تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : القنطرة



رافت ابوطالب
27-02-2015, 11:12 PM
القنطرة :
القنطرة هى ممر يربط بين طرفين لا يمكن العبور من طرف الى اخر الا من خلال تلك القنطرة
كذلك العلاقات بين البشرية بعضها البعض لا يمكن العبور من مجتمع الى اخر الا من خلال قنطرة تربطهم
فاللغة بين الشعوب تعتبر قنطرة
والتجارة بين الشعوب تعتبر قنطرة
نأتى الى علاقة المسلم مع غيره الا توجد قنطرة يتم بها توصيل مراد المسلم الى غيره
والمسلم الذى اعنيه كالسراج المنير فهل هناك من يرفض ان يكون سبيله مضائا وعلى بصيرة من امره بالتأكيد لا الا السفهاء
لذلك فالقنطرة التى تربط المسلم بغيره هو ذلك الخير الذى يتمناه غير المسلم عليه وعلى اولاده فى الحياة الدنيا والاخرة وأن يحيا معنى الحياة الامنة
بالتالى فالمسلم يبنى قنطرته على مراد غيره من الخير
لذلك فان الله سبحانه وتعالى يبين علو صفاته سبحانه وتعالى وانه سبحانه وتعالى ليس كمثله شىء ببيان ربوبيته سبحانه وتعالى
اما تلك الالهة من الاحجار وغيره فى اصلها لا تملك من الافعال ان تضر او تنفع فلما كانت البشرية العاقلة لابد لها من التعلق بمن يملك ان يضر و ان ينفع بالتالى فالعاقل من البشرية هو من كان امره يدور مع من يملك الضر والنفع
فلما كان الله سبحانه وتعالى هو الحى الذى لا يموت لزم ان يكون نفعه سبحانه وتعالى لا ينفد كما ان ضره سبحانه نتيجة سخطه سبحانه وتعالى لا ينفد
بالتالى فالبشرية العاقلة تدور مع النفع الذى لا ينقطع
لذلك فالمسلم يبنى علاقته بالغير على ذلك الحلم من الكمال الذى تتمناه البشرية وعلى تلك الصفات الطيبة التى لن يجدها غير المسلم الا لدى اهل الاسلام
واثار رضى الله سبحانه وتعالى قد جعلها الله سبحانه وتعالى لأهل الاسلام حتى تكون هناك ربوبية فضل من اهل الاسلام على غيرهم فيوجهم اهل الاسلام الى توحيد الله سبحانه وتعالى
قال تعالى فى سورة نوح ( فقلت استغفروا ربكم انه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم انهارا ) أى ان الاصل فى دولة الاسلام انها جنة لأهلها وبالتالى لدعوة غيرهم الى تلك الجنة دون اخذ اموال على تلك الدعوة الى تلك الجنة لأن خزائن الله سبحانه وتعالى لا تنفذ والمسلم يأخذ اجره من الله سبحانه وتعالى
بذلك كانت تلك القنطرة نعم القنطرة بين اهل الاسلام وغيرها من الدول
لذلك لابد من اقامة شرع الله سبحانه وتعالى من اجل بيان صفات اهل الاسلام واثر الاسلام على اهله المقيمين له فيكون هناك قنطرة تمنى من غير المسلمين الى اهل الاسلام كما يود اهل الكفر لو ان يعودوا الى الدنيا ليقيموا قنطرة بينهم وبين اهل الاسلام توصلهم الى جنة الاخرة وتصرفهم عن نار الاخرة
فهل حالنا ووصفنا الان يبنى تلك القنطرة
للأسف حدث العكس بمجتمعاتنا الان فما يراه اهل الاسلام من نقص فى الكمال والغربة بين اهليهم لعدم اقامة شرع الله سبحانه وتعالى فى دولهم جعلهم يتمنون الخروج منها الى دول الكفر لظاهر كمال بهم فصار هناك قنطرة تمنى من دول الاسلام الى غيرها من الدول وتلك نكسة كبرى اشد من النكسة الحربية اذ ان النكسة الحربية زوال اجساد بينما النكسة تلك نكسة منهج ومعتقد سيورث للأجيال القادمة فى دول الاسلام
والتقدم الذى حدث فى دول الكفر وابهر اهل الاسلام حتى تمنوا الذهاب الى تلك الدول هو فى الحقيقة تقدم فى بيان كمال خلق الله سبحانه وتعالى وذلك كالأتى
كل ما فى الامر ان دول الغرب جعلت ادارتها تحت تحكم الاجهزة العلمية التى بين ايديهم من الالات وغيرها فأخرجت الخطأ البشرى فى ادارة الافراد
حتى صار يمكننا ان نقول ان هناك شبه ربوبية لتلك الالات على دول الغرب فى اتخاذ القرار واعطاء التقارير التى تكاد لا تخطىء فى الحسابات والحكم على جدية الافراد فى العمل فكان هناك شبه عدل فى تقدير الحقوق للأفراد
حتى فى حروب تلك الدول مع غيرها من الدول الاقل منها فكل المعطيات والحسابات التى يبنى عليها اتخاذ القرار من خلال تلك الالات فى الاقمار الصناعية واجهزة الحاسب الالى والتحكم عن بعد وشبكات النت والصواريخ الموجهة جعل زمن وصولها للهدف اقل ما يمكن
اى الان البشرية الان تراقب بعين الكاميرات ويحكم عليها بعقل الحاسب الالى وتنقل بالمركبات وبقدر ربط حركة الانسان بتلك الالات بقدر زوال الخطأ وسرعة النتيجة فقل زمن اتخاذ القرار الى اقل ما يمكن وفق ترابط تلك الالات مع بعضها البعض وتغطيتها للبشرية بتلك الدول وبقدر ادخال بيانات الانسان الجسدية والوظيفية والماليه بقدر مراقبته بالتالى قل الخلل فى متابعة افراد تلك الدول أو غيرها ان ادخل افراد الدول الاخرى بياناتهم خلال تلك الاجهزة
وسبحان الله كان الاجدر بكل ذلك التقدم هو اهل الاسلام لأن المواد التى بنى منها تلك الالات الكل يسبح الله سبحانه وتعالى والقوانين الثابته التى بها نتيجة عدم خروجها عن المنهج التى امرت به
وما قام به الغرب هو جمع صفات كل مادة وتركيبه مع مادة اخرى ليعطى معا صفات تخدمهم
اى انهم استعانوا بخلق مسبح لله سبحانه وتعالى فى اقامة امرهم ولو انهم اقاموا امرهم بينهم على توحيد الله سبحانه وتعالى لكمل الخير بهم

لذلك فالمسلم القادم سيجمع الامرين كمال التوحيد لله سبحانه وتعالى على نفسه وكمال توظيفه لكل شىء بين يديه يسبح الله سبحانه وتعالى فيعظم بذلك وصفه ليبين انه لما ترابط مع الكون فى الاسلام كانت الارض جنة ونعيما حتى اكاد اجزم ان كل شىء صار يجرى بين يديه ذهابا وايابها يحمل الخير اليه ليزداد ايمانا بأن لا اله الا الله محمد رسول الله
وتلك هى دولة الاسلام التى اسعى لبنائها ويستشعر بخيرها كل اهل الارض ولا يبخل بشىء منها على احد ما وسيرعى الذئب مع الغنم لاطمئنانه وشبعه الدائم من الرزق بدولة الاسلام