المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الشالُ والسَّلسالُ .... وأنا



نور عبدو
23-02-2015, 11:42 AM
حادثٌ غريب وقع لي في بيتي ! فقد علقتْ حلْقة من السَّلسالِ الذي يُطوّق رقبتي بالشال الذي ألفّه فوقه لاتّقاءِ البرْدِ ، وفجأةً
التقطتْ مسكةُ بابِ الغرفة طرفَ الشال وأنا أخرج منها مسرعة ؛ فَجَذبتني جذبةً كدتُ أشنقُ بها !
فكان هذا النصّ .
================================================== ===========
تحتَ وِشاحِها مؤامرةٌ تُحاك، وسَلسالٌ يترنحُ بنشوةٍ ؛ يُطوّق ذاك العُنقَ الأبيضَ المُرَصَّعَ بِفُضولِ الشامات..
غيرَ مُبالٍ همسَ لها أنِ اقترِبي ، ناداها فلم تستجِبْ .. تجاهلتْهُ بِكِبْرٍ وغرورٍ ، أثقلتْه ببراعمِ زهرِ الرُّمّانِ المنثورةِ عندَ أعالي عنقها ،
وحينَ لمسته بأناملِها ؛طرحتْهُ صريعًا بأرضِهِ !
لَعلَّه أضمرَ الانتقامَ منها ، فراحَ يُغري بها المجنونَ الآخرَ بالتلصُّصِ الفُضوليِّ على أوراقِ الزهورِ .. وجذورِها !
وقالَ لهُ : يا سيدي تعالَ نُجازفْ ؛ لعلّنا نحظى بقَطَراتِ عُودٍ تُسكرنا نشوتُها ، ولعَلّنا نقضي عُمرَيْنا ما بينَ الغُصنِ والعنقود ،
ولعلّنا نحملُ مغامراتِناونجولُ بها كلَّ بِقاعِ الأرض ، مُحتفين بنصرِنا...ونبقى قصّةً تُحكى على مّرِّ الأزمان ،
مثلَ قِصصِ الفاتحين !
تمّ الاتفاقُ ، ورُسمت تفاصيلُ الجريمة ، وآنَ وقتُ التنفيذ !
في تلك الليلة المشؤومة ، والأهلُ نِيامٌ .. السَّلسالُ يُعانقُها منتشيًا بحنانِها ، والشالُ يلفُّها طَرِبًا بمزيجٍ من عطرِها وبُخورِ أمّها..
فجأةً ؛انقلبا شيطانَيْن من ذهبٍ وصوف ، فشَدَّ الوِشاحُ السَّلسالَ من حلقته ، فعَصَر السلسالُ رقبتَها ، وحبسَ أنفاسَها ،
وقرأا معًا الذُّعرَ في عينيها ، وسَمِعا زعقةَ الوجعِ من فمِها .. ثمّ سقطتْ صريعةَ الألم !
هبَّ أهلُها من سُباتهم ، يسبقهم ألفُ هاجسٍ ،وألفٌ أخرى من الظنون !
وحينَ رأوها تتخبّطُ في وجعِها ؛ قطّعوا أوصالَ السّلسال ، ومزّقوا وشائجَ الشال ، ورَمَوْهُما في زاويةٍ منسيّةٍ ،
مثلَ مجْرمَيْنِ نالا عقابَهما !
دخلت المسكينةُ في دُجى ليلةٍ ليلاءَ ، أغمضتْ عينيْها على حُزنٍ وأسفٍ ؛ وكانتْ دموعُها تُحدّثُ دموعَها :
لِمَ سَرقا ثِماري ؟ والكرى من عيني ؟!
لمَ تمرّدا على عُنُقي وأنشَبا أظفارَهما فيه ؟!لمَ أرادا قتلَه ؟!..
لقد نسجتُ قصائدي مع خُيوطِكَ أيّها الشالُ الخائن ..وباهَيْتُ بكَ شُعاع الشمس أيّها السَّلسالُ الجاحِدُ .. فوا أسفاه ، و يا ألَماه !
رفعتْ رأسَها الموجوعَ ، فالتقت عيناها بعيونهمْ .. ثمّ انخرطوا جميعًا في بكاءٍ .. وضَحِك !!



نور عبدو
n_a

مصطفى حمزة
24-02-2015, 09:31 AM
الأديبة الواعدة ، الفاضلة نور
أسعد الله أوقاتكِ
حادثُ بسيط لكنّه طريف ، نسجتِ منه قصّةً بديعة ، أجمل ما فيها لغتُها ، والتشخيصُ الذي فيها ، والومضة التي ختمتِ بها ، والتي رسمتْ
على شفاهنا بسمة بريئة ، براءة الروح التي طغت على النصّ
تحياتي وتقديري

كاملة بدارنه
25-02-2015, 05:18 PM
حادث جعل يراع الإبداع يتحفنا بقصّ جميل
لغة جميلة أشكرك على تشكيل كلماتها
بوركت
تقديري وتحيّتي

ربيحة الرفاعي
28-02-2015, 12:59 AM
حادثة على هامش الحركة اليومية وظفتها الكاتبة بأداء قصّي جميل في رسم نص تألق بلغته وجمال تعابيره قصة ماتعة

مبدعة كنت هنا
لا حرمك البهاء


تحاياي

نور عبدو
08-03-2015, 02:10 AM
الأديبة الواعدة ، الفاضلة نور
أسعد الله أوقاتكِ
حادثُ بسيط لكنّه طريف ، نسجتِ منه قصّةً بديعة ، أجمل ما فيها لغتُها ، والتشخيصُ الذي فيها ، والومضة التي ختمتِ بها ، والتي رسمتْ
على شفاهنا بسمة بريئة ، براءة الروح التي طغت على النصّ
تحياتي وتقديري


الأستاذ الفاضل " مصطفى حمزة "


أسعد الله أوقاتك بالنرجس و زهر الرمان

أستاذي هذا تقديرٌ أعتز به, أرجو أن أكون عند حسن ظنك..



ولك تحيةٌ ممزوجة ببخورِ الأصالة..

نور عبدو
08-03-2015, 02:15 AM
حادث جعل يراع الإبداع يتحفنا بقصّ جميل
لغة جميلة أشكرك على تشكيل كلماتها
بوركت
تقديري وتحيّتي

الاستاذة الفاضلة " كاملة بدارنه "

أشكرك على المكوث بين خربشات روحي المتواضعه أمامكم..
أتمنى أن أكون عند حسن ظنكم..



تحياتي...

نور عبدو
08-03-2015, 02:19 AM
حادثة على هامش الحركة اليومية وظفتها الكاتبة بأداء قصّي جميل في رسم نص تألق بلغته وجمال تعابيره قصة ماتعة

مبدعة كنت هنا
لا حرمك البهاء


تحاياي

الأستاذة الفاضلة " ربيحة الرفاعي "

تعليقُكِ عن خربشاتِ روحي يسعدني..شكرا لمرورك البهي المزدانِ برائحه حبق الأصالة

تحياتي

خلود محمد جمعة
09-03-2015, 07:39 PM
تحويل الحدث العادي الى قصة بفلسفة خاصة ورؤية مختلفة يعطي للحرف ابعاد وجمال يجعله سائغا للمتلقي
قصة جميلة بسردها وحدثها حتى النهاية
كل التقدير
بوركت

آمال المصري
27-10-2016, 03:31 AM
ولعل أجمل مافيه أيضا تلك البسمة المريحة التي ارتسمت على سهرتي بعد قراءة تلك الرائعة التي حيكت ونسجت ببيان بديع
شكرا لك متعة رافقتني وأنا هنا
ومرحبا بك في واحتك
تحية وتقدير

ناديه محمد الجابي
29-08-2023, 08:52 PM
الأديب الحقيقي هو صاحب الخيال الخصب القادر على تحويل
كل حدث يمر به إلى قصة .. وقد أبدعت بحرف ذهبي ولغة جميلة
وبتوصيف آسر وحرف باذخ
أحي فيك يراعك المتلألئ في سماء الإبداع.
:v1::nj::001: