مشاهدة النسخة كاملة : مجنون
احمد المعطي
15-03-2015, 10:47 PM
كنت كتبتها ذات مرة تأثرا ومجاراة لقصيدة صديقي محمد ذيب سليمان "أنا المجنون وحدي" وكانت من جزأين جمعتهما هنا معا وأعتذر للإطالة
****
تمُرُّ بِيَ الدُّروبُ فأمتطيها
................. كما الحوّ الجياد إلى الثُّريّا
وأرحَلُ "راشدا" ما تاهَ لُبّي
................تصاحِبُني الرُّؤى وتَعيثُ غّيّا
وما بي لوْثةٌ تبدو لأني
.................. حَكيمٌ لا أرى غيري سَوِيَّا
أسيرُ وهامَتي كالنخلِ تعلو
..................فما للناسِ من تحتي جِثِيّا ؟
وما للقوْمِ من حوْلي سَبايا
............كما "الروبوتُ" إذْ يمشي سَبيّا ؟
أنا المجنونُ ...بي مَسُّ التَّلَهّي
.....................عن الدنيا إذا التَفَتتْ إلَيّا
أميلُ عنِ البَرايا ميْل عزْفٍ
....................وأغلِقُ عنْ سُداهمْ مُقلَتَيّا
يُحاصِرُني الجَهولُ وَيتَّقيني
.....................ويَرْهَبُني وما تَرِبتْ يَديّا
فما للقلْبِ بَرَّحَني بليْلى
....................وكنتُ بها عنِ الدُّنيا قَصِيّا
تغازِلُني فأضحَكُ بابتذالٍ
..................و.."تغزِلُني" فتُلْهبُ خافقيّا
يُطَيِّرُني الهوى كالطيْرِ صُبْحاً
...................ويقطفُني الدُّجى رُطَبا جَنيّا
فما للعيْنِ قدْ كَلِفَتْ بليْلى
.....................وكمْ ليْلى تُعانقُ أصغَريّا ؟
أراها كالغزالةِ بعْضَ حينٍ
.....................وأحياناً أضيقُ بها شَقِيّا
فلاهِيَ في خيالي مَحْضُ وهْمٍ
....................ولا امرأةٌ يُضَنُّ بِها عَليّا
أدورُ ..أدورُ والدُّنيا دُوارٌ
............... وتطحنني الرَّحى طحْنا خَفيّا
لِأشرَبَ من دَمي كاساتِ خمرٍي
....................وليْلى في يدي ترنو مَليّا
بعيْنِ العطفِ ما بَرحَتْ تراني
.................وتمْنَحُني شفاها الشّهْْدَ حيّا
يزغردُ في فمي رغَباً ويمضي
.......................هنيهاتٍ تُمرِّغُ مُنخُريّا
أسيرُ على شفا جرْفٍ كأني
................... على وَتَرٍ أسيرُ على يديّا
جنونُ الحُبِّ يسحَقُني بنعلٍ
................و(جِنّ) الحِبِّ فاوَضَني عَليّا
أهيمُ ووجْهتي قمَرٌ بعيدٌ
............... أراهُ -ولا يُرى- طلْقَ المُحيّا
أعانقهُ فينهَرُني طريدا
................ وحيداً في الخُواءِ أموتُ حيّا
وأًبْحِرُ في سَديم لستُ أدري
...................من الشَّعرى يَُمرُّ أمِ الثُّرَيّا
فلا أرضٌ أسيرُ على ثراها
..........................ولا بشَرٌ أمدُ لهُ يَدَيّا
فأمعنُ في شُرودٍ بل هروبٍ
...................وفي جلْدي ألوذُ فتىً حَيِيّا
وأهجُرُهُ إذا انقلبتْ قناتي
...................كما الذُّؤبانِ أُنشِبُ مخلبيا
فمن قلقٍ على قدمي طريقٌ
................... تدُبُّ ولا تلامِسُ أخمَصيّا
غريباً أقتفي أثري كظلي
.................. وأمشي في مَتاهاتي وَفيّا
نهاري عاريا يأتي مَهيضا
................. بلوْنِ الشمس يأتي طحلُبيّا
وليْلي ليسَ مثلَ الليل داجٍ
...................... رماداً بثهُ اللاوعْيُ فيّا
أحاربُني إذا ما ضقتُ ذرْعا
.....................بأحْجيةٍ وكنتُ بها شقيّا
وأجلِدُني على ذنْبٍ جناهُ
...................لساني ..ربَّما ما قال شيّا
بأحجيةِ الحياةِ على رَصيفي
..................شَقيتُ وكنتُ أحسَبُني وَليّا
بكيْتُ -وكم بَكيْتُ- بلا دموعٍ
..............وكم ضحِكَ البكاءُ وفاضَ غيّا
وكم ساءلْتُ نفسي عن هواها
.................ولم أجِدِ الهَوى عنها قَّصيّا
يشاغلني الترابِ بمسِّ روحي
.......................فأحضنهُ وألثُمهُ حَفيّا
فهل رضيَ الترابُ وصارَ ليْلى
...................وقيسا صرتُ عذريّا أبيّا؟
أنا المجنونُ أبْحثُ عن ترابي
.............. فكيفَ أعيشُ عن ليْلى سَليّا؟
أنا المجنونُ أبحثُ في جرابي
.................عن الدُّنيا لِتهرُبُ من يَديّا
وتلسعُني عَقارِبُها بحقدٍ
............"بَنادورا*" فوا قدَري .. إلــيّا!
*****
* بنادورا: أسطورة إغريقية تتحدث عن امرأة كان اسمها بنادورا لسبب ما استودعتها "الآلهة" صندوقا غريبا وأوصتها ألا تفتحه أبدا، ولكن الفضول دفع المرأة ففتحت الصندوق فإذا به مملوءا بكل شرور الدنيا التي خرجت وانتشرت في كل مكان، ولكن شيئا واحدا ظل في الصندوق ولم يخرج، كان هذا الشئ هو الأمل..
وفاء دوسر
16-03-2015, 06:03 AM
بكيْتُ -وكم بَكيْتُ- بلا دموعٍ
..............وكم ضحِكَ البكاءُ وفاضَ غيّا
وكم ساءلْتُ نفسي عن هواها
.................ولم أجِدِ الهَوى عنها قَّصيّا
يشاغلني الترابِ بمسِّ روحي
.......................فأحضنهُ وألثُمهُ حَفيّا
---------------
أنت أكثر من شاعر
أنت الإحساس يمطر على سطور
ورائعة هي أمطار الضوء
تحية وتقدير
غلام الله بن صالح
16-03-2015, 06:26 AM
قصيدة رائعة
لا فض فوك
مودتي وتقديري
عدنان الشبول
16-03-2015, 08:03 AM
كعادتك جميل وشاعر رقيق الحس ، كلماته تنساب فوق السطور وترسم الجمال
دمتم بخير
خالد سرحان الفهد
16-03-2015, 08:11 AM
الشاعر احمد المعطي
لحرفك أثر رائع في النفس
بوركت وانت تمتطي جواد الشعر الاصيل
محمد ذيب سليمان
16-03-2015, 10:27 AM
هههههههههههه
انت بتكتب من ورايا ..
لله انت ابها الحبيب ما اجمل نسجك وقد افرغت احاسيسك عن ذاتك العيلة فيها
اتما انا فمازلت " ذلك المجنون وحدي " اتبع ما كنت اتبع ولا اخرج عنه لأنه جزء منتي
محبتي لقلبك وقلمك
احمد المعطي
16-03-2015, 05:19 PM
بكيْتُ -وكم بَكيْتُ- بلا دموعٍ
..............وكم ضحِكَ البكاءُ وفاضَ غيّا
وكم ساءلْتُ نفسي عن هواها
.................ولم أجِدِ الهَوى عنها قَّصيّا
يشاغلني الترابِ بمسِّ روحي
.......................فأحضنهُ وألثُمهُ حَفيّا
---------------
أنت أكثر من شاعر
أنت الإحساس يمطر على سطور
ورائعة هي أمطار الضوء
تحية وتقدير
الأخت الفاضلة وفاء أولا أرحب بك في "الواحة" فأهلا بك وسهلا..
شكرا وامتنانا لكرم مرورك واستحسانك ..بوركت وجزاك الله خيرا.
تحياتي الحارة
كل الود والاحترام والتقدير
احمد المعطي
16-03-2015, 08:05 PM
كنت كتبتها ذات مرة تأثرا ومجاراة لقصيدة صديقي محمد ذيب سليمان "أنا المجنون وحدي" وكانت من جزأين جمعتهما هنا معا وأعتذر للإطالة
****
تمُرُّ بِيَ الدُّروبُ فأمتطيها
................. كما الحوّ الجياد إلى الثُّريّا
وأرحَلُ "راشدا" ما تاهَ لُبّي
................تصاحِبُني الرُّؤى وتَعيثُ غّيّا
وما بي لوْثةٌ تبدو لأني
.................. حَكيمٌ لا أرى غيري سَوِيَّا
أسيرُ وهامَتي كالنخلِ تعلو
..................فما للناسِ من تحتي جِثِيّا ؟
وما للقوْمِ من حوْلي سَبايا
............كما "الروبوتُ" إذْ يمشي سَبيّا ؟
أنا المجنونُ ...بي مَسُّ التَّلَهّي
.....................عن الدنيا إذا التَفَتتْ إلَيّا
أميلُ عنِ البَرايا ميْل عزْفٍ
......................وأغلِقُ عنْ سُداهمْ مُقلَتَيّا
يُحاصِرُني الجَهولُ وَيتَّقيني
......................ويَرْهَبُني وما أوهى يَديّا
فما للقلْبِ بَرَّحَني بليْلى
....................وكنتُ بها عنِ الدُّنيا قَصِيّا
تغازِلُني فأضحَكُ بابتذالٍ
..................و.."تغزِلُني" فتُلْهبُ خافقيّا
يُطَيِّرُني الهوى كالطيْرِ صُبْحاً
...................ويقطفُني الدُّجى رُطَبا جَنيّا
فما للعيْنِ قدْ كَلِفَتْ بليْلى
.....................وكمْ ليْلى تُعانقُ أصغَريّا ؟
أراها كالغزالةِ بعْضَ حينٍ
.....................وأحياناً أضيقُ بها شَقِيّا
فلاهِيَ في خيالي مَحْضُ وهْمٍ
....................ولا امرأةٌ يُضَنُّ بِها عَليّا
أدورُ ..أدورُ والدُّنيا دُوارٌ
............... وتطحنني الرَّحى طحْنا خَفيّا
لِأشرَبَ من دَمي كاساتِ خمرٍي
....................وليْلى في يدي ترنو مَليّا
بعيْنِ العطفِ ما بَرحَتْ تراني
.................وتمْنَحُني شفاها الشّهْْدَ حيّا
يزغردُ في فمي رغَباً ويمضي
.......................هنيهاتٍ تُمرِّغُ مُنخُريّا
أسيرُ على شفا جرْفٍ كأني
................... على وَتَرٍ أسيرُ على يديّا
جنونُ الحُبِّ يسحَقُني بنعلٍ
................و(جِنّ) الحِبِّ فاوَضَني عَليّا
أهيمُ ووجْهتي قمَرٌ بعيدٌ
............... أراهُ -ولا يُرى- طلْقَ المُحيّا
أعانقهُ فينهَرُني طريدا
................ وحيداً في الخُواءِ أموتُ حيّا
وأًبْحِرُ في سَديم لستُ أدري
...................من الشَّعرى يَُمرُّ أمِ الثُّرَيّا
فلا أرضٌ أسيرُ على ثراها
..........................ولا بشَرٌ أمدُ لهُ يَدَيّا
فأمعنُ في شُرودٍ بل هروبٍ
...................وفي جلْدي ألوذُ فتىً حَيِيّا
وأهجُرُهُ إذا انقلبتْ قناتي
...................كما الذُّؤبانِ أُنشِبُ مخلبيا
فمن قلقٍ على قدمي طريقٌ
................... تدُبُّ ولا تلامِسُ أخمَصيّا
غريباً أقتفي أثري كظلي
.................. وأمشي في مَتاهاتي وَفيّا
نهاري عاريا يأتي مَهيضا
................. بلوْنِ الشمس يأتي طحلُبيّا
وليْلي ليسَ مثلَ الليل داجٍ
...................... رماداً بثهُ اللاوعْيُ فيّا
أحاربُني إذا ما ضقتُ ذرْعا
.....................بأحْجيةٍ وكنتُ بها شقيّا
وأجلِدُني على ذنْبٍ جناهُ
...................لساني ..ربَّما ما قال شيّا
بأحجيةِ الحياةِ على رَصيفي
..................شَقيتُ وكنتُ أحسَبُني وَليّا
بكيْتُ -وكم بَكيْتُ- بلا دموعٍ
..............وكم ضحِكَ البكاءُ وفاضَ غيّا
وكم ساءلْتُ نفسي عن هواها
.................ولم أجِدِ الهَوى عنها قَّصيّا
يشاغلني الترابِ بمسِّ روحي
.......................فأحضنهُ وألثُمهُ حَفيّا
فهل رضيَ الترابُ وصارَ ليْلى
...................وقيسا صرتُ عذريّا أبيّا؟
أنا المجنونُ أبْحثُ عن ترابي
.............. فكيفَ أعيشُ عن ليْلى سَليّا؟
أنا المجنونُ أبحثُ في جرابي
.................عن الدُّنيا لِتهرُبُ من يَديّا
وتلسعُني عَقارِبُها بحقدٍ
............"بَنادورا*" فوا قدَري .. إلــيّا!
*****
* بنادورا: أسطورة إغريقية تتحدث عن امرأة كان اسمها بنادورا لسبب ما استودعتها "الآلهة" صندوقا غريبا وأوصتها ألا تفتحه أبدا، ولكن الفضول دفع المرأة ففتحت الصندوق فإذا به مملوءا بكل شرور الدنيا التي خرجت وانتشرت في كل مكان، ولكن شيئا واحدا ظل في الصندوق ولم يخرج، كان هذا الشئ هو الأمل..
فتحي علي المنيصير
16-03-2015, 09:04 PM
ما أروعك يا صديقي
دمت بكب خير:0014:
احمد المعطي
17-03-2015, 01:04 PM
قصيدة رائعة
لا فض فوك
مودتي وتقديري
شكرا لك أخي غلام الله ..جزاك الله خيراً..
تحياتي الحارة
كل الود والاحترام والتقدير
سامي الحاج دحمان
17-03-2015, 01:43 PM
أودعت فيها فأبدعت
أراك اقترفت الشعر حتى ثمالة
هنيئا لحرفك بمحموله و بموسيقاه العذبة
محبتي و تقديري
احمد المعطي
17-03-2015, 11:45 PM
كعادتك جميل وشاعر رقيق الحس ، كلماته تنساب فوق السطور وترسم الجمال
دمتم بخير
أخي العزيز ا. عدنان..الجمال نبع نغرف منه ونتوخّاهُ جميعا أخي العزيز ..شكرا جزيلا لك ..بوركت وجزيت كل خير
تحياتي الحارة
كل الود والاحترام والتقدير
سمر أحمد محمد
18-03-2015, 03:59 AM
أنا المجنونُ أبْحثُ عن ترابي
.............. فكيفَ أعيشُ عن ليْلى سَليّا؟
أنا المجنونُ أبحثُ في جرابي
.................عن الدُّنيا لِتهرُبُ من يَديّ
جميلة جدا جدا وواضح ان الجنون هو قاسم مشترك بين الكثير من الناس
بوركت اليمن والأنامل
دمتم بألق
محمد فريد الرياحي
18-03-2015, 02:07 PM
كنت كتبتها ذات مرة تأثرا ومجاراة لقصيدة صديقي محمد ذيب سليمان "أنا المجنون وحدي" وكانت من جزأين جمعتهما هنا معا وأعتذر للإطالة
****
تمُرُّ بِيَ الدُّروبُ فأمتطيها
................. كما الحوّ الجياد إلى الثُّريّا
وأرحَلُ "راشدا" ما تاهَ لُبّي
................تصاحِبُني الرُّؤى وتَعيثُ غّيّا
وما بي لوْثةٌ تبدو لأني
.................. حَكيمٌ لا أرى غيري سَوِيَّا
أسيرُ وهامَتي كالنخلِ تعلو
..................فما للناسِ من تحتي جِثِيّا ؟
وما للقوْمِ من حوْلي سَبايا
............كما "الروبوتُ" إذْ يمشي سَبيّا ؟
أنا المجنونُ ...بي مَسُّ التَّلَهّي
.....................عن الدنيا إذا التَفَتتْ إلَيّا
أميلُ عنِ البَرايا ميْل عزْفٍ
....................وأغلِقُ عنْ سُداهمْ مُقلَتَيّا
يُحاصِرُني الجَهولُ وَيتَّقيني
.....................ويَرْهَبُني وما تَرِبتْ يَديّا
فما للقلْبِ بَرَّحَني بليْلى
....................وكنتُ بها عنِ الدُّنيا قَصِيّا
تغازِلُني فأضحَكُ بابتذالٍ
..................و.."تغزِلُني" فتُلْهبُ خافقيّا
يُطَيِّرُني الهوى كالطيْرِ صُبْحاً
...................ويقطفُني الدُّجى رُطَبا جَنيّا
فما للعيْنِ قدْ كَلِفَتْ بليْلى
.....................وكمْ ليْلى تُعانقُ أصغَريّا ؟
أراها كالغزالةِ بعْضَ حينٍ
.....................وأحياناً أضيقُ بها شَقِيّا
فلاهِيَ في خيالي مَحْضُ وهْمٍ
....................ولا امرأةٌ يُضَنُّ بِها عَليّا
أدورُ ..أدورُ والدُّنيا دُوارٌ
............... وتطحنني الرَّحى طحْنا خَفيّا
لِأشرَبَ من دَمي كاساتِ خمرٍي
....................وليْلى في يدي ترنو مَليّا
بعيْنِ العطفِ ما بَرحَتْ تراني
.................وتمْنَحُني شفاها الشّهْْدَ حيّا
يزغردُ في فمي رغَباً ويمضي
.......................هنيهاتٍ تُمرِّغُ مُنخُريّا
أسيرُ على شفا جرْفٍ كأني
................... على وَتَرٍ أسيرُ على يديّا
جنونُ الحُبِّ يسحَقُني بنعلٍ
................و(جِنّ) الحِبِّ فاوَضَني عَليّا
أهيمُ ووجْهتي قمَرٌ بعيدٌ
............... أراهُ -ولا يُرى- طلْقَ المُحيّا
أعانقهُ فينهَرُني طريدا
................ وحيداً في الخُواءِ أموتُ حيّا
وأًبْحِرُ في سَديم لستُ أدري
...................من الشَّعرى يَُمرُّ أمِ الثُّرَيّا
فلا أرضٌ أسيرُ على ثراها
..........................ولا بشَرٌ أمدُ لهُ يَدَيّا
فأمعنُ في شُرودٍ بل هروبٍ
...................وفي جلْدي ألوذُ فتىً حَيِيّا
وأهجُرُهُ إذا انقلبتْ قناتي
...................كما الذُّؤبانِ أُنشِبُ مخلبيا
فمن قلقٍ على قدمي طريقٌ
................... تدُبُّ ولا تلامِسُ أخمَصيّا
غريباً أقتفي أثري كظلي
.................. وأمشي في مَتاهاتي وَفيّا
نهاري عاريا يأتي مَهيضا
................. بلوْنِ الشمس يأتي طحلُبيّا
وليْلي ليسَ مثلَ الليل داجٍ
...................... رماداً بثهُ اللاوعْيُ فيّا
أحاربُني إذا ما ضقتُ ذرْعا
.....................بأحْجيةٍ وكنتُ بها شقيّا
وأجلِدُني على ذنْبٍ جناهُ
...................لساني ..ربَّما ما قال شيّا
بأحجيةِ الحياةِ على رَصيفي
..................شَقيتُ وكنتُ أحسَبُني وَليّا
بكيْتُ -وكم بَكيْتُ- بلا دموعٍ
..............وكم ضحِكَ البكاءُ وفاضَ غيّا
وكم ساءلْتُ نفسي عن هواها
.................ولم أجِدِ الهَوى عنها قَّصيّا
يشاغلني الترابِ بمسِّ روحي
.......................فأحضنهُ وألثُمهُ حَفيّا
فهل رضيَ الترابُ وصارَ ليْلى
...................وقيسا صرتُ عذريّا أبيّا؟
أنا المجنونُ أبْحثُ عن ترابي
.............. فكيفَ أعيشُ عن ليْلى سَليّا؟
أنا المجنونُ أبحثُ في جرابي
.................عن الدُّنيا لِتهرُبُ من يَديّا
وتلسعُني عَقارِبُها بحقدٍ
............"بَنادورا*" فوا قدَري .. إلــيّا!
*****
* بنادورا: أسطورة إغريقية تتحدث عن امرأة كان اسمها بنادورا لسبب ما استودعتها "الآلهة" صندوقا غريبا وأوصتها ألا تفتحه أبدا، ولكن الفضول دفع المرأة ففتحت الصندوق فإذا به مملوءا بكل شرور الدنيا التي خرجت وانتشرت في كل مكان، ولكن شيئا واحدا ظل في الصندوق ولم يخرج، كان هذا الشئ هو الأمل..
جميل ما كتبت من المعاني.....
احمد المعطي
26-03-2015, 12:25 AM
الشاعر احمد المعطي
لحرفك أثر رائع في النفس
بوركت وانت تمتطي جواد الشعر الاصيل
أخي العزيز خالد ..كل الشكر والامتنان لجميل المرور ..بوركت وحياك ربي.
تحياتي الحارة
كل الود والاحترام والتفدير
عصام إبراهيم فقيري
26-03-2015, 04:31 PM
أخي الشاعر المبدع أحمد المعطي
قصيدة من أجمل ما يكون وبها مهارة فائقة ومقدرة أدبية عالية فلا فض فوك
أنت شاعر مطبوع موعود مع الألق
تحيتي وتقديري
احمد المعطي
27-03-2015, 08:55 AM
هههههههههههه
انت بتكتب من ورايا ..
لله انت ابها الحبيب ما اجمل نسجك وقد افرغت احاسيسك عن ذاتك العيلة فيها
اتما انا فمازلت " ذلك المجنون وحدي " اتبع ما كنت اتبع ولا اخرج عنه لأنه جزء منتي
محبتي لقلبك وقلمك
ههههههههه أسعدك الله أخي محمد بل أكتب من خلالك، وما أحاسيسي إلا نتيجة لتماس كهربائي أصابها من تيارك بالفولت العالي يا صديقي..لن أنافسك أبدا فهذا حق لك وحدك، وإنما أتأثر لعلي أقتبس بعض حسك الدافق..محبتي.:0014:
تحياتي الحارة
كل الود والاحترام والتقدير
محمد حمود الحميري
27-03-2015, 06:00 PM
حلو هو مذاق قهوتي لهذه اللحظة وأنا أقرأ نصك العذب .
ما أروع ماخطّ قلمك يا صديقي .
تقبل تقــديري .
تفالي عبدالحي
27-03-2015, 08:10 PM
وما بي لوْثةٌ تبدو لأني
.................. حَكيمٌ لا أرى غيري سَوِيَّا
لقد صدقت شاعرنا الكبير اننا نعرفك شاعرا كبيرا و أخا طيبا و حكيما و محبا للشعر بشكل كبير .
تحياتي لك أستاذي الفاضل و دام لك الشعر و الابداع .
احمد المعطي
06-04-2015, 01:00 AM
ما أروعك يا صديقي
دمت بكب خير:0014:
أدامك الله وجزاك خيراً ..الأخ الغالي فتحي ..إنما الروعة كلها في مرورك الجميل .. محبتي.:0014:
تحياتي الحارة
كل الود والاحترام والتقدير
Powered by vBulletin® Version 4.2.5 Copyright © 2025 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir