المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رحلة في الذات



د. سمير العمري
28-04-2005, 01:53 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
تقدمة الكتاب

الحمد لله؛ بها نبدأ وبها نبرأ، وبها نهنأ وبها نهدأ، وبها نحدث بنعمة المولى الكريم. الحمد لله الذي تتم بنعمته الصالحات، وتنتشر برحمته المكرمات، وتزدهر بذكره القلوب. وأصلي وأسلم على رسول الأمة نبي الرحمة الصادق الأمين، المبعوث هداية ورحمة للعالمين. اللهم نشهد أنه بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة وتركها على سبيل الرشاد لا يزيغ عنه إلا هالك.

وبعد:

فإني، وبعد أن استخرت ربي، قد عزمت أمري على أن أصنف كتاباً أتناول فيه الذات البشرية في حالاتها المختلفة، وتقلباتها بين الرضا والسخط، والغنى والقحط، والألم والأمل، والدعة والعمل، والرفعة والدناءة، والترفع والبذاءة، والجزع والصبر، والعقوق والبر، والصدق والكذب، والعفو والعتب، والحنو والغضب، والجور والإنصاف، والفحش والعفاف، والغدر والوفاء، والكدر والصفاء، والحب والمقت، والثرثرة والصمت، والإقدام والإحجام، والوقار والانحدار، وغير ذلك كثير.

وسأتناول فيه أيضاً أحوال الأمة في حاضرها ومستقبلها القريب وأستشرف مستقبلها في رؤية الناصح الحريص والمدرك للعرض، المشخص للمرض، العالم بالدواء. وفيها سأتحدث عن أحوال وتقلبات أمتنا العربية والإسلامية بين العزة والذلة، والكثرة والقلة، والولاء والبراء، والاتباع والابتداع، والهداية والضلال، والترفع والابتذال، والضعف والمنعة، والجد والمتعة، والصبر والجزع، والهمة والذمة، والسفاهة والحكمة، والداعية والمدعي، والجاهل والألمعي. وسأتناول المجتمع والأسر بما يعكر وما يسر، وأعرج إلى كل ما يرصد علة في نسيج المجتمع أو سقماً في أسلوب أدائه سعياً إلى إعادة الصياغة التي أحمل شعارها.

بكلمات أخر؛ هي رحلة في الذات ، وتأمل في حال الفرد والأمة، ورصد لأخلاقها وطباعها، وتوثيق لصروفها وأوضاعها، وجهد في علاج أسقامها وأوجاعها. سأركب زورق الحرف المسافر في عباب خضم كبير، ينشر أشرعة الكلمة الجميلة ببديعها ومحسناتها وتراكيبها، ويبحر مع التيار حيناً وضده أحيانا يواجه الرياح ويتحدى العواصف وصولاً إلى مرافئ الرقي والسموق والعلاء. ولسوف أضمن ما سأنثر هنا مما نظمت هناك ما دعت إليه حاجة أو هفت إليه اختلاجة. ورحلتي في الذات هي بلا ريب توأم بتلاتي الملونة التي أفردتها لأجمل المشاعر الإنسانية وأرق الهمسات العاشقة.

هما أول تصنيفين نثريين سأقوم بنشر موضوعاتهما المتفاوتة في أوقات متباينة ثم جمعهما وإصدارهما قبل أن أتفرغ للتأليف الكبير بإذن الله تعالى.

لعل فيما أكتب ما ينفع به الناس وما أسألكم من أجر إن أجري إلا على الله هو خير حافظاً وهو أرحم الراحمين.


تحياتي وتقديري
:os::tree::os:

يسرى علي آل فنه
28-04-2005, 05:01 AM
الاستاذ الرائع والأخ الكريم:- د.سمير العمري

بإذن الله تعالى سيكون ماأشرتَ إليه هنا أمراً رائعاً، وقدراً جميلاً، وان كنتُ على يقين بأنهُ ليس بالأمر الهين سبرأغوار هذه الذات الإنسانية ، والوقوف على كل ماتحفل به من
متناقضات ، والخروج من دوائرها المرهقة ، ومحاولة الوصول بها الى مراتب من السمو و الرفعة 00إلا أنني على يقين أكبر بعمق نظرتك وجمال تعبيرك وقوة عزمك

استاذي الكريم

سنكون في المتابعة بكل توقٍ وشوق 00أمنياتي الصادقة أن يوفقك المولى عزوجل في

مقاصدك الخيّرة، وأن يبارك في عمرك الكريم

تقبل وافر احترامي وتقديري

محمد الدسوقي
28-04-2005, 07:08 AM
بسم الله


الذي لا يضر مع أسمه شيء فى الأرض ولا فى السماء‏


أستاذي الكريم

د. سمير العمري

سر على بركة الله وهديه

وفقكم الله لما يرضي مرضاته

تمنياتي لك بالتوفيق والنجاح

تقبل أحر التهاني

عاشق حرفكم

محمد الدسوقي

محمد حافظ
28-04-2005, 10:35 AM
خبر جميل .... ان نسمع منك فكرا بصياغة ادبية , وأدبا بصياغة فكرية ...
تسبر أغور النفس البشرية ... تبحث مكنونات ضاهرة وخفية ...
نرجوا ان تكون موفقا فيما ستبحث , لتعم الفائدة .
نرجوا ان يكون البحث موثقا ... ومن مصادر معتمدة لكل بحث ..ز وخاصة انك تريد الخوض في
(((وأعرج إلى كل ما يرصد علة في نسيج المجتمع أو سقماً في أسلوب أدائه سعياً إلى إعادة الصياغة التي أحمل شعارها))))))) .
نتمنى لك كل التوفيق , وجهدا مباركا ان شاء الله ..

حوراء آل بورنو
28-04-2005, 12:02 PM
خيوط الفجر الأولى تحدّث عن نهار جميل ، و الرشفة الأولى تخبر عن صفاء المعين ، و سطورك الأولى تبشر بكتاب عظيم .

حق لحرفك التثبيت ، لعل به تكون لبنة صلاح في بيت الأمة ، و مفتاح فلاح لأبواب خيرها .

وفقك الله و سدد خطاك ، و جعل الجنة مثواك .

سلطان زمن
28-04-2005, 12:17 PM
الأخ الحبيب د.سمير العمري

بارك الله فيك أخي على هذا النشاط المتجدد فيك ، وهذا الحب للإثراء المجتمع بما تملكه من علم وأدب وثقافة .

أسأل الله أن يجعلك قادرا على فعلك ، ويمدك بمدد من عنده ، ويثيبك أجرا ، إنه على ذلك قدير .

تحياتي لك ،،،،

د. سمير العمري
28-04-2005, 10:32 PM
الرائعة يسرى:

هي محاولة للتحليق بأجنحة الحرف إلى مدارات الحلم الأجمل ، ربما نصل يوماً.

أنها بوح ورؤية في قالب أدبي لا تصنيف علمي ولا بحث أكاديمي فذلك سيكون في وقت لاحق إن شاء الله تعالى.


بارك الله بك وشكر لك دعمك ورأيك.


تحياتي وتقديري
:os::tree::os:

د. سمير العمري
28-04-2005, 10:33 PM
أخي الحبيب محمد:

على الله التكلان ومنه التوفيق وعليه الأجر.

أشكر لك تواجدك الأخوي الدائم. هو محل تقديري الكبير.


تحياتي وتقديري
:os::tree::os:

د. سمير العمري
28-04-2005, 10:42 PM
أخي الذي أحبه صادقاً في الله محمد حافظ:

يسعدني أن أراك تبارك عزمي هنا، ولكن لن يكون هذا ما تنتظر. وإنما هو كما أسلفنا كتاب يعنى بالأدب الهادف ويمازج بينهما من وضعي ورأيي واجتهادي وإن كان يصب فيما أشرت إليه. ما تتحدث عنه أيها الفاضل سيكون في أيام قادمة بإذن الله ولن يكون حينها إلا موثقاً بخير المواثيق بإذن ربي الكريم.

نحن هنا نحلق مع الحرف بفكر مجتهد وسرد مما نسمع ونشاهد وبعض رأي. أرجو أن يروق لك ذلك.

وأرجو أن يتسع صدرك لملاحظات أخيك بشأن بعض ما يتكرر في ردك والآخرين من الأخوة في الواحة تحرياً للصواب ووصولاً إليه.

ضاهرة .... ظاهرة.

نرجوا ان تكون موفقا
نرجوا ان يكون البحث موثقا
بل "نرجو" أيها الحبيب فلا ألف هنا وهي مما أراه يتكرر في ردود الكثير فطمعت في سعة صدرك لنعلم عنه.


دمت بخير

تحياتي وتقديري
:os::tree::os:

د. سمير العمري
28-04-2005, 10:44 PM
أيتها الحرة:

لا يزال حرفك سامقاً ورأيك عابقاً بكل صدق ووفاء.

نرجو الله أن نكون بعضاً مما تظنين وأن يجزيك ربك من الدعاء بمثل.

وأشكر لك تثبيت الموضوع.


تحياتي وتقديري
:os::tree::os:

د. سمير العمري
28-04-2005, 10:47 PM
أخي الحبيب سلطان زمن:

وجودك هنا يعني لي الكثير. ودعاؤك والكرام أمثالك هو الصهوة التي ستحملني إلى حيث أرجو أن يكون مني ما تأملون.

هو الدعاء يا صديقي وهو إخلاص النية لله تعالى والحرص على إبراء الذمة بما علمني ربي وهذبني.


دمت كما تحب وأحب.


تحياتي وتقديري
:os::tree::os:

د. سمير العمري
01-05-2005, 02:40 AM
تمهيد

رحلتي في الذات شاقة عسيرة، تنطلق في رحلتها الطويلة من أقصى يسار الخلق إلى أقصى يمين الضمير، تجتاز فيها فدافد الدعة ووديان الضعة، وتتجاوز فيها تلال العجز وكثبان التواني، وتتسلق جبال العزم وقمم العزة إلى حيث مكان الأحرار الكرام ومدار الرفعة والكرامة. هي رحلة إلى أعلى حيث الرقي والشموخ، وحيث مكانة الأمة ومجدها.

زادي في هذه الرحلة ما علمنيه ربي من علم عملت عليه طويلا، وما ابتلاني فيه من عيش تعلمت منه كثيرا، وما وفقني فيه لخلق هذبته بما هدى إليه الرسول الكريم وبما أهدى من أسوة حسنة. وراحلتي فيها الصبر والعدل والصدق فلا أزال أتحرى فيما أكتب الإنصاف حتى من ذات نفسي وممن أحب حتى يكون في ذلك ما يكون حكماً عدلاً لمن ألقى السمع وهو شهيد. أما رفيقي فهو الفكر الذي غرفت نبعه من هدي الشرع وخبرة الحكماء وتداول الأيام، وأما سميري فهو الحرف الذي به آنس وله أبوح ومعه أسافر إلى حيث القلوب الصادقة والنفوس الراغبة، ننشر الخير ونرسم الجمال ونرتقي بالفكر والأدب ومكارم الخلق.

ولقد رأيت أن أصنف الكتاب في ثلاثة أبواب وعشرة فصول. أما الباب الأول فيتناول الذات البشرية في أحوالها وتقلباتها وحالاتها وآفاتها في ثلاثة فصول. الفصل الأول منه سيخصص لأحوال النفس المختلفة كالسعادة والتعاسة، والقلق والأرق، والحب والبغض، والصداقة والعداوة، وغير ذلك. أما الفصل الثاني فيتناول آفات النفس وأسقامها كالحقد والحسد، والكذب والرياء، والبخل والخيلاء، وغير ذلك مما نكتب عنه وعن وسائل التغلب عليها. أما الفصل الثالث فسأفرده للحديث عن القيم الذاتية والمعاني السنية في دواخل النفس الإنسانية في قالب نفسي تحليلي كرحلة استكشاف للداخل وإظهار للملكات والقدرات.

أما الباب الثاني فسيتناول أحوال الأمة بين حاضر ومستقبل وماض، في رؤية تحليلية من زاوية خاصة ورصد للعلل ووصف للدواء. وسوف يقسم هذا الباب إلى أربعة فصول. الفصل الأول سيكون للحديث عن أحوال الأمة في تقلبات زمانها بين ماض مهيب، وحاضر عجيب، ومستقبل كئيب. في هذا الفصل سأتناول مشاهد الأمة المختلفة الفكرية منها والعلمية والثقافية والأدبية والاجتماعية والسياسية وغيرها، رصداً وسرداً ومقارنة. وفي الفصل الثاني سأتحدث عن علل الأمة في مستوياتها جميعاً وبشكل مقتضب ثم نبحث في علاج هذه العلل علاجاً عرضياً وعلاجاً جذريا. أما الفصل الثالث فسأفرده للحديث عن الإعلام والتعليم لما لهما في تقديري من تأثير كبير ودور عظيم في وصولنا إلى هذه الحال وكيف يمكنهما أن يصلحا ما أفسدا، بل ما أفسدت أيدي القائمين عليهما. أما الفصل الرابع فسأتحدث فيه عن دور الفرد في إنشاء مجتمع سليم ودور المجتمع في تأسيس أركان أمة سليمة قوية عزيزة.

وأما الباب الثالث فسيخصص للحديث عن اللغة وفنونها من شعر ونثر، ويتعرض لما تتعرض له من محاولات التغريب والحداثة، كما سأتناول النقد دوره وأسلوبه ومنهجه. في الفصل الأول سيكون للغة منبراً تدافع فيه عن فصاحتها وأصالتها وجمالها، وفيه تثبت للعقلاء أنها الأم التي تجمع أبناءها بدفء ووئام، بل وأنها الوطن الذي يجمع القلوب والعقول والمشاعر. وفي الفصل الثاني يتبارز الشعر والنثر في ساحة لا عداء فيها ولا دماء، ولا قتلى ولا ثكلى، بل حرف بحرف وبيان ببيان. وأفرد الفصل الثالث والأخير في جمع ما شرد وبيان ما ورد استجلاء للرحلة.

وبعد،
فهذه هي رحلتي التي وطدت عليها همتي، وجهزت لها زادي وراحلتي. وإني لأعلم أن الطريق طويل والدروب موحشة لن تخلو من نحيب بوم ونعيب غربان، ولكني أثق بأنني سأسافر رحلتي هذه في فيحاء قلوبكم أيها الكرام فتشرق بالأمل أنوار الحياة.

المؤلف
الدكتور سمير العمري



تحياتي وتقديري
:os::tree::os:

حوراء آل بورنو
31-08-2005, 03:14 AM
أستاذنا الكريم

أعيذك من جفاف الحبر و انقضاء المداد ، فالقلب منك بحر و الفكر أنهار . أفلا تجود علينا و ما عهدناك إلا كريماً و ابن أكرمين .

نعذر فيك انشغالا ، و لكنا في توق لحرف يرسم التفرد لفظاً و حرفاً ، و الغاية أدب هو الأدب مدرسة و قد كثر الضعاف ، و علم هو الفقه جامعة و قد كثر الناعقون .

ود لك يسلك طريق لا يجهله .

د. سمير العمري
14-12-2005, 08:35 PM
أيتها الحرة:

ما جف مداد ولا انقضى رشاد ولكن لكل أجل ميعاد.

ما هو إلا انشغال شديد وسنعود بإذن الله نكتب ما يلهمنا به الحق تبارك وجل وعلا بما نرجو به الخير لهذه الأمة.


تحيات لا تنفد
:os::tree::os:

أسماء حرمة الله
16-12-2005, 01:07 AM
سلام الله عليك ورحمته وبركاته

تحية مكتوبة برحيق البنفسج

أستاذي العزيز د. سمير،

واللهِ لقد اشتقنا لمصافحة كتابك، ورشف مداد يراعك وحرفك السامقيْن..سنبقى بانتظار أن تشرقَ علينا بحروفك كما ننتظر شروقَ الشمس...ستكون رحلةً رائعة ومبهرة وشائقة في رحاب الحرف والذات والحلم والغد الأجمـل..
تقبّل خالص تحياتي وتقديري وإعجابي
وألف باقة من الورد والمطر

د.جمال مرسي
16-12-2005, 09:10 AM
حق لك أن تكتب و واجب علينا متابعة حرفك السامق
اكتب و سح بنا في أعماق نفوسنا
و ثق أننا من المتابعين
فما تطرقت إليه في مقدمة الكتاب يدعونا فعلا للمتابعة
و أنا متأكد أنني سأقرأ الكثير و الكثير من سمير العمري الانسان
و لو لم تطالب حرة بالتثبيت لفعلته أنا بدون تردد
دمت بخير
و ثبت الله قلبك على طاعته
تقبل ود أخيك
و ورد أخيك
و وز أخيك ( خاليا من أنفلونزا الطيور )
صباحك جميل

نزار ب. الزين
17-12-2005, 05:07 PM
الأخ الفاضل الدكتور سمير العمري
لطالما قرأت لك و أعجبت بما تكتب ، أما الآن فإني أشتعل شوقا لرؤية ( رحلة مع الذات ) حيا ينبض أمام عيني .
هيا فإن إخوانك و أخواتك في الإنتظار
نزار ب. الزين

سعيد أبو نعسة
17-12-2005, 06:02 PM
الأخ العزيز د سميرالعمري
معرفة الإنسان نفسَه هي الخطوة الأولى للسير على هدى الحق و الإيمان
و سبرك مجاهل النفس البشرية إسهام مشكور في هذا المجال نأمل متابعته قريبا .
دمتم في خير و عطاء .

نورية العبيدي
17-12-2005, 10:03 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

تقدمة الكتاب

الحمد لله؛ بها نبدأ وبها نبراً، وبها نهنأ وبها نهدأ، وبها نحدث بنعمة المولى الكريم. الحمد لله الذي تتم بنعمته الصالحات، وتنتشر برحمته المكرمات، وتزدهر بذكره القلوب. وأصلي وأسلم على رسول الأمة نبي الرحمة الصادق الأمين، المبعوث هداية ورحمة للعالمين. اللهم نشهد أنه بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة وتركها على سبيل الرشاد لا يزيغ عنه إلا هالك.
وبعد:
فإني، وبعد أن استخرت ربي، قد عزمت أمري على أن أصنف كتاباً أتناول فيه الذات البشرية في حالاتها المختلفة، وتقلباتها بين الرضا والسخط، والغنى والقحط، والألم والأمل، والدعة والعمل، والرفعة والدناءة، والترفع والبذاءة، والجزع والصبر، والعقوق والبر، والصدق والكذب، والعفو والعتب، والحنو والغضب، والجور والإنصاف، والفحش والعفاف، والغدر والوفاء، والكدر والصفاء، والحب والمقت، والثرثرة والصمت، والإقدام والإحجام، والوقار والانحدار، وغير ذلك كثير.
:os::tree::os:


بالتوفيق ان شاء الله يا أيها الفاضل، وسنتطلع باهتمام بالغ الى ذلك العمل الكبير ...

مع الود والتقدير

بنت بجيلة
18-12-2005, 06:51 PM
ومعه أسافر إلى حيث القلوب الصادقة والنفوس الراغبة، ننشر الخير ونرسم الجمال ونرتقي بالفكر والأدب ومكارم الخلق.
ونحن نقول بورك الكتاب ومؤلفه ...

نورا القحطاني
24-12-2005, 12:09 AM
http://framboise78.free.fr/Fleurs/bouquet4.gif

" رحـــلة فــي الـــذات "
عنوان رائع والكل يحب أن يبحر في الذات ..!

استاذي... سمير العمري
سجلني في قائمة المتابعين

سلمت وسلم قلمك الجميل والثمين

*
*
*
تحية معطرة بعبير الورد
http://framboise78.free.fr/Fleurs/rosepluie.gif
" ربي اغفر لي ولوالدي وللمؤمنين ولأهل الـواحة أجمعين "

وردة العالم
24-12-2005, 12:29 PM
د./ سمير العمري

اشد علي يدك بشروعك تناول حال الذات البشرية بتناقضاتها العجيبة وانه لمن دواعي سروري واؤكد دواعي سرور الجميع الاطلاع على هذا التناول الثري آملين لك كل التوفيق والسداد..

وردة العالم

عبلة محمد زقزوق
26-12-2005, 10:16 AM
وفقكم الله أستاذنا الفاضل د . سمير العمري
وهدانا ؛ وهداكم الله لكل الخير .

خالص الأمنيات الطيبة ، وبالتوفيق .

د. سمير العمري
26-12-2005, 11:19 PM
سلام الله عليك ورحمته وبركاته

تحية مكتوبة برحيق البنفسج

أستاذي العزيز د. سمير،

واللهِ لقد اشتقنا لمصافحة كتابك، ورشف مداد يراعك وحرفك السامقيْن..سنبقى بانتظار أن تشرقَ علينا بحروفك كما ننتظر شروقَ الشمس...ستكون رحلةً رائعة ومبهرة وشائقة في رحاب الحرف والذات والحلم والغد الأجمـل..
تقبّل خالص تحياتي وتقديري وإعجابي
وألف باقة من الورد والمطر

أشكر لك مرورك يا أسماء وهو بلا شك مما يسعدنا دوماً.

ولقد شغلتني الحياة وبعض أمور الواحة عن التواصل هنا ولكنني أعد بعودة قريبة جداً أواصل معكم الرحلة.


تقبلي تحياتي
:os::tree::os:

د. سمير العمري
26-12-2005, 11:23 PM
حق لك أن تكتب و واجب علينا متابعة حرفك السامق
اكتب و سح بنا في أعماق نفوسنا
و ثق أننا من المتابعين
فما تطرقت إليه في مقدمة الكتاب يدعونا فعلا للمتابعة
و أنا متأكد أنني سأقرأ الكثير و الكثير من سمير العمري الانسان
و لو لم تطالب حرة بالتثبيت لفعلته أنا بدون تردد
دمت بخير
و ثبت الله قلبك على طاعته
تقبل ود أخيك
و ورد أخيك
و وز أخيك ( خاليا من أنفلونزا الطيور )
صباحك جميل

سأفعل أخي الحبيب ، وإني لأرجو أن تكون سياحة فيها المتعة والإفادة.

أما الود فهو الغاية ، وأما الورد فهو القراية ، وأما الوز فهو الدعاية لطبيب بيطري يرجو أن تروج بضاعته D:



تقبل الود والورد وعظام الوز
:os::tree::os:

د. سمير العمري
26-12-2005, 11:24 PM
الأخ الفاضل الدكتور سمير العمري
لطالما قرأت لك و أعجبت بما تكتب ، أما الآن فإني أشتعل شوقا لرؤية ( رحلة مع الذات ) حيا ينبض أمام عيني .
هيا فإن إخوانك و أخواتك في الإنتظار
نزار ب. الزين

يسعدني أن أجدك هنا متابعاً بهذا الشوق والحرص.

وسأعود قريباً جداً دون أن يطول بكم انتظار.


تحياتي
:os::tree::os:

زاهية
26-12-2005, 11:36 PM
أين كنتُ عن هذا الترف الفكري الرائع
تخذت لنفسي مقعداً في الصف الأول
فمتى يرفع الستار؟
جزيت الخيرأخي الفاضل
د0سمير العمري
:001: :tree: :001:
لاشك سيكون الكتاب رائعاً بإذن الله
وفقك المولى وأعانك في عملك المخلص لوجهه الكريم
أختك
:0014:
بنت البحر

د. سمير العمري
28-12-2005, 01:36 AM
الباب الأول
الفصل الأول


القيمة والشيمة

لعلني رأيت أن أبدأ أول موضوعات هذا الكتاب بتعريف محدد للقيمة وللشيمة وإظهار الفرق بينهما لما لذلك من أهمية قصوى في تحديد مفاهيم التناول الفلسفي والبعد الأخلاقي والتقدير الإنساني لما هو آت. إن في تحديد المسميات وتوضيح الدلالات أثر كبير ودور أكبر في الوصول إلى المعاني المتجردة حكماً المتحرية إنصافاً وإثراءً.

أما القيمة لغة فهي القدر والثمن ، وأما اصطلاحاً فهي كنه الشيء وقوامه ، وهي المعنى لكل ما هو ذو قدر لا يصل به إلى العدم. القيمة هي الدلالة على مؤشر يرتقي ولا ينحدر إلى الحضيض دون أن يفقدها مسماها ومعناها. وتقاس القيم بهذا المؤشر ارتفاعاً وهبوطاً رأسياً فدأبها إما رفيعة ، وإما وضيعة ، وربها إما رفيع وإما وضيع. وقد ترتقي القيمة دون حد إلى غير أمد حتى تكون مطلقة يختص بها الخالق العظيم.

وأما الشيمة فهي الطبيعة والسجية ، هي الخلق الذي يكتسبه المرء مع الأيام ، والطبع التي يعتاده بين الأنام. هي توصيف لحالة وتوظيف لدور قد يكون للقيمة دور فيها وقد لا يكون. وتقاس الشيم بمقياس رأسي وأفقي ، نسبي لا يصل إلى إطلاقه بحال ، فتكون الشيم إما نفيسة وإما خسيسة تبعاً لمجموع ما حوت تلك الشيم من قيم ومقياس رفعة تلك القيم.

القيمة غاية نسعى إليها في كل قول وفعل رقياً نحو الأومق والأوثق والأسمق ، والشيمة هي وسيلة الوصول إليها نسرجها بالترفع ، ونسوسها بالحلم ، ونعتليها بالتواضع. القيم إذاً هالات ننظر إليها في مدارات عالية ، نمد أجنحة العزم محلقين بها نحو الحلم بالبلوغ والتعالي عن الولوغ. والشيم عيون تحدق فينا ترقب منا الكلمة والحركة ، وتقيم التصرف ، وتقوم التطرف ، كي ترسم لنا الصورة التي ترانا منها العيون ويحكم علينا بها الآخرون. القيم هي المقياس الذي نحتكم إليه في المضاهاة بين القدر والقدرة ، والسمو والضعة ، والرشد والسفاهة. أما الشيم فهي ما يحتكم إلينا في المساواة بين الظاهر والباطن ، والمجاراة بين الأقوال والأفعال.

ومن خلال ما سبق يمكن للمتأمل أن يدرك أن القيم لا تدل إلا على معاني الخير ولا تعبر إلا عن مراتب الفضيلة ، ولا تكون القيمة إلا بقيمة ، ولا يمكن لها أن تضمحل إلا بفنائها وانسلاخها عن معناها. وهي معنى قائم بذاته لا يعتمد على تعليل أو تعديل أو تعبيل ، لا يهدى بل يهدى إليه ، ولا يعرى بل يعرى عنه. وأما الشيم فهي كما أسلفنا توصيف لحالة الفرد في تطبيقه للقيم في تصرفاته ومدى موائمة هذا لذاك. وعليه فالشيم قد تنعت بخير أو بشر ، ويمكنها أن تتأرجح بندولاً بسلبٍ أو بإيجابٍ وفق الحالة وتبع الحال. فالقيم إذاً مبادئ ثابتة لا تساوم ، والشيم هي حالات متقلبة في إطارها.

لكم رأيت من خلط كبير بين القيم والشيم عند العامة والخاصة على حد سواء مما نتج عنه غالباً اعوجاج في الطبائع وارتجاج في الأحكام ، ولكم كان التأثير خاطئاً والتقدير مخطئاً بما أورثه الإغراض حيناً والجهل أحيانا. ومن البديهي أن يحسن المرء إدراك معاني المسميات ، والتمكن من وسائل الفهم الألمعي للمعطيات لكي يصل إلى آفاق المعرفة الممتدة دون قيود قصور أو فروض فتور.

إن هذه المفاهيم التي تناولناها مقاربة ومقارنة بين القيم والشيم ستلعب دوراً رائداً في تقديم البراهين ، وتقييم الاستنتاجات المنبثقة من التناول لأحوال النفس البشرية وشيمها ، وستكون مرتكزاً للحكم أو التعليل خلا بعض حالات لا يكون فيها مثل هذا الأمر منطبقاً.



تحياتي وتقديري
:os::tree::os:

زاهية
28-12-2005, 02:02 AM
الله
شيء جميلٌ
ذو قيمة رفيعة المستوى
بوركت فيك الشيم الكريمة
وأبعد الله عنا شيماً لاتليق بكريم
تابع بالتوفيق
أختك
بنت البحر

الصباح الخالدي
28-12-2005, 03:20 AM
ماشاء الله اللهم صلي على سيدنا محمد
وفقك الله ماللشدايد إلا رجالها
نبارك لكم هذا العزم ونحن نتابعكم باهتمام وفقكم الله

سعيد أبو نعسة
28-12-2005, 06:07 AM
الأخ الحبيب د سمير العمري
إذا كان الفصل الأول بهذا الجمال فكيف يكون الموضوع ؟!
مفتاح في غاية الأهمية للولوج إلى الذات .
دمت في خير و عطاء

أسماء حرمة الله
29-12-2005, 02:35 AM
سلام اللـه عليك ورحمته وبركاته

تحية مكتوبة بماء الورد

أستاذي العزيز د. سمير،

"ومن البديهي أن يحسن المرء إدراك معاني المسميات ، والتمكن من وسائل الفهم الألمعي للمعطيات لكي يصل إلى آفاق المعرفة الممتدة دون قيود قصور أو فروض فتور. "

جزاك الرحمن عنا خير الجزاء، واللـه استفدتُ كثيرا مما قدّمتَه هنا بالفصل الأول، وقد قرأت حروفك أكثر من مرة، وسعيدة لأنك رويتَ عطشنا للمعرفة بهذه الرؤية العميقة والدقيقة، وبينتَ لنا الفروق بين القيمة والشيمة، بكل الدقة والعمق..سننتظر بقية الفصول بفارغ الصبر..
من المتابعين بإذن الرحمـن..
دمتَ لنا ودام لنا إبداعك ويراعك..
تقبّل خالص تحياتي وتقديري
وألف باقة من الورد والمطر

سيد يوسف
29-12-2005, 03:22 PM
الاخ الحبيب د/ سمير
إنا وإياك لعلى موعد وكأنى فى انتظار حبيب على شوق
بارك الله فيك واعانك ونفعنا بك
اللهم امين
سيد يوسف

د. سمير العمري
30-12-2005, 02:26 PM
الأخ العزيز د سميرالعمري
معرفة الإنسان نفسَه هي الخطوة الأولى للسير على هدى الحق و الإيمان
و سبرك مجاهل النفس البشرية إسهام مشكور في هذا المجال نأمل متابعته قريبا .
دمتم في خير و عطاء .

صدقت ، ولعل معضلتنا التي أفقدتنا القيم والشيم أخي سعيد هي أننا بتنا لا نعرف مال نحن أو ما نحن عليه ، واختلطت عندنا المسميات وارتبكت المفاهيم بما أفقدنا الثقة بالنفس أولاً ثم الوعي بما يجب وما لا يجب ثانياً.


أشكر لك مرورك الكريم مع خالص التحية.




تحياتي
:os::tree::os:

د. سمير العمري
30-12-2005, 02:27 PM
بالتوفيق ان شاء الله يا أيها الفاضل، وسنتطلع باهتمام بالغ الى ذلك العمل الكبير ...

مع الود والتقدير


سأشارككم ميلاد كل موضوع فيه هنا أولاً بأول ويسعدني متابعتكم.



تحياتي
:os::tree::os:

د. سمير العمري
30-12-2005, 02:29 PM
ونحن نقول بورك الكتاب ومؤلفه ...


وبوركت أنت أختي الكريمة بنت بجيلة ويسعدني أن أراك من المتابعين.




تحياتي
:os::tree::os:

د. سمير العمري
30-12-2005, 04:10 PM
أين كنتُ عن هذا الترف الفكري الرائع
تخذت لنفسي مقعداً في الصف الأول
فمتى يرفع الستار؟
جزيت الخيرأخي الفاضل
د0سمير العمري
:001: :tree: :001:
لاشك سيكون الكتاب رائعاً بإذن الله
وفقك المولى وأعانك في عملك المخلص لوجهه الكريم
أختك
:0014:
بنت البحر

رفع الستار أختي وسنكشف المعاني لنكتشف السبيل.

يسعدني أن أراك في الصف الأول وتذكرتك أيتها الأخت الغالية على حسابي :001:



تحياتي
:os::tree::os:

نسيبة بنت كعب
01-01-2006, 08:11 PM
تعريف فى قمة الدقة والكمال

يبدو ان الدكتور Psychiatrist

منصــتون ....منصــتون ..... منصــتون

تكلم ... أكمــل ايها البارع ... نتابع ...



http://www.ebnmaryam.com/vb/images/smilies/36_13_3.gif

د. سمير العمري
24-01-2007, 12:48 AM
الله
شيء جميلٌ
ذو قيمة رفيعة المستوى
بوركت فيك الشيم الكريمة
وأبعد الله عنا شيماً لاتليق بكريم
تابع بالتوفيق
أختك
بنت البحر

بارك الله بك أختي الكريمة.

وحفظ فيك كل قيمة وكل شيمة.

وأعدك بأن أجد بعض وقت لأعود لرحلتي هذه.



تحياتي

د. سمير العمري
28-04-2007, 04:38 PM
ماشاء الله اللهم صلي على سيدنا محمد
وفقك الله ماللشدايد إلا رجالها
نبارك لكم هذا العزم ونحن نتابعكم باهتمام وفقكم الله

بارك الله بك أخي الحبيب الصباح ، وأعتذر لك وللجميع عن تأخري في متابعة ما وعدت به لظروف انشغال عتقد أنها لا تخفى عليكم ، ولكن أدعو الله وأرجو أن تدعو لي أن أتمكن من العودة لإكمالها في وقت قريب.



تحياتي

الصباح الخالدي
28-04-2007, 06:06 PM
بارك الله بك أخي الحبيب الصباح ، وأعتذر لك وللجميع عن تأخري في متابعة ما وعدت به لظروف انشغال عتقد أنها لا تخفى عليكم ، ولكن أدعو الله وأرجو أن تدعو لي أن أتمكن من العودة لإكمالها في وقت قريب.
تحياتي

لاتقلق نحن نحبك بنسيانك ومشاغلك
سننتظرك أيها الكريم

د. سمير العمري
12-05-2007, 03:32 PM
الأخ الحبيب د سمير العمري
إذا كان الفصل الأول بهذا الجمال فكيف يكون الموضوع ؟!
مفتاح في غاية الأهمية للولوج إلى الذات .
دمت في خير و عطاء

سيكون بإذن اله كما يحب كل حر كريم ، وسابذل فيه جهدي ما استطعت كي يكون كتاباً يجمع بين بلاغة الأدب وصياغة الفكر.


تقبل الود والتقدير

د. سمير العمري
20-09-2007, 02:22 AM
بالتوفيق ان شاء الله يا أيها الفاضل، وسنتطلع باهتمام بالغ الى ذلك العمل الكبير ...
مع الود والتقدير

أعلم أنني أطلت الغياب وتالله ما كان ذلك إلا قسرا وعسرا ولكني هنا لأشكر لك مرورك الكريم وتجديد الوعد بالعودة قريبا لإكمال فصول هذا الكتاب.



تحياتي

د. سمير العمري
26-11-2007, 12:05 AM
سلام اللـه عليك ورحمته وبركاته
تحية مكتوبة بماء الورد
أستاذي العزيز د. سمير،
"ومن البديهي أن يحسن المرء إدراك معاني المسميات ، والتمكن من وسائل الفهم الألمعي للمعطيات لكي يصل إلى آفاق المعرفة الممتدة دون قيود قصور أو فروض فتور. "
جزاك الرحمن عنا خير الجزاء، واللـه استفدتُ كثيرا مما قدّمتَه هنا بالفصل الأول، وقد قرأت حروفك أكثر من مرة، وسعيدة لأنك رويتَ عطشنا للمعرفة بهذه الرؤية العميقة والدقيقة، وبينتَ لنا الفروق بين القيمة والشيمة، بكل الدقة والعمق..سننتظر بقية الفصول بفارغ الصبر..
من المتابعين بإذن الرحمـن..
دمتَ لنا ودام لنا إبداعك ويراعك..
تقبّل خالص تحياتي وتقديري
وألف باقة من الورد والمطر

بارك الله بك أختي الكريمة أسماء وجعل الرضا نعمته الكبرى عليك.

أحرص أن أعود لاستكمال ما بدأت به هنا وهناك ولكن انشغالي بأمور الواحة الكثيرة يؤخرني عن كثير.

لعل الله أن يمن علينا ببعض فراغ نخط فيه بعض ما ألهمنا الرحمن فضلا منه ومنة.

حفظك الله من كل سوء.



تحياتي

د. سمير العمري
10-09-2008, 03:42 PM
الاخ الحبيب د/ سمير
إنا وإياك لعلى موعد وكأنى فى انتظار حبيب على شوق
بارك الله فيك واعانك ونفعنا بك
اللهم امين
سيد يوسف

بارك الله بك أخي الأديب المفكر سيد يوسف ووفقك في كل أمرك.

هو الموعد ضربناه فأخرته ظروف ألوف. نسأل الله أن ييسر لنا الأمر فنعود.



تحياتي

معروف محمد آل جلول
07-12-2008, 09:35 PM
الدكتور السامق..سمير
بعد قراءات بسيطة في الشعر الرسالي ..
وجدناه مميزا..
غير قابل للمنافسة..
وسنعلل ـ بإذن الله ـ مستقبلا الأسباب الواضحة التي لاينكرها إلا جاحد..
وقرانا نصين نثريين فأُعجِبنا بالطريقة البارعة في الطرح والتناول ..
نفاجأ اليوم بمدخل كتاب ..
يتناول ـ في إطار // التنمية البشرية // النفسية المسلمة..والبشرية عامة ..
وما التنمية البشرية إلا حصيلة علوم إنسانيةحديثة..
بأسلوب ولغة باهرة فصيحة ..وفكرة غائرة تستنطق أعماقنا ..وتحاور ضمائرنا ..
وقرانا كذلك ردود إخوننا اللامعين الغيورين ..وتمتعنا..
المدخل ذكرني بعلَمين كان لهما الأثر البارز في استنهاض همم المؤمنين في القرنيين الماضيين..
ـ المرحوم عبد الرحمن الكواكبي..//طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد//..والاستبداد لبس في مجتمعنا الإسلامي ثوب ما يسمى بسلطة الخفاء..بعد الاستعمار مباشرة ..وسنتحدث عنه في موضوعنا المطروق حاليا..
يجب كشف حيلها ومكرها وعيثها فسادا في أموال المسلمين ..ومعارضتها وتبديدها لجهود سلطاتنا التي لاتحب غير الخير لرعيتها..
ـ المرحوم شكيب أرسلان..// لماذا تخلف المسلمون وتقدم غيرهم //..ويتعرض لنفس الأسباب التي سيستعرضها الدكتور المحترم أكيد بأسلوبه المميز الجديد ..وإذا بنا لم نخرج منذ أمد بعيد من أزمتنا ..
لانملك لهذا الطرح المميز إلا التقدير والثناء..لامكان للمجاملات هنا ..الموضوعية تملي إملاءاتها..

للتثـــبيــت أطول مدة ممكنة..
..لما في المدخل ..وما يتبعه من عناوين ..تفهرس الكتاب المنتظر..
ونطالب الدكتور المحترم بالتكرم بباقي المواضيع ..
نحن قراء ومتابعون..
خالص تحياتي..

ابن خليفة
08-12-2008, 12:28 AM
الحبيب الغالي " د. سمير العمري
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بالتوفيق والسداد
والله يوفقك ويرعاك دوما بحفظه
سر على بركة الله

فاطمه عبد القادر
08-12-2008, 01:40 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هنا تكمن القيمة
ويتبلور الجوهر,, ليخرج للوجود
ما رأيت إنسانا قط, يقدر قيمة الفكر والأدب والانسانية,, إلا وجدته يتمتع بالشيم والأخلاق العالية
رغم خضوع هذه الشيم للتفاعلات اليومية وجعلها تتأرجح ,,مثل الحزن أو الغضب أو الاحباط ولكنها ,,,,لن أقول في كل الأحوال بل في معظمها,, تعود لتعتدل حسب قيمة الانسان نفسه, وتقييمه لذاته
سمير العزيز,,,, قيمة ما تكتبه عالية جدا
أتمنى لك التوفيق
وأبارك هذه الخطوة الواثقة
موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .
ماسة
:hat::hat::hat:

سعيدة الهاشمي
16-12-2008, 12:33 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

أستاذي الفاضل سمير العمري،

لا يسعني إلا المتابعة، رحلة سنتعلم منها الكثير بإذن الله عز وجل

وإن كان ما كتبت مجرد مدخل فالقادم يعد بالكثير الكثير،

صدقت قولا إذ قلت أنه ينبغي علينا تحديد المفاهيم والتفرقة بينها لأن عليها تبنى الكثير من الأشياء

وإن كان الأساس خاطئا فقد يسقط الصرح بأكمله.

أستاذي، سر وعين الله ترعاك.

سنبقى هنا على ضفاف حرفك العاطر المفيد نرتوي وننتظر المزيد.

تحيتي ومودتي.

راضي الضميري
16-12-2008, 09:20 PM
وهي رحلة كبيرة ، فيها سنبحر معك كأب وأستاذ وأديب وشاعر كبير ، له بصماته الواضحة في عالم الأدب والشعر والفكر ، وله جهد الذي نقدره في خدمة هذه الأمّة والذود عن حماها ، لا ينكره إلا جاحد أو حاقد و حاسد ، ومثلك نستمع له ، ونسترشد بتوجيهاته ، وندعو بأنْ يمدّ الله تعالى في عمرك وأنْ يمتعك بالصحة والعافية ؛ وبأنْ يحسن ختامك بالعمل الصالح الذي يرضاه ، فسر على بركة الله تعالى ، وكلنا معك .
أستاذي الحبيب الدكتور سمير العمري
بارك الله فيك وجعلك ذخرًا لهذه الأمّة .
تقديري واحترامي

يوسف أحمد
19-12-2008, 06:34 PM
وفقك الله أيها الدكتور الميدع الكريم في درب عطائك المشرق المشرّف.

ومثل قلمك من نبحث عن نثره وشعره، ونتشوق إلى أفنان دوحه وبلابل بوحه.

فسر على بركة الله، ولك أحلى المنى.

د. سمير العمري
22-12-2008, 04:01 PM
تعريف فى قمة الدقة والكمال
يبدو ان الدكتور psychiatrist
منصــتون ....منصــتون ..... منصــتون
تكلم ... أكمــل ايها البارع ... نتابع ...

http://www.ebnmaryam.com/vb/images/smilies/36_13_3.gif

سنكمل بإذن الله قريبا.

أشكر لك المرور.



تحياتي

د. سمير العمري
01-07-2009, 12:09 AM
لاتقلق نحن نحبك بنسيانك ومشاغلك
سننتظرك أيها الكريم

ونحن نفتقدك أخي الصباح وننتظرك دوما أيها الكريم.

كن بألف خير.

وأهلا ومرحبا بك دوما في أفياء واحة الخير.



تحياتي

هشام عزاس
01-07-2009, 12:55 AM
الدكتور الفاضل سمير العمري

بالفعل كما ذكرت أستاذنا هي رحلة شاقة محفوفة بالمكاره و تتطلب من الجهد و الصبر الكثير , و لكن أنتم لها جديرون و على اجتياز دروبها الصعبة بإذن الله موفقون .

دعواتي لك بالصبر و المثابرة للوصول في أقرب الآجال

إكليل من الزهر يغلف قلبك
هشـام

د. سمير العمري
26-02-2010, 01:07 AM
الدكتور السامق..سمير
بعد قراءات بسيطة في الشعر الرسالي ..
وجدناه مميزا..
غير قابل للمنافسة..
وسنعلل ـ بإذن الله ـ مستقبلا الأسباب الواضحة التي لاينكرها إلا جاحد..
وقرانا نصين نثريين فأُعجِبنا بالطريقة البارعة في الطرح والتناول ..
نفاجأ اليوم بمدخل كتاب ..
يتناول ـ في إطار // التنمية البشرية // النفسية المسلمة..والبشرية عامة ..
وما التنمية البشرية إلا حصيلة علوم إنسانيةحديثة..
بأسلوب ولغة باهرة فصيحة ..وفكرة غائرة تستنطق أعماقنا ..وتحاور ضمائرنا ..
وقرانا كذلك ردود إخوننا اللامعين الغيورين ..وتمتعنا..
المدخل ذكرني بعلَمين كان لهما الأثر البارز في استنهاض همم المؤمنين في القرنيين الماضيين..
ـ المرحوم عبد الرحمن الكواكبي..//طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد//..والاستبداد لبس في مجتمعنا الإسلامي ثوب ما يسمى بسلطة الخفاء..بعد الاستعمار مباشرة ..وسنتحدث عنه في موضوعنا المطروق حاليا..
يجب كشف حيلها ومكرها وعيثها فسادا في أموال المسلمين ..ومعارضتها وتبديدها لجهود سلطاتنا التي لاتحب غير الخير لرعيتها..
ـ المرحوم شكيب أرسلان..// لماذا تخلف المسلمون وتقدم غيرهم //..ويتعرض لنفس الأسباب التي سيستعرضها الدكتور المحترم أكيد بأسلوبه المميز الجديد ..وإذا بنا لم نخرج منذ أمد بعيد من أزمتنا ..
لانملك لهذا الطرح المميز إلا التقدير والثناء..لامكان للمجاملات هنا ..الموضوعية تملي إملاءاتها..

للتثـــبيــت أطول مدة ممكنة..
..لما في المدخل ..وما يتبعه من عناوين ..تفهرس الكتاب المنتظر..
ونطالب الدكتور المحترم بالتكرم بباقي المواضيع ..
نحن قراء ومتابعون..
خالص تحياتي..


أشكر لك هذا الرد المدرك أخي الأديب والمفكر معروف ، وللحق فإني أطمح لتناول ينطلق من الذات إلى المحيط وليس العكس في محاولة جادة لاستقراء معالم الطبع والطبيعة واستنفار عزائم الأحرار من أبناء الأمة لإعادة الصياغة وبناء المجتمع بناء صحيا.

ولعلني ما انفك المرض يعطل همتي ويرد رغبتي في استكمال المشوار حتى بت أجدني أكثر إصرارا على أن أتفرغ لهذا الأمر قريبا ولو بكشل جزئي ليكون أول كتبي في الفكر وأسأل الله التوفيق.

تقبل التحية والتقدير

وأهلا ومرحبا بك في أفياء واحة الخير.


امتناني

عبد الرحمن الكرد
26-02-2010, 02:42 PM
القدير د. سمير
المتجدد دوما
وتتحفنا بكل مايسر خاطرنا
وتستنهض الهمم
بارك الله في حرفك وعلمك
تحياتي

عبدالصمد حسن زيبار
28-06-2010, 01:24 PM
همم الكبار كبيرة و مطامحهم سامقة
رحلة في الذات
إذا كانت هذه مقدمة فكيف تكون البقية

الذات الكبيرة تصنعها الأحداث الكبيرة و التجارب المتنوعة و الرؤى العميقة

تحياتي أيها الكريم

عبدالهادى العمري
28-06-2010, 02:18 PM
بكلمات أخر؛ هي رحلة في الذات ، وتأمل في حال الفرد والأمة، ورصد لأخلاقها وطباعها، وتوثيق لصروفها وأوضاعها، وجهد في علاج أسقامها وأوجاعها. سأركب زورق الحرف المسافر في عباب خضم كبير، ينشر أشرعة الكلمة الجميلة ببديعها ومحسناتها وتراكيبها، ويبحر مع التيار حيناً وضده أحيانا يواجه الرياح ويتحدى العواصف وصولاً إلى مرافئ الرقي والسموق والعلاء. ولسوف أضمن ما سأنثر هنا مما نظمت هناك ما دعت إليه حاجة أو هفت إليه اختلاجة. ورحلتي في الذات هي بلا ريب توأم بتلاتي الملونة التي أفردتها لأجمل المشاعر الإنسانية وأرق الهمسات العاشقة.
هما أول تصنيفين نثريين سأقوم بنشر موضوعاتهما المتفاوتة في أوقات متباينة ثم جمعهما وإصدارهما قبل أن أتفرغ للتأليف الكبير بإذن الله تعالى.

الاخ الفاضل الدكتور سمير العمري
رعاك الله تعالى و جعل مداد قلملك وفكرك لما استخيرته القا"وشعاعا"مضيء
بوافر من النور في طريق المعرفه والاستبصار لما هو خيرٌ ..
مدادٌ من الدعاء لكَ بالتوفيق والتسديد

د. سمير العمري
14-07-2010, 12:14 AM
الحبيب الغالي " د. سمير العمري
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بالتوفيق والسداد
والله يوفقك ويرعاك دوما بحفظه
سر على بركة الله

بارك الله بك وشكر لك هذا المرور الكريم وهذا الرأي السخي الذي نقدره ونثمنه عاليا.

دمت بخير ودام دفعك!

وأهلا ومرحبا بك دوما في أفياء واحة الخير.


تحياتي

هالة الحسين
15-07-2010, 01:49 PM
رائع انت بحق دكتور سمير
تعجبني كثيرا كتاباتك
فيض تحايا وتقدير

ربيحة الرفاعي
28-05-2013, 01:07 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
تقدمة الكتاب
الحمد لله؛ بها نبدأ وبها نبرأ، وبها نهنأ وبها نهدأ، وبها نحدث بنعمة المولى الكريم. الحمد لله الذي تتم بنعمته الصالحات، وتنتشر برحمته المكرمات، وتزدهر بذكره القلوب. وأصلي وأسلم على رسول الأمة نبي الرحمة الصادق الأمين، المبعوث هداية ورحمة للعالمين. اللهم نشهد أنه بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة وتركها على سبيل الرشاد لا يزيغ عنه إلا هالك.

وبعد:

فإني، وبعد أن استخرت ربي، قد عزمت أمري على أن أصنف كتاباً أتناول فيه الذات البشرية في حالاتها المختلفة، وتقلباتها بين الرضا والسخط، والغنى والقحط، والألم والأمل، والدعة والعمل، والرفعة والدناءة، والترفع والبذاءة، والجزع والصبر، والعقوق والبر، والصدق والكذب، والعفو والعتب، والحنو والغضب، والجور والإنصاف، والفحش والعفاف، والغدر والوفاء، والكدر والصفاء، والحب والمقت، والثرثرة والصمت، والإقدام والإحجام، والوقار والانحدار، وغير ذلك كثير.

وسأتناول فيه أيضاً أحوال الأمة في حاضرها ومستقبلها القريب وأستشرف مستقبلها في رؤية الناصح الحريص والمدرك للعرض، المشخص للمرض، العالم بالدواء. وفيها سأتحدث عن أحوال وتقلبات أمتنا العربية والإسلامية بين العزة والذلة، والكثرة والقلة، والولاء والبراء، والاتباع والابتداع، والهداية والضلال، والترفع والابتذال، والضعف والمنعة، والجد والمتعة، والصبر والجزع، والهمة والذمة، والسفاهة والحكمة، والداعية والمدعي، والجاهل والألمعي. وسأتناول المجتمع والأسر بما يعكر وما يسر، وأعرج إلى كل ما يرصد علة في نسيج المجتمع أو سقماً في أسلوب أدائه سعياً إلى إعادة الصياغة التي أحمل شعارها.

بكلمات أخر؛ هي رحلة في الذات ، وتأمل في حال الفرد والأمة، ورصد لأخلاقها وطباعها، وتوثيق لصروفها وأوضاعها، وجهد في علاج أسقامها وأوجاعها. سأركب زورق الحرف المسافر في عباب خضم كبير، ينشر أشرعة الكلمة الجميلة ببديعها ومحسناتها وتراكيبها، ويبحر مع التيار حيناً وضده أحيانا يواجه الرياح ويتحدى العواصف وصولاً إلى مرافئ الرقي والسموق والعلاء. ولسوف أضمن ما سأنثر هنا مما نظمت هناك ما دعت إليه حاجة أو هفت إليه اختلاجة. ورحلتي في الذات هي بلا ريب توأم بتلاتي الملونة التي أفردتها لأجمل المشاعر الإنسانية وأرق الهمسات العاشقة.

هما أول تصنيفين نثريين سأقوم بنشر موضوعاتهما المتفاوتة في أوقات متباينة ثم جمعهما وإصدارهما قبل أن أتفرغ للتأليف الكبير بإذن الله تعالى.

لعل فيما أكتب ما ينفع به الناس وما أسألكم من أجر إن أجري إلا على الله هو خير حافظاً وهو أرحم الراحمين.


تحياتي وتقديري
:os::tree::os:



تمهيد

رحلتي في الذات شاقة عسيرة، تنطلق في رحلتها الطويلة من أقصى يسار الخلق إلى أقصى يمين الضمير، تجتاز فيها فدافد الدعة ووديان الضعة، وتتجاوز فيها تلال العجز وكثبان التواني، وتتسلق جبال العزم وقمم العزة إلى حيث مكان الأحرار الكرام ومدار الرفعة والكرامة. هي رحلة إلى أعلى حيث الرقي والشموخ، وحيث مكانة الأمة ومجدها.

زادي في هذه الرحلة ما علمنيه ربي من علم عملت عليه طويلا، وما ابتلاني فيه من عيش تعلمت منه كثيرا، وما وفقني فيه لخلق هذبته بما هدى إليه الرسول الكريم وبما أهدى من أسوة حسنة. وراحلتي فيها الصبر والعدل والصدق فلا أزال أتحرى فيما أكتب الإنصاف حتى من ذات نفسي وممن أحب حتى يكون في ذلك ما يكون حكماً عدلاً لمن ألقى السمع وهو شهيد. أما رفيقي فهو الفكر الذي غرفت نبعه من هدي الشرع وخبرة الحكماء وتداول الأيام، وأما سميري فهو الحرف الذي به آنس وله أبوح ومعه أسافر إلى حيث القلوب الصادقة والنفوس الراغبة، ننشر الخير ونرسم الجمال ونرتقي بالفكر والأدب ومكارم الخلق.

ولقد رأيت أن أصنف الكتاب في ثلاثة أبواب وعشرة فصول. أما الباب الأول فيتناول الذات البشرية في أحوالها وتقلباتها وحالاتها وآفاتها في ثلاثة فصول. الفصل الأول منه سيخصص لأحوال النفس المختلفة كالسعادة والتعاسة، والقلق والأرق، والحب والبغض، والصداقة والعداوة، وغير ذلك. أما الفصل الثاني فيتناول آفات النفس وأسقامها كالحقد والحسد، والكذب والرياء، والبخل والخيلاء، وغير ذلك مما نكتب عنه وعن وسائل التغلب عليها. أما الفصل الثالث فسأفرده للحديث عن القيم الذاتية والمعاني السنية في دواخل النفس الإنسانية في قالب نفسي تحليلي كرحلة استكشاف للداخل وإظهار للملكات والقدرات.

أما الباب الثاني فسيتناول أحوال الأمة بين حاضر ومستقبل وماض، في رؤية تحليلية من زاوية خاصة ورصد للعلل ووصف للدواء. وسوف يقسم هذا الباب إلى أربعة فصول. الفصل الأول سيكون للحديث عن أحوال الأمة في تقلبات زمانها بين ماض مهيب، وحاضر عجيب، ومستقبل كئيب. في هذا الفصل سأتناول مشاهد الأمة المختلفة الفكرية منها والعلمية والثقافية والأدبية والاجتماعية والسياسية وغيرها، رصداً وسرداً ومقارنة. وفي الفصل الثاني سأتحدث عن علل الأمة في مستوياتها جميعاً وبشكل مقتضب ثم نبحث في علاج هذه العلل علاجاً عرضياً وعلاجاً جذريا. أما الفصل الثالث فسأفرده للحديث عن الإعلام والتعليم لما لهما في تقديري من تأثير كبير ودور عظيم في وصولنا إلى هذه الحال وكيف يمكنهما أن يصلحا ما أفسدا، بل ما أفسدت أيدي القائمين عليهما. أما الفصل الرابع فسأتحدث فيه عن دور الفرد في إنشاء مجتمع سليم ودور المجتمع في تأسيس أركان أمة سليمة قوية عزيزة.

وأما الباب الثالث فسيخصص للحديث عن اللغة وفنونها من شعر ونثر، ويتعرض لما تتعرض له من محاولات التغريب والحداثة، كما سأتناول النقد دوره وأسلوبه ومنهجه. في الفصل الأول سيكون للغة منبراً تدافع فيه عن فصاحتها وأصالتها وجمالها، وفيه تثبت للعقلاء أنها الأم التي تجمع أبناءها بدفء ووئام، بل وأنها الوطن الذي يجمع القلوب والعقول والمشاعر. وفي الفصل الثاني يتبارز الشعر والنثر في ساحة لا عداء فيها ولا دماء، ولا قتلى ولا ثكلى، بل حرف بحرف وبيان ببيان. وأفرد الفصل الثالث والأخير في جمع ما شرد وبيان ما ورد استجلاء للرحلة.

وبعد،
فهذه هي رحلتي التي وطدت عليها همتي، وجهزت لها زادي وراحلتي. وإني لأعلم أن الطريق طويل والدروب موحشة لن تخلو من نحيب بوم ونعيب غربان، ولكني أثق بأنني سأسافر رحلتي هذه في فيحاء قلوبكم أيها الكرام فتشرق بالأمل أنوار الحياة.

المؤلف
الدكتور سمير العمري



تحياتي وتقديري
:os::tree::os:



الباب الأول
الفصل الأول


القيمة والشيمة

لعلني رأيت أن أبدأ أول موضوعات هذا الكتاب بتعريف محدد للقيمة وللشيمة وإظهار الفرق بينهما لما لذلك من أهمية قصوى في تحديد مفاهيم التناول الفلسفي والبعد الأخلاقي والتقدير الإنساني لما هو آت. إن في تحديد المسميات وتوضيح الدلالات أثر كبير ودور أكبر في الوصول إلى المعاني المتجردة حكماً المتحرية إنصافاً وإثراءً.

أما القيمة لغة فهي القدر والثمن ، وأما اصطلاحاً فهي كنه الشيء وقوامه ، وهي المعنى لكل ما هو ذو قدر لا يصل به إلى العدم. القيمة هي الدلالة على مؤشر يرتقي ولا ينحدر إلى الحضيض دون أن يفقدها مسماها ومعناها. وتقاس القيم بهذا المؤشر ارتفاعاً وهبوطاً رأسياً فدأبها إما رفيعة ، وإما وضيعة ، وربها إما رفيع وإما وضيع. وقد ترتقي القيمة دون حد إلى غير أمد حتى تكون مطلقة يختص بها الخالق العظيم.

وأما الشيمة فهي الطبيعة والسجية ، هي الخلق الذي يكتسبه المرء مع الأيام ، والطبع التي يعتاده بين الأنام. هي توصيف لحالة وتوظيف لدور قد يكون للقيمة دور فيها وقد لا يكون. وتقاس الشيم بمقياس رأسي وأفقي ، نسبي لا يصل إلى إطلاقه بحال ، فتكون الشيم إما نفيسة وإما خسيسة تبعاً لمجموع ما حوت تلك الشيم من قيم ومقياس رفعة تلك القيم.

القيمة غاية نسعى إليها في كل قول وفعل رقياً نحو الأومق والأوثق والأسمق ، والشيمة هي وسيلة الوصول إليها نسرجها بالترفع ، ونسوسها بالحلم ، ونعتليها بالتواضع. القيم إذاً هالات ننظر إليها في مدارات عالية ، نمد أجنحة العزم محلقين بها نحو الحلم بالبلوغ والتعالي عن الولوغ. والشيم عيون تحدق فينا ترقب منا الكلمة والحركة ، وتقيم التصرف ، وتقوم التطرف ، كي ترسم لنا الصورة التي ترانا منها العيون ويحكم علينا بها الآخرون. القيم هي المقياس الذي نحتكم إليه في المضاهاة بين القدر والقدرة ، والسمو والضعة ، والرشد والسفاهة. أما الشيم فهي ما يحتكم إلينا في المساواة بين الظاهر والباطن ، والمجاراة بين الأقوال والأفعال.

ومن خلال ما سبق يمكن للمتأمل أن يدرك أن القيم لا تدل إلا على معاني الخير ولا تعبر إلا عن مراتب الفضيلة ، ولا تكون القيمة إلا بقيمة ، ولا يمكن لها أن تضمحل إلا بفنائها وانسلاخها عن معناها. وهي معنى قائم بذاته لا يعتمد على تعليل أو تعديل أو تعبيل ، لا يهدى بل يهدى إليه ، ولا يعرى بل يعرى عنه. وأما الشيم فهي كما أسلفنا توصيف لحالة الفرد في تطبيقه للقيم في تصرفاته ومدى موائمة هذا لذاك. وعليه فالشيم قد تنعت بخير أو بشر ، ويمكنها أن تتأرجح بندولاً بسلبٍ أو بإيجابٍ وفق الحالة وتبع الحال. فالقيم إذاً مبادئ ثابتة لا تساوم ، والشيم هي حالات متقلبة في إطارها.

لكم رأيت من خلط كبير بين القيم والشيم عند العامة والخاصة على حد سواء مما نتج عنه غالباً اعوجاج في الطبائع وارتجاج في الأحكام ، ولكم كان التأثير خاطئاً والتقدير مخطئاً بما أورثه الإغراض حيناً والجهل أحيانا. ومن البديهي أن يحسن المرء إدراك معاني المسميات ، والتمكن من وسائل الفهم الألمعي للمعطيات لكي يصل إلى آفاق المعرفة الممتدة دون قيود قصور أو فروض فتور.

إن هذه المفاهيم التي تناولناها مقاربة ومقارنة بين القيم والشيم ستلعب دوراً رائداً في تقديم البراهين ، وتقييم الاستنتاجات المنبثقة من التناول لأحوال النفس البشرية وشيمها ، وستكون مرتكزاً للحكم أو التعليل خلا بعض حالات لا يكون فيها مثل هذا الأمر منطبقاً.



تحياتي وتقديري
:os::tree::os:

حق للإبداع أن يتصل ليتواصل

متابعون أميرنا فتابع

تحاياي

نداء غريب صبري
14-06-2013, 04:20 PM
متى ستكون التتمة أميرنا

شكرا لك

بوركت

فاتن دراوشة
30-06-2013, 03:02 PM
كتابٌ قيّم بأفكاره وطرحه المتميّز

وليتك تكمله أستاذي لنستفيد من فحواه ومضمونه

نجن في الانتظار

مودّتي

خليل حلاوجي
30-06-2013, 06:44 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
تقدمة الكتاب




لعل فيما أكتب ما ينفع به الناس وما أسألكم من أجر إن أجري إلا على الله هو خير حافظاً وهو أرحم الراحمين.


:os::tree::os:

سميرنا الحبيب .. ننتظر هذه الكتاب بشغف لنبدأ الرحلة الفكرية بلغة أدبية ..


تحياتي وتقديري

لانا عبد الستار
22-07-2013, 12:07 AM
ما الذي أوقف مشروعا بهذه الروعة!
ننتظر التتمة أيها المفكر الكبير

د. سمير العمري
02-07-2014, 01:53 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هنا تكمن القيمة
ويتبلور الجوهر,, ليخرج للوجود
ما رأيت إنسانا قط, يقدر قيمة الفكر والأدب والانسانية,, إلا وجدته يتمتع بالشيم والأخلاق العالية
رغم خضوع هذه الشيم للتفاعلات اليومية وجعلها تتأرجح ,,مثل الحزن أو الغضب أو الاحباط ولكنها ,,,,لن أقول في كل الأحوال بل في معظمها,, تعود لتعتدل حسب قيمة الانسان نفسه, وتقييمه لذاته
سمير العزيز,,,, قيمة ما تكتبه عالية جدا
أتمنى لك التوفيق
وأبارك هذه الخطوة الواثقة
موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .
ماسة
:hat::hat::hat:

بارك الله بك أيتها الأخت الكريمة وأشكر لك ردك الراقي ورأيك الكريم!

دام دفعك!
ودمت بخير وعافية!

تقديري