلى شطحات أحد)
ما آلمني عليك قولك :
(يؤسفني تناولَ سوط الدين ومحاولة النّيل من جمال اللغة العربية وسحرها وشعرها الذي قامَ بجماله وبيانه).
هل للدين سوط أولاً ؟ وهو الذي نشر شعار (لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي.).
وكيف شققت على قلبي بأنني أحاول النيل من جمال اللغة العربية ولي عشرات المؤلفات مكتوبة باللغة العربية ؟
ليس لي حيلة أمام هذا الاتهام إلا أن أكلك إلى الله تعالى.
وأما ما استشهدت به من قول المتنبي :
أنا الذي نظر الأعمى إلى أدبي .. وأسمعت كلماتي من به صممُ
فهو بنظري عين العمى بالغطرسة الممجوجة لأنه جعل من أدبه ما يراه الأعمى ويسمعه الأصم . بينما رب العزة سبحانه وتعالى قال لرسوله ( وهو أفصح العرب):
(إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَىٰ وَلَا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاءَ إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ)
(وَمِنْهُم مَّن يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ أَفَأَنتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ وَلَوْ كَانُواْ لاَ يَعْقِلُونَ * وَمِنهُم مَّن يَنظُرُ إِلَيْكَ أَفَأَنتَ تَهْدِي الْعُمْيَ وَلَوْ كَانُواْ لاَ يُبْصِرُونَ *)
فإذا كان نبي الرحمة بفصاحته وبكتاب الله وكلماته لا يسمع الصم ولا يهدي العمي .
أليس المتنبي الذي ادعى أنه يُري العمي ويُسمع الصم بأدبه.بكاذب دجال ؟ لا عجب ! فقد ادعى النبوة !!!
أليس في قوله هذا مصداق قوله تعالى (والشعراء يتبعهم الغاوون).
سبحان الله المتنبي أشد تأثيراً على الخلق من الله ورسوله ، ويبدو أن هذا الكلام أعجبك ولم تدرك خطورته!!! طلاه عليك بطلاوته التي تسميها تشبيهات واستعارات... فمبارك عليك مذهب المتنبي واتباعه.
وأما قول الذبياني فإنكَ شمسٌ ، والملوكُ كواكبٌ, إذا طلعتْ لم يبدُ منهنّ كوكبُ
يؤيد ما أذهب إليه فقد وصف ظاهرة صحيحة فقوله (لم تبد) صحيحة ولو قال ( لم يبقَ) أو عندما تطلع الشمس تهرب الكواكب فسيكون كاذباً ولو أنت ألبستها ثوب الاستعارة لو قالها ، لأن الكواكب في الحقيقة لا تغير مواقعها ولا تهرب من أحد ( فلا أقسم بمواقع النجوم وإنه لقسم لو تعلمون عظيم). شتان بين تعليم القرآن ومذاهب الشعراء!!!!
وأما قولك : (واستغرابي الأكبر أنّك تحاولُ أن تؤيّد ما تذهبُ إليه مستعملاً الوصاية الدينية) فأقول:
أنا لست وصياً على أحد ولا نائباً عن أحد وإنما أنصح بما تعلمته من العلماء ، فإذا كانت أقوالهم لا قيمة لها ولا نتناصح بها فعلى الدنيا السلام، وليتبع الناس الشعراء !
ولكن هذا لن يكون. لأنه لم يعد للشعراء تأثير على أحد في هذا العصر فهو عصر العلم والحقائق ، ولم يعد للشعر قيمة إلا تزيين هذه الحقائق بسباكتها سباكة جميلة.
هدانا الله وإياكم إلى صراطه المستقيم ، ونوره الذي يفتح بصيرتنا وتطمئن به قلوبنا.
وأستغفر الله العظيم إن كنت قد أخطأت دون قصد ، وأخطائي كثيرة، سبحانك اللهم لا إله إلا أنت إني كنت من الظالمين، وألف الصلاة على النبي محمد وآله وأصحابه وأزواجه الطيبين الطاهرين.:os::os::tree:

[وليد مجاهد]

الشعر جميل لا بأس به
لكن ما وراءه من اتهام الشاعر الذي يسحرنا بصوره الشعرية وإبداعه ليس في محلّه

فهل لطمت النساء الجيادبالخمر حين قال حسان بن ثابت
تَظَلُّ جِيَادُنَا مُتَمَطِّرَاتٍ ** تلطمهنّ بالخمرِ النساءُ

وإذا كان الطبيب سيخضع الشعر للفحص الطبي السريري والمهندس سيحمل له أدواته ومخططاته الهندسية وعامل الفلك سيخضعه لقياس الأمواج المرتدة والضوء ودرجته فلن يكون شعرا ولن تكون فيه متعة ولا جمال .. ولماذا يكون الشاعر أسيرا لهؤلاء في مجاله الإبداعي؟

تقديري

[إدريس الشعشوعي]

يا استاذ ضياء الدين إنّما تأسّفتُ على دخولك فنّا وعلما قائماً منذ أربعة عشر قرن أو يزيد، لتقلّمَ أسسه وجماله باسم الدين. أو باسم ما فهمته أنت بفهمك من الدين. ففهمك لا يعني بالضرورة هو الدين.

لا يجعلكَ ترديدك للآيات والنصوص المقدّسة أكثر إيماناً وأشد تمسّكا بالدين من غيرك .. وهذا هو عين ما يسمّى بالوصاية. أن تحسب نفسك داعية على منبر الدين والمسجد ونحنُ نحاربُ الدين والله رسوله صلى الله عليه وسلّم وننصرُ الشعر؟؟؟

لقد قلتُ ما أعرفه وما أفهمه .. ويسوؤني اختلاف في فنّ أو علم أن يكونَ مدخولا بالوصاية الدينية وسوطها. فإمّا أن تتبّع رأيي او أنت مخالف لله ورسوله صلى الله عليه وسلم ؟ أليست هذه عين الوصاية المذمومة ؟ ألستَ في ردّك الأخير تتهمّني بمعارضة الله ورسوله مقابلة لإعجابي بشاعرية المتنبيّ ؟

تحياتي ...

[الدكتور ضياء الدين الجماس]

الشعر جميل لا بأس به
لكن ما وراءه من اتهام الشاعر الذي يسحرنا بصوره الشعرية وإبداعه ليس في محلّه

فهل لطمت النساء الجيادبالخمر حين قال حسان بن ثابت
تَظَلُّ جِيَادُنَا مُتَمَطِّرَاتٍ ** تلطمهنّ بالخمرِ النساءُ

وإذا كان الطبيب سيخضع الشعر للفحص الطبي السريري والمهندس سيحمل له أدواته ومخططاته الهندسية وعامل الفلك سيخضعه لقياس الأمواج المرتدة والضوء ودرجته فلن يكون شعرا ولن تكون فيه متعة ولا جمال .. ولماذا يكون الشاعر أسيرا لهؤلاء في مجاله الإبداعي؟

تقديري

أخي الفاضل وليد مجاهد حفظه الله تعالى
لم يقل أحد بمنع الوسائل الأدبية من تجميل الكلام ، على أن تكون ثوباً لا يخفي الحقائق أو يضخمها أو يصغرها أو يغيرها بل يجب أن يزن القائل كلامه قبل أن يفلت منه فهو محاسب عليه. وعليه ألا يفرط في استعمال المحسنات البديعية فسكر الدم حلو في مجال طبيعي يقوم عليه البنيان الصحيح فإن زاد قليلاً تحمله الجسم كبداية للمرض لكنه بفرط عياره ينقلب إلى مرض قاتل رغم أنه سكر حلو وهو مصدر طاقة الجسم . والله ضرب لنا مثلاً في خلقنا من كل شيء ، ولذلك كان خير الأمور أوسطها.
بوركت وأشكرك على مشاركتك اللطيفة ، ولينطلق الشعراء في رحاب الطب والفلك والهندسة ليحببوا الناس بهذه العلوم أفضل من تقوقعهم في خيال فضائهم الجميل بقصد المتعة فقط :001:.
جزاك الله خيراً

[الدكتور ضياء الدين الجماس]

يا استاذ ضياء الدين إنّما تأسّفتُ على دخولك فنّا وعلما قائماً منذ أربعة عشر قرن أو يزيد، لتقلّمَ أسسه وجماله باسم الدين. أو باسم ما فهمته أنت بفهمك من الدين. ففهمك لا يعني بالضرورة هو الدين.

لا يجعلكَ ترديدك للآيات والنصوص المقدّسة أكثر إيماناً وأشد تمسّكا بالدين من غيرك .. وهذا هو عين ما يسمّى بالوصاية. أن تحسب نفسك داعية على منبر الدين والمسجد ونحنُ نحاربُ الدين والله رسوله صلى الله عليه وسلّم وننصرُ الشعر؟؟؟

لقد قلتُ ما أعرفه وما أفهمه .. ويسوؤني اختلاف في فنّ أو علم أن يكونَ مدخولا بالوصاية الدينية وسوطها. فإمّا أن تتبّع رأيي او أنت مخالف لله ورسوله صلى الله عليه وسلم ؟ أليست هذه عين الوصاية المذمومة ؟ ألستَ في ردّك الأخير تتهمّني بمعارضة الله ورسوله مقابلة لإعجابي بشاعرية المتنبيّ ؟

تحياتي ...

أخي الشعشوعي
إيمان الناس لا يعلمه إلا الله تعالى ، والاستشهاد بآيات القرآن ممكنة لأي شخص مؤمناً كان أو غير ذلك أنا أحاجج بالمنطق ولم أتهم أحداً بنقص إيمانه.والله يعلم وهو المحاسب وإذا فهمتَ أنت ذلك فأنا أعتذر لسوء تعبيري.
لك رأيك في المتنبي لكنني قرأت من الكتب أنه ادعى النبوة ولذلك سمي بالمتنبي ، وهل في التحذير وصاية؟ ، ألم يقل النبي عليه الصلاة والسلام ( إنما الدين النصيحة)؟. فمن لم تعجبه النصيحة فلا يأخذ بها وليس لأحد الوصاية عليه.
أعتذر منك أخي ، وأنا لم أقصد أحداً، وأحاور بكلامي الأفكار ،ولا أمس أحداً بشخصه أبداً. فكل نفس بما كسبت رهينة.
أكرر اعتذاري مع محبتي وتقديري:0014::noc:.
وحفظكم الله ورعاكم من كل مكروه.

[إدريس الشعشوعي]

أخي الشعشوعي
إيمان الناس لا يعلمه إلا الله تعالى ، والاستشهاد بآيات القرآن ممكنة لأي شخص مؤمناً كان أو غير ذلك أنا أحاجج بالمنطق ولم أتهم أحداً بنقص إيمانه.والله يعلم وهو المحاسب وإذا فهمتَ أنت ذلك فأنا أعتذر لسوء تعبيري.
لك رأيك في المتنبي لكنني قرأت من الكتب أنه ادعى النبوة ولذلك سمي بالمتنبي ، وهل في التحذير وصاية؟ ، ألم يقل النبي عليه الصلاة والسلام ( إنما الدين النصيحة)؟. فمن لم تعجبه النصيحة فلا يأخذ بها وليس لأحد الوصاية عليه.
أعتذر منك أخي ، وأنا لم أقصد أحداً، وأحاور بكلامي الأفكار ،ولا أمس أحداً بشخصه أبداً. فكل نفس بما كسبت رهينة.
أكرر اعتذاري مع محبتي وتقديري:0014::noc:.
وحفظكم الله ورعاكم من كل مكروه.

أحسن الله إليكم أستاذنا الفاضل د.ضياء الدين .. على هذا الأدب والتواضع وزادكم الله من فضله ورقّاكم لمزيد قربه ومنّه ، آمين انّه سميع مجيب.

والحقّ يا أستاذنا .. والله كنتُ قد راسلتُ بعض المشرفين في الركن أن يحذفوا مداخلاتي، بعد أن رجعتُ لتعديلها وتخفيف ما يُمكن أن يُفهمَ منها على غير ما أردتُه، فوجدتُ وقتُ التعديل قد انتهى. فراسلتُ بعض المشرفين فلم يفتحوا الرسائل في وقتها أو لم يجدوا الحكمَ لفعل لذلك وحذف تعليقاتي .. والدّليل أنّني حذفت التعليق الثاني. تحاشياً لسوء الفهم ..

فالعفو منكم .. ونسألُ الله أن يُسدّدنا وأن يجمع لنا بين الفهم عنه والأدب معه ومع عباده وخلقه، آمين ..

تقبّل خالص التحايا والموّدة والدعوات أستاذنا الفاضل د.ضياء الدين .. بارك الله فيكم

[بشار عبد الهادي العاني]

أحسن الله إليكم أستاذنا الفاضل د.ضياء الدين .. على هذا الأدب والتواضع وزادكم الله من فضله ورقّاكم لمزيد قربه ومنّه ، آمين انّه سميع مجيب.

والحقّ يا أستاذنا .. والله كنتُ قد راسلتُ بعض المشرفين في الركن أن يحذفوا مداخلاتي، بعد أن رجعتُ لتعديلها وتخفيف ما يُمكن أن يُفهمَ منها على غير ما أردتُه، فوجدتُ وقتُ التعديل قد انتهى. فراسلتُ بعض المشرفين فلم يفتحوا الرسائل في وقتها أو لم يجدوا الحكمَ لفعل لذلك وحذف تعليقاتي .. والدّليل أنّني حذفت التعليق الثاني. تحاشياً لسوء الفهم ..

فالعفو منكم .. ونسألُ الله أن يُسدّدنا وأن يجمع لنا بين الفهم عنه والأدب معه ومع عباده وخلقه، آمين ..

تقبّل خالص التحايا والموّدة والدعوات أستاذنا الفاضل د.ضياء الدين .. بارك الله فيكم

وأنا على ذلك شاهد وزعيم , وأعتذرمن الأستاذ ادريس على عدم قراءة رسالته في الوقت المناسب , جمعنا الله وإياكم على طاعة المولى وهدي نبيه .
واختلاف وجهات النظر بين الكبار لا يفسد الود والمحبة , بل هو طريق نحو منهجية وتحليل وفهم أوسع ورؤية أعم .
محبتي وتقديري لكما...

[الدكتور ضياء الدين الجماس]

أحسن الله إليكم أستاذنا الفاضل د.ضياء الدين .. على هذا الأدب والتواضع وزادكم الله من فضله ورقّاكم لمزيد قربه ومنّه ، آمين انّه سميع مجيب.
والحقّ يا أستاذنا .. والله كنتُ قد راسلتُ بعض المشرفين في الركن أن يحذفوا مداخلاتي، بعد أن رجعتُ لتعديلها وتخفيف ما يُمكن أن يُفهمَ منها على غير ما أردتُه، فوجدتُ وقتُ التعديل قد انتهى. فراسلتُ بعض المشرفين فلم يفتحوا الرسائل في وقتها أو لم يجدوا الحكمَ لفعل لذلك وحذف تعليقاتي .. والدّليل أنّني حذفت التعليق الثاني. تحاشياً لسوء الفهم ..
فالعفو منكم .. ونسألُ الله أن يُسدّدنا وأن يجمع لنا بين الفهم عنه والأدب معه ومع عباده وخلقه، آمين ..
تقبّل خالص التحايا والموّدة والدعوات أستاذنا الفاضل د.ضياء الدين .. بارك الله فيكم
أخي الفاضل الشعشوعي
لقد ازدادت القصيدة ألقاً بالحوار
وعمت الفائدة المرجوة من هدفها.
فكل هدفها أن يستعمل الشاعر كل مهارته البيانية في بيان الحقيقة.
وكم سرني حكمك على القصيدة بأن مضمونها سليم.
أما فروع الحوار فللقارئ أن يأخذ بأحسنه وما ترتاح له نفسه.
ولا أعتقد أن بيننا خلاف في ذلك
أسعدني حوارك أسعدك الله. وجعلك من رواد الفردوس الأعلى.
آمين :os::os:

[الدكتور ضياء الدين الجماس]

وأنا على ذلك شاهد وزعيم , وأعتذرمن الأستاذ ادريس على عدم قراءة رسالته في الوقت المناسب , جمعنا الله وإياكم على طاعة المولى وهدي نبيه .
واختلاف وجهات النظر بين الكبار لا يفسد الود والمحبة , بل هو طريق نحو منهجية وتحليل وفهم أوسع ورؤية أعم .
محبتي وتقديري لكما...

أحي الشاعر المهندس بشار عبد الهادي العاني
لا يحتاج الأمر اعتذاراً من أحد فنحن أخوة وأنا مسرور بما جرى لأنه حرك أفكارنا قليلاً
والقصيدة التي تفتح الحوار دليل أن مضمونها يستحق الحوار.
كم أنا سعيد بكل من مر هنا سواء للقراءة أو للحوار ، ففي كل خير.
نفعنا الله جميعاً بما نكتب ونرجوه الرضا والغفران.. آمين:os::tree::os: