رياض شلال المحمدي
31-03-2015, 04:37 AM
نامتْ طيوفُ الَّيلِ خَلفَ خِيامي = وَتكدَّسَتْ تحتَ الرُّؤى أَوْهامي
وَالفَجْرُ يَشْخَبُ لا غَدٌ لا مَوْعدٌ = كلّا ، وَلا ضُمُدٌ منَ النُّدّامِ
نامَتْ طيوفُ الَّيلِ وهْو مُضرّجٌ = بحكايةِ المُسْتَأسِدِ المِقْدامِ
وَمُصَفَّدٍ - والطَّلُّ من أجيالِهِ = بالنيرّاتِ ، وومْضِةِ الإبهامِ
كَمْ تَسْتَبيحُ الغانياتُ شُعورَهُ = لكنَّهُّ في الحُبِّ عينُ إمامي !!
فَأطَعتُهُ ، وَرَضيتُهُ ، وَعَشِقْتُهُ = يا ويحَ مَنْ تَرَكوهُ دونَ مُقامِ
يا وَيْحَ مَنْ داسُوا على الزَّمنِ الذي = يهوى صِباهُ ، وفيهِ مِسْكُ خِتامي
يا ليلُ : بي كُنْ مُغْرَمًا مُتَفَانيًا = كُنْ مُغْرَمًا بي ، فَالهَوى قُـدَّامي
وانثُرْ على الشُّرَفاتِ نِصْفَ حَقيقـتي = كي تُبْصِر العَزَماتُ بعضَ هُيامي
كي تقْرَأَ النَّفَحاتُ قافيتي وقد = عَلِمَ البَديعُ بأنَّني المُتَسَامي
هذي خيامي ... هَذهِ أحلامي = هذي جِراحي ... هذهِ أعوامي !
تُغني ابتساماتِ الشهيدِ سخيَّةً = بالسُّهْدِ ، والأفْراحِ ، والآلامِ !
تَسْتَنْطِقُ الأزهارَ عن نَعْمائِها = عن كلِّ إلْفٍ مُعْجَبٍ بكِلامي !
عَنْ كُلِّ مُغْتَربٍ فَنَتْ آهاتُهُ = وهو الذي مازال رَهْنَ سَقامي
ما زالَ مُنشغِلاً بوحْي ثقافةٍ = الَّيْلُ أغشاها بلا استفهامِ
يا ذا الزُّهورِ الباسماتُ ظلالُها = أقبلْ إليَّ مـُقـبّلًا تِـهـيامي
أقبِلْ إليَّ بأجمل الأفـوافِ والْـ = ألطافِ والأصدافِ والأرحامِ
وانسُبْ إليكَ رفاهتي ، لا تلتفتْ = حتى تراك مَناقبُ الأنغامِ
يا ذا الهوى يا فَجْرُ : هذا دربُنا = فاسألْ عن الميقاتِ والإحرامِ
لا تَهْجرِ الأطلالَ يومًا وانتبهْ = أنَّ المحبةَ جَوْهرُ الاسلامِ
أنَّ العروجَ بدايةٌ للمُنتهي = فاحمِلْ إلى بَلدِ الحَبيبِ سَلامي .
.. وتدورُ دائرةُ الفَراغِ رتيبةً = وابيضّتِ العَيْنانِ فرط أوامي !
وَتكادُ تسبقني العواطفُ خِلسةً = ويضُجُّ تـفـكـيري بلا أنسامِ
ويكاد يـقـتـلني الزَّمان لِـعلةٍ = ضاعت أزمّتها مع الأقــلامِ
وتكادُ تحملنا الصَّواري قبلما = يحبو الأصيلُ ، فلاتَ من إلهــامِ
إيهٍ مُعذّبةَ القريضِ تمَهَّلي = فلقد يهزُّ المنتدى إيلامي
ما ذنبُ مَعْمودُ الفؤاد ، ترّفَقي = ألِأنَّهُ في حبّه مـتـنامي ؟
ألِأنّه المحبوبُ من أقرانِهِ = فإذا مشى يبكي على الأقوامِ ؟
مَـن أنتِ حتى تـنـتـفي عبراتُـنا = ويضيع أسلوبُ الكبار أمامي ؟
ستدورُ دائرتي ، سأهجُر كبوتي = سأمزّق الآلامَ بالآلامِ !
ولسوفَ أقـطعُ من يرومُ بلاغتي = يستغفلُ المجنونَ دون سهامِ
ولسوفَ ينتهضُ الأريبُ مُعانقًا = أهلَ الشذا في أبلغ الأحلامِ
وإلى الصباحاتِ العِذاب يُسافرُ الـ = حاني ، لكيلا تـنحني آكامي
إذ ذاك نَبْتَكِرُ الحَياةَ جديدةً = وعيونُ عُمْري تحتفي بمقامي
وَأداعبُ اللقيا بنور إرادتي = وأقــولُ يا دنيا إليك غَرامي
فـتعلّمي منّي الوفاءَ لأنَّني = رجلٌ من الأخرى رفعتُ خِيامي
وبـثـثـتُ أطيابًا لأهلِ مَودّتي = وعلمْتُ أين منازلُ الإعظامِ
يا ليلُ قد أزفَ العبورُ ورَاقَني = مَعْنى الجِهادِ ، فردّني إكرامي
طوبى لمن ذاق السُّلافَةَ ذاكرًا = طوبى لأهلِ الذَّوقِ والإنعامِ
طوبى لقلبيَ ، والحَبيبِ ودوْحتي = إنّي هُــنا ، فَـتَـمَـتَّـعـوا بنظامي
هــذي خيامي ... هذه خطراتـُنا = هذي جراحي ... فارحموا تهيامــي .
كانوا هناكَ ، ولا أطيلُ كَلامي = يَتَهكَّمونَ بأدْمِع النُدّامِ
يَتَصَـيـَّدونَ بكلِّ جَــوٍّ قاتِمٍ = لمّا تُضِيءْ أعوامَهُ أعوامي
في جاههِم شَمْسُ المروءةِ أغلقتْ = أَبوابَها ، فَـبَكـوْا على الآثامِ
كانوا يَكيلونَ المتاهةَ بالأنا = ويُطـفـِّفُــونَ كجَوْقَةِ الأَنعامِ
وَصَبرتَ يا قلبي غَداةَ تملّكوا = غيثَ السَّحابِ ، عشقتَ دونَ سَقامِ
وَنَهضْتَ يا قلبي غداة تَدَحْرَجُوا = من حيثُ هُم جَرحُوا النَّخيلَ "بسامِ "
من حيث هم عذلوا ندى أُمَّ القِرى = دارَ السَّلامِ وَقِـبْلةَ الأيتامِ
كَسَروا اليـَراعةَ واهمينَ بأنَّنا = قـد نـَنْـثـني ، ناسينَ دُرَّ نِظامي
فإذا السَّماءُ قريضُ مَجْدٍ مُحْكمٍ = يَهْدي السُّراة ، يَنُمُّ بالأحكامِ
وإذا النَّزَاهةُ - رغم خبثِ دَهائهم - = تعْلو بقدرِ الأهلِ والأعـْمامِ
وَحَبيبتي يَشْدو لدَجْلةَ ثغرُها = يا حَسْبُها الرَّحمنُ في الإقدامِ
أَحَبيبتي عُذرًا بياني مُكلمٌ = قد ضاقتِ الأيَّامُ بالأيّامِ !!
عُذرًا إذا مسَّ الغُبارُ خَميلةً = فَغَدًا سَيَشْرَقُ فـيهِ كلُّ عِصامي
يَفْنى الرَّدى ، أمَّا الخلودُ فصنْعةٌ = ما عادَ يُتْقِـنُها سِوى إلهامي
يفنى الرَّدى ، والشَّامِتونَ ، وَمَنْ طغى = ويظلُّ عـهْــدُ الحُــبِّ والإكــرامِ
لِتسيرَ قافــلةُ الجهـادِ يحـفُّــها = ماءُ العيون ، ووثبةُ الصَّمْصامِ
وَيهيمُ داعيةُ الجَمالِ مُتوَّجًا = بعزائـمِ المُسْتـوْثِقِ القـَـمْقـَـامِ
كانوا هناكَ ، وكان يَدْري أنّه = في سوحِها فَرْدٌ معَ العَلاّمِ
يَدرْي بأنَّ الفجْرَ بعضُ جنودِهِ = فإذا أشارَ أضاءَ قلبُ الشامِ
وطفقْتَ في البيداءِ تحْرسُ أهلَها = فالأمنُ في البيْداءِ دون حزامِ !!
كي لا يقولَ الشَّرْقُ أين أحبّتي = كي لايني التَّاْريخُ باللوّامِ
كي تنهضَ الأمُّ التي ما أنجبتْ = غيرَ الكبارِ ذوي الحِجا المترامي
أمَّا الصِّغارُ ولو هناك تـناسَلوا = وتكاثروا زورًا بـلا أرحامِ
إنّي فقهْتُ بأنَّهم أكذوبةٌ = بل هم - أخا الأنجامِ - محْضُ حُطامِ
عَجِلوا إلى قعْرِ الهزيمةِ حاملين = الغلَّ والأهـواءَ بالأوهامِ
صُوَرُ العَمى فيهم تجسَّدَ لونُها = بل إنَّها رُسمتْ من الإجرامِ
ما آثروا غيرَ الرَّذيلةِ مسْرحًا = فلذاك لاكوا أقذرَ الآثامِ
مُذ قيَّدوا بالجور أنفسهم فما = نفع الحكيمُ وموردُ الأقلامِ
إلا السُّيوفُ دواءُ كلِّ رُعونةٍ = أبكى الغـياضَ بحَتْفِهِ المُتَعامي
إلا السِّهام وكمْ حملتَ كِنانةً = جاشت بها نحوَ الضَّلالِ سِهامي
وغـداً ستحْتفلُ الفتوحُ بهيَّةً = والغرْبُ منهمكٌ بكلِّ ظلامِ
وَغَــدًا سترتفع البنودُ تحيَّةً = للسَّائرينَ إلى حمى الإقــدامِ
للحاملينَ القُدسَ في حَدَقاتهم = والمسجدَ الأقصى وَرَوْحَ مُقامِ
وإذا بأرواحِ الأحبةِ بينـنا = وإذا الملائكُ زحـفُها متسامي
وإذا صلاحُ الدِّين ملءُ قلوبنا = يشدو بآي النَّصْر دون كلامِ
وإذا السَّمَواتُ العُلى بجنودِها = مالتْ إلى مَغْناي فرط زحــامِ
حتَّى إذا عبقَ الفِدا واسّابقتْ = بشرى البشائرِ وازدهتْ أحلامي
نهضَ الشَّهيدُ مُقبِّلاً رفقاءَهُ = وسلاحهُ الذكرى ونور حسامِ
نهضَ الشَّهيدُ ولم تزلْ آمالُه = طيَّ الفؤادِ وجنَّةِ الأنسامِ
يرنو الى الليمونِ وهو مخضّبٌ = بمدامعٍ من كوثرٍ وهيامِ
خلتِ القرونُ وما نسى ضَحِكاتنا = فهواه ممتزجٌ بعطر مُدامي
خلتِ القُرونُ ولؤلؤٌ معَ طارقٍ = يتعانقان بظلّه قـُدّامي
والعزُّ نهّاضٌ يروم مشاعري = والأنسُ تُملي سِحْرَه أعلامي
والغربُ يلعقُ بالجروح تـشرْذمًا = هي هكذا الأزمانُ في الأحكامِ
يومٌ علينا إذ تراخى عزمنا = يومٌ لنا لمّا سكبتُ غرامي !!
كي يصدقَ الوعدُ الذي نطقَ الخلودُ = به ، وعاش مكلّلاً بسلامِ
والأُفـقُ يـبـتـدرُ الحديث مُكبِّرًا = وله نـشيجٌ بالمودة طامي
عُدْنا صلاحَ الدِّين وانجابَ العنا = عُدْنا وفي الخضراء هَبَّ غمامي
فاقرأْ على الأبطالِ شعري إنّهم = صانوا العهود ومعهد الاسلامِ
بلّغ رفاقك أنّ مسْرى المصطفى = قد آبَ يشدو ، وازدهى تهيامي
قد عاد بالنُعمى يُكفكفُ دمعه = وشـذاه مسك محبَّة ووئامِ
كانوا هناك ، وعزمنا مـسـتـنـفـرٌ = يا ليل فامرحْ بالأنين الدَّامي
كانوا هناك وأمتي برجالها = أذوى حشاها كثرة الأحزامِ
واليوم قد أذِنَ الرَّحيمُ فأدبرتْ = تلك العقاربُ واستفاق رُغامي
عُدْنا صَلاحَ الدِّينِ تِلْكَ ديارُنا = تاقتْ إليكَ بلوعةٍ وهيامِ
عُدْنا صَلاحَ الدِّين مرحى للأُلى = نالوا البَهاءَ وسِدرةَ العلامِ
مَرْحى لأحفاد الجهاد وكلهم = أبناءُ ماجدةٍ وَوَلْدُ كرامِ
مَرْحى لقُدْس الأنبياء وَمسْجدٍ = بالحُبِّ يَلثُمُ قِبلةَ الأِسْلامِ
وَالفَجْرُ يَشْخَبُ لا غَدٌ لا مَوْعدٌ = كلّا ، وَلا ضُمُدٌ منَ النُّدّامِ
نامَتْ طيوفُ الَّيلِ وهْو مُضرّجٌ = بحكايةِ المُسْتَأسِدِ المِقْدامِ
وَمُصَفَّدٍ - والطَّلُّ من أجيالِهِ = بالنيرّاتِ ، وومْضِةِ الإبهامِ
كَمْ تَسْتَبيحُ الغانياتُ شُعورَهُ = لكنَّهُّ في الحُبِّ عينُ إمامي !!
فَأطَعتُهُ ، وَرَضيتُهُ ، وَعَشِقْتُهُ = يا ويحَ مَنْ تَرَكوهُ دونَ مُقامِ
يا وَيْحَ مَنْ داسُوا على الزَّمنِ الذي = يهوى صِباهُ ، وفيهِ مِسْكُ خِتامي
يا ليلُ : بي كُنْ مُغْرَمًا مُتَفَانيًا = كُنْ مُغْرَمًا بي ، فَالهَوى قُـدَّامي
وانثُرْ على الشُّرَفاتِ نِصْفَ حَقيقـتي = كي تُبْصِر العَزَماتُ بعضَ هُيامي
كي تقْرَأَ النَّفَحاتُ قافيتي وقد = عَلِمَ البَديعُ بأنَّني المُتَسَامي
هذي خيامي ... هَذهِ أحلامي = هذي جِراحي ... هذهِ أعوامي !
تُغني ابتساماتِ الشهيدِ سخيَّةً = بالسُّهْدِ ، والأفْراحِ ، والآلامِ !
تَسْتَنْطِقُ الأزهارَ عن نَعْمائِها = عن كلِّ إلْفٍ مُعْجَبٍ بكِلامي !
عَنْ كُلِّ مُغْتَربٍ فَنَتْ آهاتُهُ = وهو الذي مازال رَهْنَ سَقامي
ما زالَ مُنشغِلاً بوحْي ثقافةٍ = الَّيْلُ أغشاها بلا استفهامِ
يا ذا الزُّهورِ الباسماتُ ظلالُها = أقبلْ إليَّ مـُقـبّلًا تِـهـيامي
أقبِلْ إليَّ بأجمل الأفـوافِ والْـ = ألطافِ والأصدافِ والأرحامِ
وانسُبْ إليكَ رفاهتي ، لا تلتفتْ = حتى تراك مَناقبُ الأنغامِ
يا ذا الهوى يا فَجْرُ : هذا دربُنا = فاسألْ عن الميقاتِ والإحرامِ
لا تَهْجرِ الأطلالَ يومًا وانتبهْ = أنَّ المحبةَ جَوْهرُ الاسلامِ
أنَّ العروجَ بدايةٌ للمُنتهي = فاحمِلْ إلى بَلدِ الحَبيبِ سَلامي .
.. وتدورُ دائرةُ الفَراغِ رتيبةً = وابيضّتِ العَيْنانِ فرط أوامي !
وَتكادُ تسبقني العواطفُ خِلسةً = ويضُجُّ تـفـكـيري بلا أنسامِ
ويكاد يـقـتـلني الزَّمان لِـعلةٍ = ضاعت أزمّتها مع الأقــلامِ
وتكادُ تحملنا الصَّواري قبلما = يحبو الأصيلُ ، فلاتَ من إلهــامِ
إيهٍ مُعذّبةَ القريضِ تمَهَّلي = فلقد يهزُّ المنتدى إيلامي
ما ذنبُ مَعْمودُ الفؤاد ، ترّفَقي = ألِأنَّهُ في حبّه مـتـنامي ؟
ألِأنّه المحبوبُ من أقرانِهِ = فإذا مشى يبكي على الأقوامِ ؟
مَـن أنتِ حتى تـنـتـفي عبراتُـنا = ويضيع أسلوبُ الكبار أمامي ؟
ستدورُ دائرتي ، سأهجُر كبوتي = سأمزّق الآلامَ بالآلامِ !
ولسوفَ أقـطعُ من يرومُ بلاغتي = يستغفلُ المجنونَ دون سهامِ
ولسوفَ ينتهضُ الأريبُ مُعانقًا = أهلَ الشذا في أبلغ الأحلامِ
وإلى الصباحاتِ العِذاب يُسافرُ الـ = حاني ، لكيلا تـنحني آكامي
إذ ذاك نَبْتَكِرُ الحَياةَ جديدةً = وعيونُ عُمْري تحتفي بمقامي
وَأداعبُ اللقيا بنور إرادتي = وأقــولُ يا دنيا إليك غَرامي
فـتعلّمي منّي الوفاءَ لأنَّني = رجلٌ من الأخرى رفعتُ خِيامي
وبـثـثـتُ أطيابًا لأهلِ مَودّتي = وعلمْتُ أين منازلُ الإعظامِ
يا ليلُ قد أزفَ العبورُ ورَاقَني = مَعْنى الجِهادِ ، فردّني إكرامي
طوبى لمن ذاق السُّلافَةَ ذاكرًا = طوبى لأهلِ الذَّوقِ والإنعامِ
طوبى لقلبيَ ، والحَبيبِ ودوْحتي = إنّي هُــنا ، فَـتَـمَـتَّـعـوا بنظامي
هــذي خيامي ... هذه خطراتـُنا = هذي جراحي ... فارحموا تهيامــي .
كانوا هناكَ ، ولا أطيلُ كَلامي = يَتَهكَّمونَ بأدْمِع النُدّامِ
يَتَصَـيـَّدونَ بكلِّ جَــوٍّ قاتِمٍ = لمّا تُضِيءْ أعوامَهُ أعوامي
في جاههِم شَمْسُ المروءةِ أغلقتْ = أَبوابَها ، فَـبَكـوْا على الآثامِ
كانوا يَكيلونَ المتاهةَ بالأنا = ويُطـفـِّفُــونَ كجَوْقَةِ الأَنعامِ
وَصَبرتَ يا قلبي غَداةَ تملّكوا = غيثَ السَّحابِ ، عشقتَ دونَ سَقامِ
وَنَهضْتَ يا قلبي غداة تَدَحْرَجُوا = من حيثُ هُم جَرحُوا النَّخيلَ "بسامِ "
من حيث هم عذلوا ندى أُمَّ القِرى = دارَ السَّلامِ وَقِـبْلةَ الأيتامِ
كَسَروا اليـَراعةَ واهمينَ بأنَّنا = قـد نـَنْـثـني ، ناسينَ دُرَّ نِظامي
فإذا السَّماءُ قريضُ مَجْدٍ مُحْكمٍ = يَهْدي السُّراة ، يَنُمُّ بالأحكامِ
وإذا النَّزَاهةُ - رغم خبثِ دَهائهم - = تعْلو بقدرِ الأهلِ والأعـْمامِ
وَحَبيبتي يَشْدو لدَجْلةَ ثغرُها = يا حَسْبُها الرَّحمنُ في الإقدامِ
أَحَبيبتي عُذرًا بياني مُكلمٌ = قد ضاقتِ الأيَّامُ بالأيّامِ !!
عُذرًا إذا مسَّ الغُبارُ خَميلةً = فَغَدًا سَيَشْرَقُ فـيهِ كلُّ عِصامي
يَفْنى الرَّدى ، أمَّا الخلودُ فصنْعةٌ = ما عادَ يُتْقِـنُها سِوى إلهامي
يفنى الرَّدى ، والشَّامِتونَ ، وَمَنْ طغى = ويظلُّ عـهْــدُ الحُــبِّ والإكــرامِ
لِتسيرَ قافــلةُ الجهـادِ يحـفُّــها = ماءُ العيون ، ووثبةُ الصَّمْصامِ
وَيهيمُ داعيةُ الجَمالِ مُتوَّجًا = بعزائـمِ المُسْتـوْثِقِ القـَـمْقـَـامِ
كانوا هناكَ ، وكان يَدْري أنّه = في سوحِها فَرْدٌ معَ العَلاّمِ
يَدرْي بأنَّ الفجْرَ بعضُ جنودِهِ = فإذا أشارَ أضاءَ قلبُ الشامِ
وطفقْتَ في البيداءِ تحْرسُ أهلَها = فالأمنُ في البيْداءِ دون حزامِ !!
كي لا يقولَ الشَّرْقُ أين أحبّتي = كي لايني التَّاْريخُ باللوّامِ
كي تنهضَ الأمُّ التي ما أنجبتْ = غيرَ الكبارِ ذوي الحِجا المترامي
أمَّا الصِّغارُ ولو هناك تـناسَلوا = وتكاثروا زورًا بـلا أرحامِ
إنّي فقهْتُ بأنَّهم أكذوبةٌ = بل هم - أخا الأنجامِ - محْضُ حُطامِ
عَجِلوا إلى قعْرِ الهزيمةِ حاملين = الغلَّ والأهـواءَ بالأوهامِ
صُوَرُ العَمى فيهم تجسَّدَ لونُها = بل إنَّها رُسمتْ من الإجرامِ
ما آثروا غيرَ الرَّذيلةِ مسْرحًا = فلذاك لاكوا أقذرَ الآثامِ
مُذ قيَّدوا بالجور أنفسهم فما = نفع الحكيمُ وموردُ الأقلامِ
إلا السُّيوفُ دواءُ كلِّ رُعونةٍ = أبكى الغـياضَ بحَتْفِهِ المُتَعامي
إلا السِّهام وكمْ حملتَ كِنانةً = جاشت بها نحوَ الضَّلالِ سِهامي
وغـداً ستحْتفلُ الفتوحُ بهيَّةً = والغرْبُ منهمكٌ بكلِّ ظلامِ
وَغَــدًا سترتفع البنودُ تحيَّةً = للسَّائرينَ إلى حمى الإقــدامِ
للحاملينَ القُدسَ في حَدَقاتهم = والمسجدَ الأقصى وَرَوْحَ مُقامِ
وإذا بأرواحِ الأحبةِ بينـنا = وإذا الملائكُ زحـفُها متسامي
وإذا صلاحُ الدِّين ملءُ قلوبنا = يشدو بآي النَّصْر دون كلامِ
وإذا السَّمَواتُ العُلى بجنودِها = مالتْ إلى مَغْناي فرط زحــامِ
حتَّى إذا عبقَ الفِدا واسّابقتْ = بشرى البشائرِ وازدهتْ أحلامي
نهضَ الشَّهيدُ مُقبِّلاً رفقاءَهُ = وسلاحهُ الذكرى ونور حسامِ
نهضَ الشَّهيدُ ولم تزلْ آمالُه = طيَّ الفؤادِ وجنَّةِ الأنسامِ
يرنو الى الليمونِ وهو مخضّبٌ = بمدامعٍ من كوثرٍ وهيامِ
خلتِ القرونُ وما نسى ضَحِكاتنا = فهواه ممتزجٌ بعطر مُدامي
خلتِ القُرونُ ولؤلؤٌ معَ طارقٍ = يتعانقان بظلّه قـُدّامي
والعزُّ نهّاضٌ يروم مشاعري = والأنسُ تُملي سِحْرَه أعلامي
والغربُ يلعقُ بالجروح تـشرْذمًا = هي هكذا الأزمانُ في الأحكامِ
يومٌ علينا إذ تراخى عزمنا = يومٌ لنا لمّا سكبتُ غرامي !!
كي يصدقَ الوعدُ الذي نطقَ الخلودُ = به ، وعاش مكلّلاً بسلامِ
والأُفـقُ يـبـتـدرُ الحديث مُكبِّرًا = وله نـشيجٌ بالمودة طامي
عُدْنا صلاحَ الدِّين وانجابَ العنا = عُدْنا وفي الخضراء هَبَّ غمامي
فاقرأْ على الأبطالِ شعري إنّهم = صانوا العهود ومعهد الاسلامِ
بلّغ رفاقك أنّ مسْرى المصطفى = قد آبَ يشدو ، وازدهى تهيامي
قد عاد بالنُعمى يُكفكفُ دمعه = وشـذاه مسك محبَّة ووئامِ
كانوا هناك ، وعزمنا مـسـتـنـفـرٌ = يا ليل فامرحْ بالأنين الدَّامي
كانوا هناك وأمتي برجالها = أذوى حشاها كثرة الأحزامِ
واليوم قد أذِنَ الرَّحيمُ فأدبرتْ = تلك العقاربُ واستفاق رُغامي
عُدْنا صَلاحَ الدِّينِ تِلْكَ ديارُنا = تاقتْ إليكَ بلوعةٍ وهيامِ
عُدْنا صَلاحَ الدِّين مرحى للأُلى = نالوا البَهاءَ وسِدرةَ العلامِ
مَرْحى لأحفاد الجهاد وكلهم = أبناءُ ماجدةٍ وَوَلْدُ كرامِ
مَرْحى لقُدْس الأنبياء وَمسْجدٍ = بالحُبِّ يَلثُمُ قِبلةَ الأِسْلامِ