المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نجوى



مصطفى حمزة
03-03-2015, 07:04 AM
نَجوى

هي – أتحبّ أن تقول لي شيئاً قبل إنهاء المكالمة ؟
هو - أرأيتِ إن دخلَ نافذةَ بيتك طائرٌ من طيور الجنّة فخبّلكِ من روعته ، وتمنّيتِ أنْ لوْ كانَ لكِ ثم بتِّ في حيرةٍ من أمر قلبك وعقلك ؛ كيفَ تستبقينه حَبيساً ؟ العقل يُغالب القلبَ ... والروحُ بينهما الطفلُ المسكينُ بينَ المرأتين وسليمان !! هل يكفي ؟
هي - لا ، أكملْ .. أوَدّ سماعَكَ أكثر ، لعلّ الاستماعَ يُريحك .. و يُريحني !!
هو - وفي الخارج كانَ للطائر عشٌ وأفراخ ، وأهل ودنيا ألفها .. يكفي ؟..
هي - عندك كلام أكثر تُحبّ أن تحكيَه لي ... !! وأنا أسمع ... أسمع نغمة حزينة !!!
هو - خائفٌ أنا من شطحاتي !! خليها لما بعد .. ربنا يخليك ... على قول المصريين ...
هي - أنا أحب شطحاتك ..لكنني لن أضغط عليك ..ولكن قبلَ ( تصبح على خير ) سأبوح لك بسرٍّ عن طائرك ... طائرك الذي تراه من الجنة ، وهو ليس كذلك !! يا سيدي الكريم ، عندما فُتح باب القفص عن غفلةٍ من مالكي الطائر ، فر منهم بأعجوبة ! و لا يزال البحث عنه قائما ! فحط رحاله عند نافذتك طمعاً بأن تعلمه التحليق في سماء الحرية ، في زرقة الأدب ... و صفاء الروح ، أيكفي ؟
هو – لا .
هي - يبحث عن حقيقة ، لا يدري أين هي ، يبحث عن أمان ، أمان خارج القضبان .. و يخشى ألا يجد ما يبحث عنه ... روحه تضطرب .. ترتجف ... ثم تخمد ، و جناحاه ، آآآآآآه من جناحيه كل الألوان فيهما ، لكنه لا يراهما ، فكلما كبرا قليلاً و ظهر عليهما الزغب ؛ أتاه المقص فقطع أوصال روحه ، و اخترق شرايين مشاعره !! ثم ماذا بعدُ ؟! ... تعبٌ .. تعبٌ .. تعبٌ ... و روحٌ لا تستقر !!!
هو - وحين سمعِتِ تباريحَ طائرك الرائع يبثّها إليكِ ألَماً دامياً أشفقتِ عليه ، وعليكِ ، لأن أصحابَ النافذة صنعوا لها مزالجَ من حديد قاسٍ ، وعمّا قليل سينتبهون إلى أنها مفتوحة شيئاً قليلاً ، وسيرتجونها ! تخشين أن يبقى طائرك عند أصحاب النافذة الذين لا يُحبّون إلا النعيبَ لأنهم من بني الغِربان ، وستشفقين على روحك إن أخرجتِه من النافذة أنْ يروحَ بها ..
غاليتي ..
- نعم ..
- تصبحين على ألف خير .
- و أنتَ بألف ألف خير ، أحلاماً سعيدة أيها الطائرُ الجميل !
- وأنت أيضا ، يا سجّانتي الرحيمة !

مازن لبابيدي
04-03-2015, 04:47 PM
نجوى جميلة أديبنا الرائع الأستاذ مصطفى حمزة
حوار شائق يشد القارئ بأسلوبه البديع والرموز والحبكة التي تضمنها.
تمنيت عليك شيئين، بعض التشكيل وأن لو وضعت الألفاظ العامية بين قوسين.
الخاتمة مدهشة وقوية .

أثبتها تقديرا للفكرة والإخراج والألق

عبد السلام دغمش
06-03-2015, 05:04 AM
نجوى جميلة .. وحوارية تأخذ بالفكر الى مساحات من التأمل ..
هل ستفرج "هي" عن الطائر الذي تسلل من سجنه الثقيل الى سجنٍ أرحم .. ربما .
تقديري أديبنا الفاضل .

خلود محمد جمعة
09-03-2015, 08:50 PM
العقل يُغالب القلبَ ... والروحُ بينهما الطفلُ المسكينُ بينَ المرأتين وسليمان !!
للقلب قضبان من حب نقع في أسرها وقد تبقى الأبواب مشرعة لكننا نبقى في الأسر
وما بين القلب والعقل حوار لا ينتهي
نجوى جميلة برمز عميق وحرف رائع

كل التقدير

كاملة بدارنه
12-03-2015, 01:45 PM
لا يُحبّون إلا النعيبَ لأنهم من بني الغِربان
الغربان يزداد نعيبها، وإزعاجها ينال من هدوء الحمائم!
رمزيّة رائعة وحواريّة فلسفيّة بأسلوب جميل، ولغة معبّرة منتقاة !
بوركت أخي الأستاذ مصطفى
تقديري وتحيّتي

مصطفى حمزة
22-03-2015, 05:06 AM
نجوى جميلة أديبنا الرائع الأستاذ مصطفى حمزة
حوار شائق يشد القارئ بأسلوبه البديع والرموز والحبكة التي تضمنها.
تمنيت عليك شيئين، بعض التشكيل وأن لو وضعت الألفاظ العامية بين قوسين.
الخاتمة مدهشة وقوية .
أثبتها تقديرا للفكرة والإخراج والألق
أخي الحبيب ، الدكتور مازن
أسعد الله أوقاتك
لك جزيل الشكر مرتين : مرةً لتفضلك بالقراءة والتعليق والثناء
وأخرى لتكرمك بتثبيتها إلى حين .
ولكنني رسمتُ بعضَ التشكيل !
أمّا الألفاظ العامّيّة ؛فلم أستخدم لفظًا عامّيّاً .. فإن قصدتَ ( ربّنا يخلّيك ) فهو من التعبير العامّي الفصيح ، ونصّ معجم المعاني الجامع على :
( لله يخلِّيك : تعبير دارج ، يعني : أدام الله بقاءَك ، حفظك ) .. و ( تصبح على خير ) مثلها .
تحياتي

مصطفى حمزة
22-03-2015, 05:08 AM
نجوى جميلة .. وحوارية تأخذ بالفكر الى مساحات من التأمل ..
هل ستفرج "هي" عن الطائر الذي تسلل من سجنه الثقيل الى سجنٍ أرحم .. ربما .
تقديري أديبنا الفاضل .
أخي الكريم ، الأستاذ عبد السلام
أسعد الله أوقاتك
أشكر مرورك وقراءتك المتأملة .
تحياتي

مصطفى حمزة
22-03-2015, 05:11 AM
العقل يُغالب القلبَ ... والروحُ بينهما الطفلُ المسكينُ بينَ المرأتين وسليمان !!
للقلب قضبان من حب نقع في أسرها وقد تبقى الأبواب مشرعة لكننا نبقى في الأسر
وما بين القلب والعقل حوار لا ينتهي
نجوى جميلة برمز عميق وحرف رائع

كل التقدير
أختي العزيزة الفاضلة ، الدكتورة خلود
أسعد اللهُ أوقاتك
تأملي تعليقكِ تجدي أنّه ألبسَ ما خربشتُ ثوبًا مِن بلاغتك جمّله ، وفكرةً من عقلكِ رفعه ..
لك جزيل الشكر
دمتِ بخير

مصطفى حمزة
22-03-2015, 05:16 AM
الغربان يزداد نعيبها، وإزعاجها ينال من هدوء الحمائم!
رمزيّة رائعة وحواريّة فلسفيّة بأسلوب جميل، ولغة معبّرة منتقاة !
بوركت أخي الأستاذ مصطفى
تقديري وتحيّتي
أختي الفاضلة ، الأستاذة كاملة أسعدَ الله أوقاتك
وتعليقك أروع ..
ولكن يبقى للغربان ذكرُها السيّئ ، وللحمائم حبّها وألفتها
تحياتي وتقديري

حمزه الحجاجي
22-03-2015, 06:47 PM
رائع ما قرأت هنا
من الواضح ان الكاتب يجيد الاسلوب الرمزى والقصة بها عدة اسقاطات وعدة تأاويل لكل قارئ وجهته فى قرائته وهذا ما يثري النص ويزيده جمالا ، النص كله اسرار من العنوان وحتى الخاتمة فنجوى ليست اسم والسجانة الرحيمة ليست بحبيبة او فتاة

ربيحة الرفاعي
06-05-2015, 09:12 PM
بذكاء أشار الكاتب لجدلية العقل والقلب مشيرا من طرف هادئ لاجتماع عقلانية الفلسفة بوجدانية النجوى في طرح أدبي جميل الترميز قويم اللغة رشيق الأسلوب متقن الأداء ..

دمت بخير أيها الرائع
تحاياي

نداء غريب صبري
08-07-2015, 12:44 AM
حوارية جميلة بين قلبين
الرمزية فيها زادت من روعتها

شكرا لك أخي

بوركت

ناديه محمد الجابي
25-11-2015, 08:36 PM
نجوى بديعة كبناء متقن يتسلل بهدوء إلى الأعلى
مصيبا القارئ بالدهشة وقد سرت المتعة في عروقه
القصة جميلة والتكثيف ملائم والسردية متماسكة
ورمزيتها رائعة.
أشكر هذا القلم السامق. :001: