المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الحب



رافت ابوطالب
27-02-2015, 12:50 PM
الحب :
ما معنى ان فلان يحبك؟
معناه ان يفعل معى ما كان صوابا مطلقا فلا ارى منه الا ما كان طيبا
اليس هذا هو معنى الحب بمعناه الصحيح؟
نعم هو كذلك
يأتى السؤال على اى اساس تم القول ان هذا طيبا وهذا غير طيب
الاجابة على ذلك السؤال هى الفيصل بينى وبين كل فرد بالكون
تعالوا معى حتى نجيب على ذلك السؤال معا فكلامى موجه الى كل افراد الكون
الفعل الطيب من القول والفعل ليس اصلا بالكون بمعنى ان الشىء ان وجد يظل عشوائيا حتى يكون هناك التشريع الذى يقوم حركته
والعشوائية لا تعطى منهجا ولا كمالا ولا عشوائية اصلا بالكون فكل له منهجه وتشريعه الذى يقيمه ولما كان الكون اجمع كل له تشريع الذى يدخل به مع الاخر كان ذلك الكمال الذى لا خلل فيه مطلقا وكان ذلك الخير الذى نحياه نحن البشر من الكون
بالتالى لابد لمن خلق كل تلك المخلوقات ان تكون صفاته سبحانه وتعالى هى الصفات العلى ولابد ان يكون هو الحى الذى لا يموت سبحانه وتعالى ولا ينسب له سوء قط اذ ان السوء يرتبط بالجهل وعدم الحكمة وتلك صفات منفية عن الله سبحانه وتعالى
فلما كان فعل المخلوق تجاه من خلقه هو فعل عبادة لزم ان يكون الله سبحانه وتعالى هو رب كل شىء ومليكه

بالتالى فالطيب المطلق هو ما أمر الله به سبحانه وتعالى ان نقوم به والخبيث هو ما حرمه الله سبحانه وما امر به الله سبحانه وتعالى ان نتجنبه
والاسلام هو تشريع يحكم الاقوال والافعال الظاهرة والباطنة فمن كان يقيم الاسلام حقا صار هو من يحب لنا الخير فعلا وصار كل ما يصدر عنه طيبا لنا
بالتالى ان اقمنا الاسلام تشريعا يحكم اقوالنا وافعالنا الظاهرة وان يكون اعتقادنا صوابا فنحكم به باطننا صار المجتمع طيبا يحب بعضه بعضا فصار الحب فى الله هو الصواب المطلق والبغض فى الله هو الصواب المطلق
والبغض والحب لاينصرف الا للأفعال والاقوال فأنا لا اكره عين الانسان ولكن اكره فعله من القول او الفعل ان كان مخالفا للاسلام
اذ لو اننى اكره عين الانسان لصار كرهى له سواء كان كافرا او مسلما لكن اكره فعله السىء فقط من الاقوال والافعال
لذلك كان رسول الله صلى الله عليه وسلم رحمة للعالمين
اذ انه رسول الله اى ان صبغته صلى الله عليه وسلم هى رسالة الله سبحانه وتعالى فقد كان خلقه القران صلى الله عليه وسلم
بالتالى فأحب انسان على الاطلاق لأهل الاسلام هو رسول الله صلى الله عليه وسلم كما ان ارحم انسان على البشرية جميعا والخلق اجمع هو رسول الله صلى الله عليه وسلم
ذلك كما قلت انه صلى الله عليه وسلم صبغته الاسلام وكونه امى صلى الله عليه وسلم فان الاسلام كان يصدر منه فى صورة صبغة طيبة تخرج من خلال اقواله وافعاله واقراراته الى من حوله من الخلق سواء من البشر او اى رطب ويابس او الجن او اى خلق كان فلا سوء قط يصدر منه صلى الله عليه وسلم
بالتالى القراءة والكتابة هو غنى عنها صلى الله عليه وسلم اذ كملت صفاته فهو صار القدوة والاسوة لكن نحن نتعلم القراءة والكتابة للنقل العلم فيما بيننا لنقص الكمال فينا
بالتالى ان اردنا ان يكون الكمال صفة لنا فى اخذنا وعطائنا وان يكون خلقنا هو خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم لابد ان نقيم شرع رب العالمين فينا وبيننا بالتالى سيكون الطيب هو كل اقوالنا وافعالنا اذ صار الاسلام صبغة لنا حينئذ فلا يصدر منا الا ما كان خالصا صوابا خالصا لله سبحانه وصوابا وفق منهج الاسلام
فكان الحب عندئذ تعبير من القلب والفعل والقول فكان المجتمع حقا لا يؤمن احدكم حتى يحب لأخيه ما يحبه لنفسه
وكان فعلنا مع كفار البلد الذى رضى ان يحكمه اهل الاسلام الخير المطلق لهم ليكون المسلم حينئذ كما قال تعالى (ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين)